شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
قم‏
مناسبت:   
يوم القدس‏
موضوع:   
ضرورة تأسيس حزب المستضعفين، إنذار إلى الأحزاب المفسدة والمتآمرة
حضار:   
فئات الإيراني المسلم‏
شناسه ارجاع:   
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۲۴ تا صفحه ۲۲۶

بسم الله الرحمن الرحيم‏

أمنية تأسيس (حزب المستضعفين)

إني أتوجه بالشكر إلى الشعوب والدول التي أيدتنا في نداءنا الإسلامي ولبّوا دعوة الإسلام، وأسأل الله تعالى السلامة والتوفيق للجميع. كان يوم القدس يوماً إسلامياً وتعبئة إسلامية عامة، وإني آمل أن يكون مقدمة لتأسيس حزب المستضعفين في العالم، ليشارك المستضعفون فيه أيضاً ويبحثوا عن حلول للمشاكل التي تعترض طريقهم، لينهضوا وينتفضوا في وجه المستكبرين والناهبين الدوليين في الشرق والغرب، ولا يسمحوا لهم باضطهاد مستضعفي العالم بعد الآن، ويحققوا نداء الإسلام ووعد الله تعالى بحكومة المستضعفين (وراثة الأرض) فالمستضعفون الآن مشتتون وبهذا التشتت لا نستطيع فعل شي‏ء، والآن حيث تحقق لمّ الشمل لمجموعة من المستضعفين في الأرض، يجب أن يكون ذلك مثالًا ويقتدى به من قبل شعوب الأرض، وتحقق (حزب المستضعفين) الذي هو (حزب الله)، وتجسيد إرادة الله تبارك وتعالى حيث أمر بوراثة المستضعفين الأرض. إننا ندعو جميع المستضعفين في العالم الانضمام الى هذا الحزب وحل مشاكلهم بشكل جماعي وإرادة قوية، ولن تحل أي مشكلة وفي أي مكان ولأي شعب إلّا عن طريق (حزب المستضعفين).

امهال اسرائيل أمر خاطئ‏

إني أقول وبكل أسف بأن الخطأ الذي ارتكبته الدول والشعوب الإسلامية لاسيما الدول والشعوب العربية، والخطأ الذي ارتكبناه نحن أيضاً في إيران، تمثل في امهال إسرائيل. كما أن الأهداف الشخصية للحكومات منعتهم من كتم صوت إسرائيل منذ البداية وعدم السماح لها باستفحال قدرتها. ومع الأسف فإن أهدافهم الشخصية منعتهم من سماع ندائنا أيضا. فنحن منذ عشرين عاماً أو أقل ندعوا إلى الوحدة والوقوف في صف واحد ضد إسرائيل، ولكن كانت هناك أصوات تدعو إلى إعطاء إسرائيل الفرصة، حتى وصلت الأمور إلى ماهي عليه‏ الآن وطالت يدها المعتدية فضربت جنوب لبنان ودمرته، وممارسة أنواع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، ونحن كنا ننادي ونكرر بأن اسرائيل- جرثومة الفساد- لن تكتفي بالقدس أو ببيت المقدس وإذا أمهلناها فإن خطرها سيهدد الدول الإسلامية. والآن علينا أن نعوض عن تلك الأخطاء السابقة باتحادنا- اتحاد المسلمين- وتشكيل (حزب المستضعفين) ضد المستكبرين وعلى رأسهم أمريكا المجرمة، وخادمتها الفاسدة إسرائيل. كان هذا خطأ الدول الإسلامية لاسيما العرب ويجب أن يعوضوا عن هذا الخطأ، ويتوبوا الى الله تبارك وتعالى.

لو طبقت الثورة بشكل عملي لعجز مثيري الفتن عن تحقيق أهدافهم‏

أما الخطأ الذي وقعنا فيه فهو أننا لم نتصرف بشكل ثوري وأمهلنا هذه القشور الفاسدة، فلم تتصرف الحكومة بصورة ثورية ولا الجيش ولا حرس الثورة، لم يتصرف أي منهم بشكل ثوري، فلو أننا ومنذ البداية عندما هزمنا النظام الفاسد وهدّمنا هذا السد، عملنا بشكل ثوري، وكسر الأقلام المأجورة ووضعنا حداً لجميع المجلات والصحف المتآمرة، ومنعنا الأحزاب العميلة عن ممارسة أعمالها وعاقبنا رؤساءها ونصبنا أعواد المشانق في الساحات العامة وأعدمنا الفاسدين والمفسدين، لما تعرضنا لكل هذه المتاعب. إني استغفر الله تعالى وأعتذر من شعبنا العزيز عن هذا الخطأ الذي اقترفناه، فنحن لم نكن ثوريين ولم تكن حكومتنا ولا جيشنا ولاشرطتنا ثوريين، وحرس الثورة وأنا أيضا لم نكن ثوريين، فلو كنا كذلك لما سمحنا لهؤلاء بالظهور ولأعلنا عدم شرعية جميع تلك الأحزاب والتنظيمات منذ البداية، فنحن لدينا حزب واحد فقط، هو (حزب الله) حزب المستضعفين.

تحذير إلى الفئات المفسدة

إني أتوب الى الله تعالى من هذا الخطأ الذي اقترفته، وأقول لهذه القشور المفسدة المنتشرة في إيران بأنهم لو لم يكفوا عن أعمالهم فسوف نتصرف معهم بشكل ثوري، فمولانا أمير المؤمنين- سلام الله عليه-، المثل الأعلى للإنسانسية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى وكان قدوة في العبادة والزهد والتقوى والرحمة والمروءة وكان مع المستضعفين وكان يقتل بسيفه المستكبرين الظالمين والمتآمرين، حيث قتل في يوم واحد- كما ينقل- 700 من يهود بني قريظة الذين كانوا كإسرائيل الآن، ولربما كانت من نسلهم!. إن الله تبارك وتعالى غفور رحيم في وقت العفو والرحمة، ومنتقم جبار في وقت الانتقام، ونحن لسنا خائفين من أن يكتب شي‏ء ضدنا في الصحف الإيرانية السابقة أو الأجنبية، فنحن لانبحث عن الوجاهة لا في إيران، ولا في خارج البلاد، نحن نريد أن نعمل بأمر الله سبحانه وسوف‏ نفعل. (أشداء على الكفار رحماء بينهم) «1». هؤلاء المتآمرون هم في صف الكفار سواء كانوا في كردستان أو غيرها، ويجب التعامل معهم بحزم وقوة، وعلى الحكومة والجيش والشرطة أن يتصرفوا بحزم معهم، وإذ لم يتصرفوا بحزم فنحن سنتصرف، ولن نسامح من يتسامح معهم، فالتسامح له حدود والوجاهة لها حدود أيضا، ولن نسمح لهذه الأمور أن تؤثر على مصالح المسلمين. إن محاكم الثورة موظفة بإغلاق كل المجلات المتآمرة التي تسعى الى حرف مسيرة الشعب الإسلامية، ومحاكمة أولئك الكتاب ورؤسائهم. إنها الفرصة الأخيرة التي نعطيها لتلك الفئات المتعفنة، وإذا لم يكفوا عن ممارساتهم ولم يلتحقوا بأبناء شعبهم وأمتهم، فإن الله يعلم بأني سوف أتصرف معهم بشكل ثوري، سوف آتي إلى طهران وسيكون لي موقفاً ثورياً مع المسؤولين الذين يتسامحون معهم، وعلى كل فئات الجيش أن تعلم بأنها لو لم تطع تسلسل المراتب فسوف أتصرف معهم بشكل ثوري، ضعوا الأعذار جانباً، واذهبوا لقمع المفسدين، اذهبوا واقمعوا المتآمرين، ولا تسامحوا أحدا .. على الجميع حسم الأمور وعدم التسامح، الحكومة والجيش والشرطة وحرس الثورة. كذلك أطلب من جميع المثقفين ومختلف الأحزاب والمنظمات التي ربما وصل عددها الآن إلى المئتين، أن يسلكوا طريقنا طريق الشعب وطريق الإسلام، وليلتحقوا بأبناء الشعب فمن مصلحتهم الانضمام الى صفوف الشعب، فلو فشلت هذه الثورة لاقدر الله، فأنتم أيضاً ستكونون ضحايا أعمالكم الخاطئة. ولكن بإذن الله لن تفشل نهضتنا وسوف تتقدم وتستمر. وستقتدي الشعوب بها. وعلى جميع الحكومات أن تأخذ العبرة والدرس من حكومتنا السابقة ومما حصل لها.
فليأخذ الشعب الأفغاني العبرة من إيران وليردع هؤلاء المفسدين الذين يسفكون دماء الناس ولينضم الجيش في أفغانستان إلى الشعب، فالحكم حكم إسلامي، ولتنضم الإدارات والمؤسسات الحكومية في أفغانستان إلى شعبها مثلما فعل الشعب الايراني، عليها أن تلتحق بالشعب وتخرج هذا المفسد «2» من أرضها. ونحن نأمل أن تحل مشاكل الإسلام ومعاناة فلسطين وأفغانستان بوحدة كلمة المسلمين. أسأل الله تبارك وتعالى السلامة والتوفيق للمسلمين وأن ينصر المستضعفين على المستكبرين ليورثهم الأرض بعنايته تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه