شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
قم‏
موضوع:   
التآمر الأمريكي ضد الشعب الايراني‏
حضار:   
العاملون في المؤسسة المركزية للتأمين‏
شناسه ارجاع:   
جلد ۱۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۵۸ تا صفحه ۳۶۳

بسم الله الرحم الرحيم‏

أمريكا، الشيطان الأكبر

ورد في احدى الروايات أنه عندما بُعث الرسول الأكرم (ص)، نادى الشيطان الأكبر جامعاً حوله كل الشياطين وخاطبهم: سيصعب علينا الأمر من الآن فصاعداً «1». وهذا ما تفعله أمريكا الشيطان الأكبر الآن بعد انتصار الثورة، اذ انها نادت مستنفرة جميع شياطينها في ايران وخارجها، لمواجهة هذه الثورة.
تعلمون جميعاً أن ايران طوال فترة حكومة هذين الخبيثين «2»- غير مشروعة- كانت خاضعة للانجليز فترة من الزمن. ثم بعد ذلك وهو القسم الأعظم لنفوذ الامريكان. فالذين جاؤوا برضاخان ونصّبوه علينا حاكماً هم الانجليز، وأما محمد رضا فقد جاء به الحلفاء- حسب اعترافه- أنهم رأوا فيه الأصلح للحكم، طبعاً الأصلح لهم ولتنفيذ خططهم وتحقق مطامعهم، ليس الأصلح للشعب، وجميعكم تعلمون حجم المعاناة والصعاب التي تعرض لها شعبنا برجاله ونسائه خلال تلك الفترة. ربما لا تتذكرون أكثرها، ولكني أذكر ذلك جيداً وأذكر ما أُرتكب من فجائع وأعمال مشينة في عهد رضاخان، تحت اسم توحيد المظهر، ونزع الحجاب، وكم هتك من ستر وأُسقط من طفل إثر الهجمات الوحشية التي كان يرتكبها هؤلاء ضد النساء المحجبات لينزعوا عنهن حجابهن.
الإنجليز جاؤوا برضاخان إلى الحكم ثم قاموا بعزله، حيث أعلنوا عبر راديو دهلي الذي كان تحت تصرفهم آنذاك: نحن من أتينا به وعندما خاننا أقصيناه. جمع جواهره وشدّ حقائبه ووضعها في السفينة ليصطحبها معه، وفي وسط الطريق- على ما نقل أحد مرافقيه- أتوا بسفينة لنقل الدواب ووصلوها بهذه السفينة، وأخذوا رضاخان حيث يجب أن يكون، فقال لهم: والحقائب؟ قالوا: ستأتي فيما بعد وساروا به إلى تلك الجزيرة، وأخذوا هم الحقائب ونهبوا ما فيها. ثم جاء دور الثاني في الاغارة والنهب، لا بد ان اكثركم يتذكر تلك الفترة على الأقل أواخرها. وعاينتم بأنفسكم ما فعله هؤلاء، وأيُّ جرائم ارتكبوها في هذه البلاد وتحت أي عناوين خداعة، ومن المؤسف أنهم استطاعوا من خلال دعايتهم الواسعة أن يخدعوا بعض الأفراد فصدقوا دعايتهم، ومنهم من شاركهم في اجرامهم ولا يزال حتى الآن لا سيما هؤلاء الشياطين الناشطين الآن بتحريض من أمريكا، والذي ينبغي على الشعب أن يحبط مؤامراتهم بيقظته وصحوته.

ترويج الأعداء للأكاذيب واختلاق الشائعات‏

ومن مؤامراتهم هذه؛ الأكاذيب والشائعات التي يختلقونها ويروجون لها، والتي تهدف إلى اضعاف معنويات الشعب. افرضوا أن عدداً من اللصوص قاموا بقتل عدة أشخاص في مكانٍ ما، فإذا بالخبر يشير إلى أن مائة شخص قتلوا في المكان الفلاني وأن خمسة عشر منهم قد مُثّل بهم وقُطعت رؤوسهم. ثم يصل خبر آخر يفيد بأن الذين قتلوا هم أربعمائة شخص، مع أن الواقع ليس كذلك، فهذه كلها شائعات يختلقونها لأجل اضعاف معنوياتكم وإرباك الحكومة.
من جملة الكلام الذي يروّج له وبكثرة هنا وهناك قولهم: إن الثورة لم تأت بجديد إلا بتغييرٍ ظاهري لشكل الحكم، فبدل أن يكون شاهنشاهياً أصبح للملال. لم تحقق الثورة شيئاً أصلًا. وتعليقي على هذا الكلام كنت قد ذكرته بالأمس، والآن أكرره ثانية، لقد تحقق للشعب كل ما أراد. ما الذي كان يريده الشعب؟ بماذا كان يطالب الشعب؟ ألم يهتف بالحرية والاستقلال والجمهورية الإسلامية؟ فأي منها لم يتحقق؟! لو لم تكن هناك حرية، أكنا نستطيع أنا وأنتم الآن أن نجتمع هنا ونتحدث بهذا الكلام؟ أقبل خمس سنوات كان بأمكاننا فعل ذلك؟ إن هذه الضجة التي تثيرها أمريكا وأمثالها من الشياطين الكبار، واستنفارهم لجميع جندهم من الشياطين الصغار في الداخل والخارج، والمؤامرات التي يحيكونها، كلها نتيجة لإحساسهم بأن أيديهم لم تعد تطال ايران وثرواتها وأن مصالحهم قد تضررت، وتخوّفهم من بقاء الوضع على هذه الحال إلى الأبد.

احتلال وكر التجسس الامريكي‏

إن المركز الذي اقتحمه شبابنا واستولوا عليه، تبين- كما أطلعونا- بأنه وكر للتجسس والتآمر. أتتوقع أمريكا أن تعطي الشاه لجوءاً لديها ليحيك المؤامرات من هناك، وأن توجد مقراً للتجسس والتآمر على أرضنا، وأن يقف شبابنا يتفرج عليها. ومرة أخرى تنشط جذور الفساد وتطلب منا أن نأمر الشباب بإخلاء السفارة التي احتلوها. هؤلاء الشباب انما فعلوا ذلك تعبيراً عن انزعاجهم وغضبهم من تصرفات أمريكا وتدخلها السافر في قضايا ايران، شعب عانى على مدى خمسين سنة من وطأة الظلم والاضطهاد والاستبداد على يد هذا الخبيث وأبيه، وقد نهبا ثروات البلاد وقدّما ذخائرها رخيصة لأسيادهم من الانجليز والأمريكان، وأفظع من ذلك قتلهم آلاف الناس الابرياء ظلماً وعدواناً وارتكابهم المجازر. ففي تظاهرات 15 خرداد وحدها قتل- حسب ما نقل- ما لا يقل عن خمسة عشر ألفاً، ومنذ ذلك الحين إلى الآن ربما وصل عدد القتلى إلى مائة ألف فضلًا عن عشرات الآلاف من الجرحى والمعاقين الذين نلتقيهم كل يوم. وقد أخبروني الآن أن المعاقين الحاضرين هنا أغلبهم من معاقي زمن الثورة، ويدعونك لحضور اجتماعهم الذي سيقيمونه يوم عيد الغدير، وبكل تأكيد سأحضر. شعب عانى كل هذه المعاناة على يد شخص خبيث مثل محمد رضا ثم تمنحه أمريكا اللجوء وتحميه وتؤمن له كل وسائل الراحة والدعة تحت حججٍ واهية من قبيل أنه مريض. ثم عندما تظاهر شبابنا هناك أمام تمثال الحرية- ومن أكبر الأكاذيب أن في أمريكا حرية- ورفعوا لافتة يطالبون فيها أمريكا بإعادة الشاه إلى ايران، قامت الشرطة بتفريقهم واعتقال بعضهم. أيتوقعون بعد كل هذه الحماية لهذا المجرم، وايجادهم مركزاً للتجسس والتآمر على أرض ايران، والكثير الكثير من الأمور الأخرى، أيتوقعون بعد كل هذا أن يجلس شعبنا وشبابنا وجامعيونا ورجال ديننا مكتوفي الأيدي يتفرجون عليهم، لتذهب دماء قرابة مائة ألف شهيد- أقل أو أكثر- هدراً وتضيع سداً، وذلك احتراماً لكارتر وأمثاله. نعم لو لم يرتكب هؤلاء ما ارتكبوه من أعمال تخريب وفساد، ولم يحيكوا المؤامرات، لكانوا أحراراً في البقاء هنا. ولكن عندما يرتكبون مثل هذه الأعمال ويتآمرون، فإنهم سيُغضبون ويزعجون شبابنا، فشبابنا ينتظرون بعد كل هذا الجهاد وهذه التضحيات، أن تكون بلادهم لهم، ولهذا فإنهم لا يستطيعون الجلوس مكتوفي الأيدي أمام كل هذه المؤامرات والممارسات التي تهدف إلى اعادة البلاد إلى ما كانت عليه في السابق، وتبديد كل أتعابهم وتضحياتهم. لا تتوقعوا منهم الجلوس والاكتفاء بالتفرج والسماح لهؤلاء بالاستمرار في التآمر والبقاء في هذه البلاد .. على شبابنا أن يكونوا حذرين وأن يحبطوا بقوة كل هذه المؤامرات.

المؤامرات الخفية

اليوم ليس يوم القعود والاكتفاء بالتفرّج الأوضاع اليوم اكثر تعقيداً وسوءاً مما كانت عليه في عهد محمد رضا، ففي ذلك الوقت كان هذا الخائن متجاهراً بالتصدي للشعب والشعب يعرف عدوه جيداً، أما اليوم فالمؤامرات والخيانات اتخذت شكلًا آخر واخذت تحاك بالخفاء وفي أروقة بعض السفارات وفي مقدمتها سفارة الشيطان الأكبر أمريكا، لذا لا يجوز ترك هؤلاء يحيكون مؤامراتهم لتفاجئنا كل يوم. على شعبنا مواصلة مسيرته وقطع دابر من يعترض طريقه. وما لم يعد هؤلاء إلى رشدهم، ويعيدوا لنا كل ما سرقه الشاه من اموال الشعب وأودعه في بنوكهم، وهي مبالغ طائلة- ربما نحن مطلعين على بعضها فقط- ما لم يفعلوا ذلك، ويعيدوا ما سُرق فإننا سنتعامل معهم بأسلوب آخر. كما أننا سنتعامل مع الانجليز بأسلوب آخر، فلا يظنوا بأننا سنقف مكتوفي الايدي نتفرج على ما يحلو لهم فعله. كلا، ليس الأمر كذلك، بل ستكون ثورة أخرى ثورة أقوى وأشد من الأولى، لذا عليهم أن يعرفوا حدودهم، وأن يعيدوا بختيار الخائن. لا أن يؤوه ليمارس التآمر من هناك ويجمع حوله زمرة من الفاسدين مثله، ويفتح له صحيفة للكذب والتآمر، ويعتقلوا شبابنا الذين تظاهروا هناك ضد الشاه وبختيار. فما لم يكفوا عن هذه الممارسات ويسلمونا هذين الخائنين، أو على الأقل، أن يخرجوهما من اراضيهما، فإن تكليفنا في التعامل معهم سيكون شيئاً آخر، وسنعمل بهذا التكليف.

عدم الشعور بالضعف أمام المؤامرات‏

علينا التقدم بكل قوة واقتدار، فإذا أحس هؤلاء بضعفنا فإنهم سيتجرأون أكثر ويزدادون شراسة وسوءاً. ان كل ما يسطره كتابنا غير المنصفين نظير قولهم: لم يتحقق شي‏ء جديد، وها هي البلاد على حالها كما كانت في السابق، أو كما ورد في احدى الصحف التي رأيتها أوّل أمس حيث جاء فيها: في عهد النظام السابق كان السياسيون في السجون ومقيدون، واليوم أيضاً السياسيون في السجون ولم تختلف الاوضاع، كما أن الكبت الذي كان في عهد النظام السابق موجود الآن أيضاً. إن الهدف من هذا الكلام اضعاف معنويات الشعب.

الفرق بين سجناء نظام الطاغوت وسجناء الجمهورية الإسلامية

مما لاشك فيه، أن سجون النظام السابق كانت تكتظ بالسجناء السياسيين، وأن سجوننا الآن فيها سجناء ايضا، ولكن من هم هؤلاء؟ من هم سجناء عهد الطاغوت؟ ومن‏ هم سجناء اليوم؟ في عهد النظام السابق كان هناك اعدام، والآن يوجد اعدام، ولكن من الذين اعدموا في عهد النظام السابق؟ ومن هم الذين يعدمون الآن؟. إنهم لا يحسبون الأمور على هذا النحو، وانما يلقون الكلام على عواهنه عسى أن ينخدع به بعض الشباب السذج. فمن هؤلاء الذين سجنوا وعذبوا في السجون عهد النظام السابق؟ انهم خيرة شبابنا المؤمنين الملتزمين، لا لذنب وانما لمجرد اعتراضهم على ممارسات النظام ومطالبتهم بعدم جرّ البلاد إلى الهاوية، انهم علماء الإسلام، من أمثال السيد منتظري «3» والسيد المرحوم الطالقاني «4» الذين تعرضوا للسجن لفترة طويلة، وغيرهم كثيرين. ومن هم الذين أُعدموا على يد النظام السابق؟ انه المرحوم سعيدي «5» وأمثاله من الشرفاء. ان السيد لاهوتي الموجود في حرس الثورة الآن كان من الذين تعرضوا للسجن، وكم تحمل هذا الرجل من التعذيب والمعاناة والاهانات. علماء الحوزة وفضلاؤها كانوا يعتقلون ويبعدون إلى هنا وهناك. فالذين تعرضوا للسجن والاعدام والتبعيد في عهد النظام المقبور هم هؤلاء الشرفاء.
وتعالوا الآن لننظر إلى الطرف الآخر من القضية ونرى هل ثمة فرق بين الآن وما كان في العهد البائد. من الذين أعدموا الآن لكي يلطم عليهم هؤلاء الصدور ويكتبون ويتحدثون بأن الوضع الآن لم يختلف عن السابق، ويحرضون منظمات حقوق الإنسان في أمريكا وغيرها للحؤول دون اعدامهم وادانة الجمهورية الإسلامية. انهم اشخاص من مثل هويدا ونصيري، لأجل هكذا مجرمين سفاكين يقيمون الدنيا ولايقعدونها، وأمّا الذين قضوا تحت التعذيب في سجون الشاه وعلى أيدي هؤلاء المجرمين، والمجازر العامة التي ترتكبها أمريكا في اكثر من مكان في هذا العالم، فاننا نجد هؤلاء أنفسهم لا يحركون ساكناً ولا حتى كلمة ادانة او استنكار. والآن بامكانهم أن تفتشوا كل سجون البلاد فلن تجدوا فيها حتى سجيناً واحداً شريفاً وانساناً، لا من الوطنيين ولا من المتدينين، في حين كانت السجون آنذاك مكتظة بالوطنيين والإسلاميين والشرفاء. فضلًا عن ذلك، تعالوا الآن وانظروا إلى وضع السجناء رغم اجرامهم، وقارنوه بوضع السجناء آنذاك على شرافتهم. دعوا الذين ذاقوا مرارة السجن يحدثونكم كيف كانوا يعاملون. في حين أن سجون الجمهورية الإسلامية، على حد اطلاعنا وكما وصينا مراراً وتكراراً، وأهمها طهران، لا يُتعدى فيها على شخص أبداً. هي في النهاية سجون، ولكن ليست بالسجون التي يشتكي فيها السجين سوء المعاملة والاعتداء عليه والاهانة.
مع ذلك تجد هؤلاء عديمي الانصاف يكتبون أن الوضع في السجون الآن أسوأ منه في السابق، مع أن تلك السجون قامت بنشر رجل أحد علمائنا بالمنشار- على مانقل- ان هؤلاء هم نفس الشياطين الذين تجمعوا حول كارتر بنداءٍ منه، وكما أن ذلك الشيطان الأكبر يخاف من الإسلام والقرآن، فإن هؤلاء أيضاً يخافون من هذه الثورة لأنها اسلامية، وهم يعملون بتوجيه من الشيطان الأكبر، لإضعاف معنويات شعبنا وتثبيط عزائمه. ولكن على شعبنا وشبابنا الغيارى أن يسيروا قدماً بكل قوة واقتدار، ولا يهابوا مؤامرات هؤلاء أصلًا، فإنهم ليسوا في ذلك المستوى الذي يخافهم معه انسان.

ايادي خفية وراء اضطرابات كردستان‏

و أمّا هذه الاضطرابات التي يثيرها بعض الشياطين الموالين لهؤلاء الفاسدين فإن ايقافها ليس بالصعب، فقضية كردستان ليست بالقضية المستعصية على الحل كما يتخيل هؤلاء، ولو أن هؤلاء الاشرار كانوا بمعزل عن الناس الأبرياء ولم يكونوا متحصنين بالأبرياء من النساء والأطفال والرجال، لأستئصلنا شأفتهم خلال مدة وجيزة، ولكنهم يتحصنون بين الناس الأبرياء ويستخدمونهم كدروع بشرية، وهذا ما يعيق شبابنا وقواتنا عن ابادتهم بهجوم كاسح لئلا يسقط ضحايا من المواطنين الأبرياء. فهم ليس أكثر من جماعة من الأشرار واللصوص، وليسوا من القوة بمكان بحيث يمكنهم أن يواجهوا القوات الحكومية أو قوات الشعب، ولو أردنا لأمرنا الجيش والشعب بشن هجوم واسع والقضاء عليهم، لكننا مضطرون لتصفيتهم بشكل تدريجي حرصاً على سلامة الأبرياء من الناس. ومع هذا هناك من غير المنصفين من يعرقلون عملنا هذا ويطالبون إعطاء هؤلاء ما يطلبون، وعلى فرض أننا أعطيناهم ما يطلبون هل انتهت القضية، انهم يريدون أمريكا، ولو أنك تسألهم ماذا تريدون لكان جواب الحزب الديمقراطي: مصلحة الشعب. أي أنهم يظهرون التمايل لليسار، ولكنهم في حقيقية أمرهم يمينيون، ويمينيون منحرفون.
أيها الاخوة والاخوات، كونوا أقوياء، وتقدموا إلى الأمام بكل قوة واقتدار فهذه البلاد يجب أن تبنى بسواعدكم، وفقكم الله جميعاً.

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه