شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
طهران، جماران‏
موضوع:   
الحكومة في الإسلام والاديان التوحيدية وما يميزها عن المدارس غير التوحيدية
حضار:   
ضباط ومراتب القوة البحرية لجيش الجمهورية الإسلامية
شناسه ارجاع:   
جلد ۱۲ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۰۲ تا صفحه ۴۰۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

تربية الإنسان، هدف سام يتطلع إليه الإسلام والمدارس التوحيدية

في البداية اشكر السادة الذين تجشموا عناء المجي‏ء والحضور في هذا المكان الضيق، واسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسعادة للجميع. ان وضع الإسلام بكافة ابعاده يختلف عن وضع الحكومات الأخرى بل ومع وضع الاديان الأخرى. ففي كل العهود التي مرت على الانسانية والتي نقلها التاريخ، لم ولن تكون هناك حكومة ودين مثل الدين الإسلامي والحكومة الإسلامية.
ان الإسلام حقيقة تعالج كل شؤون الإنسان في كافة نشاطاته، ولديه برنامج تربوي لكافة ابعاده سواء المادية منها والمعنوية حتى ما يجري في مخيلته. فانت عندما تتطلع إلى الحكومات السائدة في العالم- ما عدا الاديان- سواء الحكومات الشرقية والغربية أو الحكومات الواقعة بين هذه وتلك، لا تجد حكومة تعنى بطريقة حمل المرأة، وتعنى بالطفل الرضيع، وتعنى بطريقة الزواج ومتى ينبغي ان يتم ومتى لا ينبغي ان يتم، وتعني بالاطفال الصغار في احضان امهاتهم وواجبات الاب والام تجاههم، بل لا تجد أي حكومة تعنى حتى باخلاق الافراد، إلّا ما يتعلق بتلك التي تلحق الضرر بالحكومة. فحكومات العالم ترى فقط انه لا ينبغي لاحد ان يعارض النظام ويعارض حكومتهم وان لا يخرج ويعربد ويخل بالنظام. ولكن ليس لها أي شأن بما يجري داخل البيوت عدا المؤامرات التي تتعلق هي الأخرى بالنظام، فهي لا شأن لها مطلقاً بما يقوم به المرء في منزله، فليفعل ما شاء. فالحرية التي تمنحها الحكومات المادية للمواطنين تختلف عن الحرية التي تمنحها الحكومات المعنوية وخاصة الإسلام للمجتمع. فطريقة الحكم في الإسلام تختلف عن غيرها في النظم، كما يختلف طابع القوات المسلحة الإسلامية عن سائر القوات المسلحة غير الإسلامية. فالاسلام يعنى بقضية الزواج قبل حصول عملية الزواج. فهو يريد ان تكون ثمرة هذا الزواج إنساناً سالماً. لا ان يكون مثل البهائم تفعل ما تشاء ولا تتقيد باية ضوابط. فهناك قوانين جعلها الإسلام لما قبل الزواج سواء قرر الشخص‏ الزواج من امراة وقررت المرأة الزواج من الرجل. كما بيّن الإسلام الاوصاف التي ينبغي ان يتحلى بها الرجل والاوصاف التي يجب ان تتحلى بها المرأة. فلا تجد حكومة تعنى بماهية الصفات التي يجب أن تتوفر في الرجل والصفات التي يجب أن تتوفر لدى المرأة. فالإسلام يتناول مسألة الزواج وموعد ذلك وطبيعة العلاقات بين المرأة والرجل بعد الزواج. وكيف ينبغي ان تكون الحياة الزوجية بين المرأة والرجل. ومتى ينبغي للرجل ان يختلي بزوجته. فكل هذه الامور هي من اجل اعداد الإنسان وبنائه باعتباره هدفاً سامياً يتطلع اليه الإسلام وكافة المدارس التوحيدية. فهذا الإنسان اذا ما تمرد وطغى ولم يكن هناك ما يكبح جماحه، سيتحول إلى موجود اكثر شراسة من الحيوانات المفترسة.

خطأ الإنسان في بلوغ الكمال المطلق‏

انكم تشاهدون الجرائم التي ترتكبها القوى العظمى بحق الانسانية، هذه القوى التي تتصور انها تتحلى بالتربية اللازمة. إن الجرائم التي ترتكبها هذه الحكومات بحق الانسانية وبحق أبناء جنسهم من البشر على مر التاريخ لم تصدر من أي حيوان مفترس. فالحيوان المفترس يبحث عن فريسة فاذا وجدها وتناولها وشبع، لا يفكر بعدها باستغلال الحيوانات الأخرى وبسط همينته عليها. غير أن الانسان لا يعرف الشبع ولا حدّ لاهوائه النفسية فلو أعطي دولة بأكملها تراه يبحث عن دولة أخرى، فاذا بسط هيمنته عليها بادر إلى البحث عن دولة أخرى. فتطلعات الإنسان لا تعرف حداً ولا نهاية. فما أن يحصل على شي‏ء تجده يفكر بالحصول على ما لم يحصل عليه. فاذا ترك الإنسان وشأنه ترى ان شهواته لا تنتهي وآماله وغضبه لا تعرفان حدوداً كما ان نوازع الهيمنة لديه ليس لها نهاية. لا تتصوروا ان الإنسان لو أعطي المنظومة الشمسية كلها سيقنع ويقول كفى، بل سيتطلع للذهاب إلى منظومة أخرى. انك تراهم يتطلعون إلى مناطق أخرى غير الأرض، يريدون السيطرة على المجرّات الأخرى. فهم إذا ما سيطروا على مجرّة فان ذلك لا يضمن انهم سوف لا يتطلعون إلى سيارة أخرى. فالانسان خلق على هذه الشاكلة، لا حد لغضبه، ولا حد لشهوته، لا حدّ لأنانيته. فلا شي‏ء يشبع الإنسان ويطفي‏ء غرائزه سوى التربية. فمن خلال التربية يصل الإنسان إلى نهاية مسير ينال فيه غاية كل الاشياء التي يريدها والذي يتجسد في نيل الكمال المطلق. الوصول إلى الكمال المطلق. فاذا بلغ ذلك يحصل على الطمأنينة اللازمة.

الجميع يتطلعون الى الكمال المطلق‏

فطمأنينة القلوب في الوصول إلى الله. وبغيره لا تهدأ القلوب مطلقاً. هم أنفسهم لا ينتبهون إلى أن هذه النفس تتطلع إلى الكمال المطلق، ولكنهم يخطئون الوصول إلى الكمال. فنفس‏ الإنسان تتطلع للوصول إلى الكمال المطلق. وتبقى احتمالات الخطأ في تشخيص الكمال، هل هو يكمن في هذا الشي‏ء ام في ذلك الشي‏ء؟ فاحدهم يرى الكمال في العلم فتراه يقتفي اثر العلم. بينما يرى الاخر الكمال في السلطة فيذهب وراء الاستيلاء على السلطة. فالجميع يسعى جاهداً في الدنيا للوصول إلى الكمال المطلق، بعبارة أخرى ان الجميع يسعى للوصول إلى الله ولكنهم لا ينتبهون لذلك.

الإسلام يهدي الإنسان نحو الكمال المطلق‏

الإسلام جاء ليرشدنا إلى الطريق، وينقذنا من التيه والضياع ويرشدنا إلى الطريق لنسلكه. فالاسلام لم يأت ليبسط هيمنته على هذا البلد أو ذلك. فالهيمنة مسألة غير مطروحة في الإسلام. الإسلام لا يولي أية أهمية لقضية التغلب على قوم وبسط الهيمنة عليهم واستعمارهم، الإسلام لا يكترث لهذه الامور. فلو كان للإسلام جيش فهو من اجل ان يسوق الناس إلى الهداية لا ان يقوم ببسط الهيمنة على المناطق الأخرى. فالجيش يتطلع إلى استقطاب القلوب واستمالتها. الإسلام جاء لهداية قلوب الناس الذين يعيشون حالة من التيه ويبحثون عن الكمال المطلق ولكن لا يعلمون اين يجدوه، جاء ليهدي هؤلاء التائهين ويرشدهم إلى الطريق الذي يوصلهم إلى الكمال. فأنتم تقرأون في القرآن وفي الصلاة: (اهدنا الصراط المستقيم) «1». فهناك طريق مستقيم واحد يقود الإنسان إلى الكمال المطلق وينقذ الإنسان من التيه والتخبط، فالإنسان لا يستطيع ان يطوي هذا الصراط المستقيم بالاتكال على نفسه فحسب، فهو لا يملك المعلومات اللازمة في هذا المجال، الله تبارك وتعالى هو الخبير بهذا الصراط المستقيم، أي الطريق الذي ينتشل الإنسان من القلق والحيرة ويرشده إلى ما يقوده في النهاية إلى الله.
اننا نطلب من الله في صلاتنا ان يهدينا إلى الصراط المستقيم، بعيداً عن كل ما يجرف الإنسان إلى اليمين والشمال، (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) «2». هؤلاء يمشون على غير سبيل فلا يزيدهم كثرة المسير الا بعداً عن الهدف. فجيش الإسلام هو جيش الهداية. وقادة الجيش في صدر الإسلام كانوا اساتذة اخلاق، كانوا يهدون الناس حتى اثناء القتال، كانوا لا يبدأون القتال، ويأمرون الجيش بالانتظار حتى يبدأ العدو بالقتال وكانوا يبدأون القتال باسم الله.
وعندما كانوا يقاتلون ما كانوا مثل غيرهم ممن همهم دحر العدو والحصول على الغنائم، وإنّما كانوا يحرصون على استمالة القلوب وتسخيرها. فحيثما ذهب جيش الإسلام وحيثما وضع قادة الإسلام قدمهم بادروا إلى بناء مسجد. فعندما دخلوا القاهرة بادروا إلى‏ التخطيط لبناء مسجد وكان هذا ديدنهم في كل مكان. فالمسجد كان هدفاً، والمعبد كان هدفاً وجيش الإسلام كان يسعى لبناء المساجد والمحاريب.
فالانبياء بعثوا لهذا الغرض ولهداية الناس إلى الطريق الذي ينتهي بهم إلى الكمال المطلق وينقذهم من هذه الحيرة ومن هذا التخبط والضياع، جاؤوا من اجل انقاذ الإنسان من ظلمات الطبيعة إلى النور، بل من حجب النور والظلمات إلى ما وراء ذلك. فأنت تقرأ في المناجاة الشعبانية: (الهي هب لي كمال الانقطاع اليك وانر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك حتى تخرق ابصار القلوب حجب النور) «3». اهدنا لان تخرق انظار قلوبنا وابصار قلوبنا حجب النور لتصل اليك. فالاسلام جاء لينقذ الإنسان من هذه الضلالة التي يعيشها، ومن هذه الحجب التي لديه، والحجب التي هي فوق كل الحجب كالانانية والعجب بالنفس وداء العظمة. فما ان يحصل الإنسان على شي‏ء حتى يعتريه الغرور وداء العظمة، ويرى نفسه اكبر من الآخرين. الاسلام جاء ليقمع هذا الغرور، فما دام الإنسان مغتراً بنفسه فلا يمكنه ان يصل إلى سبيل الهداية، يجب أن يسحق هذا الغرور، ويسحق شهواته واهوائه النفسية.

الإسلام ينشد مصلحة الشعوب‏

جيش الإسلام جاء ليكسب الناس ويستهوي قلوبهم، لا ان يفرض الهيمنة عليهم ليسخرهم لاغراض مادية، فما خاض الانبياء والحروب الا لكبح جماح الطغيان وقمع الانانية. لقد أمر الله تبارك وتعالى النبي موسى وهارون عليهما السلام، وقال لهما: إذهبا إلى فرعون وقدّما له النصيحة لعله يعود إلى رشده. فالقضية تدور حول الفراعنة وكل من يحمل نوازع فرعونية، فلا تتصوروا ان مسألة الفرعونية تجسدت في شخص واحد أو عدة اشخاص. فالانسان الذي تعوزه التربية الإسلامية ولم يتلق التربية اللازمة من المدارس التوحيدية تبقى هذه الروح الفرعونية في باطنه وتبقى النوازع الشيطانية في داخله وتبقى نوازعه الانانية. ولهذا جاء الإسلام ليزيل من طريق الناس هذه الانانية المانعة للكمال والتي تحول دون بلوغ الإنسان الهداية المطلقة.
جاء في الحديث نقلًا عن نبي الإسلام انه عندما شاهد مجموعة من الاسرى يساقون بالاغلال قال: علينا ان نجعل من اغلال هؤلاء منطلقاً لدخولهم إلى الجنة. وكان النبي يتألم لعدم هداية هؤلاء الناس، فانزل الله سبحانه: (فلعلك باخِعٌ نفسَكَ على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفاً) «4». فالقضية قضية الإيمان وليس السيطرة على مكان وبسط الهيمنة على‏ بلد، وإنما دفعهم إلى الايمان.
فعلى الجمهورية الإسلامية ان يكون نهجها هداية الناس. نسأل الله ان شاء ذلك ان يهدي هؤلاء المنحرفين في بلدنا وسائر الدول الإسلامية وان يرشدهم إلى الطريق. فالإسلام جاء ليدفع الناس إلى الانضواء تحت لوائه وان ينقذهم من المتاعب ومن الحيرة والتخبّط بحثاً عن طريق الكمال وهم لا يعرفون ما هو الكمال المطلق، جاء لينتشل هؤلاء من هذه الحيرة ويهدي الجميع إلى الصراط المستقيم وان يسيروا على هذا الطريق إلى آخره. لماذا يفرون من الاسلام؟ فكل ما في الإسلام إنّما هو لصلاح حال الشعوب، وصلاح حال البشرية.
فالاسلام يريد أن يعيد هؤلاء المنحرفين ومن يعيش حالة التخبط والحيرة إلى سواء الطريق، إلى طريق السلامة، وان يكون الجميع اخوة، تربطهم علاقات مودة ومحبة على غرار اهل الجنة (اخواناً على سرر متقابلين) «5». يعيشون كالاخوة لا يوجد بينهم حقد ولا حسد، تم تطهيرهم، وإذا كنا- لا سمح الله- من اصحاب جهنم فسيجري تطهيرنا في جهنم فجهنم هي طريق الجنة. فالاسلام جاء لينتشل البشرية من كل هذه المعضلات ويهدي الجميع إلى الطريق القويم ويهديهم إلى الطريق بمنتهى الطيب والمساواة وبكل سلام كما يرعى الراعي الغنم ويرشدها، وكما يرغب الراعي في ان يرعى غنمه في مرعى جيد. يقال انّ غالبية الانبياء أو جميعهم كانوا قد رعوا الغنم.
فلماذا تميل هذه الزمر المنحرفة عن الإسلام؟ ليأتوا وينظروا ما يقوله الإسلام. فهو يواكب الإنسان حينما يريد الزواج لكي يضمن انّ الطفل الذي سيولد من هذا الزواج سيكون طفلًا صالحاً، كما يرعى الطفل في حضن امه، وفي طفولته وكل تقلباته حتى يصل إلى نهاية المطاف. فالاسلام يريد لكم الهداية إلى الطريق القويم. ولا يريد ان يبسط هيمنته عليكم وان يكون سيداً عليكم. كلا، اذهبوا ولاحظوا كيف كانت سيرة النبي الاكرم الذي كان الرجل الاول وواضع أسس الإسلام ورائد هداية الناس. هل طلب يوماً السلطة وبسط الهيمنة؟ فعندما كان مع اصحابه واصدقائه لم يكن بينهم هناك اسود وابيض، بل كانوا يجلسون معاً في حلقة واحدة مع بعضهم البعض، ولم تكن اية حواجز بينهم كأن يجلس احدهم هنا والآخر هناك، وأحدهم فوق والآخر تحت، فكانت الاخلاق الانسانية الصحيحة وكل ما هو في صلاح الإنسان هدفهم منذ البداية، وان يربوهم على تلك العقائد وان يلتزموا بكافة الأحكام التي امروا بها، كل هذه الامور تأتي بهدف ان يتربى الإنسان وان يبلغ الهدف المرسوم وفقاً لفطرته، (فطرة الله التي فطر الناس عليها) «6». إنها فطرة التوحيد فطرة الله الموجودة عند الجميع، فحتى الكافر ينشد شيئاً ويطلبه ويريد ان يصل اليه ولكنه لا يعلم ولا يشعر انه يبحث عن الكمال المطلق، ويحسب ان ذلك هو الكمال. فكل عمل يؤدّيه الإنسان يعتبره شيئاً جيداً وفيه نوع من الكمال. حتى قطّاع الطرق يرون في قطع الطريق على الناس نوعاً من الكمال، ويتفاخرون بذلك. فالجميع يبحثون عن الله ولكنهم لا يعلمون. الإنسان يريد الله ولكن الانحرافات تحول دون ذلك وتطفئ فطرته.

الجيش قوة إسلامية مهمتها الهداية

انتم ايها الاخوة من منتسبي الجيش والقوة البحرية الذين قدمتم إلى هنا، ينبغي لبعضكم ان يلتفت إلى انكم تمثلون اليوم جيش نبي الإسلام. جيش صاحب الزمان- ارواحنا له الفداء-. انه يتطلع اليكم الآن وتعرض عليه صحيفة اعمالكم حسب ما ورد في الروايات، فلتكن صحيفة اعمالكم بشكل لا يتألم منها اذا ما عرضت عليه. ينبغي لقواتنا ان تكون قوة تسعى لهداية الناس إلى الانسانية. وهنا يكمن الفارق بين قوى التوحيد وقوى الطاغوت وجنوده. قوى الطاغوت تريد قمع المواطنين وتبتعد عن الجماهير. اعلموا انكم مهما ملكتم من السطوة فلن تصلوا إلى سطوة محمد رضا (بهلوي) الذي يرقد الآن في مكان يعد الموت بالنسبة إلى ما يعانيه بمثابة العرس. هذه هي الدنيا! العرفاء بالله تزداد بهجتهم ويزداد كمالهم كلما اقتربوا من العالم الآخر.
اسعوا إلى ان تكونوا جيشاً إسلامياً وقوة اسلامية، حاولوا ان تكونوا قوة تعمل على توظيف طاقاتها لتربية حتى اولئك الاشخاص الذين يرتكبون المخالفات، ان تكون ضرباتكم ضربات تربوية، (ضربة عليّ يوم الخندق افضل من عبادة الثقلين) «7»، هذه الرواية منقولة عن الرسول الكريم. الضربة كانت ضربة واحدة، رفع اليد إلى الاعلى وانزالها وقتل شخص في يوم الخندق. طبعاً من الناحية السياسية كانت هذه الضربة، ضربة خلّصت الإسلام من شر الكفار. ولكن الأهم من ذلك هو بعدها المعنوي. البعض يتصور انه فعل كذا وكذا. ويقول أنا فعلت كذا وفعلت كذا، فهذه من تسويلات الشيطان. أحياناً يرى هذه القدرة من الله، ويعتبر نفسه لا شي‏ء، ولا يعير لنفسه أي اهمية، ويرى ان هذه اليد من الله، والسيف من الله.

عدم الخوف من العدو عبر التمسك بالله‏

لم يكن لدينا أي شي‏ء، قبل عدة سنوات لم نكن شيئاً يذكر. فالذي منحنا الوجود، ومنحنا كل شي‏ء وفوّض إلينا كل القدرات ومنحنا هذه الأرض الشاسعة ووضع السماء والارض تحت تصرفنا ولتأمين مصالحنا، هو الله تعالى. فنحن لم نكن شيئاً يذكر، لم نملك شيئاً والآن أيضاً لسنا شيئاً يذكر. علينا أن نعي اننا لسنا شيئاً وكل ما لدينا هو من عنده. فلا تقولوا فلان عمل هذا العمل، كلا، فكل هذا مجرد كلام، ابحثوا عن مبدأ القضية. فمن كان وراء هذه الاعمال، ومن مكّن هذا الشعب الضعيف من الانتصار على القوى الكبرى، هو الله. وطالما كنتم متمسكين به فلا تخشوا من أي شي‏ء ومن أي خطر. ان من يتمسك بالله لا يخشى شيئاً؛ لأن منتهى ما قد يحصل هو القتل، ونهاية المطاف هي الشهادة، فهو لا يخشى من ذلك.
وبما ان شبابنا ما كانوا يخشون الشهادة بل كانوا يرحبون بها ويقبلون عليها، اصبحوا يتمتعون بهذه القوة ووضعوا يدهم في يد بعض وانقذوا البلاد. اذا كنا نريد انقاذ البلاد من الشرك ونتخلص من هذا الالحاد، فعلى الجميع ان يدخلوا معاً إلى هذه المدرسة المكرسة لله وتعمل على هدايتكم إلى الله، وتوجهكم إلى الله. فلا تتوجهوا صوب هذه الجهة أو تلك فلا شي‏ء افضل من القرآن.
ليس هناك مدرسة اسمى من القرآن. القرآن يهدينا إلى الاهداف السامية التي تتطلع اليها ذواتنا ولكننا لا نعلم بذلك. فانتم يا منتسبي الجيش الايراني العزيز وانتم يا منتسبي قوى الامن الداخلي، إنكم اليوم-- ومن أية شريحة كنتم-- قوات لإمام الزمان سلام الله عليه. اسعوا إلى كسب مرضاته. واعلموا انكم ونحن جميعاً نعمل في خدمته. فعلينا ان نسعى جميعاً إلى كسب مرضاته؛ لأن رضاه هو رضا الله، واذا ما تحقق ذلك فاننا لن نرى أي مكروه ولا نخاف بعدها من شي‏ء.
نسأل الله ان يمنّ بالسلامة والعزة والقدرة على الجميع وان ينصركم على شياطين بواطنكم وبواطننا، وان ينصركم على جميع من يعمل ضد الإسلام وضد هذه الهداية التي فيها هدايتهم أيضاً وان ينصركم على الجميع.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه