شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
طهران- جماران‏
مناسبت:   
الخامس عشر من شعبان، ذكرى الولادة المباركة للإمام الموعود المهدي (عج)
موضوع:   
التهنئة بعيد الخامس عشر من شعبان، التحذير من المؤامرة المشتركة للمجموعات المعادية للثورة
مخاطب:   
الشعب الإيراني المسلم ( «1» 1).
شناسه ارجاع:   
جلد ۱۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۷۰ تا صفحه ۳۷۳

بسم الله الرحمن الرحيم‏
أتقدم بأحر التهاني لمظلومي التاريخ ومستضعفي العالم في ذكرى الولادة المباركة لخاتم الأوصياء وفخر الأولياء الحجة ابن الحسن العسكري (أرواحنا لمقدمه الفداء). كم هو عظيم هذا اليوم الذي ولد فيه باني العدالة العالمية، ومفسر بعثة الأنبياء (عليهم السلام) الذي سيطهر الأرض من ظلم الظالمين والمحتالين وسيملؤها عدلًا وقسطاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً، وسيقضي على المستكبرين في الأرض وسيجعل المظلومين ورثتها، وكم هو مسعود ومبارك ذلك اليوم الذي سيزول فيه الظلّام ومشعلو نار الفتن من على وجه الأرض وتقوم مكانهم حكومة العدل الإلهي التي ستنتشر إلى جميع البقاع، وسيرفرف لواؤها فوق البسيطة، وسيبسط قانون العدل الإسلامي ظله ورحمته فوق رؤوس البرية، وستتهدم عروش الظلم والفسق، وستتحقق الغاية من بعثة الأنبياء (صلوات الله عليهم) والأولياء الصالحين (عليهم السلام)، وستهبط بركات السماء على الأرض، وستتحطم أقلام العار وستتقطع ألسنة النفاق، وسيشع شعاع الحق على العالم وسيفر الشياطين وأعوانهم إلى بحور العتمة. وتلك المنظمات الكاذبة التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان، ستذهب إلى غير رجعة. ورجاؤنا أن يعجّل الله سبحانه وتعالى بقدوم ذلك اليوم الميمون والمبارك، الذي ستشع فيه شمس الهداية والإمامة. وعلينا نحن الذين ننتظر ذلك اليوم، أن نسعى لإحقاق الحق وأن نجعل قانون العدل الإلهي هو القانون الذي يحكم هذه البلاد، بلاد ولي العصر والزمان (عجل الله تعالى فرجه). وأن نحذر من النفاق والمنافقين، ويكون اهتمامنا منصبّاً على جلب رضا الله سبحانه وتعالى، في سعينا للعيش كإخوة تحت قانون العدل والمساواة والسير بثورتنا الإسلامية إلى الأمام. ويجب أن نعلم أن الله يرى أعمالنا ويراقبنا، ولهذا يجب أن لا نتخلى عن القوانين الإسلامية، وأن لا نعير لوساوس الشيطان وأصحاب الفتن أي أهمية.
وأنا الآن أطلب بتواضع من الشعب الإيراني الشريف، وهو الآن متواجد في ساحة الصراع، أن يحافظ على هدوئه، فحضوركم ويقظتكم أنتم أيها الشعب الغيور والمسلم، سيبطل مؤامرات الظالمين والمخادعين، الذين شوهوا صورة التاريخ، وسينثر غبار اليأس والضعف على وجوه المنافقين والمحتالين، إن يقظتكم أنتم أيها الشجعان المؤمنون، هي التي ستبقي على الإسلامية الأصيلة، حاضرة وحاكمة في إيران، و- بإذن الله- في جميع أرجاء العالم. إن يقظتكم أنتم أيها الشعب المؤمن والمضحي هي التي ستُدخل في نفوس اللاهثين وراء الشرق والغرب الحيرة واليأس. حضوركم في الساحة، هو الذي سيؤدي إلى سحق (الأنا) وحب الذات والغرور والأماني الشيطانية، وإحلال (نحن) والأخوة الإسلامية مكانها. إن وعيكم أثبت لأمريكا وللغرب والشرق وأولئك الحمقى الذين يسعون وراءهم، أننا نحن من قمنا بالثورة. ونحن الذين سنقرّر مصيرنا، ولن ننخدع بكلماتهم الرنانة وألفاظهم المعسولة. وستمنى جميع المؤسسات والمنظمات- التي وقفت نفسها لمحاربة الإسلام وأحكامه باسم الدفاع عن الإنسان وتأليهه- بالهزيمة النكراء. فاليوم، هو يوم هزيمة أعداء الإسلام، والهزيمة لن تكون هزيمة أفراد معينين، بل هزيمة التيارات المعادية للإسلام، وحتى لو كان لديها بعض الاعتقاد بالإسلام، فهي مؤيدة للغرب وتسعى لتطبيق قوانينه. اليوم، يوم هزيمة ذلك التيار الذي لطالما كان وجوده يؤرقني، وكانت جرائمه أخطر من كل جرائم وخيانات النظام البهلوي طوال فترة حكمه المخزي والمفضوح. ويوم هزيمة ذلك التيار المنحرف الذي تطايرت قواعده وركائزه، بمجرد صحوتكم.
احبتي الأعزاء، انتبهوا جيداً، وابقوا يقظين ومحافظين على هدوئكم، وعلى كامل استعدادكم، ولكن لا تنسحبوا من ساحة الصراع، لأنه بدونكم فإنه لا أحد يستطيع أن يقوم بشي‏ء، ولكن بوجودكم فإن أعداء الرسول الأكرم والأئمة الأطهار، سيزولون من الوجود.
انتبهوا، فإن إيران على أعتاب قطاف ثمار ثورتها. ابقوا يقظين، فإن الغرب وذلك التيار المعادي للإسلام، يقتربان من الهزيمة الكبرى. ولقد أثبتم بحق، أنكم تقاومون بيقظة تامة.
إن الخميني، يقبّل أيديكم، ويبلغكم أنه يكنّ الاحترام لكم جميعاً، ويعتبركم مرشديه، وأنه كان دائماً يعتبر نفسه واحداً منكم، وليس مرشداً لكم. وأنا أدرك تماماً ماذا يعني وجودكم ويقظتكم في هذه الفترة الحساسة، وأعد الأيام بفارغ الصبر، للوصول إلى ذلك اليوم الذي سيتحقق فيه نصركم النهائي على الأعداء.
ومرة أخرى، أطلب وبتواضع من الشعب الإيراني الغيور والشريف، أن لا ينسى الحرب، وأن يكرم ويثمن عالياً مكانة الإخوة الجنود والحرس الثوري وكافة المقاتلين على جميع الجبهات.
وأنتم يا جنود الإسلام الشجعان، راقبوا التيارات المعادية للثورة بكل حذر، من مقرات تواجدكم ومعسكراتكم والجبهات وجميع الخطوط التي تستقرون فيها، واعلموا أنني وطوال سنة كاملة، لم أكن أرى نفعاً في أن أخبر الشعب بالأمور التي أعرفها. لماذا؟ للمحافظة على هدوء البلاد، ولكي تحافظوا على هدوء أعصابكم، وأنتم تواجهون قوى الاستكبار العالمي، إلى أن أحسست أن المسألة أكبر من كل هذا، وأن الخطر يهدد الجمهورية الإسلامية التي كان ثمن ولادتها، دماء سبعين ألف شهيد طاهر وإصابة أكثر من مئة ألف شخص، ولم أعد أتحمل رؤيتكم وأنتم تحاربون، بينما يستغل البعض انتصاراتكم لتحقيق أهداف سياسية معادية للثورة، ولهذا فقد صارحتكم بالواقع، وعليكم الآن، أن تقفوا في وجه أعداء الثورة أينما كانوا، حتى لا يتمكنوا من تحقيق مآربهم القذرة.
أيها الضباط، وضباط الصف، والمجندون المسلمون، إنكم تعلمون جيداً أن المنافقين، يعتبرون أنفسهم من أتباع (البعض) «2» وأنهم في هذه الأيام وبحجة الدفاع عن أولئك فقد قاموا ببعض التفجيرات، وحتى الاشتباكات المسلحة مع قوى الأمن. وكل يوم يقومون بخلق بعض الاضطرابات والمشاكل في مكان ما، وهم أنفسهم الذين كانوا ينادون بحل وتفكيك الجيش، منذ اليوم الأول لانتصار الثورة.
إنني وبالاعتماد على قوة وجرأة الشعب، سأقف في وجه أعداء الثورة، الذين يحاربونكم ويخلقون اضطرابات شبه يومية، بحجة الدفاع عن بعض الأفراد. أنتم أيها الجيش وحرس الثورة وقوى التعبئة والشرطة وقوى الأمن، وجميع قوى الدفاع المدني، والشعب الذي رهن حياته فداء للإسلام، ابقوا يقظين، واجعلوا الإسلام معياراً لكل ما تقومون به. فاليوم، وضع المنافقون وأعضاء الجبهة الوطنية والحزب الديمقراطي، وجميع المعادين للثورة، أيديهم في أيدي بعض، لينقضوا عليكم ويبيدوكم أنتم وثورتكم الطاهرة. ألا ترون أنهم كل يوم يجتمعون في مكان ما، ويقومون بتخريب بعض الأمور؟ وهل تنكرون، أنه لولا وجودكم، لكانوا ضيعوا الثورة، وأساؤوا لوجهها الناصع البياض أمام شعوب العالم؟ ألم تروا البيانات التي أصدرها اتحاد الشيوعيين في إيران، والتي تسي‏ء لجميع مقدساتكم، بحجة الدفاع عن أحدهم؟ أيها الشعب العزيز، ابق يقظاً، وحافظ على هدوئك، وانتظر حكم الله سبحانه وتعالى.
عليكم السعي للتحلي بالأخلاق الإسلامية دائماً، والحذر من الشعارات الرنانة. وإبطال مؤامرات الباحثين عن الفوضى بيقظتكم واستعدادكم. واعلموا أنه لا يوجد ذنب أكبر من ذنب السكوت أمام أعداء الله والشعب- لا سمح الله- ولا يوجد ثواب أكبر من ثواب الوقوف في وجه أعداء الثورة. فحافظوا على هدوئكم، واسعوا دائماً، لحفظ الوحدة والأخوة الإسلامية.
أسأل ولي الله المعظم (عجل الله تعالى فرجه الشريف) أن يدعو الله سبحانه وتعالى لنا، كي يوفقنا جميعاُ للعمل بالإسلام وبقوانينه السامية، وأن يعطينا أجر هذا العمل، وأن يعجل بظهور بقية الله (روحي فداه).
سلام على الشهداء وعلى أسر الشهداء الشرفاء. وسلام على المصابين أثناء الجهاد وعلى المقاومين المسلمين، والسلام على من اتبع الهدى.
روح الله الموسوي الخميني‏

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه