شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
طهران، حسينية جماران‏
مناسبت:   
ذكرى وفاة السيدة فاطمة الزهراء (ع)
موضوع:   
اختلاف فكر مقاتلي الاسلام عن الاعداء عدم المساومة مع المجرمين‏
حضار:   
مقاتلو الجيش وحرس الثورة الاسلامية
شناسه ارجاع:   
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۷۵ تا صفحه ۷۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

تجلّي قدرة الله تعالى في بيت السيدة الزهراء (ع)

اعزي جميع المسلمين واعزيكم ايها الاخوة الاعزاء في الجيش والحرس والتعبئة واعزي الامام بقية الله- أرواحنا فداه- بذكرى وفاة وشهادة سيدة نساء الاسلام. لقد قدم بيت فاطمة (ع) الصغير والافراد الذين تربوا فيه مع قلة عددهم الذي لم يتجاوز الخمسة اشخاص ولكن جسد في الحقيقة قدرة الله تعالى .. قدم خدمات اثارت أعجابنا واعجاب البشر جميعا. ونعلم جميعا ماذا مثلت خطبة فاطمة الزهراء (ع) امام الحكومة، وقيام وصبر امير المؤمنين خلال خمس وعشرين سنة ومساعدته في نفس الوقت الحكم القائم ثم تضحياته في سبيل الاسلام وتضحيات ولديه العزيزين الامام المجتبى الذي قدم خدمة عظيمة جدا فضح بها الدولة الاموية المتجبرة وكذلك الخدمة الكبيرة لاخيه العزيز سيد الشهداء. فعلى الرغم من قلة عددهم وعدتهم، الا ان الروح الالهية وروح الايمان عندهم جعلتهم يغلبون جميع الظالمين في عصورهم ويحيون الاسلام فاصحبوا قدوة لنا جميعا حتى نقاوم ونصمد مقابل جميع القوى التي تحاربنا رغم قلة عددنا وعدتنا وادواتنا الحربية. وكما قاوم اولياؤنا (ع) المستكبرين بالاعلام تارة وبالاسلحة تارة اخرى، ينبغي علينا الاقتداء بهم ونقاوم المستكبرين. ولقد اثبتم انتم ايها الشباب قدرتكم على الصمود في ميادين الحرب بين الحق والباطل وانتصرتم رغم كثرة عدة وعدد الطرف المقابل حيث جاءته الامدادات من مصر والاردن مباشرة وقدمت سائر الدول المساعدات المالية والتسليحية.

عدم امكانية المساومة مع المجرمين‏

ايها الاخوة عليكم بهذا الايمان وبهذه الروح الالهية وبهذا الالتزام بالاسلام وبالشعب. وان صدام مثله كمثل المجنون الذي القى حجرا في بئر لا يستطيع خمسون عاقلا اخراجه. فانه‏ أنهك شعبه وشعبنا وسائر الشعوب، واخذ الان يتوسل بالدول الاخرى لتتوسط وتنقذه من هذه الورطة، ولكن لا يمكن انقاذه بعد، ولن نتراجع نحن ايضا خطوة الى الوراء.
ان المصالحة والمساومة مع المجرمين جريمة ضد شعبنا الملتزم وضد الاسلام وان موقفنا واضح منذ اليوم الاول وسيبقى هكذا وهو اننا نطالب بخروج المعتدي من بلادنا وينبغي على المسلمين شرعا ان يساعدونا في طرد هؤلاء، فقد أكد القرآن الكريم انه اذا اعتدت طائفة على طائفة اخرى من المسلمين فيجب على جميع المسلمين ان يحاربوا هذا المعتدي، فاذا رجعت الى طاعة الله فتفاوضوا معها «1». اننا نعتبر عناصر حزب البعث مجرمين في حال السلم والحرب. صحيح ان حكومتهم في العراق لم تكن في حرب دائمة، لكن جرائمهم ضد الاسلام والمسلمين والشعب العراقي ومراجع الدين وعلماء الاسلام في العراق هي جرائم يومية، هذا فضلا عن جنونهم الفطري وطغيانهم الذي عجنت به ذات صدام ولا يمكن القضاء على ذلك الا بسلاح وقوة الايمان. ولقد اثبتم انكم قادرون على الصمود بوجه القوى العظمى، وسوف يسجل التاريخ ذلك لكم في سوح القتال.

معجزة المقاتلين في جبهات الحرب‏

لو اجتمع اليوم جميع القوى ووسائل الاعلام ضدكم وضد الجمهورية الاسلامية وسخرت كل امكاناتها، فانها لا تستطيع حجب الحق خلف الستار. فانتم على حق كما كان سيد الشهداء على حق وحارب بعدد قليل من الانصار فاستشهد هو وأولاده لكنه احيا الاسلام وفضح يزيد وبني امية. فانتم شيعة هذا الامام وقد صنعتم المعجزات في معارك آبادان ومضيق جذابه ومنطقة بستان حيث انتصر فيها عدد قليل مع عدة قليلة ولكنهم يحملون الايمان العظيم. حيث ندم صدام على ما دفعته اليه اوهامه من الافعال الخاطئة واخذ يمد يده الى جميع الدول ويطلب منها الدعم والمساعدة، ولكن المساعدات التي قدمتها هذه الدول لم تستطع ان تصنع له الايمان لانه في ذاته لا يملك الايمان.
ان اخطاءهم هي انهم يتصورون ان كثرة العدد وكثرة الاسلحة هي التي تعمل، لكن الذي يصنع النصر هو الافراد القليلون ولكنهم يحملون ذراعاً قوية وقلبا مطمئنا متوجها الى الله تعالى وعشق الشهادة ولقاء الله. فالسيف لا يصنع النصر بل يصنعه الدم، ولا تصنعه كثرة الناس بل تصنعه قوة الايمان، فما اكثر الضجيج واقل الحجيج «2». فالكثير من الناس يذهبون الى مكة، لكن قلة منهم يؤدون الحج الالهي. واليوم يشكل الحرس والتعبئة والجيش اقلية، ولكنهم رغم ذلك يجسدون في الحرب قوله تعالى (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله) «3».

الفرق بين مقاتلي الاسلام واعدائهم‏

ان الفرق بينكم وبين اعدائكم هو ان اعداءكم يحاربون الاسلام ولاجل الشيطان واستعراض قوتهم، ولكنكم تدافعون عن الاسلام وتقاتلون من اجل رضا الله وتقوية الاسلام وتطبيق احكامه، كما انكم تدافعون عن المظلومين على طول التاريخ ولا يقتصر دفاعكم عن الاسلام وانتصاركم في ساحة الحرب، بل انتم منتصرون في جميع الابعاد المادية والمعنوية وعلى مدى التاريخ، وهذا النصر رصيد وسند لانتصار المستضعفين في العالم طوال التاريخ. فان احتضان الشهادة والاسراع الى لقاء الله هو النصر. سواء انتصرتم في ساحة الحرب وستنتصرون، أو هزمتهم- لا سمح الله- ولن تهزموا.
فانكم تملكون ما يملك العدو نقيضه .. انكم تملكون رضا الله، وعدوكم يملك سخط الله وغضبه، وانتم تملكون الايمان وهم من اعوان الكفر، ان لكم قلوبا مطمئنة ومرتاحة لانكم تؤمنون بالنصر في حال الشهادة وفي حال النصر، لكن هؤلاء يفرون من الموت، فالفرق كبير بين الاثنين؛ حيث ان احدهما يحتضن الموت لأنه استشهاد وفي سبيل الاسلام ودفاع عن الحق، فيما الآخر يفر من الموت لانه فريسة للحرب، وهناك فرق بين شعبين: احدهما يتوجه الى جبهات القتال تطوعا من اجل الشهادة. والآخر يتوجه رغما عنه وتحت اسنة الحراب وتحت طائلة التهديد بالقتل. وهناك فرق كبير بينكم حيث يحميكم الشعب ويحفظكم الله وبين ذلك الذي يقاتل في سبيل الشيطان ولاجل شيطان النفس. وهكذا هناك فرق أيضا بين الثورة الاسلامية الايرانية وسائر الثورات في العالم والتي ليست من أجل الله ولا من أجل الايمان فيما قامت الثورة الايرانية من أجل الله وكان شعارها (الله اكبر) منذ البداية وسيبقى هكذا حتى النهاية.

أوهام كون قائداً للقادسية

لقد أخذ هؤلاء التعساء الفارون من ايران او المقيمون في الخارج يبحثون عن اطماع شيطانية جوفاء ويبثون الاكاذيب حول ايران، ومن هذه الاكاذيب الكبرى التي اخذت الاذاعات تبثها هذه الايام؛ هي ان ايران تشتري الاسلحة من اسرائيل. حيث يتهمون ايران التي‏ تقارع اسرائيل منذ عشرين سنة ولا يمكنها شرعا ان تقيم علاقات معها بانها تشتري اسلحة من اسرائيل فيما يتصور المقيمون في الخارج ويحلمون بالمجي‏ء الى ايران واستلام الحكم. ولا يختلف تفكير هؤلاء عن تفكير صدام الذي اوحت القوى الشيطانية الكبيرة له ان ايران تعيش حالة الاضطرابات الداخلية وأن جيشها غير منظم وشجعته على شن الهجوم عليها ليجعل اسمه مثل سعد بن ابي وقاص «4»، ويطلق على نفسه بطل القادسية، ناسيا بان الاطفال الصغار في ايران سيقفون بوجهه ولا يستطيع ان يفعل شيئا ما دام هؤلاء موجودين.

التباهي بوجود الشباب المقاتلين‏

لقد حققتم هذه الانتصارات بقدرة الايمان والاسلام خاصة هذا الانتصار الأخير في مضيق جذابة الذي جعل العدو يعرف جيدا خطأ حساباته وخيبة آماله. وانني بدوري ادعو لكم ايها الاخوة، فانتم بمثابة اخوتي وابنائي وانني اشعر بالفخر عند الله تعالى بهذه الانتصارات التي تحققت للاسلام والتباهي بها عند الله، لاننا نعيش في مرحلة يوجد فيها مثل هؤلاء الشباب، وقطعت فيها ايدي عملاء اميركا الذين ارادوا افساد شبابنا وبذلوا في ذلك كل طاقاتهم من الاعلام وايجاد مراكز الفحشاء والقمار والخمر والتجمعات الفاسدة، فكان الله تعالى في عوننا وعون البلاد وهدى الشباب لتعبئة انفسهم تعبئة الهية ليحفظوا هذه البلاد ويردوا كيد الشياطين واصحاب السلطة الى نحورهم. فانتم المنتصرون.
ادعو الله تعالى ان ينصركم ان شاء الله، كما نصركم حتى الآن. وينصركم على الشيطان الداخلي وعلى النفس حتى تلاقوا الله وانتم تحملون معكم اوسمة الفخر ان شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه