شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
طهران، حسينية جماران‏
موضوع:   
السعي لتحقيق الاكتفاء الذاتي والخلاص من التبعية وتثمين انتصارات جند الاسلام
حضار:   
بهزاد نبوي (وزير الصناعات الثقيلة) - موظفوالمؤسسات الانتاجية التابعة لوزارة الصناعة - المخترعون والمبدعون التابعون لمنظمة البحوث العلمية العامة
شناسه ارجاع:   
جلد ۱۸ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۶۲ تا صفحه ۱۶۶

بسم الله الرحمن الرحيم‏

تلافي النواقص بالاتكال على الله والثقة بالنفس‏

لا يسعني في البداية إلا ان اتقدم بالشكر والثناء لكم ايها الاخوة يا من تجاهدون في سبيل تحقيق اهداف الاسلام واهداف الوطن، واني آمل ان يوفقكم الله جميعاً لاسداء المزيد من الخدمات النافعة لبلادكم. فكما تعلمون ان النظام البائد كان نظاماً قمعياً ازاء شبابنا، شبابنا الذين ليس فقط لم يرد النظام لهم النمو والبلوغ، بل اراد منعهم من التحرك والتقدم لضمان مصالح القوى العظمى. ولذا كانت جميع مرافق هذا البلد تابعة وعميلة للاجانب، وان عملاء النظام فروا من البلاد بعد نهبهم لثرواته وخيراته وتركوا لكم بلداً مدمراً ومفلساً. وانتم شباب البلاد عليكم تلافي النواقص والخسائر التي جلبها كل من الأب والإبن المجرمان لهذا البلد طوال التاريخ. ولاداء هذا الواجب المهم عليكم ان تضعوا في اعتباركم جانبين رئيسيين طالما اشرت لهما مراراً، احدهما الاتكال على الله سبحانه وتعالى، الذي يعينكم حالما تسألونه وتسعون للعمل لاجله، ويفتح الطريق امامكم، ويرشدكم الى سبل الهداية في كل مجال تعملون فيه. والامر الثاني الثقة بالنفس والاعتماد على طاقاتكم. فانتم شباب وبامكانكم انجاز مختلف انواع الاعمال والمهام. فمخترعونا يمكنهم الاختراع بمستوى متقدم، ومبدعونا قادرون على انجاز ابداعات باهرة، شريطة ان تكون عندهم الثقة بأنفسهم، ويكونوا مؤمنين ب-" اننا قادرون" على انجاز هذه الاعمال. ففي عهد النظام البائد زرعوا فكرة" اننا غير قادرين" في اذهان الشعب بكافة شرائحه، فقد قالوا للجميع" نحن عاجزون" ويجب ان يأتي القادرون من الخارج ويدربونا، لكن اولئك المشار اليهم جاؤوا ولم يعلمونا شيئاً، بل ان كل ما فعلوه هو انهم جعلوكم تابعين للاجنبي. واليوم وقد قطعت ايدي الأجانب والحمد لله ولم يعد لهم اي مكان او موطئ قدم في بلادنا، صار لزاماً عليكم انتم شباب البلد واينما كنتم ان تفكروا بمستقبل ومصير بلادكم، ووضعها، وينبغي لكم ان تسيروا قُدماً بهاتين الميزتين، الاتكال على الله سبحانه وتعالى، والثقة بالنفس، حيث سترون‏ بعد مدة قصيرة كيف تفتح ابواب وطرق السعادة امامكم، ويقطع دابر القوى الكبرى واطماعها عن بلادكم. وتصبح هذه الدولة ان شاء الله دولة نموذجية وقدوة لبقية الدول المبتلية بكل تلك الدعايات المسمومة للقوى العظمى التي لا تدع لها مجالًا للنمو والتقدم.

الجهاد في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي للبلاد

انتم مكلفون اليوم باعداد العدة والاستعداد لبذل مساعيكم في تطوير صناعات هذا البلد والاسهام في رفع مستوى طاقته الانتاجية، وهي امور تقتضي منكم شحذاً للهم والعمل بكل جدية. وان الخدمة التي تقدمونها اليوم للدولة الاسلامية تعتبر عبادة. فانتم اليوم بنظر الاسلام كلكم في حالة عبادة، سواء كنتم تعملون في المعامل او منشغلين بالصناعة، او في الزراعة، فعمل كل واحد منكم اينما كان يمثل عملًا عبادياً. فعندما يؤدي الانسان خدمة لعباد الله، وبنية ان هؤلاء العباد تعرضوا للظلم والاضطهاد على مرّ التاريخ، واجبروا بايدي المستعمرين على البقاء متخلفين، ومنعوا من تنمية وعيهم، ومن تحقيق النمو المادي، فعندما تقدمون الخدمة لهؤلاء بهذه النية فانكم تكونون في خدمة الاسلام وتعتبرون مجاهدين خلف الجبهات. وكما يجاهد مجاهدونا في جبهات القتال ويعبدوا الله هناك، يمكنكم انتم كذلك ان تفعلوا ذلك خلف الجبهات وان تمارسوا طقوس العبادة لله سبحانه وتعالى من خلال انجاز واداء هذه الاعمال والمهام المناطة بكم. وان ما آمله ان تثمر اعمالكم ايها الاعزاء، وفعاليات كل شباب ايران، وكل شرائح الشعب، بنسائه ورجاله وابنائه، ان تثمر عن الحفاظ على امن هذا البلد وصيانته من الاخطار التي تهدده وقطع دابر القوى العظمى عنه والى الابد. وانتم تشاهدون كيف اصبحنا هذه الايام مبتلين بدسائس ومؤامرات القوى الكبرى المعادية لنا. وترون كيف استجمعت كل هذه القوى قدراتها وشنت هذا الهجوم على بلادكم، سواء الحملات الدعائية المعادية او الهجوم المسلح، وكل ذلك لانهم احسوا بقدرة ايران على انقاذ نفسها وتخليص سائر البلدان المظلومة من اغلال وقيود القوى العظمى والدول الناهبة والطامعة. ولهذا السبب، علينا ان نكون على اهبة الاستعداد على الدوام لمتابعة الضربات الموجهة لاعدائنا بعد تسديد الضربة الاولى لهم. فاننا نقف على مفترق طرق. والعمل الذي انجزتموه انتم الشباب لا يوجد مثيل له في العالم كله. فلا يمكنكم ان تجدوا بلداً في العالم قطع ارتباطه بقوة عظمى ولم يرتبط بقوة كبرى اخرى او يصبع تابعاً لها. فجميع بلدان العالم بلا استثناء اما انها خاضعة بشكل مباشر او غير مباشر لهذه القوة الكبرى او تلك. انتم الوحيدون في العالم تمكنتم من قطع دابر هاتين القوتين العظميين ودفعتم شرهما وقطعتم اياديهم عن بلادكم وتريدون ان تفرضوا ارادتكم. وتريدون ان تكونوا مستقلين وتكونوا احراراً. انكم تتطلعون لكسر القيود والاغلال التي اعدت لكم ولبلادكم في عهد الطاغوت، والتحرر منها للابد كما تحررتم منها في السابق، وهذا الامر مرهون بجديتكم‏ وتفانيكم واخلاصكم في عملكم. فكل واحد منا مهما كان مجال عمله، سواء طالب العلم في الجامعات، او العامل في الزراعة في الصحاري والفلوات، او المجاهد في الجبهات، او في المعامل، الجميع يعتبرون من المجاهدين في سبيل الله، ويجب عليهم بلوغ الغاية بهذا الجهاد، وسيصل هذا الجهاد الى غايته ان شاء الله. ما عليكم الا حزم امركم وارادتكم والله سبحانه وتعالى سيشملكم برعايته ويمدكم بعونه، وعليكم ان تعقدوا العزم على ان تكونوا بخدمة بلادكم وتكون كل جهودكم منصبة على تحقيق الرخاء والازدهار لبلادكم ولسائر البلدان المستعمرة والخاضعة لهيمنة الاجانب ان شاء الله.

تحمل المصائب حفاظاً على القيم‏

انكم على اطلاع بكل المصائب التي حلت ببلادنا، وهي كثيرة ومتنوعة، وذلك منذ انطلاق الثورة وحتى يومنا هذا. لكن في مقابل ذلك فان الانتصارات التي حققتموها تضاعفت كثيراً. وفي الوقت الذي قدمنا عدداً كبيراً من شبابنا الملتزمين ورجالنا الفاعلين ضحايا في جبهات الحرب، الا ان ما حققناه من مكاسب وانتصارات كانت قيمتها اكثر من ذلك بكثير. فعندما قدم سيد الشهداء (الإمام الحسين)- سلام الله عليه- أولاده وأصحابه قرابين في سبيل الله، وعندما قضى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حياته في سبيله تعالى، وعانى الائمة المعصومون مختلف أنواع العذاب في سبيل الله، فنحن ايضاً اذا كنا ندعي باننا من شيعتهم واتباعهم، وآمل ان يكون ادعاؤنا صحيحاً، ينبغي لنا ان نقتدي بهم ونتحمل المصائب كما تحملوا هم، ونصمد مقابل التحديات كما صمدوا، كي نحقق القيم الانسانية. ونشر الاسلام، الذي هو في طليعة كل القيم، في بلادنا وسائر البلدان.

اراجيف صدام‏

انتم تعلمون وترون ما تحقق من انتصارات على أيدي هؤلاء الشباب الاعزاء في الجبهات، التي جعلت القوى الكبرى تفكر بخطة اخرى لمنع هزيمة صدام، تفكر بما يمكنها من الابقاء عليه في السلطة. والوضع الروحي لصدام كما ترون اصبح جنوني بحيث كلما هزم في ساحة القتال نراه يوجه صواريخه ومدفعيته بعيدة المدى صوب بلادنا وشبابنا واطفالنا. وشاهدتم ما فعل بمدينة دزفول بالامس واليوم وما فعل بمدننا وشعبنا، في مسجد سليمان ومريوان وبانه. فقد انتصرنا عليه في الحرب وهو اعجز من ان يكون قادراً على مواجهتنا. لكنه يهاجم بهمجية الناس العاديين والابرياء العزل. ومما يثير العجب ان صدام وقبل هذه الجريمة بيوم او يومين أبلغ منظمة الامم المتحدة او احدى المنظمات الدولية ما مضمونه: اننا نحتفظ بحقنا في ضرب كافة مناطق ايران وسنقوم بذلك حتماً. ومنظمة الامم المتحدة، التي اسّست للدفاع عما يسمى بحقوق‏ الانسان، اختارت الصمت مقابل هذا التصريح مما شجع صدام على ارتكاب مثل هذه الجريمة البشعة. واؤكد ان صدام لا يمكنه الحاق الهزيمة بجنودنا وقواتنا، لكنه يمكنه ضربنا بالصواريخ البعيدة المدى! يمكنه اطلاق صواريخ بعيدة المدى. تلك التي قدمتها له القوى الكبرى، وجهزته بها امريكا والاتحاد السوفيتي، وهو يطلقها من بعيد ويخرب منازل المظلومين ويهدمها فوق رؤوس اطفالهم، ثم يقوم بعد ذلك بترديد تلك الاراجيف من اننا فعلنا كذا وكذا، وقتلنا كذا من الناس. ونحن نقول له ان قتل عدد من المظلومين، وتصويب صواريخك البعيدة المدى نحو النساء والاطفال النائمين في مساكنهم الآمنة وقتلهم بهذه الطريقة لا يستحق كل هذه الارجوزات او الادعاءات. ومن جهة أخرى نراه يعربد ويزمجر بأن اي جزء من ارض وتراب العراق لم يذهب من يده وان الايرانيين لم يدخلوا حتى شبراً واحداً من اراضي العراق، في حين ان قواتنا دخلت إلى مسافة (700) كيلو متر من هذه الاراضي وان شاء الله ستواصل تقدمها وانجاز مهمتها. والواجب عليّ ان اتقدم بالثناء والتقدير لشبابنا الابطال الذين حملوا ارواحهم على الاكف ويجاهدون في سبيل الاسلام في جبهات الحرب، وكذلك لقواتنا المسلحة التي تضم كافة الطوائف والاطياف، ومنتسبي جهاد البناء الذين يقدمون كل هذه الخدمات الجليلة للبلاد. وللانصاف نقول اننا مدينون بالفضل والمنّة لكل هؤلاء الذين يقومون بكل هذه الاعمال البطولية في الجبهات، ويخلقون الانتصارات ويحققون العزة والرفعة لكم ولبلادكم.

منح أنواط الشجاعة تقديراً للهزيمة

وفي الوقت الذي تقع فيه العديد من مدن العراق تحت مرمى مدفعيتنا، وبامكان جنودنا قصفها، الا انهم لم يفعلوا ذلك ابداً ولا ينبغي لهم فعل ذلك، لان اهالي هذه المدن ابرياء ولم يقترفوا اي ذنب. يجب علينا ان نتقدم في الحرب، وان نصدهم ونسدد لهم الضربات الماحقة ونقضي عليهم ونمحوا أثرهم، واني آمل ان تكون هذه الايام الاخيرة نهاية للحرب ان شاء الله. واتمنى ان يسقط النظام البعثي وتؤول ادارة العراق لايدي الشعب العراقي، وان يستعيد العراق وجهته الاسلامية وصورته اللائقة للاسلام.
ومن الموضوعات التي ابلغت بها اليوم ان صدام منح احد قواده الذي قيل عنه بأنه حقق انتصاراً في جبهة الحرب، منحه نوط شجاعة، وهذا هو دأبه على الدوام. فعندما تمكنت قواتنا من تحرير خرمشهر واخراج العراقيين منها، منح صدام أنواط الشجاعة لعدد من قادة جيشه، والآن وبعد فضيحة طرد قواته واسر سبعمائة جندي منهم ونقلهم الى الخطوط الخلفية ومقتل واصابة 3500 آخرين ومن بينهم عدد كبير من قادة وضباط الجيش، لكن صدام وحسب التقارير الواردة الينا بادر أيضاً الى منح انواط الشجاعة لقادة جيشه، واننا نوصيه بأن يمنح نفسه نوط الشجاعة على بطولاته، لان هذا الشخص مع امتلاكه هذه الوحشية، فهو يتسم بهذا الوضع المعنوي حيث يتشبث بهذا الطرف او ذاك ويلتمس منهم المجي‏ء لانقاذه من هذه الورطة التي أوقع نفسه فيها. ومن جانب آخر نراه يتشدق بانتصاراته المزعومة، في وقت يأمر باعدام جنوده البائسين المرسلين الى الجبهات على ادنى تقصير او تراجع. وقد وصل الى اسماعنا ان صدام وخلال اليومين او الثلاثة الاخيرة عقد محكمة ميدانية اصدر ونفذ فيها احكام الاعدام ضد عدد كبير من هؤلاء القادة الذين تقاعسوا عن اداء واجبهم في الحرب. هذا هو الوضع الروحي الذي ابتلي به صدام، اي ان حاله اصبحت بالشكل الذي يكون مستعداً معه لضرب كل من حوله وارتكاب كل انواع الجرائم. وان ما آمله ان يتحرك العراقيون والجيش العراقي ويبادروا الى ردع حزب البعث عن ارتكاب المزيد من الجرائم كي يتمكن العراق من تنفس الصعداء ومواصلة حياته الاسلامية بعزة وكرامة ان شاء الله.
ادعو الله سبحانه وتعالى ان يمن بالسلامة والتوفيق على جند الاسلام في الجبهات وفي الخطوط الخلفية وكذلك عليكم شبابنا الاعزاء لادامة جهادكم في الجبهة الداخلية، اتمنى ان تكونوا سالمين وسعيدين وان تمارسوا اعمالكم باقتدار وقوة، وان تجاهدوا وتخدموا بلادكم بالشكل اللائق ونحن ندعو لكم بالنجاح والنصر ان شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه