شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
طهران، جماران‏
موضوع:   
رد على برقية المواساة باستشهاد عشرات المواطنين في حادث إسقاط الطائرة المدنية
مخاطب:   
حسين علي منتظري‏
شناسه ارجاع:   
جلد ۲۱ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۶۸ تا صفحه ۶۹

بسم الله الرحمن الرحيم‏
سماحة آية الله السيد منتظري دامت افاضاته.
لقد كان نداء سماحتكم مسكّناً لآلام جميع الذين عانوا من الشيطان الأكبر أميركا المخادعة. إن الشعوب الحرة في العالم تعاني دائماً من القوى العظمى لا سيما أميركا المجرمة، وما لم تعقد هذه الشعوب العزم على مواجهة الكفر والشرك العالميين والتصدي لأميركا المتغطرسة، فانها ستشهد جريمة جديدة كل يوم.
وعلى الشعب الإيراني النبيل أن يلتفت إلى أن اليوم هو يوم النضال ومقارعة الشياطين الذين يسخرون الحقوق الحقة للحفاة في العالم لخدمة رخائهم وتطوير اسلحتهم كي يتسنى لهم الهيمنة على دنيا الجياع على الدوام.
إن حربنا اليوم ليست حرباً مع العراق وإسرائيل، حربنا ليست حرباً مع السعودية و مشيخات الخليج الفارسي، حربنا ليست حرباً مع مصر والأردن والمغرب، حربنا ليست حرباً مع القوى العظمى في الشرق والغرب، وانما هي الحرب الذي يخوضها ديننا ضد الظلم والجور، حربنا حرب الإسلام ضد ظلم وغطرسة العالمين الرأسمالي والشيوعي .. حربنا حرب الحفاة ضد المرفهين وحكّام الدول الإسلامية الذين لا يعرفون معنىً للألم .. إن هذه الحرب لا تعرف السلاح، وهي غير مقتصرة على أرض أو شعب، ولا تعرف معنىً للهزيمة ومرارة الجوع والفقر والحرمان. انها حرب العقيدة، حرب القيم الإيمانية الثورية ضد عالم القوة والمال وااللهوا .. حربنا حرب القداسة والعزة والشرف والاستقامة ضد الدناءة واللئامة.
إن مقاتلينا يتنفسون في أجواء العقيدة الطاهرة وفي دنيا الإيمان. وان المسلمين في العالم، الذين يدركون بأن الحرب هي بين الإسلام والاستكبار، لن يدعوا نهبة العالم يقر لهم قرار، وسيوجهون صفعاتهم إلى جميع سكنة القصور (المترفين).
إن سماحتكم الذي يعد من ذخائر هذه الثورة وبالتعاون مع السيد هاشمي «1»، تكرسون كل وقتكم لإرساء أسس عالم تسوده العزة والكرامة.
ويعلم الشعب الإيراني النبيل بأن جهود الشرق والغرب تتضافر للقضاء على الإسلام والمسلمين ويجب أن لا نسمح بتضييع جهود أبنائنا الثوريين في جبهات القتال. ولا بد من تضافر الجهود لتطبيق أحكام الإسلام العزيز والسير قدماً بكل ثبات حتى تحقيق النصر النهائي للإسلام.
وعلى كافة المسؤولين تكريس جهودهم من أجل الحرب. ولا بد لنا هذه الأيام من بذل كل ما في وسعنا لإحداث تحول عظيم في الجوانب المرتبطة بالحرب، وعلينا أن نتوجه جميعاً إلى جبهات القتال لخوض حرب شاملة ضد أميركا وأذنابها. إن أي تقاعس اليوم وبأي نحو كان، يعد خيانة للإسلام. كما أن الغفلة عن قضايا الحرب هي بمثابة خيانة لرسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم-. وها أناذا أقدم روحي المتواضعة إلى المقاتلين في ساحات الحرب.
إن إسقاط الطائرة المدنية «2» هو بمثابة ناقوس خطر لجميع الرحلات الجوية. ويجب أن نسعى بكل وجودنا لئلا تحدث مثل هذه المشاهد المروعة.
إنني اتقدم بالتعازي والمواساة لكافة أسر ضحايا هذه الفاجعة، واعتبر نفسي شريكاً في أحزانهم على فقدان أعزائهم. وأدعو لسماحتكم ولكافة الذين يسعون إلى تحقيق الهدف المقدس بانتصار الإسلام. والسلام عليكم ورحمة الله.
13/ 4/ 1367
روح الله الموسوي الخميني‏

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه