شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
طهران، جماران‏
موضوع:   
القرآن جامع أسرار المعارف الإلهية
مخاطب:   
فاطمة طباطبائي «1»
شناسه ارجاع:   
جلد ۲۱ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۱۷ تا صفحه ۲۱۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏
الحمد لله رب العالمين والصلوة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين، واللعن على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين.
عادت بي الذكرى إلى أيام الشباب يوم كنت أدرس كتاب «فصوص الحكم» «2» وغيره من كتب العرفان التي تركها كبار مشايخ أرباب العرفان تذكاراً، لدى بعض شيوخ هذا الفن «3»- رضوان الله عليه-، يوم طلبت مني في هذه السن من الكهولة والشيخوخة، بنتي العزيزة (فاطي «4») السيدة فاطمة طباطبائي أن أكتب شيئاً عن ذلك. ولا بد لي من القول بأن الكتب المذكورة ورغم المنزلة التي تتمتع بها والمساعدة القيمة للغاية التي تسديها في معرفة القرآن الكريم النبع الفياض لمعرفة الله- والأدعية الواردة عن الأئمة المعصومين، صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أجمعين، التي ينبغي أن تسمى حقاً القرآن الصاعد «5»، والأحاديث، تفتقد إلى حلاوة ولطافت وشمولية أسرار الكتاب الإلهي.
على سبيل المثال بالنسبة لسورة الحمد المباركة التي تحتوي على جميع أسرار المعارف الإلهية، والتي هي خارجة عن طاقة كاتب هذه السطور المقيد اليدين والرجلين، يكفي أن تعلمي يا بنتي العزيزة أن في ‏بسم الله الرحمن الرحيم‏ الحمد لله رب العالمين، من المعارف والأسرار ما لا نطيق استيعابها. وان العارف صاحب السرّ إذا ما تأمل بدقة وبصيرة في (الحمد لله) بقدم صاحب الولاية، سيكتشف بأن ليس في عالم الوجود شيئاً وشخصاً غير الله، وإذا كان هناك حمد غير مختص بذات الألوهية (أقرأي أنتِ حديثاً مفصلًا عن هذا الموجز) فينبغي إذن تحطيم الأقلام إذا ما تصورت ذلك.
أنتِ أيضاً أيتها العزيزة اقرأي كتب العرفاء والأولياء بقصد فهم هذه الكلمة الشريفة الجامعة والأنس بها .. حفظكم الله تعالى أنتِ وعزيزي أحمد وأبنائك الأعزاء الذين هم نور عيني. واني أتوقع منكم صالح الدعاء لا سيما بعد موتي، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
25 دي 1367/ 7 جمادى الثانية 1409
روح الله الموسوي الخميني‏

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه