شناسه مطلب صحیفه
عنوان:   
تاریخ:   
مکان:   
باريس، نوفل لوشاتو
موضوع:   
الإسلام يلبي كافة احتياجات الإنسان‏
حضار:   
جمع من الفتيات والفتيان الفرنسيين المحبين للإسلام «1»
شناسه ارجاع:   
جلد ۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۹۵ تا صفحه ۲۹۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏

آفاق الحكومة الإسلامية

آمل أن تقام الحكومة الإسلامية في إيران لتتضح للإنسان مزايا الحكم الإسلامي وتتعرف البشرية على حقيقة الدين الإسلامي، والعلاقة التي يقيمها بين الحكومة والشعب، ونمط إقامته للعدالة، وما يمتاز به الرجل الأول في الدولة في معيشته عن سائر الرعية. فإذا عرف الناس مزايا الإسلام، فالأمل أن يعتنقه الجميع.
في ظل الحكم الإسلامي يعيش الرجل الأول في الدولة- وهو الخليفة الحاكم على المسلمين وبمثابة سلطانهم- في مستوى معاشي عادي دون مستوى معيشة الطبقة الثالثة في المجتمع، يعيش مع عامة الناس بمستوى معيشة الفقراء.
كما إن العدالة الاجتماعية التي يقيمها الإسلام في مختلف المجالات تنصب لصالح كافة طبقات المجتمع بصورة لم يشهد لها التاريخ الانساني مثيلًا.
الحكم الإسلامي ليس كحكم السلاطين أو رؤساء الجمهوريات، إذ أن الحاكم الإسلامي كان يأتي ليجلس بين الناس في ذاك المسجد الصغير في المدينة المنورة.
كما أن الذين يمسكون بمقدرات الدولة كانوا يجتمعون في المسجد كغيرهم من فئات الشعب، وكان جلوسهم بنحو لا يستطيع معه الغريب تمييز الحاكم وأصحاب المناصب العليا في الدولة عن الفقراء إذا دخل المسجد، فزيهم زي الفقراء وطريقة تعاملهم هي طريقة سائر الفقراء.
وكانت العدالة مقامة بالصورة التي كان يستطيع معها أدنى الرعية أن يذهب للقاضي ويرفع اليه شكوى على الرجل الأول في الدولة فيستدعيه القاضي ويحضر بين يديه ويرضى بحكمه حتّى لو كان ضده.
ومما يؤسف له هو أن مزايا الإسلام خافية على البشرية، بل حتّى على المسلمين أنفسهم، ذلك أن أيادي الظلمة وسراق النفط لا يسمحون باتضاح حقيقة الإسلام للناس. ولو طبق الإسلام على حقيقته، فإننا نأمل أن ينهض بني الإنسان تحت لوائه وتهزم كافة المذاهب الأخرى.
ولكنهم لم يسمحوا للناس بالتعرف على الإسلام مع الأسف. فقد نعتوه تارة بالرجعية، وأخرى بالعنف، وثالثة بأنه يعود الى ما قبل ألف وبضعة قرون ولا يستطيع تنظيم الحياة المعاصرة .. كلّ هذه دعايات أطلقها الأجانب وتدحضها حقائق الإسلام الحية.

إننا ننشد الإسلام الأصيل‏

نحن نريد تطبيق الإسلام أو على الأقل إقامة الحكومة القريبة مما يدعو اليها، كي يتسنى لكم التعرف على المعنى الحقيقي للديمقراطية، وتتعرف البشرية على الفارق الكبير بين حقيقة الديمقراطية التي يدعو لها الإسلام والديمقراطية المتعارفة لدى الحكومات ورؤساء الجمهوريات والسلاطين. ولا يمكن توضيح حقيقة القوانين الإلهية ولو على نحو الإجمال في مثل هذه اللقاءات، لكنني أذكر هنا نموذجاً بسيطاً لها ..
إن احكام الإسلام قوانين تنظم حياة جميع أفراد بني الإنسان. تنظم علاقتهم بالله وبنبي الإسلام، وبالجهاز الحاكم. كذلك تنظم العلائق التي ينبغي توافرها بين الأفراد، وعلاقة الأفراد مع أبناء غير ملتهم. إن لدى الإسلام قوانين تنظم كلّ هذه العلاقات بين الأفراد والمجتمعات.
إن كثيراً من الأحكام التي تنظم علاقة الإنسان بالله تعالى، كالذي جاء به السيد المسيح- سلام الله عليه-، أي نفس هذا البعد من حياة الإنسان الذي اهتم به دين السيد المسيح- كما هو مشهود في المسيحية حالياً- أي العلاقة بين العبد وخالقه، موجودة في الإسلام بنحو متكامل. وتوجد أحكام كثيرة بهذا الشأن، واضافة إلى ذلك توجد أحكام تنظم مختلف العلائق بين بني الإنسان وكذلك جميع شؤون حياتهم حتّى قبل الولادة.
إذ شرّع أحكاماً خاصة تستهدف التمهيد لولادة الإنسان السالم والسليم وتشمل ما قبل الزواج وضوابط اختيار الزوج والمعاشرة بين الزوجين ثم فترة الحمل وبعدها زمن الرضاعة وحضانة الأم للطفل وتربيته، تم انتقال تربية الطفل إلى المدرسة؛ حيث إن للإسلام احكاماً بشأن كلّ هذه المراحل وله قوانين توضح سبل تربية الإنسان.
وفضلًا عن ذلك، فإن الإسلام يختلف عن المسيحية التي تفتقد للاحكام الخاصة بنظام الحكم وادارة البلاد، أو أنها لم تصل إلى المسيحيين. إذ انه يمتلك نظاماً للحكم يناظر مؤسسات الانظمة الاخرى، لكن مؤسساته تقوم على أساس العدل.
كما ان له أحكاماً وقوانين تنظم علاقة الجهاز الحاكم بالرعية بمختلف فئاتها، وعلاقة الرعية بالحكومة، وعلاقة الحكومة مع الاقليات الدينية، وعلاقة المجتمع الإسلامي مع المجتمعات الاخرى. ولا أستطيع الآن أن أبين لكم هذه الاحكام والقوانين حتّى على نحو الاجمال. غير أنه إذا ما انعم الله تعالى عليكم بتوفيق اعتناق الإسلام، فستتعرفون على هذه الاحكام بالتدريج بما يتناسب واستيعاب كلّ واحد منكم.

سایت جامع امام خمینی رحمة الله علیه