شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الحرمان الذي عانت منه فئات الشعب على يد النظام البهلوي‏]

قم‏
الحرمان الذي عانت منه فئات الشعب على يد النظام البهلوي‏
ممثلو المناطق الكردية من علماء الدين‏
جلد ۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۶۰ تا صفحه ۶۳

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الحرمان بسبب النظام البهلوي‏

إننا في هذه المدّة التي أقمنا فيها علاقات مع الطوائف والفئات المختلفة التي تأتي إلى هنا، وجدنا أن كل فئة تقول بأن المعاملة التي لقيتها كانت أسوأ مما جرى مع غيرها. يأتون من (بختيار) فيقولون بأن التعامل الذي جرى مع عشائر (بختياري) كان أسوأ من أي مكان آخر، وأن أهلها أتعس حالًا من الجميع. كل من يأتي ومن أي ناحية من نواحي إيران، سواء من المحافظات أم من القرى، وخصوصاً من العشائر الموجودة في إيران، الجميع يرون بأن معاناة مناطقهم أسوأ من المناطق الأخرى وسبب ذلك أن كل واحد يرى منطقته فقط في حين إن جميع المناطق هي هكذا. لا حظوا طهران التي هي عاصمة إيران، وينبغي أن تكون في طليعة مدن البلاد، يوجد فيها ما يقارب ثلاثون حيّاً من أحيائها أو أكثر، يسكنون في الخيام والكهوف. أسر كبيرة تسكن في جحور لا ماء فيها ولا كهرباء وليست لديهم طرق معبدة. وقد ذكروا لي إذ كثيراً ما يأتون إلينا- إن منازل بعضهم تقع في حفر عميقة مما يضطر الى صعود خمسين درجة حتى يصلوا إلى سطح الشارع، والمرأة التعيسة التي تعيش في تلك الحفرة، وكي تحصل على حاجتها من الماء، عليها الصعود أكثر من خمسين درجة وفي برد الشتاء لتملأ جرتها من الم- اء، ومن ثم عليها النزول خمسين درجة، وكثيراً ما تقع على الأرض حتى تصل حجرها. لا يوجد أي أثر من آثار التمدن هناك، فلا طرق اسلفتية ولا ماء ولا كهرباء. ومنازلهم بهذا الوضع المذكور. هذا في طهران، وبقية المدن أسوأ من ذلك. ففيها الكثير من هذا، لا تتصوروا أنتم فقط تعيشون في الحرمان، إن هذا النظام حرم الجميع، فقد كان يضغط على سكان المحافظات بنحو وعلى العشائر وسكان القرى والنواحي بنحو آخر. فالجميع كان يعاني، والجميع كان يعيش حياة صعبة. لا تتصوروا أن أوضاع الذين يسكنون في المحافظات كانت جيدة، وأن لهم بيوتاً وغير ذلك، كلا، الجميع كان يعاني، يعاني من المشاكل والسجون والآلام. كانوا ينشرون أرجل علمائنا بالمنشار في السجون! فلا تتصوروا أن علماءكم فقط هم الذين كانوا يعانون المتاعب، فهناك من علمائنا المرموقين قد قطعوا أرجلهم! كما وضعوا بعض السجناء في مقلاة وأشعلوا تحتهم النار، وأوصلوهم بالكهرباء، لقد فعلوا معهم ذلك وهم أحياء. كانوا يضعون السجين في مقلاة حتى تفوح رائحته! هكذا كانت معاملة النظام .. لقد كنا نحن وأنتم وجميع فئات الشعب مبتلين بأمثال هذه الممارسات على مدى أكثر من خمسين عاماً. قبل أن يكون سبب مصائبكم كنا مبتلين أكثر من الجميع بهذه المصائب.

خاطرتان من عهد رضاخان‏

إن هذه المعاناة تذكرني بخاطرتين احداهما نقلها لي صديقي- رحمه الله- المرحوم الحاج الشيخ عباس طهراني حيث قال لي: كنت في أراك وأردت المجي‏ء إلى قم، فذهبت لأركب السيارة فقال لي السائق: هناك صنفان من الناس لا نسمح لهم بالركوب وهم المومسات والمعممين! كان هذا في زمن الخبيث الأول «1» الذي تعامل مع العلماء بهذا الشكل. كان إعلامه ودعاياته تكرس مثل هذه الأفكار وسلوك أفراد دولته يعزز ذلك.
أما الخاطرة الثانية فهي كنت يوماً راكباً سيارة مع آخرين، وفي وسط الطريق نفد البنزين. كان برفقتي شيخ، فقال السائق: إن نفاد البنزين كان بسبب ركوب هذا الشيخ معنا! لقد كان يعتقد أن نفاذ البنزين بسبب نحس حل بوجود رجل الدين. هكذا كان الوضع!

وقائع من عهد بهلوي لا يمكن البوح بها

لا تتصوروا أيها الاخوة من أهل السنة أنكم وحدكم الذين عانيتم من هذا النظام، نحن ايضاً كنا نعاني. فهناك قضايا كانت تقع في المدن، وفي القرى، في النواحي، لا يمكن البوح بها. التفتوا! انتبهوا! إنَّ لدينا معلومات لا يمكن البوح بها. إن لدى نسائنا معلومات سوّدت وجه التاريخ. إنكم لا تعلمون شيئاً عما كان يجري هنا، لا تدرون ماذا فعلوا هنا في قم ذاتها التي هي مركز العلماء، وكيف أخرجوا النساء ليذهبن ويحتفلن بالسفور ونزع الحجاب. إنكم لا تعلمون ماذا فعل هؤلاء معنا!
والآن وبفضل القدرة الإلهية ولله الحمد، وبهمة جميع فئات الشعب، لم يعد بوسع أحد أن يقول (أنا الذي كنت)، فالجميع شارك، الجميع. جنباً الى جنب. كما ليس بوسع الجميع القول (نحن الذين كنا)، بل الإيمان هو الذي كان موجوداً، قدرة الله هي التي كانت موجودة، لو لم تكن قدرة الله ليس بوسع الأيادي الخالية أن تهزم هذه القوى العظمى. إن الشعب لم يكن يملك شيئاً سوى القبضات المحكمة والدماء ولا شي‏ء غير ذلك. غير أن قوة الإيمان هي التي جعلتهم يرون الشهادة فوزاً لهم. إن هذه القوة- أن رؤية الشهادة فوزاً- هي التي جعلت إيران تتغلب على قوى العالم العظمى. كما وقف الجميع الى جانب ايران. لقد كنت في صلب الأحداث وكانت تصلني رسائل من أمريكا باستمرار، يعبر فيها الجميع عن مناصرتهم لايران، ولكن تبقى قوة الإيمان العامل الأقوى في انتصار الشعب.

35 مليون سجين‏

لقد خرج شعبنا الآن، شعبنا البالغ 35 مليوناً، من السجن. تصوروا أنتم كيف ستكون الأوضاع عندما تتحطم أبواب هذا السجن وينطلق 35 مليون شخص لاستنشاق نسيم الحرية؟ طبعاً ستكون هناك فوضى، وستكون اضطرابات، إن وضع إيران الآن هو بهذا الشكل، هناك حالة فوضى، حالة اضطراب. لقد نهبوا كل ما نملك وفروا. افرغوا الخزانة، ونهبوا البنوك كلها وتركوها خاوية. إن كل بنك الآن له في ذمة هذه الأسرة مئات الملايين من الدولارات. لقد سرقوا كل شي‏ء، ودمروا ثقافتنا، وأضعفوا علماءنا وقلَّلوا من شأنهم وذهبوا. خرَّبوا ثقافتنا وذهبوا، خرّبوا اقتصادنا وذهبوا، أتلفوا زراعتنا كلها وذهبوا، نهبوا كل ما عندنا. وكنا كالسجناء المحبوسين في قفص، وفجأة تحطم القفص وخرجنا منه، وراح كل واحد منّا يركض باتجاه ويقفز إلى مكان، فتنبهنا جميعاً إلى مصائبنا.

تكاتف طبقات الشعب في البناء

إن الالتفات إلى وجود مثل هذه المتاعب لا يقود الى ازالتها في ليلة وضحاها. فهذه المتاعب والمشاكل أوجدوها لنا خلال قرن من الزمن، أو نصف قرن، وقد تركوا لنا بلداً مدمراً. فهذا الدمار لا يمكن إصلاحه خلال شهر أو شهرين أو أربعة أشهر أو .... لا تتصوروا ان المسؤولين لا يفكرون بكم، ولا تتصوروا أنهم عملوا مثلًا شيئاً لبقية المناطق ولكنهم لم يقدموا لكم شيئاً، إنهم لا يستطيعون أيها السادة، إن الدمار واسع وشامل، وينبغي لنا جميعاً أن نضع أيدينا في أيدي بعض، ويجب أن نعطي الفرصة، يجب أن نبذل نتكاتف ونقدم يد العون. إذا لم أتعاون أنا طالب العلوم الدينية مع هؤلاء السادة العلماء، معكم أنتم أيها العلماء والسادة، إذا لم نتعاون معاً ولم ندعم الحكومة ولم نتحد مع بعضنا فإننا لا نستطيع إصلاح هذا الدمار، فالدمار الآن موجود في كل مكان.
إن أهم ما كان لدى إيران هو الزراعة وقد أتلفوا زراعتنا باسم (إصلاح الأراضي)، وأصبحت إيران سوقاً تمد يدها باستمرار إلى الدول الأجنبية لاسيما أمريكا، أن: أعطوناً قمحاً، أعطونا شعيراً! مع أنه لو قامت إيران بالزراعة بنفسها لاستطاعت التصدير إلى بقية الدول، بدل أن تستورد منها. لقد أتلفوا كل ما عندنا. قضوا على تربية المواشي التي كانت عندنا، قضوا على مراتعنا، مراتعنا التي كانت بشهادة الأجانب أفضل المراتع لتربية الماشية. وأغنى المراتع لتربية الماشية هو المرتع الموجود في فلان مكان- وقد نسيت اسمه- وقد قدموه لملكة بريطانيا وبعض أصدقائها! لقد أعطوها هذا المرتع ولا أدري الآن ما هي حاله. لقد قضوا على جميع مراتعنا باسم التأميم. لقد قطعوا يد الناس وقاموا بالنهب بأنفسهم ثم فروا. وكذلك غاباتنا قاموا ببيعها للأجانب تحت شعار التأميم وهم الذين ربحوا به. والنفط أيضاً فجميعكم يعلم كيف قاموا بنهبه ولم يعطونا مقابله شيئاً، لم يصل إلى حكومتنا الآن شيئاً من ثمن النفط، لقد تم تصدير النفط ولكن ثمنه إنما يصل بعد ذلك.
ليس صحيحاً أن الحكومة الآن لا تهتم بأمر (بلوشستان) أو (كردستان) وإنما تهتم بأمر طهران فحسب. انها مهتمة بأمر الجميع ولكن الوضع غير طبيعي، ويحتاج إلى صبر، لقد صبرنا على هذه المصائب أكثر من خمسين عاماً واحترقنا فيها، والآن يجب علينا أن نتحمل ونحترق قليلًا ونبن- ي ونساعد، ونفسح المجال ليتم تصحيح الوضع. ليتم إصلاح الصناعة. إنهم الآن يدخلون إلى المصانع ولا يتركون العمل يسير فيها بشكله الطبيعي. يذهبون إلى الفلاحين ولا يتركون الزراعة تسير أمورها بشكل سليم. يدخلون إلى المدارس ولا يتركونها تفتح أبوابها للدراسة بشكل طبيعي. لقد قاموا بتخريب كل شي‏ء، والآن أيضاً لا يتركوننا وشأننا، لا يدعون الحكومة تتفرغ لاصلاح الأوضاع.

لا تمييز في الإسلام‏

اعلموا أن الإسلام ليس لطبقة معينة، الإسلام ليس لطائفة معينة، الإسلام للجميع، الإسلام للبشر، للانسان، للمجتمع. لا تتصوروا أن هناك تمييزاً في الإسلام، ليس في الإسلام تمييز. لا تتصوروا أن الذين هم في العاصمة أو العلماء في المراكز العلمية يقولون بالتمييز. فلا وجود لهذا الكلام في البين، إننا جميعاً موجودون جنباً الى جنب مع بعضنا وإخوة فيما بيننا. وإن من توفيقات هذه النهضة أننا نجلس وإياكم إخوة مع بعضنا، ونتفاهم فيما بيننا فلا تتصوروا أننا لا نفكر بوضعكم، وأننا مشغولون بالعمل من أجل أنفسنا فقط، إن هذا الأمر غير وارد أبداً، إن هذه المسائل غير مطروحة أصلًا في الجمهورية الإسلامية، ولكن الأوضاع شبيهة بالفوضى والاضطراب وتحتاج الى بعض الوقت لاصلاحها.

الحكومة الإنتقالية

إنني أطمئنكم بأنه سيتم اصلاح كل شي‏ء عندما تستقر حكومتنا، إننا الآن في وسط الطريق، ليس لدينا الآن حكومة دائمة مستقرة وإنما حكومة إنتقالية «2»، إننا سوف نشكل حكومة دائمة مستقرة عندما تشاركون جميعكم في التصويت، وفي تعيين مصيركم، وبعد أن نكون قد قمنا بتعيين مصيرنا. وأعطينا أصواتنا للأشخاص الذين نرغب بهم، عندها سيقوم هؤلاء بتشكيل الحكومة، فتكون حكومة لجميع الشعب، وحكومة الشعب حينئذ حكومة صحيحة وإسلامية إن شاء الله، سوف تكون السلطة إسلامية إن شاء الله، والأحكام إسلامية. وسوف ترون حينئذ أنه لا يوجد أي تمييز أو تفريق. هذه الأمور لم تكن مطروحة في صدر الإسلام وليست هي مطروحة الآن. إذا جاء رجل وتسلط على هذا البلد عدة أيام بشكل غير شرعي ودمر كل شي‏ء، فإنه لا ينبغي لنا أن نقول بأن الأمور لا بد أن تكون هكذا، لا، ليس كذلك، فعندما تستقر- إن شاء الله- الحكومة الإسلامية، فسنكون جميعاً نحن وأنتم في رفاهية إن شاء الله. وإنني أبلغ سلامي للإخوة الذين قدمتم من عندهم، وأطلب منهم التحمل والصبر قليلًا. حفظكم الله جميعاً إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-رضا خان بهلوي. «۲»-إشارة للحكومة المؤقتة للسيد مهدي بازركان.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: