شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [المفاسد الثقافية والاقتصادية لنظام بهلوي - دور النساء والمحرومين في الثورة الإسلامية]

قم‏
ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) ويوم المرأة
المفاسد الثقافية والاقتصادية لنظام بهلوي - دور النساء والمحرومين في الثورة الإسلامية
نساء مشهد
جلد ۷ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۴۵ تا صفحه ۲۴۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الفساد باسم المدنية والاصلاحات‏

لابد لي أولًا أن أعتذر منكن أيتها السيدات المحترمات على جلوسكن تحت الشمس المحرقة، وأشكركن. كنت أسمع عندما كنت في خارج البلد وكذلك بعد رجوعي عن الفعَّاليات المهمة لنساء مشهد. ويجب عليّ أن افتخر بأمثال هذه السيدات، بأمثال هذه النسوة. إنني وحيث أراكن في مشقة الحر، سأختصر حديثي. إننا نكشف من خلال أعمال الحكومات أو المسؤولين نقاط الإبهام الموجودة في بعض الأمور.
جاء رضا شاه قام بانقلاب وأسقط حكومة إيران وجلس على العرش. وبعده جاء محمد رضا .. لقد قام هذان بأعمال تبدو لبعض المغفلين أنها أعمال مفيدة. وقاما بأعمال أخرى باسم الإصلاح، باسم التحضر، قد اتضح فسادها مثلًا (إصلاح الأراضي)! ففي البداية أثاروا الضجيج بأننا نريد أن نفعل كذا من أجل الفلاحين، وان عهد الرعية والأسياد قد انتهى! وأصبح الجميع يملكون الأراضي، ونظير هذا الكلام الذي نشروه في الصحف، ونقلوه في المذياع، وذكروه في الخطب، ليخدعوا الناس لكننا عرفنا الآن- وكنا نعلم من قبل وعرف الشعب أن القضية لم تكن قضية اصلاحات، إنهم لم يكونوا يريدون تحرير الفلاحين، بل كان غرضهم جعل إيران سوقاً لأمريكا، وتخريب زراعة إيران لتحتاج إيران إلى أمريكا في كل شي‏ء، وما زال الى هذا الاحتياج للخارج لحد الآن موجوداً. كان الكلام عن (اصلاح الأراضي) لكننا عرفنا أنهم جرّوا البلد إلى الفساد.

الأَسْر باسم الحرية

أو مثلًا منح الحريات لكافة الفئات، النساء والرجال. (حرية النساء، وحرية الرجال)! لقد رأينا جميعاً نحن وأنتم أن الإرهاب الذي كان في زمن هذا الأب وابنه لعله لا سابقة له طوال تاريخ إيران. لم يكن الرجل حراً، ولا المرأة. الجميع كانوا يعيشون تحت الإرهاب. الجميع كانوا يتألمون. كانت في يوم تقام الاحتفالات لأننا ألغينا الحصانة!- في عهد رضا خان-، ولكنهم في يوم آخر يعودون ويمنحون الحصانة للأمريكيين «1»! لقد كان هذا تابعاً لصاحب الجلالة ماذا يفعل. فأي‏ شي‏ء يفعله كان الآخرون يثيرون الضجيج مؤيدين له. وفي المجلس الاستعراضي كان يعلو الضجيج والمديح.
ومن جملة الأمور التي وقعت في عهد رضا خان والتي كان فيها أتاتورك «2»، هي توحيد اللباس والأخرى خلع الحجاب- السفور-. لقد قامت أبواقهم الإعلامية والدعائية في ذلك الوقت بالمدح والثناء على هذين الأمرين، وكم كذبوا على العلماء المعارضين لهذه الأمور، ونشروا الأشعار حولهم. لعلكم سمعتم بعض تلك الأشعار، وكم كانت أشعاراً هجائية قبيحة لا يمكن ذكرها. ثم رأينا بعد ذلك أن قضية خلع الحجاب لم تكن قضية يريدون بها مساعدة النساء، بل كانوا يتطلعون الى القضاء على كرامة المرأة. كانوا يريدون سحب تلك المآثر التي زخرت بها هذه الطبقة، تلك الخدمات التي بوسع هذه الطبقة تقديمها للأمة. الخدمات القيّمة التي تقوم بها نساؤنا، كانوا يريدون سحبها من يدهن، ولا يروق لهم أن تقوم النساء بتلك الخدمة الأصيلة التي يجب عليهن القيام بها وهي تربية الأطفال الذين ستقع بأيديهم مستقبلًا مقدرات البلد. إنهم لم يكونوا يريدون للنساء أن تقمن بهذه الخدمة خوفاً من أن ينشأ الأطفال في أحضانهن على التقوى، وعلى التربية الإسلامية، والوطنية، ثم بعد أن يذهب الأطفال إلى المدارس والثانوية لا يستطيعون بإعلامهم ودعاياتهم والأساتذة الذين يضعونهم بأنفسهم ومبلغيهم، أن يغيروا الأطفال عما نشؤوا عليه.

الحيلولة دون نمو البلد من خلال الفساد والانحرافات‏

ولهذا كان المخطط يستهدف إبعاد النساء عن مقامهن الأصيل العظيم، وبتصورهم، تحرير نصف المجتمع الإيراني! لقد رأيتم كيف حرَّروهن. بيد أني رأيت ذلك- لعل أكثركم لا يذكر ذلك- رأيت ماذا فعلوا بنساء إيران المحترمات، قاموا بضغوط كبيرة، وفعلوا هذا الأمر بقوة السلاح. ثم أرادوا بعد ذلك الوصول إلى نتيجتهم المرجوة وهي تجريد النساء من مسؤولية تربية الأطفال.
إن النساء إذا دخلن في اعمال أخرى مثلًا أعمال غير أساسية، فإنهن لا يستطعن التصرف بشكل أصيل. وطبعاً العمل للمرأة، العمل الصحيح للمرأة، لا مانع منه أبداً، ولكن ليس بالشكل الذي كان يريده أولئك. إذ أن غرضهم لم يكن حصول المرأة على عمل، بل كان هدفهم إسقاط المرأة كالرجل أيضاً، النساء والرجال، اسقاطهم من مقامهم الشامخ. فلا يتركوا المرأة لتنمو بشكل طبيعي، ولا يتركوا الرجل لينمو بشكل طبيعي، ولا يتركوا الأطفال لتتم تربيتهم بشكل سليم.
ولهذا وقفوا بوجه ذلك منذ البداية، فَحُرم الكثير من الأطفال من أحضان أمهاتهم التي هي مركز تربية الأطفال. وبعد ذهاب الأطفال إلى المدارس قاموا هناك بالتأثير عليهم بالكتب المنحرفة والدعايات السيئة. ثم في الجامعة لم يتركهم عملاء النظام هناك لينشؤوا بشكل صحيح. لم يتركوهم لينشأ منهم علماء سالمون، أفراد وطنيون، إسلاميون. إننا ندرك من تلك الأعمال التي قاموا بها ورأينا أنها ضد شعبنا، ومخالفة لمصالح بلدنا، مثل قضية الحصانة، مثل قضية الزراعة، وباقي القضايا، ندرك أن هدفهم الرئيس من وراء ذلك إيجاد الإنحراف وليس الإصلاح. الهدف هو أن لا يتركوا شعبنا ليتقدم وينمو. ولهذا فإننا نعرف أن خلع الحجاب الذي قام به رضا خان تبعاً لتركيا وتبعاً للغرب وتنفيذاً للخطة التي كان مكلفاً بها، كان معارضاً لمصالح بلدنا.

أصحاب الثورة الأصليين‏

وقد رأينا ان العضو الفعّال الذي يمكنه العمل، والذي عمل لهذه الثورة وخدمها، هو أنتن. أنتن اللاتي نزلتن إلى الشوارع بهذا الوضع الذي أنتن عليه الآن وسرتن بالثورة قدماً. أما اللاتي تربين على ثقافة النظام المباد، وساهمن في هذه الثورة، فهن اللآتي كان لهن وضع يشبه وضعكن. أما البقية اللواتي تمت تربيتهن بذلك الشكل فلم يكن لهن اهتمام بهذه المسائل. كما أن بعض الرجال أيضاً لم يكن لهم دور أبداً في هذه الثورة. وقد جاؤوا الآن للاستيلاء على الغنائم. الآن وقد قامت هذه الطبقة المستضعفة، الطبقة التي يعتبرها الآخرون ضعيفة وقد كانت قوية بحمد الله، الطبقة التي يسميها هؤلاء بالطبقة الثالثة- وفي حقيقتها هي الطبقة الأولى وهم الطبقة الثالثة لجهنم بل السابعة- قامت هذه الطبقة بالعمل من أجل خدمة البلد، وحطمت السد الكبير وفتحت الطريق. فتدفق الآن السادة من أمريكا وأوربا إلى هنا للاستحواذ على الغنائم. بعض النساء اللاتي لم يكن لهن دور أصلًا في هذه الأحداث أتين الآن لجني الثمار.
أما أنتن فلا يوجد لديكن أية توقعات، حفظكن الله ومنّ عليكن بالسعادة، لقد كنتن خدم الإسلام، وكذلك الآن ولم تطالبن بشي‏ء. لقد قمتن بالخدمة، وستقمن بها في المستقبل. إن الذين لم يكن لهم أي دور في هذه الأحداث، لم يقدموا حتى قتيلًا واحداً، قد جاؤوا الآن، فواحد منهم يريد أن يصبح وزيراً، وآخر يريد أن يكون نائباً. وثالث يريد أن يكون كذا، إن هذا خيال ساذج يدور في رؤوسهم. ومن الأفضل أن يعيدوا النظر في أعمالهم. فهذا خيال باطل أن يعمل الآخرون ويكدحوا. وانتم جالسون في مكانكم، وتأتون الآن تريدون جني ثمار تعب الآخرين.

أدعياء الثورية وأصحاب الأحلام الساذجة

إن أول من له حق على هذا الشعب هو هذه الفئة التي تجلس هنا، وتلك الطبقة التي يمثلها هؤلاء من نساء مشهد المحترمات وسائر نساء إيران. وفي الرجال أيضاً فإن طبقة العمال والفلاحين وصغار الكسبة والجامعيين المحرومين، الفئات المحرومين من طبقات المجتمع، هؤلاء هم الذين دعموا هذه الثورة. والآن أيضاً فإن توقعات هؤلاء ليست كثيرة كتوقعات أولئك. أولئك الذين لهم توقعات كبيرة هم الذين لم يقدموا شيئاً، وقد جاؤوا الآن يريدون مثلًا أن يصبح أحدهم رئيساً للجمهورية، أو يصبح رئيساً للوزراء.
إن أولئك الذين كانوا أبواق النظام يفكرون الآن بالرجوع الى ايران. أصبحوا ثوريين، الجميع اليوم، كل من يأتي إلينا يقول إني كنت مناضلًا! إنني أعلم أنه يكذب، ولكن، ماذا أقول لهؤلاء الذين يتصورون أنه لا إطلاع لي. إنني أعلم أنكم كنتم آنذاك جميعكم أو أكثركم أجراء! كانت أعمال الكثير منكم خدمة للنظام. والآن أتيتم وأصبحتم ثوريين. كلا، أنتم لستم ثوريين، ولن تكونوا ثوريين. إنكم من الذين إذا ما رأوا- لا سمح الله- بوار الانكسار سرعان ما ينادوا (يحيا فلان) إننا نعرفكم. أصلحوا أنفسكم.

ضرورة الاهتمام بالمحرومين وسكنة الحفر

علينا العمل من أجل طبقة العمال والموظفين، هذه الطبقة الضعيفة، الطبقة التي تعتبرونها أنتم أدنى مع أنها أعلى منكم جميعاً، وأفضل مقاماً، يجب على الحكومة العمل من أجلها. أنتم الذين تملكون الالاف الؤلفة ولديكم الأموال في البنوك، وتملكون الشركات وأنواع التجارات. ماذا تقولون وماذا تريدون؟ إن هؤلاء الذين لا يملكون شيئاً هم الذين ساهموا في هذه الاحداث. لقد شاهدت التلفزيون في ذلك اليوم حينما كان يعرض الناس الذين يسكنون الحفر في طهران. وعندما سئل أحدهم ماذا تفعلون هنا. قال: عندما يصبح الصباح نذهب مع أطفالنا إلى المظاهرات. هذا المسكين الذي يسكن في الحفر كان يخرج في المظاهرات وساعد في انتصار الثورة. فعلى الحكومة أن تعمل من أجل سكان الحفر هؤلاء. أما أنتم فقد كنتم تجلسون جانباً، وأتيتم الآن تريدون تحصيل المكاسب! فليذهب هؤلاء الانتهازيون وشأنهم! حفظ الله تعالى هذه الطبقة، وحفظكن الله تعالى أيتها السيدات العزيزات المحترمات. ومنّ الله تعالى عليكن بالسعادة. أبلغوا سلامي لجميع نساء مشهد اللاتي تمثلوهن. إنني خادم لكُنَّ جميعاً.

«۱»-اشارة الى قانون الحصانة القضائية الممنوحة للاميركيين في ايران. «۲»-مصطفى أتاتورك، رئيس الجمهورية التركية.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: