شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الوحدة والتوجه الإسلامي سرّ الانتصار]

قم‏
الوحدة والتوجه الإسلامي سرّ الانتصار
طالبات معهد المعصومة في أصفهان، أفراد الحرس الثوري في مدينة شهرضا
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۰۸ تا صفحه ۱۱۰

بسم الله الرحمن الرحيم‏

الاعتصام بحبل الله‏

إن الأمر كما ورد في الآية الكريمة التي قرأتها هذه الأخت (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا) «1»، إن هذه الآية الكريمة لا تحض على الوحدة فقط، إن كل القوانين البشرية والأنظمة غير الإلهية تدعو الى الاجتماع والوحدة. ولكن الأمر الإلهي هو (واعتصموا بحبل الله) وليس المقصود أن تكونوا متفقين في الرأي وألاتكونوا متفرقين فقط وإنما أن تكونوا متفقين على الاعتصام بحبل الله جميعاً وهو طريق الحق والانتباه إلى الحق والتمسك به.
إن الأنبياء لم يبعثوا ليجمعوا الناس في أمورهم بل ليجمعوهم في طريق الحق وهو الطريق الذي يبدأ من الطبيعة إلى ماوراء الطبيعة وينتهي في أماكن لانستطيع نحن البشر دركها بقوانا العقلية، فإذا اتفق الجميع وساروا في هذا الطريق- طريق الحق- سيتمكنون من إدارة أمور الدنيا والآخرة سوية.

الإسلام والوحدة سرّ انتصار الشعب‏

وكما رأيتم في الاجتماعات التي عقدتموها مؤخراً وكيف تجلت وحدة الصف، وإنّ سر انتصاركم كان يكمن في توجهكم الإلهي. بمعنى أن أبناء الشعب الإيراني جميعاً كانوا يطالبون بالإسلام وهذا هو (الاعتصام بحبل الله)، فالإسلام هو (حبل الله). إن وحدة الصف والسير معاً في طريق واحد، وهو طريق الله، هو ما هدانا إلى النصر، إذ جعلنا ننتصر في مواجهة القوى الكبرى في الداخل والخارج، أي القوة العظيمة التي كان يمتلكها الشاه السابق ومن ورائه القوى الأخرى دون استثناء تقريباً، بما في ذلك الدول العربية والقوتين العظميين. كما أن الشاه نفسه كانت لديه قوة شيطانية وكافة القوى العالمية التي كانت لها مصالح معه، جميعهم وقفوا إلى جانبه وكانوا يريدون بقاءه، ولكنهم لم يستطيعوا. أنتم لم يكن‏ لديكم شي‏ء، لم تمتلكوا الأسلحة، حتى هذه البنادق لم تكن موجودة وإن قد تم غنيمتها بعد هزيمتهم. فقبل هذا لم يكن لديكم شي‏ء، ولكنهم كانوا مجهزين بكل الأجهزة الشيطانية وكانوا يمتلكون كل شي‏ء، غير إنّكم هزمتم القوى العالمية التي أرادت بقاءه، وحتى بعد ذهابه أرادوا أن يبقى النظام الملكي والشورى الملكية ولكنهم عجزوا عن ذلك.
إنها القوة الإلهية، فلم تكن قوتي أو قوتكم، بل قوة اعتصامكم بحبل الله، واعتصامكم بالحق يعني اعتصامكم بالإسلام، الجميع اعتصموا بالاسلام، الجميع التفوا حول الإسلام، وهذا ما قادنا للنصر. والآن يجب علينا أن نحافظ على هذا النصر، إن أردنا السعادة لهذا البلد وتحقيق تطلعاتنا وأهدافنا. إذا أردتم- وأنتم تريدون طبعاً- الحفاظ على استقلال بلدنا إلى الأبد وأن تكونوا أحراراً وأن لا يتحكم الآخرون بثرواتنا وخيراتنا، وأن يكون طريقنا طريق السعادة، علينا الاعتصام بحبل الإسلام، حبل الله، وأن لانتفرق عن بعضنا، وأن نكون مجتمعين بالإسلام، مجتمعين على طريق الإسلام.

الخوف الإلهي في قلوب أعداء الشعب‏

إنّ هؤلاء الذين يبثون الخلاف بين أبناء الشعب ويزرعون بذور التفرقة بأقلامهم وأحاديثهم واجتماعاتهم، هم جنود الشيطان، وأنتم بعون الله (جنود الله) تعملون بأمر الله تبارك وتعالى الذي قال في كتابه الحكيم (واعتصموا بحبل الله)، وتعملون بأمره حين نهانا عن التفرقة بقوله تعالى (ولاتفرقوا). وإذا عملتم بأمره ونهيه ستتحقق لكم السعادة بأكملها. وقد عملتم لحد الآن بذلك وكنتم مع الله في أمره ونهيه. فبنداء (الله أكبر) تقدمتم وهزمتم عدوكم. وهذا يعني أن أحد الأسباب التي دفعتهم للانصراف عن مهاجمتكم هو أنّ الله تعالى القى في قلوبهم الرعب. إذ كان بإمكانهم أن يفعلوا الكثير لأنهم كانوا يمتلكون كل وسائل الدمار، إذ كان يكفي أن تقلع طائراتهم وتضرب المدن الإيرانية بأسرها. ولكن الله ألقى الرعب في قلوبهم مماصرفهم عن فعل ذلك. وان الذي أدى إلى إلقاء الخوف في قلوبهم هو أنكم عندما رفعتم نداء (الله أكبر) التحقت بكم جميع فئات الشعب التي كان بعضها مع الشاه وتخلت عنه وأصبحت معكم بما في ذلك الجيش والدوائر الحكومية.
لقد وقف إلى جانبكم جميع من ظنوهم معهم وراهنوا عليهم .. التحقوا بكم عندما رأوكم سائرين على طريق الحق، مجتمعين كما أمركم الله، معتصمين بحبل الله، الذي هو سلاحكم والذي يجب أن تحافظوا عليه وعلى وحدتكم (ولاتفرقوا). حافظوا على الإسلام الذي فيه سعادة الدنيا والآخرة، هو كل شي‏ء بالنسبة لكم.

القانون الأساسي وانتخابات الخبراء

اسعوا بعون الله إلى تدوين القانون الأساسي بشكله الصحيح وحاولوا أن تختاروا الرجال المؤمنين الصالحين من العلماء الكبار ليدونوا القانون الأساسي كما أراده الإسلام، ومن ثم مراجته بدقة والمصادقة عليه، وتأسيس بلد اسلامي مثلما نريد، بل تشم منه رائحة الإسلام في جميع أرجائها. وفقكم الله جميعاً وأيدكم.

«۱»-سورة آل عمران، الآية ۱۰۳.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: