شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [التفاهم العام - خوف الأعداء من النظام الإسلامي - منزلة علماء الدين - أهمية المجلس‏]

قم‏
التفاهم العام - خوف الأعداء من النظام الإسلامي - منزلة علماء الدين - أهمية المجلس‏
نواب مجلس الخبراء - أعضاء حزب الجمهورية الإسلامية
جلد ۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۰۰ تا صفحه ۴۰۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏

اتفاق الجميع على حل المشاكل‏

لقد قمتم بمناقشة قضايا البلاد بصورة كلية، والجميع يعلم أن المشاكل كثيرة والحل هو أن يتفق الجميع، فعلى البلاد أن تنفق مع مجلس قيادة الثورة، وعلى الجميع أن يقفوا مع حزب الجمهورية الإسلامية، وقدر الإمكان مع الأحزاب الأخرى التي يمكن التفاهم معها، دون أن يكون هناك صدام بين الحكومة والحزب على سبيل المثال، أو بين الحكومة ومجلس قيادة الثورة أو الإعلام الآخرين. ففي الوقت الحاضر الجدل تضر مئة بالمئة بمصلحة الشعب. أي أننا في هذه المرحلة بحاجة إلى التفاهم والهدوء. فمما لا شك فيه أن المشاكل كثيرة ولا يمكن تجاوزها بسرعة، فالإذاعة والتلفزيون مثلا، عملت على خدمة النظام الفاسد لمدة أكثر من خمسين سنة، وكوادرها تمتلك ذات التفكير الفاسد والآن نريد وبصورة مفاجأة أن نستبلهم بكوادر إسلامية ذوي فكر إسلامي ووطني. إن هذه الأهداف حتى الآن ليست أكثر من أمنية ولن تتحقق بهذه السرعة. فهل تريدون أن تقوم الحكومة بكل هذه الأعمال وخلال فترة وجيزة؟! إنه شي‏ء مستحيل، وإن السبيل الى ذلك لا يكمن في إثارة الجدل أو الاضطرابات داخل الحكومة. افترضوا أننا سرنا باتجاه إقامة الحكومة التي نريد، وعملنا على اقصاء هذا وتنحية ذاك، ثم نتوجه إلى التلفزيون ونقول: لابد من احداث تغيير جذري، ويجب أن يأتي كادر آخر، ثم تختلف مجموعة أخرى معه، وتطالب بإقصاءه مرة أخرى، وعلى هذا المنوال بالنسبة لكل الأمور الأخرى.

إناطة المسؤوليات لأشخاص ملتزمين‏

من واجبنا اليوم أن نسعى قدر الإمكان لإرساء أسس الاستقرار حتى يتمكن مجلس الخبراء بعزيمة رجاله من أن ينجز أعماله بشكل أسرع- إن شاء الله- ومن ثم نتفرغ لمجلس الشورى ونقوم بتنظيمه، حتى يتم نقل المسؤوليات إلى الشعب وممثليه، وعندما تتمكنون من انتخاب أعضاء صالحين، وطنيين ومفعمين بالفكر الإسلامي، وعندما تكون هذه‏ الانتخابات شاملة لجميع الفئات، فإننا سنتمكن من تصحيح كل ما يجب تصحيحه إن شاء الله.
ولكننا لا نستطيع أن نقوم كل يوم بإقصاء هذا وتعيين ذاك، فبعد تعيين كل شخص تأتي مجموعة لتقول كيف عينتم هذا؟! إنه ليس أهلا لهذا المنصب. فعلى سبيل المثال، بعد البحث والتدقيق توصلوا إلى اختيار رئيس جديد لقيادة الأركان، وبمجرد تعيينه جاء أناس آخرون واعترضوا عليه، وعندما وجد أربعة أشخاص مخالفين له تم إقصاءه وتعيين آخر مكانه، ومع هذا ظهرت مجموعة أخرى تعارضه.
إن هذه الأسباب تحول بيننا وبين إنجاز أعمالنا، وما علينا الآن إلا أن نتريث قليلًا، لا أن نقوم بإضعاف الحكومة. كل حال، ثمة من يسعى لإضعاف الحكومة، وإسقاطها، وكل شخص يأتي إلى هذه الحكومة، يظهر له مخالفون، ويدعون أنه أكثر إجراما وخيانة من جميع الناس، وما إلى ذلك. وهم لا يقولون هذا عن سوء نية دائما، فأحيانا يكون السبب خطأ في التقدير، فمجلس قيادة الثورة مثلا، أعضاؤه معروفون جيدا بالنسبة لنا، ولكن الناس الذين لا يعرفونهم، يوجهون لهم انتقادات خاطئة، ويدعون أنه لا أحد يعرف ما يقوم به مجلس قيادة الثورة، ولا أحد يعرف من هم أعضاؤه.

مجلس الخبراء، من انتخاب الشعب‏

لقد تم اختيار مجلس الخبراء بأصوات الشعب، والجميع يعلم أنه لم يكن مجلساً مفروضاً، لم يقم أحد بإجبار الناس على انتخابه، ولكن افرضوا أن حزب الجمهورية الإسلامية كان له ممثلون كثر، فكما أن لهذا ممثلين لغيره ممثلين أيضا، وقد خسروا في الانتخابات، فلماذا يأتي الآن الذين خسروا ويقولون لماذا لا يوجد لدينا مقاعد في المجلس؟! حسناً فالشعب لم يكن يثق بكم ولهذا خسرتم. ولم يأت أحد ليجبر الناس على انتخاب شخص ما. لقد منعتم الناس من الإدلاء بأصواتهم، ولكن الحزب الجمهوري لم يكن ليفعل ذلك، إذا لم يصوت له الناس. حسناً، حسناً جداً، لنفترض أن هذا صحيحاً- مع أنه كذب- فإن قالت طائفة أننا أصدقاء السيد بهشتي «1»، والسيد بهشتي له مكانته بين الناس وبسبب هذه المكانة منحه الناس أصواتهم. أهذا خلاف الواقع؟! أهناك تلاعب في الأمر؟! أم أن الناس أنفسهم قرروا التصويت لصالح السيد بهشتي؟! ومع هذا فالآن كما ترون، يأتي البعض ويتحدثون بأشياء لا صحة لها عن مجلس الخبراء.

الأعداء مذعورون من تحول النظام إلى نظام إسلامي‏

والشي‏ء المؤكد فيما يتعلق بمجلس الخبراء والجمهورية الإسلامية، هو أن الكثيرين يخشون الإسلام، يخشون من أن يأتي نظاماً إسلامياً لا يعود بمقدورهم أن يتصرفو كما يشاؤون، وينهبوا كما يحلو لهم. المسألة برأيي هي أن البعض متضايقين لأن أعضاء مجلس الخبراء سيناقشون صياغة قانون أساسي إسلامي للجمهورية الإسلامية دون أن يكونوا هم بين هؤلاء الأعضاء، ولهذا فهم متضايقين، ويقولون لم نحن غير موجودين؟! حسناً، لأنكم لم تفوزوا بالانتخابات، وإن الشخص او الشخصين اللذين دخلا المجلس دخلا بالتزوير، وليس عن طريق أصوات الشعب، لقد تلاعبوا بالانتخابات، فهل انتخب الشعب قاسملو «2»؟ إن الأكراد أنفسهم لم ينتخبوه، لقد أخاف البعض واحتال على البعض حتى ينتخبوه، وعلى الرغم من هذا فإنه لم يأت إلى هنا، كنت أظن أنه سيأتي إلى هنا وعندها سيلقون القبض عليه.

حضور علماء الدين في مجلس الخبراء

إنهم يخافون من الإسلام ومن النظام الذي سيؤسسه علماء الدين- بإذن الله- إذ سيقيمون نظاماً إسلامياً لا مكان فيه للنهب والاحتيال واللصوص وأولئك الأفاقين واللاهثين وراء الغرب. طبعاً إن سبب انزعاجهم هو كيف وصل عالم الدين إلى السلطة؟! طبعاً هم لا يهتمون لكونه رجل دين، ولكنهم يعلمون ان عالم دين سيعمل من أجل الإسلام، فلو كان لصا وأفاقا مثلهم لما قالوا شيئا، ولهذا فهم متضايقون الآن من كون جميع أعضاء المجلس من علماء الدين، إن هذه الجمهورية جمهورية إسلامية، ولهذا أعطى الناس أصواتهم لعلماء الدين، والشعب هو من جاء بهم ليؤسسوا جمهورية إسلامية، نعم لو كانت جمهورية غربية مثلًا لاختلف المنتخبون، وعندها يجب أن يجلس عالم الدين جانبا. ولكننا الآن نحن نريد أن نؤسس جمهورية إسلامية وندون قانوناً للجمهورية الإسلامية، فهل نذهب ونحضر أشخاصاً من أوروبا؟! نذهب ونحضر أشخاصاً من أولئك المؤيدين لأوروبا، المؤيدين للغرب، المؤيدين للشيوعيين؟! فهل على علماء الدين أن يذهبوا ويحضروا امثال هؤلاء حتى لا يتضايق السادة؟! ولو ذهب البعض بالفعل إلى أوروبا ليأتي بأناس لصياغة القانون الأساسي لنا، فماذا سيكون موقفهم لو علم الشعب بهذا، وهو الذي كان يطالب دائماً يطالب بجمهورية إسلامية وقانون إسلامي، أم أنهم يعتقدون بأن الشعب سيغفر لهم إذا ما فعلوا ذلك؟!!

مكانة السيد طالقاني عند الشعب‏

الناس يؤيدون علماء الدين لأنهم مسلمين ولأنهم ينشرون الإسلام، ومسخرين أنفسهم لخدمة الإسلام، ونحن جميعاً كذلك. فالناس لا يؤيدوننا لسواد عيوننا، إنهم يعلمون أننا في خدمتهم وهم يحبون من يخدمهم. فهؤلاء الناس هم أنفسهم الذين أظهروا كل هذا الحب للسيد طالقاني، فهل كانوا يحبونه لأنه قال أنه من جماعة الديمقراطيين؟! لا، بل لأنه من كبار علماء الدين، والناس ينظرون إلى العلماء بأنهم مظهر النبوة، ومظهر الإمامة. وكما ذكرت البارحة، إن هؤلاء الذين قاموا بالثورة، هم أنفسهم الذين كانوا يقبلون قبر السيد الطالقاني. مثلما يقبلون ضريح السيدة المعصومة سلام الله عليها، وكانوا يصيحون: يا سيدنا، يا مظهر سعادتنا، يانائب رسولنا، لقد كانوا يعتبرونه" نائب الرسول" لذلك كانوا يقبلون القبر، ليس حبا بالذهب والفضة والحديد، بل لإظهار محبة الله والرسول وهؤلاء أيضا. لقد شاهدوا كيف أنه عندما يرحل أمثال هذا الانسان عنا، ماذا يفعل الناس لأجله، بينما عندما يموت ألف شخص منهم لا يفعل الناس شيئا، بل إنهم يفرحون لموتهم. وهذا هو الأمر المخيف بالنسبة لهم. ونحن يجب علينا أن نحذرهم فهم يبحثون عن منصب لأنفسهم، فيجب أن لا يغيب عن أذهاننا معاناة هذا الشعب، لنتلافى ما كان يحدث في الماضي.

نصف قرن من خيانة الأجانب‏

إننا تضررنا من الأجانب لمدة خمسين وبضع سنين، لحقت بنا أضرارا كثيرة، وذلك بسبب جرينا وراء الغرب، وانشدادنا إليه. فهل نكرر ذلك من جديد؟! هل نعود إلى ذلك المسير؟! لا، يجب علينا أن نغير ذلك المسير، وتغييره لا يتم إلا عن طريق الثورة. وعلى أولئك الذين لا يعتقدون بأن ديننا أرقى الأديان فليجربوا ذلك على الأقل، لقد جربوا المذاهب الأخرى لمدة خمسين عاماً، فليجربوا الحكم الإسلامي خمسين عاماً أيضاً. وإن فشل ولم يستطع وضع حد للغارات والنهب والانحرافات، وكان متغطرسا كالذي سبقه، عندها ليفكروا بنظام آخر. ولكن أن يأتوا ويقولوا هذا الطريق غير مناسب بدون تجربة، وبدون أن يعلموا ما هي المشاريع الجديدة، أو أن يتعرفوا على الحكّام الجدد، ويدعون أن هذا النظام يقوم بنفس الأعمال التي كان يقوم بها النظام السابق من السرقة والغارات والخيانات، والخدمة للأجانب. فلا أظن أنهم سيكونون منصفين في أحكامهم هذه. إننا نعرف أعضاء مجلس قيادة الثورة جيداً، ونعرف أعضاء الحكومة باستثناء بعضهم، ونعلم أن بعض الخونة لازالوا موجودين منذ عهد النظام السابق، وكثيرا ما يقولون أن هذا النظام لم يختلف عن النظام السابق، فهل هذا عدل؟! إن ذلك النظام كان يغير على الناس، يضربهم ويسرق أموالهم، ويهتك حرماتهم. أما الآن فلا سجن للأبرياء، ولا نهب لأموال الناس، ولا ظلم‏ للمستضعفين، فهل نعتبر هذا النظام كسابقه بمجرد أن أحد الخونة المتبقين منذ العهد السابق، لا زال يسرق وينهب؟!. ولكن، عندما يصبح النظام إسلاميا بشكل كامل تأكدوا أن هؤلاء سوف لن يجدوا مخبأ يلجؤون إليه، وسوف نتخلص منهم بشكل كامل.

معارضة العلماء ذريعة لمعاداة الإسلام‏

حقيقة الأمر هو أنهم يخافون منكم بسبب إسلامكم، وكل هذا الخلاف مع الحوزة هو بسبب الإسلام، فالحوزة بحد ذاتها لا تشكل خطراً عليهم، وإنما الإسلام الموجود فيها. وسبب خلافهم مع الإسلام هو أن الإسلام لا يسمح لهم بالنهب وهتك الأعراض كما كانوا يفعلون في السابق، ومع مجي‏ء الإسلام أحسوا بالخطر المحدق بهم، وأدركوا أنهم لن يستطيعوا الوقوف في وجهه. حتى النظام السابق ورغم كل الجبروت الذي كان فيه، إضافة إلى دعم القوى الخارجية، لم يستطع فعل شي‏ء حيال قوة الإسلام. وعندما كنا في باريس كانوا يضغطون علينا كثيرا بواسطة أمريكا حتى لا نتدخل في شي‏ء، ولكنهم ورغم كل عوامل القوة التي كانوا يملكونها من قوى خارجية وأسلحة ومعدات، انهزموا أمام هذا الشعب الذي لا يملك شيئا سوى قوة الإسلام، وقد فهمت هذه القوى الأجنبية الآن المعنى الحقيقي لقوة الإسلام، وأن الإسلام لن يسمح لهم بفعل ما كانوا يفعلوه من قبل.
ولهذا فإنهم مذعورون من هذا الأمر، ولن يتوانوا عن فعل كل شي‏ء بما في ذلك الدعايات المغرضة التي لا أساس لها من الصحة. البارحة جاءت سيدة «3» إلى هنا، وأجرت لقاءا معي، وقد قالت من جملة ما قالته: إن ملامحك ملامح إنسان هادئ، ولكن يصفونك في الخارج بأشياء أخرى، ألا تتضايق من هذا الأمر؟ فقلت: طبعاً، أنا أتضايق إذا ما قام أحدهم بتزوير الحقائق، لأغراضه الخاصة. إنهم في الخارج يقولون أنني أمرت بقطع أثداء النساء، وها أنت هنا الآن بإمكانك أن تذهبي وسط الناس وتسأليهم، هل قطع ثدي امرأة واحدة بالفعل؟! وهل أعطى أحد أمراً بذلك؟! هناك قصة تشبه هذا الموضوع، وهي أن بعضهم رأى الشيطان في المنام فقال له: إنك لا تشبه ما كانوا يصفوه لنا في اليقظة؟! فقال الشيطان: لأن أعدائي هم من وصفني بذلك.
البارحة أحضروا لي صورة كاريكاتورية، فيها هيتلر وهو ينظر بتجهم، وفي الطرف الآخر للصورة، وضعوا صورتي وأنا أحمل سيفا مرفوعاً، وأمامي بعض الجماجم ملقاة على الأرض!.

مدح الأعداء تكذيب لمصداقية النظام‏

ونحن أيضاً يجب ألا نتوقع من هؤلاء أن يمدحونا، فإذا مدحونا سنكون خونة، ولهذا كنت أقول أن هذا النظام «4» لا يفهم، لأنهم كلما كانوا يشتمونني، كان الناس يحبونني أكثر، ولو أنهم بدأوا بالمدح وإظهار الاحترام وما إلى ذلك، لكان أمرنا قد انتهى منذ وقت طويل. فإن قامت أمريكا الآن بمدحنا ونشرت ذلك في الصحف، فعندها سيشك الناس فينا، وسيقولون ماالقضية؟ إنهم يمدحوكم! طبعاً يجب أن يكذبونا ويجب أن يكذبوكم ويكذبوا الجمهورية الإسلامية، فهم أعداء لنا. على كل حال فإن هؤلاء يخشون من أن يمتد هذا النظام إلى الخارج، وكلنا أمل بحدوث ذلك إن شاء الله. ولكنهم مجموعة من الخونة يخافون ذلك، وهناك جماعة أخرى ليسوا بخونة ولكنهم غير ملتفتين الى أن القضية بهذا الشكل، وهم يتصورون أنه إذا ما وصل الفقهاء إلى مراكز الحكم فإنهم سيفعلون ما سيحلو لهم، وسيقضى على مصالحهم وعلى وجودهم، إن هذه البلاد بلاد إسلامية، بلاد يقبل شعبها المعول الذي حفر فيه قبر السيد طالقاني، ونحن نريد وبالتعاون مع هؤلاء الناس أن ندون قانوناً أساسياً إسلامياً، فهم الذين صوتوا لنا، فإذا مارسنا الضغوط على الناس ليدلوا بصوتهم لنا فعندها سنقع نحن وهم في مشكلة، أما إذا عرضنا القضية على الناس وقلنا لهم هذه هي القضية فهل توافقون عليها أم لا؟ هل تقبلون أن يشرف عالم اسلامي ملتزم على هذه الأعمال؟ حينها سيرون إن 35 مليون- إلا أولئك الذين تآمروا مع بعضهم ولم يستطيعوا أن يوصلوا عددهم إلى المليون- سيوافقون على ذلك. فهل بوسعنا الضغط على كل هؤلاء الناس؟! إذن فأنتم الذين تدعون خلاف ذلك وأنتم الدكتاتوريون وتريدون أن تمارسوا الضغط على الشعب.

الدكتاتورية تناهض مسيرة الشعب وتوجهاته‏

الدكتاتورية تتعارض مع مسيرة الشعب وتناهض إرادته. إنكم تريدون أن تطبقوا مثل هذا الأمر على الشعب، ولايمكن أن نسمح بذلك. دعوا ما يتعلق بموضوع ولاية الفقيه جانباً، وبغض النظر عن أن حكومتنا حكومة إسلامية، فإن الله هو الذي قام بهذا العمل. لقد تنازلنا كثيراً لهؤلاء وتصرفنا كما يريدون أوأكثر، فماذا يريدون الآن إن كانوا يشككون بنا، فليأتوا ويقولوا أين الأصوات المزورة؟ وأين تمت ممارسة الضغط على الشعب؟ وأين قمنا بوضع رجال أمن على صناديق الاقتراع لنجبر الناس على التصويت كما نشاء؟ أم أننا أخذنا الصناديق واستبدلنا أصواتها؟ ليأتوا ويقولوا أين حصل كل ذلك لنثبت لهم أن كلامهم باطل ليس أكثر.

أهمية مجلس الشورى‏

والآن يجب أن أذكّر السادة في حزب الجمهورية الإسلامية والسادة في مجلس الخبراء، أننا يجب أن نتابع قضية مجلس الشورى، فهو شغلنا الشاغل الآن، وبعدما يتحقق مجلس الشورى المطابق للأحكام الإسلامية، سنتابع أعمالنا، والمجلس أيضا سيبدأ أعماله، فنحن لا نستطيع أن نتابع الأمور إلى النهاية. على الشعب أن ينجز أعماله بيده، وعندما يقوم الشعب بإنجاز أعمالها، فلينتقد الآخرون عمل الشعب كما يشاؤون، لأن انتقادهم لن يؤثر شيئاً. لقد ذكرت مرة أنه إذا أراد الشعب حاكماً دكتاتورياً فلا يحق لكم أن تقولوا: لا. ولكن شعبنا مسلم ويريد الإسلام، وفي الإسلام لا يوجد دكتاتورية، لم توجد من قبل ولن توجد الآن ولا في المستقبل. أما الآن فأنتم مطالبون بالعمل على إنشاء مجلس سليم معافى إن شاء الله، ولا تهابوا كلامهم أبداً. واعلموا أنه كلما كان عملكم ناجحاً وموفقاً أكثر، فإنهم سينتقدونكم وسيهاجمونكم أكثر. وقد ذكرت مرة: أن المرحوم السيد فيض «5»- رحمه الله- كان من كبار العلماء، وعندما قرروا أن يخضع طلبة العلوم الدينية لامتحان تحت إشرافهم، والله أعلم ما هي الفضيحة التي كانوا يعدونها لنا، ذهبت إلى المدرسة الفيضية لأزوره، قال: إنهم يريدون أن يميزوا الجيد من السي‏ء، فما المشكلة؟ قلت: إن هؤلاء يخافون من الحوزويين الجيدين، إنهم يريدون تمييز السي‏ء من الجيد ليتخلصوا من الجيد ويتركوا السي‏ء. قال: نعم، فلو كانوا يريدون التخلص من السي‏ء، لكانوا اعتبروا من أصدقاائنا، لكنهم يريدون التخلص من الجيد، لأنهم يخافون منه. رضا خان أيضا كان يخاف من السيد المدرس، وليس هناك سبب لأن يخاف من أولئك الذين يقفون معه. الأجانب أيضا يخافون من أمثال المدرس، وليس من ذلك المؤيد لهم أو الذي لا فرق لديه بين هذا النظام أو غيره، فهو يتبع من يمتلك السيارة الأفضل، ومن يعطيه السيارة الحديثة، سواء كان عمر بن سعد، أو الإمام الحسين، لا فرق لديه! فمعياره هو السيارة الحديثة. ومن تكون الدنيا غايته، فهو ليس من أصحاب المبادئ لأن مبدأه هو هذه الحياة، فمن يعطيه هذه الحياة يرحب به سواء كان رضا خان أو أنتم، لا فرق لديه، لأن غايته ستكون قد تحققت.

انتخاب النواب الملتزمين بالإسلام‏

المهم هو أن تبحثوا عن أصحاب المبادئ والملتزمين بالعقيدة الإسلامية، وإن شاء الله ستجدونهم، ابدأوا بالبحث من الآن، وهذه المرة ستكون مهمتكم أعظم، لأن بالنسبة لمجلس الخبراء لم يكن هناك متسع من الوقت.
أما بالنسبة لمجلس الشورى فهناك وقت كافٍ، والآمال كلها معلقة عليه بسبب مهامه‏ الصعبة، يجب أن تبذلوا قصارى جهدكم من أجل هذا الموضوع، وتتوخوا الحذر في انتخابكم، فمرشحونا هم الذين يعملون من أجل الإسلام والشعب، يجب أن تدافعوا عن الإسلام والسيف بيدكم، بسيف الإسلام عليكم أن تنجزوا أعمالكم، وهذا السيف هو من سيقضي على الخونة وسيحافظ على المخلصين، وهؤلاء الخمسمئة أو الستمئة هم مرشحونا، ولا تقلقوا إن أصبح أعضاء المجلس كلهم من علماء الدين، لأن الإسلام هو من سيجعل كل أعضاء هذا المجلس من علماء الدين لا أنتم، وطريق المعممين هو نفسه طريق الإسلام، ويجب أن يكون ذلك طريق الجميع. وعندها سترتاحون من كل هذا العناء، فإن ذهبتم إلى المجلس فعليكم أن تؤدوا المهام الموكلة إليكم، وإن لم تذهبوا فبإمكانكم أن تذهبوا للاستراحة وسيتابع الشعب مهامه بنفسه. والآن أرجو أن تسمحوا لي بالانصراف.

«۱»-محمد حسيني بهشتي. «۲»-عبدالرحمن قاسملو، امين عام الحزب الديمقراطي الكردستاني. «۳»-اوريانا فالاجي، الصحافية الإيطالية المعروفة. «۴»-النظام البهلوي. «۵»-الميرزا محمد فيض قمي«المتوفى في سنة ۱۳۲۹ شمسي»-.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: