شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [إباء الضيم والجهاد ضد الظلم‏]

طهران، جماران‏
الذكرى السنوية الثالثة لانتصار الثورة الإسلامية
إباء الضيم والجهاد ضد الظلم‏
السفراء والدبلوماسيون والملحقون العسكريون الاجانب المقيمون في إيران‏
جلد ۱۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۶۷ تا صفحه ۷۰

بسم الله الرحمن الرحيم‏

خلاصة تعاليم الإسلام لا ظالمين ولا مظلومين‏

أتقدم بالشكر للسادة السفراء الذين شرفوا بالحضور إلى هنا من أجل الذكرى السنوية لانتصار الأمة الإسلامية والثورة العظيمة في إيران. وأبارك لجميع الشعوب المظلومة وجميع مستضعفي العالم هذا اليوم- الذي هو بداية التحرر من نير القوى الكبرى والخروج من تحت سلطة المتسلطين-.
الأمة الإسلامية تسير على خطى مدرسة يتلخص برنامجها في كلمتين:لا تَظْلِمُون ولا تُظْلَمُون «1». لقد كنا طيلة التاريخ تحت ظلم وجور القوى الداخلية والخارجية. وخصوصاً في هذا النصف الأخير من القرن الذي قامت فيه الدول الكبرى بإيصال النظام السابق إلى السلطة حيث قام الانكليز بايصال رضا خان والحلفاء بإيصال محمد رضا إلى السلطة. في الخمسين سنة الماضية كنا تحت أنواع الضغط والظلم. الظلم والاعتداء الثقافي، الظلم والاعتداء العسكري، الظلم والاعتداء الاقتصادي، والاجتماعي. لقد عشنا في الخمسين سنة هذه في بلد يرزح تحت سلطة الأجانب وعملائهم في الداخل. شهدنا أنواعاً من الظلم لو سجلت في التاريخ لصارت كتاباً. أنواع الظلم التي مورست ضد الدين والشعب والنساء والشباب والمثقفين وعلماء الإسلام ليس بالإمكان شرحها بالتفصيل في يوم واحد أو عدة أيام. وبعد ان وصلت الضغوط إلى حد لم يعد معه شعبنا يحتمل وبلغ السيل الزبى إنتفض قائماً في وجهها. في هذا القيام- الذي طال حوالي خمسة عشر عاما- وقُدّمت فيه أعداد كبيرة من الضحايا وبذل هذا الشعب شبانه وتعرض للقتل الجماعي والمعوقون الذين هم شاهدون على الظلم والدرجة التي وصل إليها بحيث أنهم لم يعودوا يتحملوا فقاموا وانتفضوا ليبعدوا أيدي تلك القدرة الظالمة والعميلة عن وطنهم وهكذا بالنسبة للأيدي التي كانت تنهب من وطنهم وكانوا يأخذون مجاناً كل‏ شي‏ء من عندنا تحت اسم البيع والشراء.
نحن نريد تطبيق هاتين الكلمتين في ظل إرشاد وقيادة النبي الأكرم؛ لا نريد أن نكون ظالمين ولا نريد أن نكون مظلومين. لقد كنا مظلومين على مر التأريخ. ومن جميع الجهات، ونحن اليوم نريد أن لا نكون مظلومين، ولا ظالمين أيضاً، نحن لن نعتدي على أي بلد من خلال الأمر الذي وصلنا، من خلال الإسلام ولن نعتدي على أي شخص، ولا يجوز لنا أن نعتدي، لن نعتدي على أي بلد ولا يجوز لنا ذلك، ولكن يجب أن نمنع اعتداء الآخرين، شعبنا اليوم- من المرأة إلى الرجل ومن الصغير والكبير- عاقد العزم على الوقوف في وجه الاعتداءات التي تعرض لها حتى الآن وقد واجهها حتى اليوم وهم عازمون على التضحية بأنفسهم من أجل الحرية والاستقلال والخروج من تحت نير الظلم. ونحن نتوقع من جميع الشعوب والدول هذا التوقع الإنساني. إذا كانت الدول إسلامية وتتبع الإسلام فان قانون الإسلام هو أنه لا يجوز أن تظلموا ولا يجوز أن تخضعوا للظلم. وإذا كانت دول تتبع عيسى المسيح فإن عيسى المسيح لم يكن يبيح الظلم بأي وجه. وإذا كانت دول تتبع موسى الكليم فان موسى الكليم أيضاً لم يكن يبيح الظلم ولم يكن يخضع للظلم. هذا هو برنامج الأنبياء؛ البرنامج الإلهي الذي أبلغ إلى البشر بواسطة الأنبياء وهو أن الناس لا يجوز أن يكونوا ظالمين ولو كان بمقدار درهمين أو تومانين. ولا يجوز أن يقبلوا بالظلم. وهكذا نحن الذين ذقنا طعم الظلم. وأنا نفسي شاهدت في النظام السابق أنواعاً من الظلم تجاه الأمة وفي النظام الأسبق وما قبله أعني ما قبل نظام الشاه المشؤوم كنا نشاهد سلوكاً مع الشعب لم يكن يمارس مع الحيوانات! كانت حيوانات قد سلطت علينا لم تكن تقيم احتراماً لأي شي‏ء ولأي شرف إنساني.
كان يتسلط علينا سباع ظلموا شباننا، ظلموهم في السجون لدرجة القضاء عليهم. كانوا يقتلونهم بأبشع شكل وأبشع تعذيب. حتى أنهم كانوا يأتون بمتخصصين بالتعذيب من اسرائيل ليعلّموهم فنون التعذيب! نحن اليوم تغلبنا على ذلك الظلم وتغلب شعبنا على ذلك النظام وتغلب على أشخاص في الداخل أرادوا أن يحتكروا كل ثروات البلاد وينهبوها، أولئك الذين كانوا يعملون على نهب واخذ جميع ثروات هذه البلاد مجاناً سواءً كانت بشرية أم طبيعية وسواء كانت فوق الارض أم تحت الارض كانوا يريدون سلبنا نعمتنا. إنتفض شعبنا وقطع أيديهم. ولن نفرّط بما حصلنا عليه بأي ثمن من الأثمان. لو لاحظتم ماضي الأمور فيما يتعلق بادعاء صدام الفارغ هذا، لو لاحظتم ماضي الأمر ولو ألقيتم نظرة على التاريخ لوجدتم أن العراق جزءٌ من إيران، وتوجد الشواهد على ذلك في المدائن وفي إيوان كسرى «2» ذلك البناء العظيم الموجود الآن في محافظة بغداد. ولكن بما أننا تابعون للإسلام‏ ونحترم المواثيق الموجودة فإننا لم نفكر بأن نعتدي على شبر واحد من أراضي العراق التي تعدّ بحسب الوضع الحالي جزءاً من العراق ولا في أن نعطي شبراً واحداً من أرضنا إلى الآخرين. لا نظلمهم ولا نقبل بظلمهم لنا.

السلوك الإنساني للجمهورية الإسلامية وجرائم صدام‏

السادة السفراء الموجودون هنا يشاهدون الظلم الذي وقع علينا من قبل صدام وقد سمعوا وشاهدوا هجومه من الاذاعات والمطبوعات يجب أن ينتبهوا إلى ان هذا النظام قد اعتدى علينا. ويجب تلافي هذا الاعتداء ويجب أن يرجع إلى سابق وضعه حتى نرى ماذا يجب أن نفعل معه؛ وماذا تحكم الدنيا في الاعتداءات التي قام بها. خلافاً لجميع الأخلاق الإنسانية قام هذا الشخص بالاعتداء علينا وعلى بلادنا وقام بقتل أعداد كبيرة من الناس، الناس الأعزاء علينا، شبابنا وشيوخنا وأطفالنا.
قام بإبعاد عجائزنا عن بيوتهن وقام لمدة طويلة بترحيل وتشريد مجموعات وأفواج من الأناس الذين كانوا في العراق وكانوا من أهل العراق لأن أجدادهم في السابق كانوا قد أتوا من إيران واستوطنوا هناك. ونحن قبلناهم لإنسانيتنا ولإسلاميتنا وعاملناهم ونعاملهم بصدر رحب كما نتعامل مع بلادنا وشعبنا.
في هذه الحرب التي هجم هو فيها علينا وفرضها علينا لدينا أسرى كثيرون منهم ولدينا لاجئون كثيرون منهم ولكننا تعاملنا معهم معاملة لم يعاملها أحد للاسرى عنده. تعاملنا معهم كاخوتنا. في حين أن أسرانا الذين أسروهم يعاملونهم بالتعذيب. حتى أن وزير نفطنا «3» هو الآن تحت التعذيب. كما ذكرت الصحف في الأيام الأخيرة هو في حالة خطرة تحت التعذيب ولا قدر الله ربما لا ينجو من هذه التعذيبات التي مارسوها ويمارسونها ضده. هذا هو ذلك النظام وهذا هو ذلك الشخص الذي تفوه بتلك الأباطيل في الطائف ويتظاهر بالمظلومية ولا أحد يوقفه عند حده في محكمة، يستجوبه ويقول له أن هذه المظلومية التي تتظاهر بها وأنت ظالم وتصور نفسك بأنك مظلوم، وخائن تصور نفسك بأنك أمين للشعب العربي. وهل يرتضيك الشعب العراقي؟ خفف الخناق لمدة يومين عن الشعب العراقي حتى ترى من معك. كما كان ملك إيران السابق يدعي أن الشعب معه! ورأيتم كيف كان الشعب معه. الشعب العراقي أيضاً هكذا فلو رفع عنه الحديد والنار سوف يرون من يبقى معهم ويؤيدهم ويؤيد هذا الشخص وعروبته. القومية تتعارض مع الإسلام نحن نعترف بالعروبة والأعجمية والتركية وجميع القوميات ولكن ليس بالمعنى الذي يقوله حزب البعث العراقي: يجب ان يكون العرب دون غيرهم من العجم والترك والآخرين. نفس ما كان يقوله هيتلر حيث كان يعتبر بلده وعرقه وقوميته أعلى من الآخرين وفعل مع الشعوب والعالم ما سمعتم ورأيتم. نحن لن نظلم ولن نقبل بان نُظلَم. وما روجوا له بأننا نفكر في الاعتداء على جميع الشعوب وجميع الدول في العالم هو أمر باطل وليس صحيحاً وهو اتهام وافتراء قام به هذا المجرم وهذا الحزب المجرم. نحن قلنا مراراً إننا وطبقاً للتعاليم الإسلامية لسنا ظلاماً ولن نكون مظلومين. لن نقبل بالخضوع للظلم ولن نمارس الظلم. لا طمع لنا بشبر واحد من أراضي الآخرين حتى لو كان لدينا القدرة على ذلك بل حتى ولو كان لدينا القدرة على كل الدنيا فإن بناءنا ليس على هذا الأمر وليس هذا من قانوننا وليس هذا من برنامج الإسلام بأن نعتدي. ولكن لن نعطي شبراً واحداً من أرضنا للآخرين وقد أعدنا صدام إلى مكانه وسوف نعيده في المستقبل أكثر.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-سورة البقرة، الآية ۲۷۹. «۲»-إيوان كسرى، من الآثار المهمة لعهد انوشيروان الساساني. إيوان كسرى الذي لا تزال أطلاله قرب بغداد حتى الآن كان قصراً لمجموعة من الملوك الساسانيين وهذا الأمر يدل على أن العراق اليوم كان جزءاً من دولة إيران الكبرى وحتى أن الملوك الساسانيين جعلوا عاصمتهم في المدائن قرب بغداد. «۳»-المهندس جواد تندكويان وزير النفط في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وقع اسيراً بايدي القوات البعثية عندما كان في مهمة في آبادان. وقد استشهد على أثر التعذيب الذي تعرض له في سجون النظام من قبل القوات البعثية وتم نقل جثمان تندكويان إلى إيران بعد سنوات وشيع إلى جنة الزهراء وسط تأثر الشعب الكبير. ومن العجيب أن الامام الخميني تنبأ في هذا الخطاب باستشهاد المهندس تندكويان على أثر تعذيب عناصر زمرة البعثيين.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: