شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [واجب الحرس العظيم وتقدير فدائهم وتضحياتهم‏]

طهران، جماران‏
الثالث من شعبان، ذكرى المولد السعيد للإمام الحسين (ع) ويوم الحرس‏
واجب الحرس العظيم وتقدير فدائهم وتضحياتهم‏
الشعب الإيراني ومسلمو العالم (1 «1»).
جلد ۱۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۲۱ تا صفحه ۳۲۳

بسم الله الرحمن الرحيم‏
أهنئ وأبارك لمظلومي العالم بالعيد السعيد المفعم بالبركة يوم الثالث من شعبان المعظم، والولادة السعيدة لسيد المظلومين.
إن هذا اليوم الشريف الذي كان في طليعة أيام متصلة ببعثة خاتم الأنبياء (ص) كان مباركاً وسيبقى مباركاً. فلو أن عاشوراء وتضحيات أهل بيت النبي لم تكن، لكان طواغيت ذلك الزمان قد جروا البعثة وتضحيات النبي الأكرم المضنية إلى الفناء.
ولو لم يكن عاشوراء، لم نكن نعلم ماذا سيكون حال القرآن الكريم والإسلام العزيز. حيث أن المنطق الجاهلي لأتباع أبي سفيان كان يريد أن يزيل أساس الحكومة الإلهية معلناً بصراحة (لا خبر جاء ولا وحي نزل)، «2» والذين كانوا يريدون أن يشطبوا بخطٍ أحمر على الوحي والكتاب وكان يأمل يزيد الذي كان من بقايا العصر المظلم لعبادة الأصنام أن يزلزل أساس الإسلام حسب ظنّه وذلك بقتل أبناء الوحي. ولكن كانت إرادة الله تعالى وما تزال تحفظ الإسلام المخلص والقرآن الهادي خالداً وأحيته ودعمته بدماء شهداء كأبناء الوحي ويحفظها من ضرر الدهر وأثارت ودفعت الحسين بن علي عصارة النبوة وذكرى الولاية حتى يقدم روحه وروح أعزائه فداء لعقيدته ولأمة النبي الأكرم المعظمة، حتى يبقى دمه الطاهر ثائراً ويروي دين الله ويحمي الوحي ونتائجه.
لقد أعلن هذا اليوم الكبير الخالد الملي‏ء بالبركة يوماً للحرس. والآن فإن على الحرس واللجان الثورية في العصر الحاضر مسؤولية كبيرة جداً وواجباً عظيماً جداً على عاتقهم، فقد قيل أن انتخاب هذا اليوم كتذكير بحماسة عاشوراء ودافع لكل التضحيات في يوم كربلاء وهو انتخاب جيد وحسن ومسؤولية كبيرة.
والجيد أنه يدعو ويذكّر بمتابعة دم التشيع وهو ملي‏ء بالمسؤولية حيث أن دافع تلك التضحية وتقديم الروح كان له ألطاف إلهية وهو أنه أوصل ذلك الدم الذي جعله (ثار الله) إلى حدود (العبودية جوهرة كنهها الربوبية) «3» وارتفع أعلى من حجب النور والظلمة وخلصها من الأنانية والإعجاب بالنفس، ويدنا قاصرة عن ذلك. ولكن لا تيأسوا واسعوا حتى تعطوا بسعيكم لوناً إسلامياً- إلهياً أكثر وتكون بتضحياتكم أكثر إخلاصاً وأنتم كذلك بحمد الله.
وأنتم أيها الأعزاء نهضتم منذ بدء الثورة من داخل مجتمع إسلامي وسعيتم في جهاد الحق ضد الباطل والنظام الشاهنشاهي والآن تضحون في جهاد إسلامي في مواجهة كفر الصداميين أي أمريكا الطامعة، مع الأخوة في الجيش وباقي القوات المسلحة ابتداء من المتطوعين إلى العشائر الشجاعة في قتال وجهاد مقدس وتخلقون مفاخر كبيرة للشعب والإسلام، اعلموا ان الله ناصر جيشه أن الحق دائماً منتصر في النهاية.
لتعلم أمريكا الطامعة أن الشعب العزيز والخميني لن يرتاحوا الا بعد فناء جميع مصالحهاً وسوف يتابعون الجهاد الإلهي حتى قطع ايديها. إن شعبنا كما أظهر، سوف يتحمل كل النقص من أجل الحفاظ على شرفه وعزته.
لقد كان شعبنا يعلم منذ اليوم الأول من الجهاد انه يصارع كل القوى العظمى ويجب أن يعلم أن كل الأيدي الداخلية والخارجية للقوى العظمى وخصوصاً أمريكا المجرمة ستستغل كل إمكاناتها من أجل أن تنتصر علينا، ولكن ما الحل فأعظم المصائب أمام شرفنا الإسلامي الإيراني سيبدو ككومة من القش ويجب أن يستعد شعبنا لهذه المعركة الحسينية حتى الانتصار الكامل، فالموت الأحمر أفضل بكثير من حياة سوداء.
ونحن اليوم ننتظر الشهادة حتى يقف أبناؤنا في مواجهة الكفر العالمي بكل عزة ويحملون مسؤولية الاستقلال الحقيقي في كل أبعاده على أكتافهم ويفتخرون بندائهم من أجل تخليص المستضعفين في الدنيا. فأنتم أيها الشجعان الأبطال المسلحون وأنتم يا حرس الثورة الإسلامية الشعبية الإيرانية، لقد كنتم منذ الأيام الأولى هدفاً للفئات المنحرفة بشكل غير رجولي وهذا فخر يضاف الى مفاخركم، والآن أيضاً إن من يعادي الإسلام أكثر فهو عدوكم اللدود أيها الأعزاء. اسعوا كي لا ينفذ ويتسلل إليكم المنافقون ولا يُحدثوا ثغرة بينكم وبين إخوتكم الآخرين من المقاتلين، حيث أن القوى العسكرية والنظامية الآن وباقي أفراد القوات المسلحة الشعبية تشكل كتائب الإسلام والاخوة في الإيمان. كونوا يقظين لكيلا تتضرروا من نفايات النظام الطاغوتي ومؤسساته الانحرافية فإن أعداء الإسلام يتربصون بكم، والأقلام السامة خرجت من كل جهة كي لا تكون الجمهورية الإسلامية ويخضعون لأي شي‏ء غير الجمهورية الإسلامية. هؤلاء هم من كانوا منذ البداية يخافون من اسم الجمهورية الإسلامية وما يزال هذا الخوف إلى الآن أيضاً ويسعون بقلمهم وقدمهم من أجل هدمها وهدم دولتكم الشعبية بشكل أكثر، لكن يجب أن يعلموا أن افواج الشعب الثائرة سوف تقذف بهم كشوكة على الجانب وإن قدرة الإسلام الإلهية أعلى من أن تفهمها عقولهم الفارغة. واطمئنوا بأننا كلما شعرنا بأن هناك تكليفاً شرعياً، سوف نهتدي إلى الطريق الذي وضعه الله القاهر أمام الناس. أبارك يوم الحرس المبارك لكم ولكل فئات الشعب، بل لكل المستضعفين في العالم وأسأل الله سعادتهم وعظمة الإسلام والمسلمين.
التحية للمقاتلين المجاهدين، ولحرس الثورة، للجان الثورية، والتحية لشهداء طريق الإسلام، ولعوائل الشهداء والتحية للمتضررين من الحرب المفروضة والتحية للشعب الإيراني.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-قرأ نص نداء الإمام الخميني السيد أحمد الخميني في مراسم يوم الحرس. أقيمت هذه المراسم بعد ظهر السادس عشر من خرداد«الثالث من شعبان»-في اجتماع حماسي كبير من الناس في ساحة الإمام الحسين وبحضور عشرات الآلاف من أهالي طهران وأعضاء حرس الثورة الإسلامية وقوى المتطوعين، بعد عرض عسكري منظم لوحدات عسكرية ومتطوعة بأسلحة خفيفة وثقيلة. «۲»-لقد وضع يزيد بن معاوية السلطنة مكان الخلافة الإسلامية عدولًا عن سيرة الخلفاء وعاد إلى القيم الجاهلية حتى قال: لا خبر جاء ولا وحي نزل، تاريخ الطبري ج ۱۰، ص ۶. «۳»-مصباح الشريعة ص ۵۳۶، باب المئة: في حقيقة العبودية.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: