شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [ضرورة التنسيق والتضامن بين الحكومة والشعب‏]

طهران جماران‏
ضرورة التنسيق والتضامن بين الحكومة والشعب‏
الخامنئى السيد على (رئيس جمهورية) موسوى ميرحسين (رئيس الوزراء) وأعضاء الحكومة
جلد ۱۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۱۱ تا صفحه ۳۱۵

بسم الله الرحمن الرحيم‏

حفظ التضامن الموجود بين الشعب والحكومة

إننى أتصور أن التطورات التى حصلت بعد الثورة في إيران استطاع بعضها أن يوصلنا إلى ما نحن فيه اليوم ومن جملة هذه التطورات هذا التضامن الموجود بين الشعب والحكومة. وقد يكون ذلك على رأس التطورات الحاصلة.
علينا أن نحفظ هذا التضامن والتنسيق بأى ثمن وبأى وسيلة ممكنه. وإذا ما فقدنا هذا التضامن- لاسمح الله- فإن أعمالكم ستفشل جميعاً وستنجر البلاد نحو الأمور التى كانت موجودة سابقاً- لاسمح الله-. إننى لاأظن أن هناك بلداً غير ايران- حسب ما نعرفه نحن على الأقل- يوجد بين الحكومة والشعب هذاالنوع من التنسيق الموجود هنا. إننا لانفكر بهذا الشكل أى إن حكومتنا لا تنوى طرح قضية خلف الأبواب المغلقة وفرضها على الناس مثل مشروع فهد.
إن الغالبية الساحقه من دول المنطقه- إن لم نقل جميعها- التى نعرفها اكثرمن غيرها. تطرح قضية ولاتفكر في مصالح شعوبها وما هو رأيها وما هو دورها. وإذا ما وجد مجلس الشورى في بلدما- إذا افترضنا- فإنه يشبه مجالس عهدى محمدرضا ورضا شاه بمعنى أنه موجودلكى يقول هؤلاء بأن لدينا مجلساً. ولكن المجلس المنتخب بمعنى الكلمة حيث ينتخب الشعب أفراده دون أن يُفرضوا عليهم وأن يتم اختيارهم بواسطة الشعب فإننى لاأظن أنه موجود في أى مكان حيث تكون الأمور بأيدى الناس مائة في المائة والحكومة منتخبة من الشعب وهي تخدمه هذا غير موجود. إننا جميعاً لانريد أن نقود الأمور إلى ما كانت عليه في عهد محمدرضا أو رضاخان فإذا ما تقاعسنا ولم نحفظ هذا التضامن فإن الخوف سيكون موجوداً من الذين تلقوا الصفعة من الإسلام ومن هم يتابعون أوضاع إيران ويقلقون على أوضاعها بل وعلى أوضاع المنطقه حيث يمكن أن يعملوا عملًا أو ينهجوا نهجاً يؤدّي إلى إتعاب الناس وإيجاد الفرقه والخلاف بين أفراد الشعب وكذلك إيجاد الخلاف بين الحكومة والشعب‏ وأن يجدوا طريقاً كذلك حتى يحضروا من جديد رضا شاهاً آخر كرئيس للجمهورية الإسلامية- طبعاً إنهم لايسمونه ملكا- ويجعلونه كرئيس إسلامي مائة في المائه- وأن يعمل بكثير من المسائل الإسلامية أكثر منى ومنكم. كذلك فمن أهم أولويات الحكومة أن تحفظ هذا التضامن وألايتصور أعضاء الحكومة بأننا في الحكومة وكلما نقوله يجب أن يقبله الشعب سواء كان لصالحه أم لم يكن إنكم تلاحظون انهم يذهبون ويصنعون مشروعاً في امريكا بين مصرو تل آبيب وواشنطن ثم يقولون: يجب ننفيذ هذاالمشروع ولايفكرون في الشعب المصري، ما هو دوره وما هو دورالشعب الفلسطينى وما هو دور لبنان وما هو الظلم الذى مورس بحقهم، لا يفكرون في هذه الأمور يسيّرون الأمور حسب مصالح الأقوياء والحكومات ولايقيمون أى وزن للشعوب 0 كما كان يتعامل محمدرضا ورضاشاه مع الشعب وأنتم لاحظتموه حيث كان لا يقيم وزنا للشعب. حيث من كان في رأس السلطة لا يهتم بأحد من الناس- كان رضاخان لا يهتم بأحد وكذلك كان محمدرضا وكان ذلك اسلوباً يودى إلى فرض سيطرتهم لأنه لايوجد شخص إلّا هذا الفرد. طبعاً يمكن لهم أن يتفاهموا مع شخص واحد. وكذلك نجدهم لا يريدون وجودالشعب لأن التفاهم مع الشعب ليس أمراً سهلَاً. ولكن التفاهم مع شاه واحد أو رئيس واحد أو رئيس وزراء واحد أمرممكن ويمكنهم أن يطرحوا مسائلهم وهو بدوره يفرضها على الناس والناس غير موجودين في هذه الحالة في الساحة وهذا ما تريده القوى الكبرى وعلى هذا الأساس فانهم يأتون بحكومات لا ارتباط بينها وبين الشعوب ويقولون لها أنتم الحكام ويجب أن تعملوا كل شى بمفردكم.
إن هذا التحول الذي حصل في ايران قد غيّر هذا الموضوع فالمسألة هي أن لدينا رئيساً للجمهورية يجب أن يحكم الناس وهناك رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة الذين بأيديهم جميع الأمور ولاتوجد لدينا في ايران الفكرة القائلة بأن (الشعب ليس له أى شى ونحن الحكام) .
وهذا هو تحول كبير حققته إيران بإذن الله تبارك وتعالى وقدأدى هذا التحول أن تتقدم أموركم. إن الأمور الموجودة في إيران لايمكن أن تتم إلا بالتنسيق مع الشعب. والتنسيق مع الشعب يعنى الاهتمام بمطالبه إن الناس يريدون محافظاً جيداً إن هذا مطلب جيدٌ، طيب عليكم أن تنحّوا المحافظ الذي لايتفاهم مع الناس في منطقة معينة وعينوا بدله محافظاً آخر وتفاهموا مع الناس والعلماء موجودون في البلاد ولايريدون السلطة والحكومة وهم يراعون مصالح الناس. افرضوا أن الناس قالوا: إن المسوؤل الفلانى الموجود في هذا المكان لا يتناسب وجوده مع مصالح الناس طيب ليس هذا عملَاًصعباً فلينحوّه عن منصبه ويعينوه في مكان آخر وإذا ماكان غير مناسب لأى منصب في أى مكان فلينحوه نهائياً وإننى أقصد من ذلك أن التفاهم الحقيقى بين الحكومة والشعب والتفاهم الأساسى بينهما سيتم عندما يتفاهم رجال الدين مع الشعب.
لقد رأيتم أن الهجوم الأساسى في هذه الفترات كان موجهاً لرجال الدين- ربما لم يعش أحدكم في عهد رضاشاه صحيح أنه يعرف ماذا جرى فيه لقد كانت الضربات كلها موجهة لرجال الدين- ذلك لأنهم كانوا يرون رجال الدين والشعب متفقين مع بعضهم البعض فلو أن هؤلاء ظلوا موجودين واحتفظوا بهويتهم عند ما يريد الحكام أن يعملوا شيئاً فإن هؤلاء سوف يرفعون أصواتهم ولقد لمس رضاشاه أن الثورات جميعها تمت بأيدى رجال الدين في خراسان وفي اصفهان وفي آذربايجان والأماكن الأخرى. كذلك فأن هؤلاء يريدون أن يضعوا الشعب جانباً بعيداً عن القضايا الراهنه، وألا يكون هناك اتصال بينهم وبين الشعب وبين الأحداث الجارية وهذه ضربة توجه إلى الحكومات وهى لا تدري.
لقد أدركتم أنتم هذا الأمر وأحسستم بهذا الموضوع وهو أن كلّ مالديكم من هذا الشعب ولولا هذا الشعب وبخاصة هؤلاء المستضعفون وبالأخص هؤلاء الذين يعيشون في جنوب المدينة من الحفاة كما يقال عنهم فلولا هؤلاء لكنتم أنتم الآن في السجون أو في المنافي أو كنتم معزولين وكان عليكم إما أن تجلسوا في منازلكم دون أن تكونوا قادرين على أن تتحدثوا بكلمة وإذا ما تحدثتم فكان عليكم أن تساقوا نحو السجن وأن تتحملوا العذاب أو أن تذهبوا إلى المنافي وأمثال ذلك.
إن هذا الشعب هو الذي أخرجكم من هذه المصائب كلها وقد أسس بصوته البرلمان وأسس الجمهورية الإسلامية وجاء برئيس للجمهورية وبعد ذلك تم تشكيل الحكومة. إن كل ما نملكه عائد إلى هذا الشعب وبخاصة إلى المستضعفين لأن الطبقات الراقية ليس لها ارتباط بالشعب بل هي مشغولة بأعمالها بل تريد توجيه الأخرين نحو المخالفة والسبب في ذلك واضح معروف وهو أن تلك الشهوات التي كانوا يمارسونها بحرية قد مُنعوا منها فتلك الشهوات التي كانت موجودة لديهم حيث كانوا يعملون ما يشاؤون ويشكلون أي محفل يريدونه ويمارسون كل شي‏ءٍ بحرية ولكن هذا كله غير ممكن في الجمهورية الإسلامية. فلذلك إما أن يعرقلوا الأمور أو أنهم لا يتدخلون في الأمور ولكن الذي أنقذكم من ذلك العناء والعذاب وتلك المصائب وأوصلكم إلى السلطة هو الشعب ولا تخافوا أحداً أن يضرّبكم مادام هذا الشعب معكم لأنّ هؤلاء عندما يريدون الإضرار بأحد ينفذونه بتخطيط معين ولا يقدمون على قتل الشعب فجأة إنهم يريدون الشعب لكي يستغلوه لايريدون تخريب البلاد بل يريدون إعمارها لكي يستفيدوا منها إنهم يسببون الخلاف والفرقةبين الحكومة والشعب ويحدثون الفرقه بين الحكومةو رجال الدين فإذا ما اتسعت هذه الهوة وأدت إلى الاستياء سيبتعد الناس عن الحكومه وعند ذلك عليكم أن تتعاملوا مع الناس بالحراب أو تتنحوا عن السلطة.

توفيق خدمة الشعب موهبة إلهية

إن هذه الموهبةالالهية التي منحت لكم ولجميع المسلمين يجب عليكم أن تحافظو عليها بكل قوه وكلامي هذا موجه للسيد رئيس الجمهورية والسيد رئيس الوزراء ولكم جميعاً. فأينما كنتم عندما توفدون شخصاً في مأمورية إلى منطقة فإن عليكم مراعاة أمرٍ وهي أن يكون منسجماً مع الناس فكما أنكم تريدون أن تكونوا منسجمين مع أفكار الناس فعلى هؤلاء أيضاً أن تتفق آراؤهم مع آراء الناس ومع آراء رجال الدين بحيث يكونوا متناسقين مع البقيه وعلى موظفي الحكومة أن يكونوا متناسقين مع الناس فإذا كانوا منسجمين مع رجال الدين فهذا يعني أنهم متناسقون مع الشعب وهذا سيودي إلى استمرارية التضامن بين الشعب والحكومة مما ينتهي إلى حفظ إيران ومنع أي شخص من الإضراربها. فإن أهم ما يتم العمل له هو خلق الفرقة، فإذا ما تمكنوا فإنهم يفرقون بين هذا الشعب وشعب آخر وسائر الشعوب وإن عجزوا عن ذلك فإنهم سيفرقون بين الشعوب وحكوماتها وهذا عمل سهل. إذ يأمرون هذه الحكومات بأن تقدم المشروع الفلاني الذي يؤدي إلى استياء الناس وهي لا تستطيع عمل شي‏ءٍ مما يؤدي إلى الفرقه ويستمر هذا الخلاف بحيث ينتهي في بعض الأحيان إلى السقوط.
إن الأمور في المنطقة تجري على هذه الشاكلة اليوم حيث يريد عدد قليل أن يسيطروا على المنطقه بأكلمها ولا يفكرون أبداً في رأي الشعب وماذا يريد. ونحن نردد مع شعبنا بأن على جميع الشعوب أن تدرك بأن اليوم ليس كالأمس. فقد تنبّه الناس اليوم إلى أنه لا يجب أن تحكم فئة قليلة على أغلبية ساحقة. لقد ظهر ذلك عند الناس وقد طرحت في البلاد الإسلامية الآن هذه الفكرة القائلةبأننا يجب أن تكون لدينا جمهورية إسلاميةو لا يجب أن تكون لدينا جمهورية ديمقراطية وعلى حد قولهم- لا نريد أمراً غريباً بل نريد تغيير اسمه. ولا يمكن استبدال التاريخ الشاهنشاهي بتاريخ شاهنشاهي آخر على شاكله الأمور الغربية. لقد انتبهت الشعوب في الغالب الأعم وكذلك الشعوب الإسلامية إلى هذه القضية بأننا نريد مايوجد في ايران وما حدث فيها. عليكم أن تحفظوا ذلك لأن ماجري ايران يصعب الاستمرار فيه ولابد من الاستمرار فيه رغم ما فيه من مشاكل وعليكم أن تشعروا جميعاً وبشكل حقيقي- أنكم خادمون للشعب.

الانبياء وروح الخدمة

لقد كان احساس الأنبياء كذلك وكانوا يعتبرون أنفسهم خدماً فلم يكن هناك نبي يفكّر بأن يحكم الناس. لم تكن الحكومة مطروحة لديهم. لقد كان أولياء الله الكبار وانبياؤه العظام يشعرون بأنهم قد جاؤوا لهداية الناس ولإرشادهم وتقديم الخدمة لهم. وعليكم أن يكون شعوركم الداخلي بأننا قد جئنا لنقدم الخدمة للناس وخدمة الناس تعني خدمة أنفسنا بمعني أننالو استطعنا تسيير أمور البلاد على هذا النمط الذي تجري فيه الأمور بحضور الناس في الساحة وموافقه الناس مع الحكومة فإن كل حادث يحدث فإن الناس سيكونون في الطليعة.
تذكروا العهود السابقه عندما كانوا يريدون أن يأخذوا جندياً إلى الجبهه كانوا يأخذونه إليها بممارسةالضغوط عليه وهذا ما يجري في الأماكن الأخري إلى اليوم وقد رأيتم إذ طلبوا مني أن أقول ولم أجد الوقت لأتحدث عن أنهم قالوا: بمجرد الإعلان عن الحاجة إلى بعض الجنود حضرت جموع غفيره وسجلت أسماءها بحيث أن المسؤولين قد أعلنوا بأننا يكفينا هذا العدد ولانريد المزيد في حين أنهم يعلمون بأنهم ذاهبون إلى القتال وإلى حيث القتل والموت. فإن بلاداً كهذه- حيث أصبحت هكذا بتأئيد من الله تعالي وإذنه- يجب الحفاظ على هذه الأمور فيها ويجب تقديرها وعلينا أن نخدمهم. وفي الواقع عندما أشاهد أحياناً بعض هؤلاء الشباب أخجل عن نفسي، فماذا يقول هؤلاء الشباب وماذا نقول نحن؟ ما هي حالاتهم وما هي حالاتنا؟ إن الله تعالي قد أعطانا نعمة وجود هؤلاء. إن هذا العمل عمل إلهي لايمكن لإنسان أن يعمله فإذا اجتمع الناس أجمعين لايمكنهم أن يقنعوا شخصاً باستقبال الموت طواعية إن ذلك من صنع الله.
لذلك فإن ما يأتي على رأس مشاريع الحكومه هو التفاهم بين الشعب والحكومة ولايتأتي ذلك أن نقول (لدينا تفاهم) بل إن على وزير المالية مثلًا أن يرسل إلى المناطق المختلفه أشخاصاً صالحين منسجمين مع الناس وألا يعملوا أعمالًا كتلك التي كانت تمارس في السابق كما على وزير الداخليةأن يرسل محافظين إلى المحافظات يتفاهمون مع رجال الدين ومع الناس ويجب ألا يختلفوا اختلافاً تتسع دائرته شيئاً فشيئاً فإذا ما اختلف حاكم في منطقة مع رجل دين وانتشر هذا الأمر بين الناس فإن الناس لايتركون رجل الدين ليدا فعوا عن الحاكم فإن الناس يريدون رجال الدين لأنهم أساس الإسلام والناس يريدون الإسلام وهؤلاء معروفون بكونهم إسلاميين. لذلك فإن على كل واحد منكم إذا أردتم إيفاد شخص في مهمة يجب أن تدققوا في شخصيته وما هي سوابقه ما هي أعماله الآن وكيف يجب أن يكون وانصحوه بأن حدود مهمتك هي أن تتصالح مع الناس ومع رجال الدين فلا تذهب هناك لتعارضهم. وعلينا أن نحفظ هذه الأمور فإذا ما حفظت هذه الأمور لا تتصوروا أن أحداً يمكن أن يُضرّ بكم من الخارج وإن شاء الله لا يستطيعون إن شاء الله. فإذا ما كنتم في خدمة الخلق وفي خدمه عبادالله الذين يحبهم الله فإن الله يحفظكم إن شاء الله وفقكم الله وأيدكم إن شاءالله. وأنتم فيما بينكم عليكم أن تتضامنوا فعلى السيد رئيس الجمهورية أن يتضامن معكم وأنتم مع السيد رئيس الجمهورية والجميع مع المجلس وجميع هذه المؤسسات مع بعضها البعض لكي نتمكن من رفع هذا العب‏ء الثقيل وسوف يكون التوفيق حليفكم إن شاء الله.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: