شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

رسالة [جرائم النظام الغاصب للقدس في لبنان تقاعس رؤساء الحكومات الإسلامية]

طهران، جماران‏
يوم القدس العالمي‏
جرائم النظام الغاصب للقدس في لبنان تقاعس رؤساء الحكومات الإسلامية
الشعب الايراني ومسلمو العالم‏
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۸۹ تا صفحه ۲۹۲

بسم الله الرحمن الرحيم‏
إنا لله وإنا اليه راجعون‏
نمر في اليوم السنوي للقدس سنة 1361 ه- ش بأكثر الأيام حزناً وألماً، ونجتاز أكثر الفترات مدعاة للأسف والمصائب. الحزن ولكن ليس للشهداء العزل والأبرياء في لبنان المظلوم فقط، وليس الأسف بسبب اجتياح إسرائيل المجرمة بالقنابل العنقودية على رؤوس الساكنين العرب والمسلمين في بيروت والتي أدت إلى استشهاد وتضرر الآلاف من الشيوخ والشباب والنساء والرجال والأطفال الأبرياء العزل، فقط، ولا بسبب المخططات المشؤومة لأميركا المجرمة، وليس من أجل انهدام أساس الإسلام في ايران والبلدان الأخرى، ولا بسبب المساعدات المادية والمعنوية لمصر والأردن وأمثالهما إلى المجرمين المنفلتين «بيغن» و «صدام»، فهما يتيمزان بطبيعة وحشية ومجرمة، وحياتهما المادية مرتبطة بالاعتداء على حقوق الشعوب ومستضعفي العالم، ومن مفاخرهما الاعتداء على حقوق الشعوب ومستضعفي العالم، وممارسة الظلم والقمع بحق الشعوب المظلومة؛ وليس من أجل الاعتداء الوحشي لصدام العفلقي وحزب البعث في العراق على ايران المسلمة وقتل آلاف الأطفال، والشيوخ من النساء والرجال، وتدمير المدن العربية والفارسية العامرة والخضراء، فهذا الحزب المشرك لا يمكنه تحمل الإسلام، فبرنامجه هو اسقاط الإسلام وأنصاره. إن المصائب والأسف والحزن والألم كل ذلك سببه ابتلاء المسلمين بهذه الحكومات العميلة والخانعة لأميركا والتي تطيع طاعة عمياء أوامر أعداء الإسلام والمسلمين. لقد كانوا يختلقون الأعذار لمعارضة الجمهورية الإسلامية والمساعدات العسكرية والمادية والمعنوية لصدام- الذي يعتبر الاسلام عدواً له- ويطرحون قضية الفرس والعرب خلافاً لتعاليم الإسلام والقرآن الكريم، ويتخذون من دعم إسرائيل لايران ذريعة بأكاذيبهم المفضوحة التي يبثونها عبر أبواقهم الدعائية وصحافتهم خدمة للقوى الكبرى.
واليوم، حيث هاجمت إسرائيل بلداً عربياً مسلماً، وقتلت المسلمين، ما عذرهم في هذا الصمت القاتل؟ ما العذر الذي يمكن أن يقدموه لله القهار والشعوب المسلمة في مساعدة إسرائيل ‏وأربابها المجرمين؟ ما عذرهم في متابعة المقترحين المشينين المتمثلين في «كامب ديفيد» و «مشروع فهد»؟ ما عذرهم في التصالح مع هؤلاء المجرمين بالفطرة ومصاصي الدماء المحترفين؟ هل اختلفت أميركا الآن عن أميركا السابقة التي كانوا يتهموننا كذباً بالتصالح معها؟ أم ان إسرائيل اختلفت اليوم عن إسرائيل التي سارعت إلى مساعدة صدام بحجة كاذبة هي تقديم الأسلحة إلى الجمهورية الإسلامية، واستماتت في عدائنا لانقاذ حزب البعث العفلقي؟
اللهم، إن مسلمي المنطقة مبتلون بمثل هؤلاء الحكام، كما كان مولاهم علي بن أبي طالب مبتلى بمنافقين ظاهرهم الصلاح، وأسرع إلى لقاء الله في مثل هذه الأيام على يدهم، وتخلص من الابتلاءات.
اللهم، ان الإسلام مبتلى اليوم بمنافقين هم أكثر جريمة من «النهروان» الذين يدمرونه باسم الإسلام، ويتساومون مع اعداء الإسلام باسم الإسلام، وفي الحقيقة لنهب ثروات الشعوب المظلومة والمحرومة وسجن أحرار الشعوب.
اللهم، إن هؤلاء الحكام الجهلة، ينوؤون تحت وطأة إذلال إسرائيل كي يحكموا الشعوب المسلمة لبضعة أيام.
اللهم، إن هذه الحكومات الجاهلة تبرر جرائم أميركا وإسرائيل رغم امتلاكها لجميع امكانيات الانتصار على القوى الكبرى، ولا تميز بين ليلها ونهارها تثبيتاً لقواعد الكفر. اللهم انقذ هذه الشعوب المسلمة والمظلومة من مخالبهم. ترى ماذا علينا أن نفعل الآن؟ هل تكفي المسيرات والصرخات والإعراب عن نفاذ الصبر بسبب اعداء الإسلام، [والأوضاع المأساوية] لمستضعفي العالم؟ أم إن ذلك وسيلة وليس هدفاً. رغم أن حكومات المنطقة وعملاء المستعمرين والظلمة لا يتحملون حتى هذه الصرخات؛ وكونوا واثقين من أنهم سوف يخنقون هذه الصرخات في أفواه المظلومين والمحرومين. إنهم يهبون منذ الآن لمعارضة صرخات المظلومين الذين يطوفون كل سنة مرة واحدة حول كعبة آمالهم، ويتأوهون ويجهشون بالبكاء، في مجمع يقوم أساسه على الشؤون السياسية، ولسوف يخنقون صرخات المسلمين لانقاذ القدس، بكل ما أتيح لهم من وسائل.
ترى إلى من يشكو الإسلام العزيز ونبيه العظيم وشهيد محرابه الذي تضرج بالدماء في ليلة القدر المباركة في سبيل المحرومين، إلى من يشكون هؤلاء المتسلطين الذين يقولون في البلاد الإسلامية للمسلمين: تجرعوا الآلام والعذاب وتأوهوا! وتحطموا تحت تعذيب أميركا وإسرائيل القذرة والأقوياء الآخرين دون أن ت- نبسوا ببنت شفة! ان الآلام كثيرة، ولكن ما الحل؟ لقد وجد الشعب الايراني الحل اتباعاً للقرآن الكريم والإسلام العظيم، وأطاح بالنظام الأمريكي البهلوي بعد صرخاته واضراباته بقبضاته وأسنانه أمام الدبابات والرشاشات، وأطاح بصدام المجرم وحزبه المشرك بالايمان والقيام لله، وأذلّ صداماً المصاب بجنون العظمة والذي كان يتبجح بأنه قائد القادسية، وقضت في المهد على جميع المؤامرات بفضل الهداية الإلهية. وهو الآن لا يمكن أن يهدأ حتى يحقق مطلبه منذ اليوم الأول المتمثل في تغريم المجرم وتأديبه، فهو لا يرى في قرارات مجلس الأمن والمنظمات العديمة القيمة سوى قصاصات ورقية في خدمة أصحاب (الفيتو).
لقد طأطؤوا رؤوسهم أمام الصهاينة رغم كل عربداتهم واعلامهم الذي لا أساس له. وبادروا إلى عقد الاجتماعات واصدار القرار من أجل تثبيت دعائم حكمهم والمرتبطين بهم مثل صدام على مشارف الموت المشين، وظنوا أن هذه الحكومة المعتمدة على الله والشعب الايراني الكبيرة هي مجرد ورقة تتلاعب بها هذه الرياح. إن الشعب الذي ذاق الآن طعم الشهادة الحلو، واتبع مولاه أميرالمؤمنين وأولاده العظام الذين كانوا يعتبرون الشهادة فوزاً عظيماً، والذين كانوا يرددون نداء «فزت ورب الكعبة» في محراب الشهادة وساحة القتال لا يخشى المنظمات العميلة للقوى الكبرى. إن الشعب الذي طرد القوة العظمى أميركا من بلد بقية الله أرواحنا لمقدمه الفداء وهي تجر وراءها أذيال الذل، وانتزع من فمها نفطه وموارده، لا يخشى الطبول الجوفاء للمنظمات العميلة لها. وهذا الشعب والحكومة التابعة له، سوف ينتزعان كما أعلنا مراراً، مطالبهما المشروعة من صدام والحزب العفلقي، وسوف يقومان بأي اجراء لإحقاق حقهما المشروع « بَلَغَ ما بَلَغْ ».
وأما مسؤولية الشعوب على اعتاب يوم القدس ومشارف الذكرى السنوية لاستشهاد هذه الشخصية العظيمة في التاريخ، فهي أن تطالب حكوماتها في تجمعاتها ومسيراتها بشكل جاد، أن تهب لمواجهة أميركا وإسرائيل بالقوة العسكرية وسلاح النفط، وأن تتمثل لارادة شعوبها وأيدت إسرائيل المجرمة التي تهدد جميع المنطقة حتى الحرمين الشريفين، والتي اتضح الآن عمق مطالبها، فسوف تجبرها بالضغوط والاضرابات والتهديد. ففي الوقت الذي يتعرض فيه الإسلام وأماكنه المقدسة للتهديد والاعتداء، فإن أي انسان مسلم لا يمكنه أن يقف مكتوف الأيدي ازاء ذلك. وإن ما تقوم به حكومات المنطقة في هذا الوقت الذي قامت فيه إسرائيل باعتداء واسع على بلاد المسلمين، وارتكبت المذابح بحق المسلمين الأبرياء والعزل، ليس سوى كلام عديم القيمة، وليس سوى تساوم. والأدهى من ذلك أنها تلجأ إلى أميركا المجرم الأصلي من إسرائيل؛ فهي تتجه في الحقيقة إلى التن- ين خوفاً من الثعبان، ورغم امتلاكها لامكانيات مواجهتم إلّا أنها ليست مستعدة للنطق بكلمة تعنيف، أو تهديد. وإذا ما استمر هذا الوضع فإن على الجميع أن ينتظروا الفناء والزوال وأن يرضخوا لأي ذلّ طيلة حياتهم. وكما أعلنت ايران، فانها لا يمكن أن تقوم بعمل مؤثر سوى عن طريق العراق وعزل حكومة حزب البعث، وهي مستعدة بعد تحقق مطالبها المشروعة لأن توحّد جهودها أكثر من الآن لمحاربة إسرائيل إلى جانب سائر المسلمين وخاصة الشعوب والحكومات العربية، وأن تتعاون باعتبارها احدى‏ القوى الكبرى لمسلمي المنطقة مع القوى الأخرى في المنطقة، بشكل أكثر فاعلية من الآن، في محاربة إسرائيل. وإذا ما ظلت لا سمح الله أوضاع البلدان الإسلامية والعربية وحكومات المنطقة على هذا المنوال فانها سوف لا تستسلم وتؤيد العدو الأصلي والمرتبطين به بشكل كامل وحسب، بل إنها سوف تقدم الدعم المادي والمعنوي لهم. إن ايران المجاهدة في سبيل الله معذورة وهي تستغيث بالشعوب المسلمة عدا الحكومات فاذا ما استجابت فانها سوف تقوم باجراء اكثر تأثيراً وجدية. وأنا أنصح القادة الفلسطينيين أن يكفوا عن تحركاتهم وأن يقاتلوا إسرائيل حتى الموت من خلال الاعتماد على الله تعالى والشعب الفلسطيني وأسلحتهم، ذلك لأن هذه التحركات تؤدي إلى أن تيأس الشعوب المكافحة منكم. كونوا على ثقة من أن أحداً لا ينفعكم لا الشرق ولا الغرب. حاربوا إسرائيل بقوة الايمان بالله والاعتماد على السلاح، وكما هو حال الشعب والقوات الايرانية المسلحة التي لا يمكن أن تلقي السلاح حتى تحقق مطالبها المشروعة، دون الاعتماد على القوى الكبرى، ومن خلال الايمان بالله تعالى وقدرته اللانهائية.
اللهم إني أعوذ بك من هذه التقاعسات والن- زاعات السلطوية والعمالات في جميع أرجاء العالم. اللهم، إني أستغيث بك لنصرة الإسلام ومسلمي العالم والمستضعفين الراسفين في أغلال المستكبرين، ولنصرة قوات الجمهورية الإسلامية على المخدوعين البعثيين الصداميين. والسلام على من اتبع الهدى.
روح الله الموسوي الخميني‏



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: