شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الإخلاص في الأعمال والتوكل على الله‏‏]

طهران، حسينية جماران‏
ميلاد الامام علي بن موسى الرضا (ع)
الإخلاص في الأعمال والتوكل على الله‏
اكبر هاشمي رفسنجاني (رئيس مجلس الشوري الاسلامي وممثل الامام في المجلس الأعلى للدفاع) - كبار الضباط في جيش الجمهورية الاسلامية وحرس الثورة الاسلامية
جلد ۲۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۷۰ تا صفحه ۷۳

بسم الله الرحمن الرحيم‏

جهاد النبي والأئمة (ع) لإرساء دعائم الاسلام‏

أهني‏ء كافة الشعوب بهذا العيد السعيد، لاسيما الشعب الايراني، وخصوصاً مقاتلينا الأبطال. حفظكم الله أيها السائرون على طريق الاسلام، حيث بذلتم قصارى جهودكم في سبيل الله وفي سبيل شعبكم، إن شاء الله. ما أريد قوله أنّنا وأنتم أتباع مذهب كان أئمة الهدى (ع) رواده بعد رسول الله (ص)، وأحد أولئك هو الامام الرضا (ع)، حيث أنّه ضيفنا ونفتخر بالعيش في رعايته وتحت ظله.
نحن أتباع أولئك، ويحسن بأتباعهم أن يمتلكوا شعاعاً من أشعتهم كحدّ أدنى، أو يحاولوا الحصول على ذلك. لقد أفنى أولئك أعمارهم من أجل الاسلام. كان النبي (ص) والأئمة الأطهار (ع) مشغولين بالجهاد باستمرار كما ينقل التاريخ عنهم. فبالاضافة الى الجهاد المعنوي الذي يفوق طاقاتنا، كانوا يجاهدون لإرساء دعائم الاسلام وزجرالمتجاوزين على الشعوب، لكن كل حسب ماسمح به وقته. ومع الأسف لم يمهلوا الوقت الكافي لتطبيق سلطتهم لنتنعم بها ونتمكن من اتباعها.

الاخلاص منشاء الاطمئنان والايمان والنصر

نحن اليوم نعيش في دولة إسلامية بحسب الواقع ووفق مايصرح به الجميع، والكل يقوم بخدمة الاسلام. وهذا يتطلب منا السعي الدؤوب للقيام بالواجبات الملقاة على عاتقنا.
الواجب الذي يفوق جميع الواجبات هو أن نؤدي أعمالنا بإخلاص. لاتظنوا أنّ التوكل على غيرالله تعالى ينفس عنا الهموم ويفرج عنا الكرب، توكلوا على الله. لو لم نتكل على الله يوماً ما واعتمدنا على النفظ أو السلاح فاعلموا أنّ ذلك اليوم هو يوم انحدارنا صوب الهزيمة.
نحمد الله أنكم اليوم رفعتم هامة الشعب الايراني عالياً، وجلب الشعب الايراني بدوره المجد والشرف للاسلام.
تحروا الاخلاص في أعمالكم. وتوكلوا على الله تعالى بقوة فإنّ النصر لايتحقق بدون التوكل عليه. لاحظوا القوى العظمى التي تستند الى أسلحتها المتطورة كيف تعيش بقلق واضطراب، لاتظنوا أنّ البيت الأبيض أو الكرملين يقر لهما قرار الآن. إنّهم يعيشون بهلع، وسبب ذلك يعود الى تبعيتهم للشيطان، فلايجعل الشيطان الطمأنينة تأخذ مجراها الى قلب الانسان.
أدعوا لإزالة الاضطراب وترسيخ الايمان واعلموا أنّه يستتبع النصر. أولًا وقبل كل شي‏ء إجعلوا إخلاصكم متيناً وإيمانكم مستحكماً ثم مارسوا أعمالكم كما أمر الله سبحانه. إنّ هذا الاخلاص والايمان يربط جأشكم ويرفع معنوياتكم فتصبح قوتكم لا تقابل بقوة. وأنتم كذلك فعلًا، حيث لاتجرؤ قوة على مقابلتكم؛ أي أنّ الاضطراب يخيم على أولئك فيمنعهم من فعل أي شي‏ء.

حفظ الجمهورية الاسلامية على ضوء اتحاد القوى‏

وأوصيكم بعد الاخلاص بالاتحاد، فان استطاع الشياطين الإخلال بوحدتكم- أيها المجاهدون- فاعلموا أنكم وقعتم فريسة لمكائد الشيطان، ولامناص من الهزيمة إذن. اسعوا جادين لعدم التمييز بين أفراد الجيش وحرس الثورة والمتطوعين وغيرهم؛ ولنعلم جميعاً بأنّنا خدام الاسلام، حينها لايحدث خلاف بيننا. إعلموا أنّ الأنبياء (ع) لو اجتمعوا في عصر واحد لما اختلفوا أبداً. تنشأ جميع الخلافات من هوى النفس. عندما يريد المرء القيام بعمل ما ويظن أنّ صديقه سوف يسبقه إليه، والآخر يحمل نفس هذه الفكرة يقع الخلاف. تلاحظون في هذه البرهة الزمنية أنّ كافة القوى تنشط على مخالفتنا باستثناء النزر القليل، فلو حدث خلاف بينكم- لاقدرالله ولن يحصل ذلك إن شاء الله، أو أراد شياطين الداخل أو الخارج إحداث فتنة من خلال وسائل الاعلام، فاعلموا أنكم مسؤولون أمام الله تعالى فضلًا عن هزيمتكم واندحاركم في هذه الدنيا؛ لأنّ حفظ الجمهورية الاسلامية فريضة على الجميع، فلو أردنا أداء هذه الفريضة كما ينبغي أداؤها فعلينا أن نتكاتف مع بعضنا، ويشد بعضنا أزر البعض الآخر؛ لاأقصدكم أنتم فحسب، ولا قوات الحرس ولا الجيش ولاالقوات المسلحة، بل أعني جميع الايرانيين، بدءاً برجال الدين ومروراً بالكسبة وأعضاء المجلس وانتهاءاً بكل فئات الشعب، عندما يصبح الجميع قوة واحدة يمكنهم مواجهة أعتى القوى إذن.
واعلموا بأنّهم لما أصابهم اليأس والقنوط في بعض النواحي نظير إحرازهم تقدماً في الجبهات أو التمكن من استعادة «الفاو» «1» أو القيام بعمل ما في «مهران» «2»، فإنّهم لم ييأسوا من إلقاء الفرقة والاختلاف بينكم. إنّ اللسان الذي يدلي بهذه النزاعات والاختلافات هو لسان الشيطان، سواءاً كان لسان رجل دين أم رجل مقدس أم مصلي أم غير ذلك، وقد يغفل ذلك الشخص أحياناً عن وقوعه ضحية للشيطان، أو أنّ لسان الشيطان هو الذي ينطقه.
بناءاً على هذا، من الأمور المهمة التي تجب علينا جميعاً هي قضية الدفاع عن الاسلام، والدفاع عن الجمهورية الاسلامية، وهذا يعتمد على الوحدة. كل من أراد إثارة الفتنة والخلاف بينكم، بأي لباس وفي أي مكان كان، حتى لو قام بذلك بصورة غير مباشرة فهو من جنود إبليس، وهو ملعون ومسؤول أمام الله تعالى حتى لو كان من المواظبين على صلاة الليل.

حفظ الاسلام أسمى الفرائض‏

إنّ هذه القضية مهمة، ألا وهي الاتحاد والتلاحم بينكم وبين الفئات المختلفة للشعب الايراني، وذلك لحفظ كيان الاسلام الواجب على الجميع، كما يجب علينا جميعاً الدفاع عن الاسلام بقدر مانستطيع. القضية اليوم قضية دفاع، دفاع أمام قوى غازية تريد إعادتنا الى حالة الأسر بشتى الصور والأشكال، وهذه المرة تختلف عن سابقاتها فيما لو أفلحوا لاقدرالله؛ إنّهم يسعون لضرب الاسلام في الصميم، لأنّهم رأوا بأم أعينهم صمود ومقاومة الاسلام. فحفظ الاسلام من أهم الفرائض الملقاة على عواتقنا، أي إنّ حفظ الاسلام أهم من حفظ أحكامه، فأساس الاسلام مقدم ثم يتلوه حفظ الأحكام.
ومن الواجب علينا وعليكم أن نحمل قضية الدفاع المقدس محمل الجد، ونفعل مابوسعنا بجدارة. لاتجعلوا العدو يذوق طعم الراحة والاستقرار في سوح الوغى، وإلّا أعد العدة وانقض عليكم وجعلكم في موقف حرج وعصيب. إنّهم يعيشون في حالة من الهلع والذعر، يجب ألّا تجعلوهم يتخلصون من هذه الحالة.
ثانياً، يجب على كافة الشعب الايراني المساهمة في هذه الأمر. فليست القضية قضية حكومة ودولة، بل قضية الاسلام. وهذا يوجب على الرجل والمرأة الدفاع عن الاسلام على حدّ سواء، كل حسب قدرته واستطاعته، وتجب مواصلة هذا الدفاع كي نحقق النصر المؤزر الذي يريده الله لنا، إن شاء الله.
آمل أن تحظوا بتوفيق الله جميعاً. وأسأله أن يحفظكم ويعزز وحدتكم ويضاعف هممكم. وكونوا على يقين بأنكم منتصرون، لأنّ من أخلص لله نيته كان النصر حليفه. النصر لكم، فقد وعد الله عباده بنصرهم إن نصروه. وقد رأيتم بأنفسكم النصر الذي تحقق والذي سوف يتحقق مستقبلًا.
كونوا على ثقة، ولترتفع معنوياتكم ولاتهابوا شيئاً ولاتوجلوا، ولاترهبكم قوة، فليست لهذه القوى القدرة على مواجهة الاسلام. آمل أن يوفقكم الله بفضله، إن شاء الله، وإنّي لأدعو لكم. وفي الحقيقة إنّني فخور بوجودي في هذه البرهة الزمنية حيث لدينا نظير هذا الشعب ومثل هذه القوات المسلحة والجيش والحرس الثوري والمسؤولين الذين يعملون جميعاً في سبيل الله.
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته‏

«۱»-منطقة قرب شط العرب والبصرة احتلتها القوات الايرانية إبان الحرب بين ايران والعراق. «۲»-مدينة في محافظة إيلام.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: