شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [أبعاد شخصية أمير المؤمنين (ع)]

طهران، حسينية جماران‏
عيد غدير خم المبارك‏
أبعاد شخصية أمير المؤمنين (ع)
النوري، عبدالله (ممثل الامام في جهاد البناء) - أعضاء الشورى المركزية والشورى المركزية للمحافظات ومسؤولوا وقواد مقرات ألوية وكتائب الحرب والجهاد - مسؤولوا مكتب وأعضاء جهاد البناء للطلبة الجامعيين خارج البلاد
جلد ۲۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۸۹ تا صفحه ۲۹۲

بسم الله الرحمن الرحيم‏
بادي‏ء ذي بدء وقبل الدخول في صلب الموضوع ينبغي أن أقدم الشكر والامتنان لجهاد البناء، لايسعني إلا الدعاء لكم، وأتمنى أن تكرسوا عمركم لخدمة الاسلام والمسلمين.
لاتطلبوا مكافأة على أعمالكم إلا من الله تعالى، ولن يكون بمقدور أحد مكافأتكم كما تستحقون سوى‏الله جل وعلا.
أسأل الله تعالى في هذا اليوم السعيد أن يوصل كافة من قاموا بخدمة هذه الجمهورية الاسلامية وكل من بذل عمره وماله لدعمها ومساندتها الى السعادة الكاملة.

الرجوع من الوحدة الى الكثره مر تأوه المعصومين‏

أهني‏ء كافة المسلمين والمستضعفين في العالم خاصة الشعب الايراني المظلوم في هذا العيد السعيد.
لا أدري حقاً من أين أبدأ كلامي بشأن أمير المؤمنين (ع)، إنّها مسألة معقدة، فلا أحد يستطيع أن يفهم كل هذا التأوه والتململ منه، كان يضع رأسه في البئر ويشكو حزنه وبثه، بالاضافة الى‏ كل ذلك التوجع الوارد في أدعيته، فما السر في ذلك، هل إنّ الامام يفعل ذلك لاهتمامه بالدنيا وعودته من مرتبة الوحدة الى الكثرة؟ هل إنّ الالتفات للكثرة يبعث على‏ كل هذا الضجيج والعجيج؟ هل إنّ مناجاة الامام لله تبارك وتعالى وأنينه الليلي في تلك الآبار يتعلق بموضوع إرجاع الله له من جواره الى‏ عالم الكثرة؟
نقل عن النبي (ص) إنّه قال: «ليغان على قلبي وإنّي لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة» «1»، هل إنّ‏ا لتكدر والانزعاج الحاصل للنبي والذي حصل نظيره للامام ناتج عن العودة الى الكثرة؟
برغم أنّ عالم الطبيعة مظهر لتجلي الحق تعالى إلا أنّه صدهم عن ذلك المشهد الباطني وتلك المرتبة السامية، لذا نراهم يصرخون ويستغيثون، وهذه مسألة لانتمكن من إدراكها؛ نحن نتصور أنّ ما يتحدث به الفلاسفة والعرفاء والحكماء نموذج لما يجري على ولي الله الأعظم وأوليائه البررة، إنّ مسألة العرفان والفلسفة والحكمة مسائل علمية جميعاً، وهي علوم تتباين معانيها عما يجب أن يكون، وإدراك المطلوب مسألة أخرى، والانصراف الى هذه الأمور والانغماس فيها مسألة أرفع، والذوبان في كل تلك القضايا مرتبة أسمى، ومرحلة الصعق أسمى المراحل، والرجوع عن تلك المراحل شاق ومؤلم جداًبالنسبة لهم، إذ إنّ الرجوع من مرتبة الغيب ومن لقاء الله جل وعلا الى‏ هذا العالم أمر في غاية الصعوبة.
جرى هذا الموضوع لكل أولياء الله من آدم حتى ‏رسول الله (ص)، وهذا مالايمكننا إدراكه، حيث إنّنا لاندرك سوى ‏ما يتعلق بهذا العالم من الأمور الطبيعية التي منها العرفان والحكمة والفسلفة، فكلها أمور طبيعية، ونحن لانتجاوز هذه الدائرة، أما غاية آمال العارفين فكانت تتعلق بما ذكر، وما عسانا قائلين بحق هذا الامام؟
بديهي أنّهم لما يعودون الى‏ الكثرة يتحملون تلك المصائب الفادحة والمرهقة التي ترد عليهم وعلى ‏عامة المسلمين، بيد أنّ مصائبهم المعنوية تفوق جميع المصائب؛ لأنّ الرجوع من عالم الصعق الى‏ عالم الصحو ومن عالم المحو الى‏ عالم الصحو شاق وعسير جداً، لكنّهم حينما رجعوا وبما أنّهم مظهر الرحمة الالهية يرغبون أن تعم السعادة البشرية.
عندما يرى ‏الأولياء الناس يسيرون نحو جهنم أفواجاً وزرافات، ويهي‏ء كل حزب مقدمات دخوله الى‏ جهنم يتألمون لذلك، لدرجة أنّهم يتألمون من دخول الكفار النار؛ لأنّهم بعثوا رحمة للعالمين.
و عندما يلاحظون ولادة حكومة العدل يتألمون كثيراً أيضاً لالنفس الحكومة أو لأنفسهم، بل لأنّهم يرومون إيصال البشر الى‏ العدالة والبشر لايخضعون، وهذا موجود من بداية الخلقة الى آخر الزمان.

نهضة الأنبياء لإيجاد حكومة العدل‏

كل من نهض لإقامة العدل تعرض لصفعة وضربة قوية، فلما نهض ابراهيم الخليل (ع) لإقامة العدل ألقي في النار، ولم تتوقف القضية عند هذا الحد بل دفع الأولياء ثمن ابتغاء إقامة حكومة العدل منذ بداية الخلقة لحد الآن، كل زمن بطريقة تناسبه.
هب أنّ هذا الكلام غير صحيح ومخالف للواقع، فلم ينهض الأنبياء والأولياء لإقامة العدل، بل قاموا بالوعظ والارشاد فقط ولم يحاربوا أبداً، لكنّكم تلاحظون أنّ الأوثان كانت أقدس ما في وجود الكفار آنذاك، وقام النبي ابراهيم (ع) بكسرها.
لو جاء شخص الى‏ هنا وتجاسر على ‏الله تعالى، ألا يعد شاناً للحرب على‏المسلمين؟ لو سبّ الله ورسوله ألا يعد متطاولًا على‏ المسلمين؟
إن فرضنا أنّ ابراهيم الخليل (ع) لم يقم إلا بكسر الأصنام بعصاه، تلك الأصنام المقدسة لدى المشركين، أو ليس ذلك إعلاناً للحرب ضدهم؟ أليست هذه ثورة مسلحة؟ فهل قيام الجيوش المسلحة بالهجوم عليكم أسوأ حالًا من مجي‏ء أحد علناً وسبه ولعنه لمقدساتكم؟ لاشك ولا شبهة في أنّ المسلم يعتبر الأخير أسوأ، وكذلك كان أولئك.
بناءاً على‏ هذا، الكلام بأنّ النبي عيسى (ع) قام بالوعظ والنصيحة فقط والنبي موسى (ع) لم يقم إلا بأعمال مختصرة خاطي‏ء؛ لأنّ بعض الأنبياء قام بالسيف، لكن وبصورة عامة كل من بادر لإقامة حكومة عدل وجهت له ضربات، إذن نحن لانشكو من تعرضنا للضربات جراء قيامنا من أجل إقامة حكومة اسلامية عادلة، ويجب أن نتعرض للمزيد من الضربات، كانت الضربات في ذلك الزمان بشكل وأصبحت الآن بشكل آخر.
أما قضية دفع الثمن فلابد منها، فقد دفع ابراهيم الخليل الثمن، وكذلك موسى‏ كليم الله ورسول الله وأمير المؤمنين وأئمتنا الكرام عانوا ما عانوا جميعاً في طريق إقامة حكومة العدل.
إن تلخصت دعوة النبي ابراهيم بالدعاء والذكر فما كان قد رمي في النار، وان لم يتخط رسول الله (ص) الدعاء عندما كان في مكة لما أوذي وحورب، لكنّه كافح وناضل برغم ما كان يمتلكه من منزلة وشرف عندهم، فلهذا السبب عارضوه وحاربوه، وهذا ينطبق على الجميع؛ لأنّ‏كل من اكتفى بالدعاء مثلًا لم يتعرض له أحد بسوء، وان جلس المسلمون ورفعوا أيديهم بالدعاء، ربنا ارحم فلاناً ولعن فلاناً، فلا أحد ينبس معهم ببنت شفة، بيد أنّ هذا مخالف لسيرة ونهج الأنبياء والأولياء.
الجميع تلقى ‏ضربات، ونحن غير مستثنون من ذلك، هذه الضربات موجهة للاسلام وليست لنا، ووجهت لمقدسات الأنبياء لا لأشخاصهم.
الآن وقد أضحي العالم كالقرية الصغيرة، فمن الممكن أن يسمع كلامي هذا في شتى أنحاء العالم، لذا لو ثرتم الآن على‏ جميع مقدساتهم لرآكم العالم برمته تثورون على‏ تلك المقدسات، لكن ماهي مقدساتهم؟
إنّها الدنيا، يريد أحدهم أن يوسع سلطته فتقفون إزاءه، وبهذا تكونون قد ثرتم على مقدساته؛ يريد أن يجمع الأموال فتتصدون له؛ لأنّه لا ينبغي أن يكدس الأموال المحرمة؛ يحتم عليكم دينكم مواجهة كل مايراه هؤلاء مقدساً لأنّه يرتبط بالدنيا، ولا مناص عن تعرضكم للضربات لكونها موجهة لجوهر الاسلام.
لقد شع سنا هذه المسائل في كافة أنحاء العالم، ولن ينفعهم ضخب وضجيج وسائل إعلامهم، فهذا العمل البشع الذي ارتكبوه في مكة انعكست أصداؤه في مختلف مناطق العالم، لكنّ راديو اسرائيل استمر في عنجهيته ويجب أن يكون كذلك؛ لأنّه من سنخهم، يجب أن تناهضنا كافة الحكومات الجائرة وتتقاطع معنا جميع وسائل الاعلام العالمية، وان فعلوا غير ذلك فينبغي القول إنّهم ارتكبوا مخالفة!
كنت أقول سابقاً: لو أرادوا فضحي فليشيدوا بي، فشتمهم يلفت انتباه الناس أكثر؛ لأنّهم لو وضعوا أيديهم في البحر لتنجس البحر منهم!
اذا قام أولئك بالثناء علينا فسيبغضنا الناس، لكنّ الله جل وعلا شاء أن يعادونا كي يتجهز الناس.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعاً لاكتساب المعارف الاسلامية، وأن نعي الأدعية الواردة عن الأئمة الكرام وما يقولونه فيها وما يتحدثون به مع الله، وأسأل الله أن يقوي دعائم الاسلام وقد وعد بذلك، فأسأله أن ينجز وعده.
و السلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-مستدرك الوسائل، ج ۵، ص ۳۲۰، الباب ۲۲، ح ۲.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: