شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [بدء السنة الدراسية]

باريس - نوفل لوشاتو
بدء السنة الدراسية
عام‏
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۱۰ تا صفحه ۴۱۳

بسم الله الرحمن الرحيم‏
5 ذي القعدة الحرام 1398 ه- ق‏
أُحيّي في بداية العام الدراسي طلاب العلوم الدينية وطلاب الجامعات وطلاب المدارس الذين هبوا لأجل الإسلام وإقامة حكومة العدالة الإسلامية، والعام المنصرم كان عام التضحية والمعاناة لجميع شرائح الشعب الكريم، وخاصة لكم يا أبناء الإسلام.
هو عام تواصلت فيه جسور النصر وظهرت آثاره، عام المجازر الوحشية وحِداد الأمة وفي الوقت نفسه عام الهزيمة الملحوظة للشاه وأسياده وعملائه، عام إقبال الجماهير على الإسلام الذي يضمن الحرية والاستقلال والسعادة والنمو الفكري والعملي وطرد جنود الشيطان والمجرمين.
إنني أبشِّركم بالنصر يا أبناء الإسلام الأعزاء باذن الله- تعالى- وبالاستمساك بمدرسة القرآن العزيزة شريطة أن تستمر النهضة الإسلامية والقومية العظيمة، وتكون صلتكم يا شباب الإسلام متينة بالاسلام، وشريطة الاطلاع على حيل المستعمرين اليمينيين واليساريين وجنودهم الشيطانيين وكذلك العملاء الذين يعملون اليوم بأسماء كالشاه والحكومة والوزير والنائب الذين يمتصون دماء الشعب المستضعف.
ألا يا أعزائي في المدارس والجامعات والمعاهد العليا هُبُّوا بكل وعي والتزام، ووحدّوا صفوفكم واعملوا لأجل إنقاذ الإسلام والبلاد، واتبعوا قبل كل شي‏ء أحكام الإسلام القيمة اتّباعاً عمليّاً، لأنّها تضمن سعادة الشعوب وتكفلها، وحاولوا توعية التيارات التي انخدعت بدعايات الأجانب، ورضخت لبعض المدارس الفكرية، أو مالت اليها، على مخططات العدو، وحاولوا إفشاء جرائم أصحاب المدارس المنحرفة المخادعين، وتجنبوا التفرقة والتشتت إنقاذاً للبلاد، وصارحوهم بمطالبنا التي هي مطالب جميع المستضعفين، واعرضوا عليهم شعاراتنا التي هي شعارات الشعب المحروم والمظلوم عسى أن يلتحقوا بكم بعد المعرفة الصحيحة، وأبلغوهم عني أن ما سمعتموه عن الإسلام على لسان الآخرين والجاهلين بمدرسة القرآن أو المنحرفين الذين يفكرون في التفرقة وعملاء الاستعمار ليس من الإسلام في شي‏ء.
تعالوا لتعرفوا الإسلام من العلماء العارفين بمنطق القرآن، لتجدوا فيه ما هو فوق آمالكم وتصوراتكم، ولا تنخدعوا بمبشِّري الاستعمار، ونظرة منكم إلى أوضاع رؤساء هذه الدول تكفي‏ لتوعيتكم، فقد رأيتم بالأمس القائد الصيني «1» كيف عَبَرَ من فوق أشلاء أحبابنا الذين قتلوا مطالبة بالحرية على أيدي جلاوزة الشاه، وأعلن بكل وقاحة دعمه للشاه.
كما أن الاتحاد السوفياتي والجالسين في الكرملن أيدوا جرائم الشاه سواء في 15 من خرداد أم اليوم، ويستمرون في هذا الدعم، إن جميع الاقوياء من الشيوعيين يصنعون أدوات القتل من دماء الشعوب المستضعفة للقضاء على البشر. وحالة أميركا المجرمة الكبرى لا تخفى على أحد.
يا أبناء ايران، وحّدوا صفوفكم مع بقية الشعب الايراني العظيم الذي إنما يريد الوقوف على أقدامه دون الاعتماد على الشرق أو الغرب، فما هذا الهجوم الذي يشن عليه من اليمين واليسار، وما هذه المجازر الجماعية اليومية التي يرتكبها الشرق والغرب عليه، إلّا من أجل هذا المطلب، واقطعوا أيدي الظالمين والمستعمرين الدوليين عن ثرواتكم العظيمة بشعار التوحيد، لتديروا شؤون بلادكم بعزيمة الشعب العظيم بعد الحصول على الثروات العظيمة وقطع أيدي الحكّام الخونة عنها، لتستفيدوا من هذه الثروات الكبيرة التي ينهبها اليوم اللصوص الدوليون والسلالة البهلوية وأقرباؤها إصلاحاً لأمور الشعب ومصلحته ومصلحة البلاد. حاولوا طيّ بساط الفوضى والبذخ والفسق ببركة الحكومة الإسلامية، وأنقذوا بلادكم، واعتمدوا على الله- تعالى- الذي يحفظكم ويعينكم. وهنا أودّ أن ألفت انتباهكم إلى مطالبنا الأولية التي لا يُمكننا نيل السعادة والحرية والاستقلال وحكومة العدالة الإسلامية دونها، لتعرفوا الحواجز التي تجب إزالتها:
1- إزالة الحكم الشاهنشاهي الذي عانى الشعب المستضعف طوال التاريخ من ملوكه بسبب هذا النظام الملكي، ولم يكن شقاؤه إلّا منه، وقد سوّدوا صفحات التاريخ بظلمهم، وخير مثال لذلك في عصرنا الراهن هو الشاه الذي يجرّ البلاد نحو الهاوية بأسرع ما يمكن. والموافقة على نظام الشاه صراحة ام بتقديم مشاريع تقتضي بقاء حكمه خيانة للاسلام والقرآن الكريم والمسلمين وايران وكل من يوافقه يكون مطروداً، ويجب الابتعاد عنه.
2- طرد جميع العناصر التي كانت تتولّى شؤون البلاد المهمة في العصر البهلوي مثل الوزارة ونيابة المجلس حيث يعدّ هؤلاء من دون استثناء شركاء في الجريمة وأدوات لتنفيذ أهداف الأجانب مع الشاه وتجب تنحيتهم عن المناصب في البلاد، كما يجب أن تتم محاكمتهم ومعاقبتهم. ولا فرق في ذلك بين مؤيدي الحكومة واولئك الذين يتظاهرون بالمخالفة، ويحاولون خداع الآخرين، وأولئك الذين يتشدقون بالانتخابات الحرة والعمل بالدستور، لأن هؤلاء جميعاً يحاولون بهذه الأصوات الشيطانية أن يبقوا على الشاه، ويجعلوه يستمر في استغلاله للثروات، بل يساعدوه في ذلك كما يريدون مساعدة المستعمرين الدوليين في نهب ثرواتنا.
3- إنّ شعارنا في جميع الحالات هو قطع أيدي الاجانب من اليمين واليسار عن البلاد، فالتنمية والاستقلال والحرية لا يمكن تحقيقها مع التدخل الأجنبيّ من أيِّ جنسية أو مدرسة فكرية سياسيّاً أو ثقافياً أو اقتصادياً أو عسكريّاً.
وكل من يسمح بالتدخل الأجنبي في بلادنا الغالية صراحة أو بتقديم مشاريع تقتضي استمرار الهيمنة الأجنبية، أو تؤدّي الى خلق هيمنة جديدة خائن للاسلام والبلاد يجب الابتعاد عنه. فإذا استمرّ التدخل الأجنبي خاصة- تدخل الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي وبريطانيا- كانت كلّ حكومة تأتي أداة لتخلف الشعب واستمرار شقائه وتعاسته من جهة واستمرار النهب والغطرسة من جهة أخرى. وتبديل فئة بفئة قد يؤدي إلى تحسين الأوضاع مؤقتاً، إلّا أنه لا يؤثِّر في مصيرنا، لأنَّ جميع مصائب المسلمين ومشكلاتهم تنبع من تدخل الاجانب في مصيرهم.
وما ذكرته هو مجمل مطالبنا الأولية، وستطرح المطالب الأصلية بعد انتهاء هذه المرحلة، وسيتم تنفيذها بإذن الله- تعالى- ومع استمرار النهضة القومية الإسلامية بكل قوة. يا أحبائي! لا تخافوا المشكلات التي تعترض طريقكم، لأنها ستُحلّ آجلًا أم عاجلًا إن شاء الله- تعالى- لأنّ الله يعين من كان على الحق.
أمّا واجبنا نحن كطلاب الجامعات وطلاب المدارس وكذلك طلاب العلوم الدينية، فهو:
1- يجب أن تعترضوا بشدّة على الأساتذة والمعلمين والمسؤولين إذا رأيتم منهم انحرافاً عن الاهداف الوطنيَّة والدينية التي في رأسها الإطاحة بالنظام المنحط، وإن لم يقبلوا ذلك، فعليكم الابتعاد عنهم وفضح أهدافهم للشعب المظلوم، لأنّهم خونة للدين والشعب والبلاد، ويريدون إبقاء الشاه وأسياده والمستعمرين العالميين، ليستمروا في نهبهم للثروات، كما يريدون إبقاء الشعب في حالة الفقر والتخلف.
2- على طلاب العلوم الدينية وطلاب الجامعات أن يقيموا بينهم علاقات ودّية نشطة، وينضموا الى صفوف الشعب بطبقاته المختلفة، لنيل الاستقلال والحرية وقطع أيدي المغتصبين لحقوق الشعب في جميع أبعاده.
3- علينا وعلى سائر الشرائح أن نُبَصِّر أفراد الجيش بضرورة الخلاص من الهيمنة الأجنبية بقوته العسكرية وأن ينضموا إلى الشعب، وأن يخلصوا البلاد من ذلِّ هيمنة المستشارين الأجانب إذ إنّ في ذلك صلاح دينهم ودنياهم، ولا يمكن الخلاص من دون زوال حكم الشاه.
يجب أن نثبت للجيش أنَّ الشاه وعملاءه المرتزقة يقودونهم نحو أهدافهم المشؤومة وأهداف القوى الكبرى الناهبة للمستضعفين، وخير مثال على ذلك الحفاظ على مصالح الأجانب والاتحاد مع إسرائيل، ويبقى الموت والعار في هذا الطريق من نصيبكم، ولكنه مع بقية الظالمين سيكون نصيبهم البقاء في الحكم والاستمرار في الظلم والنهب. إنّ الموت وقتل الإخوان من نصيب ضُبَّاط الصف والجنود الشباب والاستقلال والترف من نصيب الآخرين عليهم أن ينقذوا أنفسهم من شرِّ الشاه، وينتصروا عليه.
أخاطبكم أنتم أيها الشباب المنخرطون في الجيش هبّوا وأنقذوا بلادكم من الذل والهوان، واقطعوا أيدي الناهبين، وخلّدوا اسمكم مقروناً بالشرف والعزة، واضمنوا لأنفسكم سعادة الدارين. ومن واجب الطلاب الجامعيين أن يشجّعوا قوات الجيش داخل الجامعة على ثورة شاملة، ويعتبروهم إخوانهم، وينادوهم بصوت عال: (هل يكون جواب الورد الرصاص)؟
4- انظروا إلى قضايا الساعة بكل وعي وذكاء، ولا تنخدعوا بخدع نظام الشاه الذي يحاول بشتى السبل بث الفرقة والنفاق، فإنّهم كما يبدو يقصدون دفع عدد من عملاء الشاه إلى الدخول في الحرم الجامعي ورفع شعارات تؤيّد الشيوعية، لكي يخيفوا الناس بذلك من أخطار الشيوعية. و (حزب توده) حزب قذر مرتبط بنظام الشاه، وجميع الشعارات والتمثيليات ترمي إلى إضعاف الحركة الإسلامية وانقاذ الشاه من السقوط وإقامة نظام النهب مرّةً أخرى وتثبيت دعائم‏ الاستغلال ونهب ثروات الشعب المحروم، ومن واجبكم أيُّها الطلاب القضاء على هذه المخططات الشيطانية.
5- عليكم أيُّها الطلاب الجامعيون أن تؤيّدوا حركة العمال والموظفين المحرومين التي أدَّت الى الاضراب، فهؤلاء مسلمون محرومون ضاقوا ذرعاً بظلم نظام الشاه، وثاروا لإحقاق الحق وتضامناً مع بقية إخوانهم ومواساةً لهم.
وتعلمون أن تحقيق العدالة الاجتماعية والاهتمام بأحوال الطبقات الكادحة أمر يستحيل مع استمرار النظام الحالي في سدة الحكم، فأبلغوهم عنّي ألّا ينخدعوا بالنظام المخادع، وألّا يكفّوا عن الإضراب، وواصلوا نهضتكم الإسلامية إلى أن تقطعوا أيدي من سلبوكم حقوقكم وحقوق بقية شرائح الشعب باذن الله- تعالى- وتستفيدوا من العدالة الحقيقية والنعم الالهية ببركة الحكومة الإسلامية. وذكّروهم بأن يثابروا، ويوسِّعوا دائرة شعاراتهم الإسلامية، ويتوكّلوا على الله- تعالى- ويطمئنوا بأنهم سينالون حقوقهم المشروعة منتصرين.
أيّها الأحبّاء، إن ضغوط الشاه منعتني من مواصلة نشاطي الإسلامي الذي هو الواجب الإلهي، وقد قررت الهجرة إلى إحدى البلاد الإسلامية، فدولة الكويت اعتبرت حتى المرور من المدينة الى المطار خطراً عليها برغم امتلاكي لجواز السفر وتأشيرة الدخول إليها.
لقد دخلت الآن في باريس، لعلي أنجح في واجبي الديني الذي هو خدمة الوطن الإسلامي وشعب بلادي المحرومين برغم المشكلات التي تعترض طريقي، أرجو التوفيق قدر المستطاع في خدمة الشعب الذي قام للدفاع عن الإسلام مضحِّياً مع أنني أعترف بأنَّ أي خدمة لا يمكن أن تكون على مستوى تضحيات الشعب العزيز، أعتذر إلى الله- تعالى- وأرجو من الله تعالى انتصار الشعب المسلم والعزة والاستقلال والحرية للجميع. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-هواكوفونغ الذي زار ايران بعد مجزرة ۱۷ من شهريور.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: