شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [النظام الشاهنشاهي منشأ كل المفاسد، بشرى النصر]

باريس، نوفل لوشاتو
النظام الشاهنشاهي منشأ كل المفاسد، بشرى النصر
جمع من الطلبة الجامعيين والايرانيين المقيمين في فرنسا
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۱۴ تا صفحه ۴۲۰

بسم الله الرحمن الرحيم‏
على ما قيل يبدو أن بعض السادة جاءوا إلى هنا ولم أكن موجوداً، وربّما توهّموا أن غيابي كان مقصوداً غير أنّ الأمر لم يكن هكذا. فحالتي لا تحتمل الجلوس هنا كثيراً، لذا نقلت الى مكان آخر من أجل أن استريح، واليوم سمِعتُ أن السادة جاءوا إلى هنا، فجئت لخدمتهم.
إنني غير معتاد التشريفات، لأنّها حجاب بيني وبين الناس، وهذا خلاف للأدب الإسلامي. أنا في خدمة جميع السادة ما استطعت ذلك، وأحياناً أعاني بعض التعب نتيجة كبر سني، أنتم الآن شبّان- ماشاء الله- وعندما تصلون إلى الشيخوخة ستعلمون في ذلك الوقت أن قدرات الشباب غير موجودة لدى الشيخ. إننا الآن نعيش أواخر أيامنا، ونأمل أن نتمكن جميعنا من خدمة الإسلام؛ وخدمة المسلمين؛ وخدمة وطننا.
إيران الآن مضطربة، ولعلّها لم تُعان اضطراباً كهذا طوال التاريخ، ولو طالعتم التاريخ، لوجدتم ثورات حصلت وأموراً أخرى حدثت، لكنها لم تكن بهذا الشكل، فجنود إبليس يقمعون الناس بتلك الضراوة، ولم يقدم الشعب قتلى بهذا الشكل، لم يقدم شبانه، ويقاوم بهذه الصورة، فوضع ايران الآن هو هكذا، وكل مكان تنظرون إليه تجدونه يعيش حالة ثورة.
إنّ ايران تعيش حالة ثورة، فأينما ذهبتم تجدون ثورة- كما ينقلون لنا- فمن الأطفال الصغار الى الكبار والشبان والشيوخ ومن البنات والصبيان، حتى النساء والسيدات الكبار إلى سائر الناس، كلّهم يتحرّكون، وكأنّ هناك إرادة الهية تجرّه، فيد البشر ليس لديها مثل هذه القدرة التي توقظ الناس، هكذا حيث تسير جميع الطبقات وجميع الأطفال والكبار معاً في طريق واحد.
هذا موضوع غير مألوف، فكأنه لطف من الله- تبارك وتعالى- شمل به الشعب الايراني الذي سيستمر في المقاومة- إن شاء الله- وسيُواصل النهضة التي قام بها بوحدة الكلمة هذه. إنّ الفساد الذي عمّ ايران وجميع أنواع الفساد كان بسبب النظام الشاهنشاهي، فمنذ بداية ظهور النظام الشاهنشاهي حتى الوقت الحاضر الذي نعيش فيه نحن كان النظام الشاهنشاهي هو السبب في كل المفاسد؛ ولكن الفساد كان في كل وقت بطريقة معينة، ففي العصر الذي أدركناه نحن- وأظنّ أن أياً من السادة لم يدركه- وهو عصر الابتلاء برضاخان الذي جاء به الإنجليز في ذلك الوقت، قاموا بانقلاب، وسلطوا رضاخان على الشعب، وكان رضا خان عميلًا جي‏ء به لتنفيذ أهداف الأجانب، لذا كان يرى تنفيذ أهدافهم يتوقّف على أن يقمع وينهي طبقة المثقفين وطبقة العلماء وطبقة المتدينين.
من جهة أخرى كان يقوم بهذا العمل، لأنّ الحصول على تلك الثروات كان يتوقّف على هذا، لكي يتمكَّن من إفراغ تلك الثروات في جيوبهم، والله وحده يعلم ما هي المصائب التي تحمّلناها في زمان ذلك الأب. والآن نعاني كلّنا حكومة هذا الابن الذي هو خلف لذلك الأب، إن هذا حقاً ابن رضا خان أي: أن جميع الخصائص الفاسدة التي كانت في الأب موجودة في هذا الابن أيضاً، مضافاً إليها أمور أخرى: فهو يتمتع بقابليات ماكرة.
رضا خان كان إنساناً متجبراً، والشعب في ذلك الوقت لم يكن لديه قدرة للوقوف بوجهه، طبعاً كانت لديه القدرة، ولكنها ضعيفة، فلم تكن الأمور آنذاك بالشكل الموجود حالياً. كان رضا خان متجبّراً، لكنه لم يتلبّس بالاسلام والقرآن والأحكام الإسلامية المبينة، لم يكن يرائي كان مستبداً يضرب ويُرهب، ويقمع الناس بالحراب. ومهما ارتكب من القتل، فإنّ هذا الابن ارتكب أكثر، فذلك الأب ارتكب مجزرة في مسجد جوهر شاد، وبعد ذلك ارتكب مجازر أخرى مستنفراً فئة من الأشرار، لكن هذا السيد ارتكب مجازر عديدة، وسوف يرتكب غيرها إذا أمهله الله- تبارك وتعالى، لا سمح الله.
فمن ناحية يقضي على شبابنا، ومن ناحية أخرى يصرّح كلّ يوم- وقبل يومين أو ثلاثة تكلّم في المجلس، فقال: (تجب المحافظة على الأحكام الإسلامية). يجب لا أدري ماذا، حسناً أيُّها المجنون بالأمس رفعت التاريخ الإسلامي الذي كان تاريخ شرف الشعب، ووضعت مكانه تاريخاً آخر، حتى تعرّضت لصفعات الشعب، فوضعت ذلك التاريخ جانباً.
الحرية! يتكلَّم كثيراً على الحرية! أنت كرّرت القول في تصريحاتك في شأن حزب رستاخيز بأن على الجميع أن ينتمون إلى هذا الحزب، وكلَّ من يرفض الانتماء الى هذا الحزب تضربونه إن كانت لديه نية سوء، وأنك سوف تعمل كذا وكذا، وأنك سوف تعاقبه، وترسله إلى الخارج. الحرية! أين توجد الحرية في هذا البلد؟ هل يتمتّع الناس بحرية القلم؟ هل يتمتّعون بحرية البيان؟ أيّة حرية يتمتّعون بها؟ حتى يتكلم عن الحرية؟
هل هناك حرية للأحكام الإسلامية؟ الدين الإسلامي المبين، الأحكام الإسلامية؟ ماذا لديك من الإسلام؟ ماذا لديك من الإسلام، حتى تتكلم على الدين الإسلامي المبين؟ إنك تسعى في القضاء على الإسلام.
هذا نحن مبتلون به جميعاً الآن، شبابنا في ايران مبتلون الآن بهذا النظام الفاسد، ويقدمون دماءهم، ويقدمون القتلى، فقبل أيّام قُتِلَ عدد كبير في كرمانشاه وفي كردستان أيضاً. في سائر أماكن كردستان يقال: إن الأمر كان هكذا أيضاً، وقبل أيام رأيتم ماذا فعلوا في طهران، وماذا فعلوا في تبريز، وفي مشهد، والمرء يعجز عن إحصاء المدن التي قاموا فيها بمجازر جماعية، وعملوا فيها ما أرادوا، والآن يحافظ على سلطته بالأحكام العرفية.
ولو أنّ الأحكام العرفية رفعت، لو أن اميركا الخبيثة رفعت حربتها عن هذا الشرير عشرة أيام، لأكله رجال البلاط هؤلاء، لا حاجة لكم أنتم، فإن هؤلاء الملتفّين عليه في البلاد، ويقومون بحراسته، هؤلاء ذاتهم سيقضون عليه بمجرد أن ترفع أميركا سلاحها عن حمايته، وهو يفتقر إلى أية حماية.
ولتعلموا أنّنا أنا وأنتم أكثر راحة منه الآن، فهو يعاني أحوالًا صعبة للغاية، وإن أوقع الناس في أحوال مأساوية، فهو يعاني الآن وضعاً أشد مأساوية، ليس لديه الآن ليل أو نهار، فهو محروم لذة النوم، وحين يتكلّم يرتجف، بل لا يتمكّن أن يتكلّم أربع كلمات صحيحة. هذا حاله، وعاقبته أسوأ من هذا- إن شاء الله- وسوف يلاقي مصيراً أسوأ من هذا.
هذا هو وضع إيران في الوقت الحاضر، وعلينا نحن الموجودين هنا، وعليكم أنتم أيها السادة الموجودون خارج ايران مسؤوليات معينة. فنحن لسنا معفوّين من المسؤولية، لأننا خرجنا، كلُّنا جميعاً مسؤولون، مكلّفون مسؤوليات عقلية ووجدانية وشرعية.
مسؤوليتنا في كلِّ مكان- مجموعات كنّا أم أفراداً- أن نساعد هذه النهضة المقدسة في ايران. وأولئك الموجودون في الداخل يقدمون دماءهم في ساحة المواجهة، ونحن الذين في الخارج، ولا نتمكن من الذهاب إلى هناك يجب أن نؤدي دورنا في المواجهة أيضاً. نحن يجب أن نؤدي دورنا جميعاً بالمستوى الذي نستطيعه بكلامنا، بأقلامنا، بتظاهراتنا، فعلى كل شخص أن يؤدِّي ما يستطيع من دور.
وفي أعناقنا دين لايران، فنحن مدينون لأبناء شعبنا، لأنهم يضحّون في سبيل تحقيق مصالح الإسلام ومصالح الشعب، ونحن جزء من الشعب، نحن أيْضاً من الشعب الايراني، فهؤلاء ضحوا من أجلنا؛ أعطوا دماً، عُرِّضوا للسجن، فكم من علمائنا يرزح الآن في السجون، فالعديد من العلماء والمثقفين، والأطباء والمهندسين، والطلبة والكسبة، ومن جميع الطبقات هم في السجون الآن، وقد قُتِلَ العديد وسجنوا.
كل هذا من أجل هذا الشعب، ومن أجل الإسلام. نحن مسلمون ووطنيون مرتبطون بهذا الشعب، وفي أعناقنا دين لهؤلاء، وعلينا أن نؤدي ديننا. أنا أحد طلبة العلوم الدينية عليّ أن أؤدي ديني بأن أكتب وأتحدَّث إليكم، وكذلك أنتم أيها السادة الطلاب في أي فرع علمي كنتم يجب أن تؤدّوا دينكم لهذا الشعب.
لقد سحقوا هؤلاء بأقدامهم- والله يسحقهم إن شاء الله- فنحن جميعاً موظفون أن نلتفت إلى هؤلاء، ونتحرك بما نستطيع، طبعاً نحن لا نتمكّن من القيام بكل الأعمال، غير أننا نستطيع أن نقوم بدور معين لخدمة هذا الشعب، ولخدمة هذا الخلق، ونؤدّي الدَّين الذي في أعناقنا.
فضلًا عن ذلك نحن من هذا الشعب؛ ونرى جميع ثرواتنا تصب في جيب أميركا وربائبها، ونفطنا يكاد ينفدُ، ولو لم يبدده محمد رضا هكذا لا ينفد بهذه السرعة، وثرواتنا لا تنفذ بهذه السرعة، لكنهم استخرجوا النفط، وباعوه بسعر زهيد والجميع ينهبُ، الانجليز من هذا الجانب، وغيرهم من الجوانب الأخرى، والأمريكيون أسوأ من الجميع.
والاتحاد السوفييتي من تلك الجهة الجميع هاجم هذا الشعب، واتّحد الجميع لإبقاء هذا التافه في منصبه، حتى ينهبوا كل هذا النهب، وقد رأيتم قبل عدة ايام كيف قام زعيم الصين بزيارة ايران، وزعيم الصين هذا زعيم لعدة مئات من الملايين من البشر قد يصل تعدادهم إلى مليار نسمة، انه زعيم الشعب الصيني ومدّعي الشيوعية، ومدّعي كذا وكذا! هذا التافه زار ايران، زار ذلك الذي ارتكب كل تلك المجازر الجماعية، ومرّ بالهيلكوبتر فوق قتلانا، فهم لم يتمكنوا من أخذه في الشارع، لأن الناس كانوا يقومون بضجَّة، كانوا يصحيون ويتكلّمون. كل هذه كان يعلم بها هذا التافه، لم يكن جاهلًا بذلك، كم كان معه من الناس، مرَّروه فوق قتلانا، وأخذوه إلى هناك، وتصافحوا، وفعلوا كذا وكذا بمنتهى السرور.
إن هؤلاء يتلاعبون بالبشر من جانب آخر، كلنا رأينا كم من المواطنين قتلوا في الخامس من حزيران، ورأينا كيف أيدت صحف الاتحاد السوفييتي هؤلاء، وقالت: إنّ المنتفضين مجموعة رجعية، مجموعة تريد أن تعمل كذا وكذا. والآن أيضاً يؤيد الاتحاد السوفييتي الشاه، مثلما تقف أميركا بوضوح الى جانبه.
هؤلاء يريدون أن ينهبوا كل ثرواتنا، وماذا يجب أن يفعل هذا الشعب المسكين بعد ان يذهب نفطه وتنتهي مصادره؟ الله يعلم ماذا يجب أن يفعل، هذا السيد يقول: يجب أن نعتمد على طاقة الشمس! أنت لا تتمكن من أن توقد مدفأة نفطية، وتريد أن تأخذ طاقة الشمس، ما هذا الكلام؟ هذا الكلام لاستغفال الناس، كل هذه القضايا المفتعلة التي يقومون بها هي من أجل أن يحافظوا على هذا التافه.
إنّ كل من يقول في الداخل بأن هذا الرجل يجب أن يبقى، أو أن من الحسن أن يبقى خائن، فالجميع رأوا ما عمل هذا الشخص في الداخل، وما عمل بالناس، وما عمل بمخازننا، وبمالنا، كم نهبت هذه الأسرة من أموال الناس! هم يمتلكون الآن القصور والأموال في الخارج، هم يمتلكون كذا وكذا، وكلّ هذا من أموال الشعب.
حسناً رضا خان كان جندياً بلا رداء، في حين أن كل واحد من أفراد أسرته أصبح صاحب مليارات المليارات، وهذا من أموال هذا الشعب. هؤلاء يشاركون في جميع الشركات، كل شركة أُسِّست في ايران فيها أسهم لهؤلاء، ولهم نسبة من النفط أيضاً، إنّهم يأخذون مقداراً، يأخذون مقداراً قليلًا، وهذا المقدار يحوِّلونه حديداً وأشياء لا تنفع، نعم هذه الرشاشات تنفعه في ضرب الناس وقتلهم، فهذه الأسلحة لا تفيد شعبنا، ويذهب مقدار منه في جيوبهم وفي جيوب الأسرة، فيصرفونه على الدعاية في الخارج. والله يعلم كم هي، يقال: إنَّ ما يصرفه على الدعاية لنفسه بلغ مائة مليون، ولماذا على الدعاية؟ لأنّ هذا السيد يريد أن يثبت أنه مهمٌ في ايران، وأنه إذا ذهب، فإنَّ الشيوعية ستكتسح ايران! لماذا يصبح الشعب الايراني شيوعياً؟ فالشعب الايراني شعب مسلم، وشعاره الإسلام، وشعاره الدين.
إنّهم ينشرون هذه الأقاويل الفارغة، وأخيراً يقال: إنّهم يريدون أن ينظّموا مجموعة تردد شعارات الشيوعية في الجامعة عندما تفتح الجامعة أبوابها، سعياً في إفهام الناس بأنّ الشيوعيين هم الذين يثيرون الضجة، لكنّ الجميع يعلم أن هؤلاء من منظَّمة الأمن، وليسوا شيوعيّين. فهؤلاء يريدون إبقاءه في منصبه بأية حيلة، هم يسعون لذلك من اجل استمراره في خدمتهم افضل من الجميع.
إن ما قلناه منذ البداية حتى الآن هو أن لدينا بلداً نريده لأنفسنا، ولا نريد أن تكون أميركا وصية علينا، لا نريد أن تأخذ أميركا جميع ثروات هذا الشعب، ويأخذ الاتحاد السوفيتي جميع ثروات هذا البلد، الاتحاد السوفيتي يأخذ الغاز، وأميركا تأخذ النفط. هل هي مائدة مجّانية يأكل منها كل من هبّ ودبّ كل ما يريد؟
نحن لا نريد أن يكون الأمر هكذا، نريد أن نكون سادة أنفسنا، ومهما اردنا أن نفعل فلا علاقة لكم بذلك، نريد أن نستفيد من أرضنا ومن مياهنا ونفطنا ومخازننا- وهي غنيّة كلّها- ونقضي على اللصوص الذين يأكلون، ويأخذون كل شي‏ء، ثم ندير بلدنا كيفما شئنا. نحن لا نحتاج الى‏ مشرف أسأنا الإدارة أم أحسنّاها، فهذا شأننا وعملنا، هذا هو كلامنا. ومن يستطيع أن يقول: لا، يجب أن يؤتي بشخص آخر يديركم؟ وما هي علاقتكم؟ نحن أصحاب بلد، مخازنه لنا ايضاً، نحن نريد أن ندير بلدنا، تقولون: إنَّكم لا تستطيعون؟ لا نستطيع. فما هو شأنكم؟ نحن لا نستطيع أن ندير، لا نريد أن ندير، إنّنا نريدُكم أن تخرجوا وكفى.
وإذا وضعنا هؤلاء الطفيليين جانباً، وهم ناهبو النفط من القوى الكبرى ونائلوه مجّاناً أسرة البهلوي الطفيلية أيضاً وجميع من لهم علاقات مع هؤلاء في هذه الخمسين سنة الماضية، من أية طبقة كانوا، ينهبون ثروة هذا البلد، ويمرّون على جثث شبابنا، نقول: إذا أخرجنا ناهبي النفط والطفيليين هؤلاء يكون لدينا بلد غنيّ نتمكّن أن نديره حتى النهاية. وثروات بلدنا ليست قليلة، لكن الناهبين كثيرون! الثروة ليست قليلة، بل الذين يأكلون منها كثيرون!
فهي تنفق على الأجانب، وعلى الإعلام، وتنفق على هؤلاء الموجودين في الداخل للمحافظة عليه، وامثال ذلك. هؤلاء المستشارون الذين يأتون من الخارج يأكلون كثيراً، كل هؤلاء جاءوا إلى هذا البلد لنهب ثرواتنا. إذا قطعنا أيديهم- وسنقطعها إن شاء الله- والشعب ثار- إن شاء الله- وسوف يقطع أيديهم وسوف يخرجهم- إن شاء الله- واذا نجحنا في ذلك، فإنّ نفطنا كثير، ونحن قادرون على إدارة بلدنا، ولن يطلب أحد منكم أن تأتوا وتديروا بلدنا. ماذا نفعل بكل هؤلاء المستشارين؟!
هؤلاء المستشارون كلّهم جاءوا ليحافظوا عليه وينهبونا، المحافظة عليه للنهب، هم أنفسهم يريدون أن ينهبوا أيضاً؛ وإلّا لو كانوا يعلمون أنهم يتمكنون أن يأتوا بأحد افضل من هذا، لاستبدلوه به، إنّهم لا يحبونه لسواد عينيه وحواجبه، لكنهم لا يتمكنون الآن أن يزيحوه. وأي شخص يجيئون به؛ فنحن على موقفنا.
وإذا تقرر ان يقوموا بانقلاب، ويجيئوا بعسكريٍّ إلى الحكم، فهو مهدّد إمّا بالموت أو بالفرار، كما هو حال الشاه الآن، فهو إما أن يَقْتلَ جميع أبناء الشعب، أو أن يذهب جانباً. وما لم تذهب أميركا، وما لم ترفع هذه القوى الكبرى أيديها عن بلدنا، فإنّ نهضتنا مستمرة، وهتافنا مستمر، وجهادنا مستمر، وسوف ننجح إن شاء الله.
أيها السادة، لا تخافوا هذه القوى الكبرى، فنحن شعب ثار من أجل مصالحه. لا نريد أن نقوم بحرب خارجية حتى يقال: نحن لا شي‏ء بأيدينا، وأولئك لديهم كل شي‏ء، ولا نستطيع مجابهتهم. إنما نحن شعب يكافح في وطنه، ولديه كلام يقبله العالم أجمع، وهو أننا شعب لا نريد الأجانب في بيتنا، ونريد إخراجهم من بيتنا، فإن أحداً لا يمكنه أن يعارض ذلك، واذا عارض فإنه يتمكّن من ذلك لأمد قصير جداً، وإلّا فإنه سيواجه الرأي العام العالمي، ولا يمكن لأية قوة ان تواجه الرأي العام العالمي.
نحن الآن لفتنا اهتمام الرأي العام إلى ايران، وايران الآن تحظى باهتمام الجميع، فالشأن الايراني الان مورد اهتمام الجميع، وهؤلاء الناهبون فقط مهتمون به لمواصلة النهب، ولعل هناك من الخيّرين الذين يهتمون بما يحدث في ايران، ويتساءلون: لماذا الشعب هكذا؟ ماذا حصل؟ لماذا يجب ان يكون هكذا؟ الجميع التفت شيئاً فشيئاً إلى شعب نهض يقول: أريد حقي، لا يقول: أريد حق الآخرين. لابد أن يتم الاذعان لذلك.
وأنا أبشّركم أنّكم- إن شاء الله- إذا اتحدتم، كما هو حالكم الآن، وكنتم يداً واحدةً، ووضعتم الخلافات جانباً، وأصبحتم أصدقاء، وتحركتم معاً- فسوف تحصلون على نتيجة، وسوف تُبدَّدون مخططاتهم- إن شاء الله- وسوف يصبح البلد لكم. وأقول لكم أيها السادة الموجودون خارج البلد كلمة وهي: أنني كنت أسمع أحياناً وأنا في ايران لعلّي سمعت هنا أيضاً أنّ بين السادة اختلافات هيِّنة، وكدورات يسيرة. وفي رأيي هذا غير صحيح أنتم كلكم إخوة. لماذا، وفيمَ تختلفون؟
يجب أن نضع يداً بيد، ونقضي على عدوِّنا المشترك، واذا تقرر أن نختلف فيما بيننا، فإنه سيبقى في مكانه مرتاحاً، وسوف نستنفذ قوانا على أنفسنا. وهذه حيلة استعملوها دوماً، وهي إثارة الاختلاف بين طبقات الشعب، فيشكّلون حزبين: حزب كذا، وحزب كذا، ويثيرون الاختلافات بين هذين الحزبين، ويشلّون الناس. أو مثلًا يدفعون أحداً إلى الأمام، ويعملون منه شيئاً، لينشغل الناس به، ويتنازعون في شأنه مدَّة، فيضعفون، وتذهب ريحهم، ويستفيد أولئك بالنتيجة.
أنتم أيها السادة الموجودون في الخارج، كونوا إخوة، حلّوا خلافاتكم. إذا رأيتم أحياناً كدورة من أحد الأخوة، فاذهبوا بإخاء، وقولوا: إن الأمر الفلاني حصل، وأنا غير مرتاح به، لرفع سوء التفاهم. على أية حال أنا أسأل الله- تبارك وتعالى- التوفيق لكم، لجميع السادة! وآمل أن تنهوا دراساتكم هنا برفعة، وتتمكنوا أن تعودوا إلى وطنكم، وتُمسكوا بزمام أمور الوطن مهذَّبين صحيحي المسلك، وتكونوا جميعكم خدماً له، فجميعنا خدم لهؤلاء الناس ولوطننا وللاسلام.
وأقول أيضاً: حالتي الصحية لا تسمح لي أن أجي‏ء إلى هنا كل يوم، فأنا أشعر الآن بالتعب، لكني جئت إلى هنا إذ رأيت أنَّه لابدّ لي أن أتكلم مع السادة. أنا اعتذر الى السادة، من ألّا أستطيع المجي‏ء أولًا.
أقول: من بداية دخولي في هذا الباب لم أسمح لأحد أن يتدخل؛ لم أسمح حتّى لأقربائي أيضاً بالتدخُّل، قطّ كنت مستقلًا في أعمالي، كنت أنجز ما أريد من عمل، وأمتنع عمّا لا أريد منه، وكنت أقوم بالاعمال حسب تشخيصي وتفكيري. لا تتصوروا أنني جئت إلى هنا مثلًا لارتباط خاصّ بأحد أو أن أحداً يتدخّل في أعمالي وأنا أقبل منه. هذا الكلام غير وارد، ولا تتأثّروا إذا ذهبت إلى الخارج للاستراحة متصوّرين أني لا أتابع السادة، ولا أنهض بخدمتهم. أنا في خدمة جميع السادة، وبيتي بابه مفتوح لهم ليأت إلى هناك مَنْ يريد من السادة، لكنني اعتذر من عدم المجي‏ء الى هذا المحلّ وعدم الكون فيه، فأنا لا أستطيع أن انهض كل يوم من هناك وأجي‏ء الى هنا، لأن وضعي الصحي لا يسمح بذلك؛ وأنا يجب أن اعود إلى هناك، واستريح. وان شاء الله أُعدُّ نفسي لخدمة جميع السادة.
[إحدى السيدات الحاضرات في الجلسة: مسألة الحجاب آلمت الأخوات الموجودات في هذا المحيط، فهن يُردن حقيقة أن يرين هل: هذا الحجاب بهذا الشكل صحيح أو لا؟]
الإمام: بهذا الشكل الذي أنتِ الآن عليه؟
[السيدة: نعم.]
الامام: لا مانع من هذا، إذا لم تكن فيه مفسدة، فلا مانع منه، يجب أن تحددن أنتنّ بأنفسكن هل لذهابكن بهذا المظهر مفسدة مثلًا؛ أفرضي أنه يؤدّي إلى هتك حرمتك ونحو ذلك، فحينئذ لا يمكنك الأخذ به. أمّا إذا لم يترتب عليه مثل ذلك، فإن حجاب الإسلام ليس أكثر من هذا، هذا هو.
 [السيدة: في ايران أيضاً ...؟]
الإمام: ايران الآن يختلف وضعها عن هذا المكان، هناك قد تكون المفاسد أكثر، فليس هناك حجاب خاص بايران مثلًا، الحجاب حجاب الإسلام، هو بهذه الصورة، الإسلام ليس لديه هنا وهناك. لكن هناك احياناً جوانب خارجية في الأمر، بحيث تكون هناك مفسدة، فقد يحصل اختلاف أخلاقي، أقول: قد تكون هناك أمور، وطبعاً في ذلك الوقت تجب الحيلولة دون ذلك. أما إذا لم تكن هناك مفاسد، وكان الحجاب بسيطاً، فلا مانع من عدم ارتداء العباءة.



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: