شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [أربعينية شهداء 17 من شهريور]

باريس - نوفل لوشاتو
أربعينية شهداء 17 من شهريور (الجمعة السوداء)
الشعب الايراني‏
جلد ۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۴۲۸ تا صفحه ۴۲۹

بسم الله الرحمن الرحيم‏
9 ذي القعدة 1398 ه- ق‏
الشعب الايراني الواعي والمناضل والشجاع- أعلى الله كلمتهم-
لقد حلّت اليوم أربعينية الأعزاء في طهران بعد الأربعينيات التي شهدناها، كما يجب أن نتوقع أربعينيات جديدة بوجود حكومة الحراب والشرطة والظلال المشؤومة لحكومة القمع وللنظام الشاهنشاهي الأسود التي أفسدت حياة شعبنا المحروم.
جلاوزة الشاه ينفذون اليوم خطط القوى الكبرى الظالمة لنهب ثرواتنا العظيمة، ويعملون لكسر عزيمة الشعب القوية، فيضرِّجون أبناء الإسلام بدمائهم. لقد ظهرت اليوم معالم الحضارة الكبرى الواحدة بعد الأُخرى على أيدي المدَّعين بحقوق الإنسان على أشلاء شبابنا الأعزاء، وقد نال الشعب حسب زعم كارتر الحرية والاستقلال الملكيين.
في مثل هذه الأجواء تعيش بلادنا الحداد ومعها شعبنا المظلوم، ونحن نعلن الحداد العام في الغرب كما تفعلون أنتم في الشرق، وما دامت الأبواب مفتوحة للقوى العظمى الناهبة لثروة النفط في بلادنا الغنية بالبترول، فإن أبواب السعادة والحرية والاستقلال ستظل مغلقة.
يا أعزائي! ابذلوا كلَّ ما بوسعكم، لقطع سلاسل الأسر عن رقابكم، ولتطردوا العناصر العميلة الواحد بعد الآخر، ولتقطعوا أيدي العملاء المصلحيين عن البلاد الإسلامية. السعادة والحرية والاستقلال كلها تكمن خلف حواجز العناصر العميلة وأسيادها في الداخل والخارج، فاكسروا هذه الحواجز، ودمّروا هذه الصفوف، لتُخلِّصوا البلاد.
إنّ هذه الجرائم والكبت والوحشية التي يمارسها الشاه في منطق كارتر هي جهود لاستقرار مبادئ الديمو قراطية والمواقف التقدمية تجاه القضايا الاجتماعية. إنّه يتّهم الشعب الايراني بالمخالفة للحريات الممنوحة من قبل الشاه، ويعتبر جميع الإضرابات والاحتجاجات في جميع أنحاء ايران هروباً من الحرية. ولكن عليه ان يعلم جيداً ان هذه الأساليب الخادعة قد فقدت قيمتها، إذ عرفت المجتمعات البشرية كلها الشاه.
أيّها الشعب الايراني العظيم! إن تاريخ ايران، بل تاريخ العالم لم يشهد حركة مثل حركتكم، ولم يشهد ثورة شاملة كثورتكم أيّها الأحرار، فأطفالنا في المدارس الذين لم تتجاوز أعمارهم سبع أو ثماني سنوات يقدّمون تضحيات كبيرة اليوم، ويبذلون دماءهم في سبيل الإسلام الغالي والبلاد. أي تاريخ سجَّل مثل هذه البطولات؟ إنّ النساء الباسلات اليوم وهنّ يحتضنّ أطفالهن يواجهن رشاشات الجلاوزة ودبّاباتهم. أين نجد في التاريخ هذه البطولات والتضحيات النسائية؟ إنّ هتاف‏ (الموت للشاه) نسمعه اليوم من الطفل في المدرسة، كما نسمعه من الشيوخ المرضى قد وتر أعصاب الشاه، وأفقده صوابه، ورأى ان تهدئته تكمن في سفك دماء اطفالنا وشبابنا.
أيّها الإخوة والأخوات الأعزاء اصبروا، ولا تسمحوا للضعف أن يسيطر عليكم، فطريقكم طريق الله وأوليائه ودماءكم تراق في طريق أريقت فيه دماء الأنبياء والأئمة وأصحابهم الصالحين من قبل، وأنتم تلتحقون بهم، وهذا ليس مدعاة للحزن، بل مبعث للسرور.
أحكموا صفوفكم، وقوّوا عزائمكم، واحفظوا وحدة صفكم، واتَّحدوا مع جميع التيارات المسلمة خاصة أفراد الجيش، وأبلغوهم تحيّاتي الحارة، وقولوا لهم: إنّ هؤلاء الذين يُقْتَلون برشاشاتكم أو رشاشات الأجانب هم إخوانكم وأخواتكم، فلا تفضحوا أنفسكم إرضاءً لهوى الشاه وارجعوا إلى أحضان الشعب وأحضانُنا مفتوحة لكم.
يا أعزائي، تجنبوا الخلافات التي هي من وساوس الشيطان، وواصلوا ثورتكم متّحدين للإطاحة بالنظام البهلوي الفاسد وقطع أيدي الأجانب من ثروات البلاد ومقدّراتها، ولا تخافوا شيئاً في سبيل الوصول إلى أهدافكم الإسلامية، إذ لا تستطيع قوة وقف هذه الحركة العظيمة. إنّكم على الحقّ ويد الله معكم وقد أراد الله أن يجعل المستضعفين أئمة في الأرض، وأن يكون لديهم حق التحكّم في ثرواتهم.
إنني سأتجه إلى إحدى البلاد الإسلامية في أقرب فرصة لمواصلة نشاطاتي الإسلامية، لأنهي عمري في سبيل الله- تعالى- أي: في خدمتكم- إن شاء الله تعالى- ولم تُوجِّه لي دولة إسلامية دعوة حتى الآن- وعندما أتأكد وجود حرية التعبير وحرية الكتابة في بلد من البلاد الإسلامية أتجه إليه- إن شاء الله- لأجل الخدمة، ولكني الآن أواصل تقديم الخدمة هنا، فالمكان أو المعاناة فيه ليسا مهمَّين في طريق الحركة الإسلامية وخدمة الشعب المسلم، إنّما المهم هو الشعب، هو نداء الضمير.
انني أشعر بالخجل منكم، فكلُّ ما أقوم به وكلُّ ما أتحمله من مصائب ليس شيئا إزاء تضحياتكم، إذ بذلتم دماءكم، وما يثلج صدري في هذا المكان الملي‏ء بالحزن والألم هو تقديم الخدمة لكم. إنني أشاطر الأُسر الايرانية التي قدَّمت أحبابها أحزانها، ويعصر قلبي تذكُّر مقتل أطفال المدارس الذين قُتِلوا بأيدي الشاه في المدَّة الأخيرة. إنني أعلن الحداد العام بمناسبة أربعينية شهداء طهران، وسأعيش الحداد عليهم. أرجو من الله- تعالى- استمرار النهضة حتى نيل الأهداف الإسلامية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏
روح الله الموسوي الخميني‏



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: