شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [ضرورة انهاء الملكية وتشكيل الحكومة الإسلامية]

باريس، نوفل لوشاتو
ضرورة انهاء الملكية وتشكيل الحكومة الإسلامية
جمع من الطلبة والإيرانيين المقيمين في الخارج‏
جلد ۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۶۹ تا صفحه ۳۷۶

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم‏
بسم الله الرحمن الرحيم‏
قلنا إن الشعب الإيراني- ونحن ايضاً تبعاً له- يطالب بثلاثة أصول يصرح بها في المظاهرات والمسيرات التي ينظمها في مختلف ارجاء إيران ويدعو إلى تحقيقها. وبطبيعة الحال إن الهدف الرئيس يتمثل في تحقق الأصل الثالث أي الحكومة الإسلامية، والاصلان الآخران ضروريان وملازمان لذلك الأصل.
إن أبناء الشعب عندما يهتفون بالمطالبة بالحكومة الإسلامية وتحقق الجمهورية الإسلامية فهذا يعني حذف النظام الملكي، وحذف النظام الملكي يعني ازاحة الشاه. هذا إذا كان حكم الشاه قانونياً، في حين أنه فاقد للأساس (الدستوري) منذ البداية.

جرائم الخمسين سنة الأخيرة دليل على ازاحة الشاه‏

ورغم إن الهدف الرئيس ليس الأصلين الآخرين لكنهما مهمان ويمكن اعتبارهما هدفاً من جهة. لكن الهدف النهائي يكمن في اقامة حكومة العدل الإسلامي، واقامتها يتضمن اسقاط هذا الشخص (الشاه) وهذه الأسرة، وبذلك اصبح ازالتهما هدفاً للإيرانيين لأنهما السبب في كلّ ما جرى عليهم طوال هذه الخمسين عاماً من جرائم ومصائب وشقاء ومنع الشباب من التطور الفكري والعلمي نتيجة لانتشار مراكز الفساد والبغاء وترويجها وزيادة محال بيع الخمور والملاهي وكثرة المجالات المفسدة للشباب، وكذلك فساد الإذاعة والتلفزيون ودور السينما وتفانيها في حرف الشباب وإبعادهم عن الجامعات وإنهماكهم في الحانات والمنكرات.
إذن، فهذه الحكومة الفاسدة هي المسؤولة عن افساد شبابنا، ولو كانت حكومة صالحة تهتم بمصالح المسلمين والشعب لما سمحت بإفساد هذه القوة العظيمة والطاقة الهائلة وتحويلها إلى مجموعة من العجزة. والشعب يعتبر هذا الجهاز الحاكم الفاسد الذي شكّله الشاه هو المسؤول عن خلق هذا الوضع، وكذلك عن الدمار الذي لحق بثقافتنا العلمية واقتصادنا وسائر المصائب‏ الأخرى التي حلت بإيران. وهذا هو الواقع حقاً، لأن الحكم الفاسد هو الذي أوجد كلّ أشكال هذه المفاسد التي أحاطت بنا من كلّ صوب.
وبناء على هذا، فقد أصبح اسقاط هذا الشخص (الشاه) وهذا النظام، هدفاً للشعب وكأنه هدف أساسي، إذ إن اسقاط النظام الشاهنشاهي يعد بمثابة مقدمة لابد من تحقيقها. لذلك فلا غبار على هذين الأصلين بالصورة التي عرضتها، فليس بوسع من يفكر بصورة سليمة وعقلانية، ومن لم يكن عميلًا لأميركا أو الشاه، أن يؤيد بقاء هذا النظام مع كلّ هذه المفاسد التي يوجدها باستمرار، كما لا يمكنه أن ينكر وجود هذه المفاسد، لأنها على درجة من الوضوح والانتشار ضاق بها ذرعاً هو نفسه، وقد شاهدتم كيف أقر عبر الاذاعة قبل أيام بتلك الانحرافات التي سماها (أخطاء) وقلنا إنها كانت (عمداً) وعن قصد، ووعد بأن لا تتكرر في المستقبل.
هذا ما اعترف به الشاه نفسه، ولكن تجد أحياناً الوعاء أشد حرارة من الحساء الذي فيه. فربما يوجد بين الشعب متخلفون فكرياً أو طامعون نفعيون يرغبون في بقاء الشاه والاميركيين، وهم يسعون إلى تبرئة الشاه من كلّ الأخطاء رغم إنه نفسه اعترف بها ووصفها بأنها أخطاء! وقد بيّنّا إنها كانت عن قصد وليست أخطاء غير مقصودة. فكل ما قمت به- والى اليوم- هو ضد الشعب، والسلطان الذي يرتكب هذه الخيانات يسقط ويفقد الأهلية للسلطنة، هذا لو فرضنا إن وجوده قانوني وقد وصل للحكم بصورة قانونية.

انتفاء أصل النظام الملكي‏

هذان هما الأصلان الأول والثاني: اسقاط الشاه، وإنهاء النظام الملكي وهو نظام بال وخاطئ منذ البداية. كما أن العقل يحكم بذلك، فهو يرفض أن يحدد مجتمع معين قبل سبعمائة عام- فرضاً- هوية الذي يحكم اليوم، وحتى هذا الفرض لا يصدق إذ إننا نعلم جيداً إن رأس السلالة القاجارية لم يصل للحكم بموافقة الشعب بل بالقوة وإثارة الاضطراب كما يعرف الجميع.
أما بالنسبة لرضا شاه فقد رأيناه- ولم يقتصر الأمر على مجرد السماع- ونحن نتذكر ما فعله من ممارسات قمعية وكيف أنه أقام حكمه وسلطنته بالإكراه والحراب دون أن يكون للشعب أي دور في ذلك.
ومع ذلك لنفرض إن الشعب الإيراني قد اجتمع قبل سبعمائة عام وانتخب شخصاً للسلطنة وأقروا بقائها في ذريته. فهذا الأمر جيد جداً لشعب ذاك العصر والسلطان الذي‏ ارجعوا اليه أمورهم. ولكن أنتم ايضاً ترغبون في أن يكون تقرير مصيركم ومقدرات بلدكم بأيديكم، فالبلد بلدكم ومقدراته يجب أن تكون بأيديكم ايضاً. فلنسأل الرجال الكبار لذاك العصر أي ما قبل سبعمائة سنة: أي ولاية لكم علينا؟ وبأي مسوغ انتخبتم أحدهم سلطاناً علينا؟ نحن نعيش هذا العصر ونحن أصحاب حق انتخاب حاكمنا.
هل يمكن أن تحظى سلالة معينة بمشروعية عقلية وقانونية لمجرد أن مجموعة من الأشخاص انتخبوها في زمن ما؟ وما هو الدليل على صحة هذا الوضع؟ إن جميع القوانين تقر عدم صحة القول بلزوم خضوعكم لرأي من انتخب- طبقاً لما أملاه عليه عقله- شخصاً للسلطنة قبل سبعمائة عام.
إذن لا يستقيم أمر هذا الحكم القائم، حتّى لو فرضنا إن سلطنة رضا شاه كانت مؤيدة من قبل الشعب، وإن ذاك المجلس النيابي المزيف الذي أوجده مجلس سليم- فرضاً-، ولكن أكثر الذين انتخبوا اعضائه ليسوا موجودين الآن- إلا ما ندر- حيث لا يوجد في كلّ مدينة من الذين أدركوا هذا العهد إلا بضعة أشخاص يتذكرون ما جرى. وحتى الذين يتذكرون، كان أكثرهم اطفالًا أو أحداثاً لم يبلغوا يومئذ السن القانونية للإدلاء بأصواتهم.
على أي حال، لنفرض إن المجتمع الإيراني قبل سبعين عاماً أو دون ذلك بقليل، أي آباء الموجودين الآن، قد انتخبوا نواباً ممثلين لهم في المجلس. ولنفرض إنهم كانوا أحراراً في الانتخابات وهذا مجرد فرض لا واقع له، وكان لهؤلاء النواب حق تعيين شخص يضعون في يده مقدراتهم. ولكن هؤلاء لم يكونوا نواباً ممثلين لنا نحن، فأنتم لم تكونوا موجودين يومئذ أصلًا كي يكون لكم نواب، فما هو مسوغ وضع مقدراتكم أنتم أيضاً بيد ابن رضا خان؟! وأي حق كان لآبائنا يجيز لهم أن يقوموا بمثل هذا العمل؟ فلا نحن وكّلنا آبائنا للقيام بذلك، ولا نحن انتخبنا نواب ذلك العهد، فهم قاموا بهذا التنصيب دون مسوغ مشروع.

حتى دستور النظام يعارض حكم الشاه‏

إذن النظام الملكي يحمل بنفسه دليل بطلانه. وقد ورد في الدستور أيضاً أن العرش (هبة إلهية) يمنحها الشعب لصاحب الجلالة، فكيف تكون (هبة إلهية) والذي يهبها هو الشعب؟! ولماذا وكيف اصبح الشعب ممثلًا لله! فيمنح هذه الهبة الإلهية؟! وماذا يعني هذا؟ لعلهم هم أيضاً رأوا أن من غير الممكن الاصطدام برضا خان أو سلاطين تلك العصور.
كلا القضية لا تتلخص بهذه الأقوال الجوفاء، النظام الملكي نظام منحرف متهرئ. وإذا أردنا العمل الآن بما ينص عليه الدستور من أن السلطنة هبة الهية يهبها الشعب للملك، فلنسأل الشعب في جميع أنحاء البلد بشأن هذا البند، ونقول: من منكم أعطى السلطنة لهذا الشخص؟! لا تجد من يجيب بالإيجاب، وحتى لو كان صحيحاً إن آبائكم قد وهبوا هذه الهبة الإلهية لرضا خان- وهذا كذب محض ولكن على فرض صحته- فإن رضا خان مات وانتهت سلطنته، وآباؤنا لم يكونوا وكلائنا ولا أوليائنا، ولم يكن لأكثر أفراد المجتمع المعاصر وجود خارجي يومئذ لكي يقوم آباؤهم بانجاز عمل معين لهم. إذن فعلى أي شي‏ء تستند سلطنة محمد رضا خان حتّى طبق هذا الدستور الذي ينص على أن السلطنة هبة إلهية يهبها الشعب للملك؟
نسأل الشاه محمد رضا: من الذي وهبكم السلطنة، وانتم بأنفسكم تعترفون أنها اعطيت لأبيكم والذين أعطوها لم يبق أحد منهم تقريباً- هذا على فرض صحة انهم أعطوها له-. وعليه فلا اساس لسلطنة الملك محمد رضا حتّى وفقاً للمادة الدستورية التي يستدل بها، لأن هذه الهبة الإلهية يجب أن يمنحها الشعب لشخص فيصبح ملكاً، والشعب لم يمنحه شيئاً من هذا القبيل.
أقول: كلّ ما تقدم هو على فرض ان الشعب قد منح رضا شاه السلطنة، ولكنه لم يمنحها كما نعلم جميعاً، ومع ذلك لنفرض إنهم منحوها له ولنفرض أيضاً إن أبناء الشعب قد اجتمعوا وقدموا هذه الهبة الإلهية لصاحب الجلالة، ولكن نفس هذا الشعب يعلن برمته اليوم رفضه له، إذن انتهت القضية (يضحك الحاضرون). فقد أعطاه الشعب شيئاً وهو الآن يسترجعه. وإذا كان حق اعطاء الشي‏ء بيد طرف معين فإن حق استرجاعه بيده ايضاً، ونحن نفرض إن جميع أبناء الشعب قد اتفقت كلمتهم على أن تكون السلطنة لمحمد رضا، ولنفرض إننا قدمنا لجنابه هذه الهبة الإلهية، فكيف تريد اليوم مواصلة حكمك وكيف تسوغ وجودك اليوم؟! في السابق كانت سلطنتك قانونية دستورية- حسب قولك- حسناً، فكيف بك اليوم حيث يعلن الشعب رفضه. وهل تقول إن هذه اللاءات التي يجهر بها الشعب تعني (نعم)؟! عندما كان أهالي اصفهان يحرقون كلّ شي‏ء اعلاناً لرفضهم له، كان هذا القزم يقول، هو أو أحد أعوانه،: إن أهالي اصفهان موالون للشاه. (يضحك الإمام والحاضرون).
هذا ما يردده الآن هؤلاء ويقولون: (الشعب الإيراني موالي للشاه)! حسناً إن الشعب المحب للشاه قد اجتمعت كلمته اليوم على رفضه. فإذا كنتُ قد اتخذتُ احداً وكيلًا فهو وكيل ما لم أعزله، فإذا عزلته فلا يمكنه بعدها أن يقول: لقد وكلتني فلا يحق لك الاعتراض!! حسناً، السلطنة هبة يمنحها الشعب، ولنفرض أنه أعطاها لك وهو الآن يرفضك، فماذا تقول؟! إذن فقد أصبح باغياً، وعندما أصفه أحياناً- فيما أكتب- بالبغي فليس في هذا الوصف مبالغة أصلًا، فهو باغ حقاً لأن الباغي هو الذي يغتصب موقعاً معيناً دون حق، أو يحكم خلاف القوانين بالنصب والاحتيال، وقد قام بالحصول على كلّ تلك المنافع- طوال المدة السالفة- بغياً ونصباً. ولو فرضتم أن للسلطنة أجراً إستلمه فهذا نصب وإحتيال ايضاً، لأن السلطنة أساساً لم تكن حقاً له ليتخذ عليها أجراً.
وحتى لو فرضنا أن عمله كان طبق البنود الدستورية والقانونية، وكان لمقام السلطنة أجر متواضع! وقد استلمه. فنحن نسأل بأي حق أخذت هذا الأجر وأنت لست سلطاناً أصلًا؟ الشعب يعلن اليوم صرخة الرفض لك، فبأي مسوغ جلست حيث بيت مال هذا الشعب وبأي حق تتحكم به وتدعوه (للطاعة)؟! ما شأنك أنت والمال مال الشعب.
إذن الشعب يطالب بتحقيق هذا الأصل ويقول يجب أن يرحل هذا الشخص (الشاه)، هذا ما يطالب به الشعب الآن، ولعل الأكثرية غافلة عن أن وجوب عدم بقائه كان يصدق عليه منذ بداية حكمه وليس اليوم فحسب. والقول بوجوب رحيله الآن يصدق على من كان وضعه سليماً في السابق، ثم طلب منه أن يرحل بغض النظر عن كونه قد أحسن أو أساء، هذا فيما يتعلق بوجوب رحيله.
أما إذا أردنا تفصيل الحديث وتوضيح تأريخ هذه السلطنة، فالذين يتذكرونه أو الذين سجلوه إذا كان مسجلًا ووجد المؤرخون الجرأة على كتابته، علماً إن التاريخ المدوّن لهذه السلطنة لم يظهر بعد لكنه سيظهر لاحقاً، نقول: العارفون بما جرى يعلمون جيداً إن سلطنة رضا خان والد محمد رضا لم تكن إعطائية كما يقول الدستور، بل ولدت بالإكراه والتجبر وعبر المجلس النيابي الذي اسسوه بقوة الحراب وأجبروه على المصادقة على خلع تلك السلالة وتنصيب هذه الأسرة ( «1»)، وكلتاهما كانتا منحرفتين فلا المجلس كان دستورياً ولا عملية الانتخاب.

دعم القوى الكبرى للشاه بسبب الحفاظ على مصالحها

نحن نقول: حسناً، إن وضعكم كان سليماً (دستورياً) ولكن إرحلوا الآن، رغم أنه كان منحرفاً منذ البداية. فالانجليز فرضوا علينا أباه، والحلفاء- أي الانجليز والروس والأميركان- فرضوا إبنه. فمتى كان الحال كما يزعم بعضهم من أن الشعب كان مؤيداً له ويلهج ليل نهار بالقول: إننا نريده فليس لدينا أفضل منه!. أو أنه منّا، حسب الوصف الذي أطلقه بعضهم في وقت من الأوقات، إذ ينقل عن كارتر قوله: إن هذا رجلنا ويجب أن يبقى!
لكننا نرفض أيها السيد، فأنتم نصبتم شخصاً ليدافع عن مصالحكم، أما نحن فيجب أن نهتم بمصالحنا والشعب الإيراني يطالب بتحقيق مصالحه لا مصالح أميركا.
لقد اتفقت كلمة أميركا وانجلترا والروس على وجوب بقاء هذا الشاه، لكن كلمة الشعب الإيراني برمته تقول: وما علاقتكم أنتم بالأمر لتتفق كلمتكم على بقائه؟ الشعب شعبنا والبلد لنا ولا يحق لأي منكم أن يقول: يجب أن يبقى هذا الشخص في الحكم لأنه خير من يحفظ مصالحنا! إنه يحفظ مصالحكم أنتم فما علاقته بنا نحن؟! إذا كان يتولى مهمة حفظ مصالحكم فخذوه معكم وافعلوا به ما شئتم، ما معنى أن يسرقنا؟ نحن نريد أن نردعه عن السرقة ونقطع يده كي لا يأخذ أموال الشعب ويعطيها لكم. فاعتراضنا يشملكما معاً، يشمل أميركا التي تنهب وتسرق، وكذلك هذا الذي ينهب ثروات الشعب ويعطيها لها.

تجزئة البلد بوجود الشاه وليس برحيله‏

ثمة أقوال أخرى يكررها (الشاه)، فهو يقول كراراً: إذا رحلت فسيتعرض هذا البلد للتقسيم وتتحول إيران الحالية إلى (إيرانستان)! أي أن يلحق قسم منها بالروس مثل ازبكستان، ويتقسم الباقي إلى اربعة اجزاء أحدها بيد الإنجليز والآخر بيد الأميركان. وإن بقاء إيران موحدة هو ثمرة بقائه المبارك. فإذا رحل تجزأت وذهب كلّ طرف بجزء منها.
ولكن هل هذا التقسيم يضرّهم ام ينفعهم؟ إن أخذ كلّ طرف منهم جزءً يعني إنه ينفعهم. فلنلاحظ الآن هل إن بقائه يؤدي إلى التجزئة أم رحيله؟ إذا كان الجواب رحيلك، فلماذا يجمعون على دعمك في حين أن تجزئة إيران تخدم مصالحهم؟ إنك تقول: إذا رحلت سيقتطع الروس آذربيجان، ويقتطع الانجليز الجزء الآخر، وهكذا يفعل الأميركان، وكلهم يتمنون الحصول على ذلك. فلماذا يؤيدونك إذن إذا كان رحيلك يخدم مصالحهم؟!
إن كارتر يردد كلّ يوم وفي كلّ وقت وكلما تحدث: يجب أن يبقى هذا (الشاه)، فنحن بحاجة اليه وبقاءه يخدم مصالحنا .. وأنت تقول كلا إن رحيلي أنفع لكم! فهل تدعي أنك تفهم ما لا يفهمون؟! (يضحك الحاضرون). كأنك تقول: إن الأميركان والانجليز وأمثالهم لا يدركون بأنه‏ إذا رحلت فستقع التجزئة التي تخدم مصالحهم، ولأنهم يجهلون ذلك فهم يدعمونني! لكنك لا تستطيع تأييد هذا القول.
وعليه يتضح أن التجزئة قائمة بوجودك وهي حاصلة بالفعل! ونحن الآن نفتقد للبلد الموحّد المستقل، فاي استقلال يبقى للبلد الذي يخضع جيشه لهيمنة طرف أجنبي، وثقافته العلمية لطرف اجنبي آخر، وكذلك حال مجلسه النيابي. فماذا بقي لنا؟ الدولة تكون دولة حقيقية إذا كان فيها مجلس نيابي وهذا ما نفتقده نحن. لقد قلت بنفسك- فيما كتبت أو صرحت به- إن (السفارات الاجنبية) كانت تأتيكم بالقوائم، وكان في هذا الصدد يتحدث عن عهد أبيه وكأنه لا ينتبه لما يقول، فتارة يشرع في الثناء على أبيه وتارة أخرى يقول: إلى ما قبل بضع سنين كانوا يأتوننا بالقوائم كي يتم انتخابهم لعضوية المجلس النيابي! فهو يقول إن هذا هو ما كان عليه الحال في زمن أبيه وفي شطر من عهده. لكنه يزعم إن هذه الحال قد تغيرت الآن.
على أي حال هذه هي حال بلدنا، السفارات الاجنبية تحدد قوائم بأسماء الذين يجب أن ينتخبهم الشعب نواباً عنه! أي لا يسمح لك حتّى أنت (الشاه) بتعيينهم بل هي مهمة السفارات وعليك أن تنصبهم نواباً لنا فحسب!
إذن فليس لدينا مجلس نيابي، ومع فقداننا لهذا المجلس لا يبقى للعمل بالدستور أي معنى، إذ لا يوجد مجلس نيابي أصلًا كي يعمل بالدستور! إذن لا يوجد دستور أصلًا كي نعمل به، أجل لقد دونوا دستوراً ثم وضعوه على الرف.
وتعلمون جميعاً أن ثقافتنا العلمية أجنبية أعدوها (الأجانب) لنا. وكذلك حال جيشنا ونظامنا الاقتصادي وهو أسوأ من كلّ شي‏ء. كلّ هذه المجالات خاضعة لهيمنة الأجانب. ولذلك فإن بلدنا مجزّأ ومقسّم بالفعل، لأنه خاضع لتصرف الأجانب وتسلطهم، وهم ينهبون كلّ ثرواته ويلتهمونها.
وإضافة إلى كلّ ذلك، فإنهم مستمرون في تدمير شبابنا وهدر طاقاتهم ومنعهم من التطور في إكتساب العلم. حتّى الذين غادروا بلدهم والذين يقيمون الآن في الخارج لدراسة العلوم الذرية، وهم عدة مجاميع وقد زارتني مجموعة أو إثنتان منهم وكان محور حديثهم: إنهم لا يسمحون لنا بإكتساب هذه العلوم بصورة سليمة ويبقوننا في مستوى يقل عن الذي وصلنا اليه عملياً. ولا يسمحون لشبابنا بإكتساب العلوم في جامعاتنا ايضاً ويحبسونها ضمن إطار مستوى علمي محدود لا يتجاوزونه كي لا يظهر من شبابنا من يقف بوجههم.
إذن، رحيلك يؤدي إلى إنهاء حالة التجزئة القائمة، أي إلى الحصول على الاستقلال فيصبح البلد مستقلًا.

الحكومة الإسلامية مطلب الشعب‏

وهذا هو مشروع الحل الذي قدمناه، غير إن الشاه يرى في هذا الحل يؤدي إلى التجزئة! أي أن ما يطالب به الشعب برمته وبصوت واحد بشأن إقامة الحكم الإسلامي يعني إقامة حكومة التجزئة. بيد أن إتحاد كلمته في جميع أنحاء البلد هو نفي للتجزئة، لأنه يعني أن الجميع يطالبون بشي‏ء واحد. في حين أن التجزئة تعني أن تطالب مجموعة بشي‏ء معين وأخرى بأمر آخر وثالثة بمطلب ثالث وهكذا.
ومن أقواله هو أن هذه الحال ستؤدي إلى إنفصال كردستان .. وبناء على ما يقوله، ستؤدي إلى انفصال بلوشستان وكذلك لرستان ايضاً، لأن كلّ واحدة منها تطالب بحكومة مستقلة وحكم ذاتي.
ونحن نقول: إن الدمار والتخريب يشمل الآن كافة المناطق ولكن كلّ فئآت الشعب تصرخ مطالبة بإقامة الحكم الإسلامي. وهذا يعني أنها ترفض التجزئة، أي أن كردستان تطالب بإقامة الحكم الإسلامي وهو ما تطالب به المناطق الأخرى .. إذهب إلى كردستان الآن لتسمع هتافات المطالبة بالحكم الإسلامي. والهتافات نفسها تسمعها في بلوشستان وخراسان وكل مكان، فالمطلب واحد وهو إقامة الحكم الإسلامي. فهل إن مطالبة شعب بأكمله بالحكومة الإسلامية تؤدي إلى التجزئة؟! وهل يمكن وصف هذه الحالة بالتجزئة؟! إنها دعايات لا أكثر.
لقد تعبت عن متابعة توضيح ما تبقى مما تفضل به (الشاه) من أقوال.
أسأل الله تعالى أن يسدد خطاكم، وأن يصلح أمور المسلمين وأوضاع إيران، إن شاء الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

«۱»-السلالة القاجارية والأسرة البهلوية.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: