مقابلة [شهر محرم، النزاع المسلح، العلاقة مع امريكا]

المحاور: مراسل تلفزيون بي. بي. اس الامريكي العام‏
السؤال: [سماحة آية الله، انتم في خطابكم توجهتم في كلامكم الى الشعب الإيراني أنه من اول محرم الذي يبدأ غداً أنّ عليهم أن يعملوا بكل الوسائل المتاحة لهم من أجل اسقاط النظام. ماذا تقصدون من (أي وسيلة ممكنة)؟]
الجواب: يعني الاضرابات والمظاهرات، التنديدات والبيانات التي يجب أن تذاع من على المنابر ... شهر محرم هو الشهر الذي يكون فيه الناس مستعدين لسماع المطالب الحقة.
والآن مطالبنا المشروعة هي الحرية والاستقلال، وأنا أمرتهم بأن يناقشوا هذه المواضيع في شهر محرم وأن يكون لهم مجالس عنها.
واذا قاموا بمنعهم، فعليهم اجتياح الشوارع والأزقة والتعبير عن مطالبهم بأي وسيلة متوفرة لديهم.
- [كيف تصل تعليماتكم الى الملايين من مؤيديكم داخل إيران؟]
* الشعب يؤيدني والمواضيع التي أطرحها تهم الناس ومرتبطة بمشكلاتهم وجميعهم مكلفون ايصال مطالبنا الى كل مكان.
- [كيف تصل مطالبكم الى الناس؟ وهل هناك تسلسل منظم في القيادة حتى يصدقوا ويطمئنوا بان هذه المطالب او التوجيهات صادرة عن سيادتكم؟]
* يوجد ناس أهل ثقة لهم اتصال بنا ونحن نثق بهم وعن طريقهم تصل رسائلنا أو بياناتنا.
- [اذا لم تصل الأساليب السلمية والنضالات السياسية الحالية الى نتيجة، فهل ستصدرون الاوامر لمؤيديكم بالحرب؟ حقيقة سيحملون الاسلحة ويحاربوا؟]
* نحن نرغب بقدر المستطاع أن تنتهي سلمياً. وعلى هذا المنوال، فإن الشعب الإيراني يعمل‏
على انهاء تلك الاضرابات والمظاهرات، وسوف يرفع من وتيرتها في شهر محرم، ولكن اذا لم تثمر فمن الممكن أن نعيد النظر بذلك.
- [حتى اذا كان ذلك يعني ارسال مؤيديكم إلى قذائف الشاه؟]
* من المؤكد أن مؤيدينا لا يريدون الوقوف إزاء قذائف الشاه. انهم يريدون الحصول على حقوقهم، وهذا العمل ضروري لاحقاق الحق، كما انهم يسالمون ايضاً، لكن هذا الشاه هو الذي يأمر بقتلهم.
- [قام الشاه في هذه الاشهر الاخيرة بمساع حثيثة، ليصل بشتى الطرق الى تسوية معكم ومع معارضيه. هل برأي سيادتكم لم يحن موعد هذ التسوية بعد، حتى تستطيعوا حقن دماء الكثير من مؤيديكم؟]
* اذا كان صادقاً في طلب التسوية، فيجب عليه تلبية مطالب الشعب، وذلك بأن يرحل. لكنه ليس صادقاً. ولا يريد التسوية. يريد ان يخدع الشعب، وبعد ذلك سوف يتعامل معهم أسوأ من الاول.
- [بناءً على هذا لا يوجد حل إلا الحرب ضد الشاه؟]
* لا يوجد حل ما.
- [ذكرت حكومة الشاه أنهم كشفوا عن وجود كميات من الأسلحة في مدينتين من مدن إيران. هل هذا يعني أنكم ومؤيديكم قمتم بجمع الاسلحة؟]
* يقوم مؤيدونا بالإعداد لمجابهة الظلم، ولكن قد تكون الحكومة الإيرانية صادقة؟! انا لا أعلم ذلك.
- [سماحة آية الله، هل أنتم على علم بأن انصاركم أصبحوا مسلحين؟]
* قالوالنا بأنهم يريدون ان يجهزوا أنفسهم وأنا أذنت لهم بذلك.
- [أي انهم يجمعون الاسلحة؟]
* نعم‏
- [من أين تحصلون على هذه الأسلحة؟]
* لا أدري‏
- [تم اعلامي بأن بعض هذه الاسلحة يأتي من طرف منظمة التحرير الفلسطينية، فهل هذا صحيح؟]
* ليست لدي معلومات.
- [ألا يثير استغرابكم بأن تأتي هذه الاسلحة من الجانب الفلسطيني؟]
* لا أدري.
- [هل صحيح انكم من مؤيدي أهداف منظمة التحرير الفلسطينية؟]
* نحن نناصر المظلومين، ونناصر كل مظلوم في كل مكان يكون، والفلسطينيون مظلومون، ولأن اسرائيل ظلمتهم، فنحن نؤيدهم.
- [إذا رحل الشاه، وتسلمت الحكومة التي تراها سيادتكم مقاليد السلطة، فما هي التغييرات التي سوف تطرأ على علاقات بلادكم مع اسرائيل؟]
* سوف نعزل اسرائيل، ولن تكون لنا علاقة معها، فإسرائيل دولة غاصبة وهي عدوة لنا.
- [هل هذا يعني أن اسرائيل لن تحصل على النفط الإيراني مرة أخرى؟]
* لن تحصل.
- [لن يذهب أي نفط من إيران الى اسرائيل؟]
* صحيح.
- [اذا تسلمت الحكومة التي ترونها السلطة، فما هي التغييرات التي سوف تطرأ على علاقات بلادكم مع امريكا؟]
* نحن لا نريد أن نظلم امريكا، ولا نريد أن نخضع لظلم امريكا، ولكن لن نتحمل أولئك الذين أساؤوا إلينا وظلمونا. وتجمعنا علاقات صداقة مع جميع الشعوب والدول التي تعاملنا باحترام، فإننا سنراعي مبدأ الاحترام المتبادل.
- [ما هي الاضرار التي ألحقها الأمريكيون بكم حتى صرتم تخالفونهم؟]
* الجريمة الكبرى التي ارتكبتها الحكومات الأمريكية في حقنا هي أنها فرضت علينا هذه الأسرة البهلوية، ونهبت ثرواتنا بأيديهم، وفي المقابل لم يقدموا شيئاً يفيد الشعب، وجعلوا الجيش تحت سيطرتهم ليقف في وجه الشعب ... وأسسوا قواعد في إيران حتى تكون معارضة لاستقلالنا.
ونحن مع وجود حكومة هذا الشاه لن نعيش حياة سليمة أبداً، وأمريكا هي التي تساند الشاه.
والآن أُعلِن وأعلن أيضاً رئيس الجمهورية الأمريكية مساندته الشخصية عندما وصف الشعب الذي يسعى لإحقاق حقوقه، ونيل الحرية والاستقلال بأنه شعب حقير وبلا كرامة.
هذا هو تعبير السيد كارتر، ونحن نريد من الشعب الامريكي ان يقول للسيد كارتر: إن الشعب المظلوم، الشعب الذي يعاني من الضغوط، الشعب الذي سُلبت جميع حرياته، الشعب الذي لا يملك استقلاله، الشعب الذي يقدم القتلى، الشعب الذي تسلط عليه ظالموه ... يريد الآن إحقاق حقوقه.
فهم يصرخون: نريد الحرية، نريد الاستقلال.
هل هذا شي‏ء حقير وسفيه، كما عبر عنه كارتر؟
نحن نطلب ونتمنى من الشعب الامريكي أن يلقي اللوم على رؤسائه، ولا نرغب في تشويه صورة الشعب الامريكي بين أوساط الشعوب المسلمة، وأن يعتبروه شعباً ظالماً.
كما اننا سوف نشكر الشعب الامريكي ايضاً في حالة وقوفه معنا.
- [توجد اتفاقات عسكرية بين إيران وامريكا قيمتها اثنان وعشرون مليار دولار، ماذا تفعل حكومتكم بهذه الاتفاقات عند تسلم السلطة؟]
* كانت هذه الاتفاقات خلافاً مصالح بلدنا، وإحدى الجرائم التي ارتكبها الشاه في حقنا هي توقيعه على هذه الاتفاقات التي تضر بمصالح شعبنا وبلادنا.
ونحن عامة نعتبر ان الاتفاقات التي تضر بمصالح شعبنا ليس لها قيمة.
أجل اذا كانت هذه الاتفاقات منصفة وذات فائدة لنا سنعمل بها.
- [ما هي الاتفاقات المفيدة، وغير المفيدة؟]
* ليست المسألة هنا أن أذكر الاتفاقات المفيدة، فما أعلمه هو أنهم أبرموا معاهدات أخذوا نفطنا بموجبها، وأعطونا مقابله الاسلحة التي لا تفيدنا اطلاقاً.
وهذه معاهدات مضرة لبلادنا.
والاتفاقات المفيدة هي التي يبرمونها، ويتم فيها تقديم أشياء مفيدة لإيران، كالأشياء التي تنفع الزراعة والصناعة الإيرانية، والاتفاقات التي لا تحتوي على أشياء مفيدة لإيران اتفاقات غير مفيدة.
- [سيادتكم تحدثتم بالقواعد العسكرية، فهل سوف تطالبون بجمع وإغلاق هذه القواعد في حال وصولكم الى السلطة؟]
* القواعد هي ضد مصالحنا، وبالتأكيد يجب ان يعطي الخبراء رأيهم في هذا الشأن فيما بعد.
- [هل تم نوع من الاتصال بكم مؤخراً من قبل الأمريكيين أو الجهات الرسمية الامريكية؟]
* لا.
- [هل تسعى أمريكا الى تهميشكم؟]
* لا أدري.
- [جاءنا تقرير يفيد بأنكم اخترتم من الآن من ترضونه لرئاسة الحكومة الإيرانية مستقبلًا، هل هو كذلك؟]
* إننا نسعى أن نختار.
- [كم هم المختارون، عدة أو واحد؟]
* عدة.
- [هل تدّعون أن الحكومة التي ترغبون فيها ستأخذ مقاليد السلطة بسفك الكثير من الدماء خصوصاً في الشهر المقبل؟]
* لا، نحن لا نريد سفك الدماء، نحن نريد الوصول إلى أهدافنا سلمياً.