بسم الله الرحمن الرحيم
التغريب والروح الانهزامية
لا بد من القول ان هذه البلاد وطوال الفين وخمسمئة عام أو في الأقل طوال الخمسين سنة التي شهدناها بأنفسنا ورأينا ما فعلوا فيها بالناس وما فعلوا بالبلاد وما فعلوا بخزائن البلاد وما فعلوا بالأفراد والذخيرة الأولى هي الانسان. ولم يسمحوا طوال هذه المدة أن ينضج شبابنا نضجاً صحيحاً، أبقوهم متأخرين. المواد الدراسية مواد غير مثمرة، حتى الذين يتوجهون إلى الخارج ويدرسون، فإن الدراسة التي تقدم لهذه البلدان غير الدراسة التي يقدمونها لأنفسهم، ولهذا لا يسمحون بأن يمارسوا هناك العمل، يقولون يجب أن تذهبوا إلى بلادكم وللأسف فإنهم حينما يريدون أن يختبروا الأدوية يبعثونها الى هنا مثلما تستخدم الأرانب والفئران هنا لاجراء الاختبارات، فإنهم يعتبروننا كذلك وقد تعهدوا تربيتنا بهذا الشكل.
خلال هذه المدة الطويلة التي اعتقدنا فيها أنه لا شيء ينفعها غير الغرب، تحولنا إلى موجود متغرّب! أي: أن الأدمغة صارت أدمغة غربية تقريباً. ولهذا عندما تريد بلادنا الآن أن يكون لها استقلالها، فإن منطلق كل أنواع الاستقلال أن يكون تفكيرها مستقلًا. أي يجب أن تزول التبعية الفكرية القائمة الآن إذ يعتبرون أنفسهم لا شيء، وأولئك كلّ شيء. إذا كان على البضاعة اسم بريطانيا يهجمون لشرائها، والدواء إذا جاء من الخارج ويصنعون هنا شبيهه أو أفضل منه، لكنه إذا جاء من الخارج يحرصون على شرائه. الأدوية التي يصنعونها بأنفسهم يضعون عليها كلمات أجنبية، لأن السوق اصبح هكذا، أي: أنّ السوق متغرّب. البضائع التي تنتجها معاملنا يكتبون على حواشيها باللغة اللاتينية إن هذا القماش انجليزي! سوقنا هو الآخر أضحى سوقاً متغرّباً، أي ساد الاعتقاد بأن كل ما يأتي من الغرب جيد، وليس لنا شيء من أنفسنا هنا! وثقافتنا أيضاً صارت هكذا، فالثقافة التي صنعوها لنا ثقافة غربية، ونحن متغرّبون حتى في الثقافة.
الاستقلال الثقافي أول خطوة على طريق استقلال البلاد
إذا أردنا أن نكون مستقلين، فيجب أولًا أن تكون أفكارنا مستقلة، أي يجب [أن نبدأ] من الحرية الفكرية. هنالك حرية خارجية [موضوعية] لا يجوز لأحد التعرض لها، ومثل هذه الحرية إذا تركوها فهي موجودة. أما الحرية الفكرية فهي أن يكون الإنسان حراً في تفكيره، فيفكر من دون ميول إلى هذا الجانب أو ذاك. وكذلك الحال في المسائل العلمية، إذا فكر الإنسان بحرية في المسائل العلمية يخرج بتصورات معينة، وإذا كان ذهنه مرتهناً، وكان طفيلياً على القضية، فسيخرج بتصورات وأفكار أخرى. حتى تصوراتنا العلمية ليست حرة الآن. فعلينا تحرير أفكارنا حتى تكون تصوراتنا العلمية حرة. ينبغي أن نفهم أن لنا ثقافتنا، لنا ثقافتنا الغنية، وثقافتنا أفضل من الخارج. وعلينا السعي الآن لتشييد البناء عليها. يجب أن نشيد كل أبنيتنا عليها لنفصل أنفسنا عن الآخرين ونكون مستقلين. إذا لم نشيد هذا البناء وبقينا نتصوّر أنّ كل ما يأتي من أوروبا هو الجيد وكل فكرة وفدت من أوروبا هي الصحيحة [لن يتحقق الاستقلال] إن الأفكار السائدة اليوم في اوروبا منيت بالهزيمة، وحينما جاءوا بها إلى هنا وصدروها إلى هنا، حظيت بالإقبال عليها والاهتمام بها هنا.
هنالك أفكار انهزت في أوروبا، واضمحلت [شاعت] في زمن ما ثم أدركوا انها سخيفة. الذين نادوا بتلك الأمور، زعموا مثلًا أنه ينبغي التعامل بأخوة مع الناس، و [المساواة] مع الناس، كانوا يعملون خلاف ذلك، هم أنفسهم كانوا يعملون بخلاف ما يقولون، والمدارس التي عرضوها على الجماهير في المدارس الفكرية والعقلية التي لم تكن لها [قيمة] منذ البداية اصلًا، وفي المدارس الاقتصادية أيضاً اتضح أنها لم تكن صحيحة. والآن رغم ثبوت عدم صحتها وصل الدور لشبابنا وللشرق، وفدت من هناك إلى الشرق، في الشرق يتوهمون أولًا أن هذه مدارس، وانها الهدف الذي يلهثون وراءه [دائماً].
الميول العمياء للمدارس الوافدة
إنها تبعية فكرية أن يتخلى الإنسان عن مدرسته وينزع إلى مدارس الآخرين. يتخلى عن اقتصاده ويميل إلى اقتصاد الآخرين، لا ينظر اصلًا لاقتصاده ولا يفهم ما هو، ما هو الاقتصاد الإسلامي مثلًا، هؤلاء لا يعلمون اصلًا، لو سألتموهم ما هو الاقتصاد في الإسلام لما علموا أصلًا. وفي الوقت الذي لم يعرفوا هذا ذهبوا صوب الاقتصاد الماركسي! والحال أنه انهزم في الخارج. وهكذا نحن اليوم جماعة خرجت من السجن، خرجت من سجون استمرت خمسين عاماً. وقد خرجنا الآن، فتح باب السجن وخرجنا. لكننا بعد أن خرجنا من هذا السجن لاتزال تواجهنا مشاكل كثيرة أخرى على رأسها المشكلة الفكرية. على أساتذة الجامعة والمعلمين أن يخرجوا أبناءنا من هذه الحالة الطفيلية ومن هذه الأفكار، الذين لم يتلوثوا بهذه الأفكار، أما المتلوثون فلا يستطيعون. كل الوضع في إيران [لا يزال] وضعاً غير إسلامي.
العمل لتحقيق سيادة الإسلام
وطبعاً تمت المصادقة على الجمهورية الإسلامية، كما تمت المصادقة على دستور هذه الجمهورية. هذان الشيئان تمت المصادقة عليهما بأصوات هذا [الشعب]، لكن الهدف لم يكن أن يصبح لنا علم جمهورية أو طابع بريدي جمهوري و [عنوان جمهورية إسلامية] لم يكن هذا هو الهدف. كان الهدف أن الجمهورية الإسلامية تعني أن تكون البلاد إسلامية من أقصاها إلى اقصاها. لقد صوتت الجماهير للجمهورية الإسلامية لذلك يجب أن تكون كلها إسلامية وعلى الخبراء الإسلاميين أن يعرِّفوا الإسلام. يجب أن تكون الإدارات إسلامية. كل الأماكن بما في ذلك هذه المؤسسة الصحيحة، التي هي من المؤسسات الكبرى التي يجب أن تخدم، وبوسعها أن تقدم خدمات كبيرة وشريفة جداً. حسناً، هذه الخدمة الشريفة يجب أن تكون بشكل إسلامي، وينبغي أن تكون إداراتها ومستشفياتها وكل مؤسساتها قائمة على أساس الإسلام. فلا يمكن أن يقول الإنسان: إنني مسلم وحينما نذهب لمؤسساتهم لا نشم أية رائحة للإسلام فيها. نقول: إننا صوتنا للجمهورية الإسلامية وبلادنا جمهورية إسلامية، وحينما نذهب لسوقها نرى الربا [لا يزال] موجوداً. ونذهب لدوائرها فنرى الرشاوى [لا تزال] موجودة، ونذهب للمكان الفلاني فنرى العطالة وقلة العمل والانفلات وما شاكل. هذا غير ممكن. هنا تناقض بين الجمهورية الإسلامية وبين العمل. فعلينا السعي لجعل هذه البلاد بلاداً إسلامية، والإسلام هو القادر على إنقاذنا من هذا الواقع الذي فرضوه علينا، وكان الإسلام هو الذي أنقذنا من هذه السلالة القذرة ومن هذه الأيدي القذرة التي كانت خلفها.
الإسلام عامل حركة وتضحية
لو أردنا أن نستبعد الإسلام ونأتي بشيء آخر مكانه، لو أردنا تأسيس حزب مثلًا لما استطعنا [أن ننتصر]. كم من الأحزاب جاءت منذ بداية المشروطة والى الآن.
ولكن لأن الإسلام لم يكن وراءها فشلت كل هذه المحاورات الواحدة بعد الاخرى. لم يكن هنالك نجاح منذ البداية، لأن الشعب مسلم. وطبعاً واضح أن الشعب مسلم ويتحرى من يرفع صوت الإسلام. كل من يرفع صوت الإسلام توافقه الجماهير.
لو كنا قد حذفنا كلمة (جمهورية إسلامية) وقلنا (جمهورية) لما استطعنا أن نأتي بالجماهير إلى الساحة. الجماهير لا تضحي بنفسها أبداً من أجل (الجمهورية)، إنهم لا يضحون بأنفسهم من أجل البطون، لا يريدون أن يموتوا من أجل الحرية حتى يكونوا احراراً. هذا مجرد كلام. الذي يستطيع تعبئة الناس هو الاعتقاد بوجود عالم آخر غير هذا العالم، وهو أفضل منه. كما أن هذه العقيدة حرّكت في صدور الإسلام الجماهير، وكانت اعدادهم قليلة على امبراطورية ذلك العصر وكانت [أكبر من] كل امبراطوريات العالم. هاتان الامبراطوريتان الروم وإيران جاء عدد قليل من العرب ليست لهم عدة حربية، لكل عدد منهم ناقة وسيف، لم يكن لهم ما يأكلونه في بعض الحروب، كانوا يصومون، وأحياناً لم يكن معهم سوى تمرة واحدة طوال اليوم والليلة. احياناً كان الواحد منهم يرفع التمرة الى فمه، ويردّها الى آخر، وهذا يردّها الى غيره. مثل هذه المجموعة انتصرت على امبراطوريتين بتلك العظمة. لماذا كان ذلك الانتصار؟ إنه انتصار الإيمان، وإلّا فالسيف الذي كانوا يمتلكونه لم يكن بشيء مقابل العدة التي كانت لأولئك، لقد كانت عدة إيران والروم في ذلك الحين عظيمة جداً، لا علاقة لها بالحاضر ابداً. كانت عدة عجيبة آنذاك. ولكن تقدمت في مقابلها هذه المجموعة المؤمنة التي كانت تقول إذا قتلناهم ذهبنا للجنة، وإذا قتِلنا ذهبنا للجنة أيضاً. هذا المنطق هو الذي نصرهم، وهو منطق ظهر في إيران خلال هذه السنوات التي كثر فيها الكلام و [التنوير] وبذلت كل الشرائح جهودها فتحول الناس عن تلك الحالات النفسية التي كانت لهم إلى حالة إسلامية يفكرون فيها مثلما كانوا في صدر الإسلام. والآن أيضاً يأتيني ناس بين يوم وآخر يقولون ادعً لنا أن نستشهد، وأنا اقول لهم اني أدعو أن ينصركم الله.
اذا وجدت هذه المعنويات بين مجموعة من الناس تستطيع أن تتجه بقبضاتها صوب الدبابة. لأنها لن تخاف من الموت، لا خوف في قلوبهم. لقد وُجدت هذه المعنويات، وستبقى موجودة إن شاء الله. إنها لا تزال موجودة بنفس الشدة لحد الآن والحمد لله.
دعايات عملاء امريكا ودسائسهم
حينما طرحت قضية انتخابات البلدية والمجالس المحلية، ولا أدري ما هو الآن مصير المجالس المحلية، نراهمهاونوا. قال المعارضون للإسلام: إنهم قد انهزموا وانتهت القضية، وراحوا يتكلمون ويفرحون لهزيمة الإسلام. ولكن حينما حدثت قضية امريكا رأوا أن الشعب لايزال حياً. والجماهير لاتزال حية، وهم واقفون ويهتفون بكل هذه القوة. وحينما جاء هذا الاستفتاء بعد ذلك كانت عقيدتهم أن شيئاً لن يحصل في الاستفتاء، كما لم يحصل شيء في السابق في المجالس المحلية. تصوروا هذه كتلك، وحينما شاهدوا في هذه أن حوالي مئة بالمئة او تسعين بالمئة قد انتصروا راحوا يتخبطون. الآن أدرك الذين يوافقون امريكا ولهم ارتباطات معها انهم ماذا سيفعلون بعد هذا النصر. راحوا الآن يرسمون خطة جديدة ليروا ماذا سيكون، وهم موجودون مع كل خطوة نقطعها نحن. ونحن الآن نتوقع أن تكون هذه المشكلات في المستقبل عند تعيين رئيس الجمهورية، وأن تكون هذه المشكلات عند تعيين نواب الشعب، ستواجهنا هذه المشكلات تارة أخرى.
على أمل الحكومة الإسلامية العالمية
لكننا نعتمد على الله، ونريد أن نعمل لله، نريد تطبيق الإسلام في إيران، وليس في إيران بل في كل مكان، أينما كان الإنسان ينبغي أن يكون مسلماً. إن شاء الله. هذا هو أملنا. ويبدو أن هذا هو أمل الأنبياء ايضاً أن يكون كل البشر مسلمين، أي موحدين ومؤمنين بأنبيائهم وأن يبصروا طريق الجنة. ينقل أن الرسول الأكرم رأى المسلمين في إحدى الحروب قبضوا على مجموعة وقيدوهم وأتوا بهم أسرى، فقال ما معناه: إنني آخذ الناس بالأغلال والسلاسل إلى الجنة، أريد أن آخذهم إلى الجنة وهم يرفضون. المسألة هي أن لا يُخال أن الإسلام أراد فتح البلدان، مثل السيد كارتر مثلًا الذي يريد فتح البلدان وكذلك الإسلام، لا، ليس فتح البلدان مما يهم الإسلام أبداً. بل ما يريده الاسلام هو صناعة الإنسان. فهو يرى البشر يذهبون هدراً، لأنّ الدول الأخرى تفرط بالبشر. والدين هو الذي يصنع الإنسان. ويأخذه إلى الصراط المستقيم.
هدف الأنبياء؛ حرية البشر
ليس الإسلام [فحسب] بل كل نبي بعث في العالم، إنما بعث لانقاذ البشر من شر هؤلاء الطواغيت. النبي موسى كان راعياً، وكان من طبقة المستضعفين، كان من هذه الطبقة فثار والّب طبقة المستضعفين على فرعون، وقضى عليه. والرسول أيضاً كان من هؤلاء المستضعفين، من الناس الذين يستصغرون. كان من هؤلاء الجماعة. هو أيضاً ثار وجمع حوله المستضعفين الذين يسمون من الدرجة الثالثة وهم من الدرجة الأولى، وعلمهم وأفهمهم ما القضية. وثار هؤلاء وطهروا أولًا جزيرة العرب من هؤلاء الطواغيت، ثم جاءوا بعد ذلك صوب الروم وصوب إيران وهزموهم. لم يكونوا يريدون احتلال إيران. أرادوا تحرير البشر من شياطين الإنس والجن. كان هذا هو الأصل. كان النبي يتجرّع الغصص لأنهم لا يدخلون في الإسلام. في القرآن إنك مثلًا تريد أن تبذل روحك- ما يقارب هذا المضمون- لأن هؤلاء لا يسلمون. كان يتألم لأجل الناس «1». كان يحب الناس. كان يحب الإنسانية. ويريد إنقاذ الإنسانية. لم يكن يريد أن يسير الإنسان في طريق يفسَد فيه ويُفسِد الجميع.
إنسانية كارتر!
وشعبنا إذ يقف اليوم يريد إنقاذ نفسه وإنقاذ الآخرين بعدئذٍ خطوة خطوة إن شاء الله. وهؤلاء لا يصدقون أن جماعة يمكن أن تؤمن بالله ولا تهتم كثيراً بالشؤون المادية وهذه المدارس المادية، لا يصدقون اصلًا. السيد كارتر لا يصدق أن احداً يمكن أن يكون مخلصاً للبشر. هو يقول أنه يحتفظ بمحمد رضا لأسباب (إنسانية)، انظروا إلى الأسباب الإنسانية! إنسان يرعى محمد رضا المجرم طوال خمسين عاماً لأسباب إنسانية، وهذه الأسباب الإنسانية تقتضي- قرأت اليوم في الصحيفة أو أمس- انهم يعدون لحظر اقتصادي ضد إيران. إنهم يريدون قتل بلد، قتل شعب بالتجويع لأسباب إنسانية! من شدة حبه للإنسانية! ذلك المجرم الذي ما أكثر ما قتل من البشر، وما أكثر ما دمر من البشر، يأخذه ويحتفظ به عنده. والآن يقول: نفرض الحظر الاقتصادي على هذه البلاد يوماً ما. ومعنى ذلك أننا سنحاصركم إلى أن تموتوا من الجوع، وهذا من شدة حبه للإنسانية! ويقول في يوم آخر: سنأتي ونتدخل عسكرياً لنقتل ونضرب، وهذا من شدة حبه للإنسانية! وهكذا كانت فيتنام. كانت علامة حبه للإنسانية، وفي أماكن أخرى كانت هذه المسائل. هؤلاء لا يصدقون أنه ينبغي حب الإنسان، لا يصدقون. كل ما يريدونه يريدونه لأنفسهم. وهذا الرجل يتخبّط الآن، ليكون رئيساً للجمهورية عدة سنوات أخرى. يستهويه أن يكون رئيساً للجمهورية عدة سنوات أخرى، هذا هو كل همه وغمه الآن. يُقتل البشر افواجاً وجماعات لا يخطر بباله أبداً أن هذه [مسألة غير إنسانية]. كل البلاد إذا أبيدت واصبح هو رئيساً للجمهورية، فليحدث ما يحدث.
النهضة العالمية للمستضعفين
لكننا نقول له: العالم أصبح على شاكلة أخرى، وتغيرت الدنيا عما سبق وتحولت. لقد ثار المستضعفون، ولا يمكن لأحد ولا يستطيع أحد أن يقف مقابل تيار المستضعفين.
لقد ثار الناس، ليس شعبنا، بل الشعوب، كل الشعوب الأخرى استيقظت. وهي تعمل. سوف يبدأون شيئاً فشيئاً. وسوف تترتب الأمور شيئاً فشيئاً. لا يمكن أن يفكروا الآن كما كانوا يفكرون في الماضي. كما نرى الآن؛ منذ متى كانت هذه الأمور، أن يعارض الناس رئيس الجمهورية الامريكي، هذه الأمور لم تكن موجودة هنا أصلًا. والآن ترون الناس عامة يهتفون (الموت لكارتر)، و (الموت لكارتر) إن شاء الله.
نحن نتمنى أن تتحول كل اشيائنا في ظل الإسلام وراية الإسلام يمكننا أن نحصل على كل شيء. كل الحريات، كل أنواع الاستقلال على ما تريدون أن تعملوا فهو متاح في الإسلام. الاستقلال الفكري، الاستقلال الثقافي، الاستقلال الاقتصادي. كل شيء ممكن في الإسلام. وأنا آمل أن تستطيع كافة الشرائح أن تطبق هذه الأشياء كل في موضعه. وكلنا يجب أن نقدم الخدمة. إنه من الواجب علينا اليوم أن نقدم الخدمة لهذه البلاد التي لم تكن في أيدينا سابقاً، وهي اليوم في يدنا. ينبغي أن نعمل بشكل لا يتصورون معه أننا عاجزون عن إدارة بلادنا. إننا نستطيع إدارتها والحمد لله.
ثورة من دون اراقة دما
وهذه الثورة التي قمنا بها أفضل من كل الثورات التي حدثت في العالم، فأمس كنت أقرأ ورقة جاءوا بها أنّ في المكان الفلاني كان عدد القتلى مليون وخمسمئة الف، وفي المكان الفلاني مليون وعدة مئات في المكان الفلاني سجن مليونان، وعدة ملايين، طبعوا ورقة ربما رأيتموها كتبت فيها أسماء هذه البلدان وكم قتلوا فيها، وكم سجنوا فيها. هنا والحمد لله لم يُقتل إنسان واحد بعد [الثورة] بمعنى ان شعبنا أخذوا أحداً، وقتلوه اعتباطأ. بعد هذه الثورة كانت جميع الأبواب مفتوحة، وكل الناس أحراراً. والذين كانوا قد خانوا هذه البلاد، وقتلوا الناس وآذوهم أخذوهم وحاكموهم وبعد المحاكمة [أعدموهم].
وكانت إنسانية السيد كارتر مع الآخرين هي أن يثير الضجيج لأجل (نصيري) ولأجل (هويدا). أما طوال أكثر من عشرين سنة حينما آذوا هؤلاء الناس وقتلوهم لم ينطقوا بكلمة واحدة هناك. في حقوق الإنسان هذه، وفي المنظمات الفلانية ومنظمة الأمم المتحدة، وفي مجلس الأمن هذا وغيره لم تكن هنالك كلمة واحدة عن هذه المذابح التي ارتكبها هؤلاء. إذا كان بعض الكتاب الشرفاء في الخارج قد كتبوا، فقد كانوا خارج هذه المجاميع أما في داخلها فلم يكن مثل هذا اطلاقاً. أما حينما يعدم (هويدا) فانظروا ماذا يفعلون. وإذ يقيم الشاه هناك الآن انظروا كم ينحازون اليه.
شروع متابعة خيانات رؤساء جمهورية امريكا
وإذ اعتقل عدد من الجواسيس هنا الآن [يقولون]: إن هذا يتعارض مع القوانين الدولية! والقوانين الدولية تقول: إنّ الدبلوماسيين من البلدان الأخرى في مركز هو السفارة، هم موظفون، أما المركز الذي لا يكون فيه شيء من [العرف الدبلوماسي] أصلًا، فالنازلون فيه ليسوا دبلوماسيين، وقد ذهب إليه الناس ورأوه وصوروه، كان وضع تجسس ووضع مؤامرات. ومن كانوا هناك كانوا متآمرين وجواسيس مجرمين في بلادنا، ينبغي أن تتابع قضاياهم في هذه البلاد وسوف نتابع جرائمهم إن شاء الله. وسوف نتابع جرائم كارتر وجرائم نيكسون وجرائم جونسون وجرائم روزفلت وأمثالهم. إننا شعب ضعيف لكن منطقنا قوي. إننا نتكلم بمنطق قوي. إذا أرادوا القتل بالبنادق فإننا مستعدون للدفاع والتضحية بأرواحنا. إذا أرادوا فرض حظر اقتصادي فإننا سنقاوم مضافاً إلى أن [بقية الدول] لن تصغي لكلامهم. الشعب الامريكي نفسه لن يصغي لهذا الكلام. يقولون ليس من الصحيح أن نحاصرهم اقتصادياً. والبلدان الأخرى ليست خادمة للسيد كارتر. إن السيد كارتر انتفخ حتى إنه يتصور العالم كلّه ينقاد له إذا تفوّه بكلمة واحدة، كلا، إنه مخطئ. وسوف ينهزم في رئاسة جمهوريته فيما يخص قضية إيران، وعليه إعادة النظر. حفظكم الله جميعاً ودمتم موفقين.