شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [محاولات المفسدين لتثبيط عزيمة الشعب حيال الثورة]

طهران، حسينية جماران‏
محاولات المفسدين لتثبيط عزيمة الشعب حيال الثورة
أهالي أردبيل ودشت مغان‏
جلد ۱۳ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۹۹ تا صفحه ۱۰۱

بسم الله الرحمن الرحيم‏

صمود الثورة في سبيل الله والإسلام‏

أسأل الله تعالى أن يشملكم بالعفو والسلامة ويمن على الإسلام والمسلمين بالعظمة والرقي وخصوصاً أنتم يا أهالي آذربيجان وأردبيل وضواحيها.
إن بعض الذين لا يريدون أن تحقق الثورة أهدافها وتقطف ثمارها يزعمون بأن همة الناس وعزيمتهم الثورية قد ثبطت وأن الشعب كان في أول الثورة ذا عزيمة قوية ولكنه الآن ليس كالسابق.
حقيقة الأمر أنهم وبزعمهم هذا يريدون بث الفرقة وتضليل الشعب. هل كانت الثورة في بدايتها للّه وهي الآن ليست كذلك؟ وهل ثبطت عزيمة الشعب لأن الثورة قد عدلت عن أهدافها؟ كلا فالثورة منذ بدايتها وحتى الآن كانت ومازالت في سبيل الله سبحانه وتعالى. كان البلد في طريقه للجاهلية وفي طريقه لنسيان أحكام القرآن والإسلام وتسليم كل ما يملك للأجانب، لكن الشعب ثار في سبيل الله ولأجل إحياء الأحكام الإلهية ونزل للشوارع بعزم راسخ، وقدم الشهداء والفدائيين، وتغلب على الكفر والنفاق وطرد الأجانب والمستكبرين من هذا البلد، كل ذلك كان في سبيل الله والإسلام. إن الشعب الذي ثار في سبيل الله سيبقى صامداً في سبيله وسيتابع صموده أيضاً. لذلك نرى بعض الأفراد الذين ينظرون للأمور من وجهة نظرهم الشخصية يسعون لمنع هذه الثورة من الإستمرار وتثبيط عزيمة الشعب من خلال مزاعمهم هذه. ولكن ما الذي دفع بكم أيها الأعزاء إلى المجي‏ء من مكان بعيد إلى هذا المنزل المتواضع إذاً؟

سيادة الشعب على تقرير مصيره‏

ما الذي دفع بالأخوات والإخوة المحترمين لقطع كل هذه المسافة والقدوم من مكان بعيد إلى هنا لأراهم ويروني ونتدارس الأمور معاً؟ أليست هي الروح الثورية؟ هل لديكم دافع آخر غير الإسلام؟ هل أتيتم إلى هنا من أجل العرش والتاج؟ هل جئتم من أجل مصلحة مادية؟ كلا ليس أي من هذه الأمور. بل بقدومكم هذا إلى هنا ستفهمون هؤلاء الخونة بأنكم قد أتيتم في سبيل الله وبغية مرضاة الله ونصرة الإسلام، وأن الحماس الذي كان موجوداً في بداية الثورة وجعل الناس يثورون ويطردون أعداء الإسلام من هذا البلد هو ذاته موجود الآن. لأن الإسلام هو ذاك الإسلام والثورة الإسلامية هي ذاتها تلك الثورة. والحمد للّه فقد تحققت أهدافنا الإسلامية؛ وهي أن يكون أساس الحكومة إسلامياً ويكون الشعب هو نفسه الذي يقرر مصيره ومستقبله.
إن شعبنا ليس بشعب غافل ينتظر أن يخطط له البيت الأبيض أو الكرملين. الشعب هو الذي ينتخب رئيس الجمهورية .. وهو الذي صوت للجمهورية الإسلامية. وسيعين الحكومة برأيه المتمثل بالمجلس. فكل الأمور هي بيد الشعب. هناك إختلاف كبير بين اليوم والأمس حين كان الشعب مهمشاً وكانت القيادة بيد شخص واحد أو زمرة معينة، ولكن الأمر يختلف اليوم حيث يشرف الشعب على كل شي‏ء، ويعين كل المسؤولين إن شاء الله ستعود الفائدة للشعب نفسه وستصب في مصلحته.

محافظة الشعب على تعلقه بالثورة

إن بعض الأشخاص من حثالة النظام السابق أو من مؤيدي أمريكا والإتحاد السوفيتي الذين مازالت لهم جذور عفنة في هذا البلد، يسعون لطرح الأمور بطريقة يجعلون الشعب يبتعد عن الثورة ويشكك فيها. فهل كان الهدف من هذه الثورة، هو منفعة مادية؟ إن هذه الثورة هي في سبيل الله والإسلام.
لقد أدرك الشعب بأن الإسلام في طريقه للزوال من هذا البلد، على يد جهات مختلفة تطمع بموارد البلد وثرواته، ولذلك ثار وضحى بدماء شبابه وتحمل الكثير من الضرر في سبيل الإسلام. طبعاً لو كانوا قد نهضوا من أجل هدف مادي، ولم ينالوه، لانفضوا من حول الثورة. ولكن من قام في سبيل الله، فالله موجود دائماً والأحكام الإلهية موجودة دائماً، وإنكم أيها الإخوة في كافة أنحاء البلاد في خدمة الإسلام دوماً. ومحافظة أذربيجان كانت الخندق الأول في هذا البلد وما زال هذا الخندق قائماً وسيبقى حتى النهاية. أسأل الله أن يحفظكم أيها الإخوة القادمين من مكان بعيد ذخراً لهذا البلد.
وهنا ألفت إنتباهكم إلى أن هذا البلد هو بلدكم وأنتم أصحابه وكل أعمالكم ومساعيكم ستعود لكم ولأهاليكم وليس كما كانت في السابق حيث كان الغرب يسلبكم أموالكم.
اليوم والحمد للّه قد قويت شوكة الإسلام وسادت أحكامه واكتسبت الدولة مناعة وقوة كبيرة بمساندتكم لها ولن نخاف ونخشى أي مستكبر أو قوة غربية أبداً، لأننا قمنا بهذه الثورة في سبيل الله، فشعبنا قد ثار في سبيل الله، والشعب الذي يثور في سبيل الله لا يرهب شيئاً ولن يلحق به أي مكروه فالله معكم ويحفظكم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-تم درج هذا الخطاب في صحيفة النور تحت تاريخ ۲۷/ ۵/ ۱۳۵۹ ه-. ش.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: