مطلب مرتبط

سخنرانی در جمع اقشار مختلف مردم (ولادت حضرت رسول- اصلاح مرکز علمی)إذا لم یکن تهذیبإذا لم یکن تهذیب
شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [مؤامرات الأجانب لايجاد الانحراف في المراكز العلمية والثقافية للبلاد]

طهران، جماران‏
مؤامرات الأجانب لايجاد الانحراف في المراكز العلمية والثقافية للبلاد
فئات الشعب المختلفة، قوات الحرس المتجهة نحو ساحة القتال، طلاب مدارس طهران‏
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۴ ص ۹ الى ۱۲

بسم الله الرحمن الرحيم

أهمية المولد النبوي

‏نحن على أعتاب يوم مقدس وعيد مبارك، يوم ولدت فيه أعظم شخصية في العالم لإصلاح البشر وايجاد أكبر التغييرات وكذلك الولادة السعيدة لحفيده الامام الصادق سلام الله عليه، الذي قام بنشر المذهب وعرض الإسلام والدعوة إلى الانتقال من الشرك والالحاد وعبادة النيران وجميع أنواع الفساد إلى الاستقامة والتوحيد في مكانٍ حكمته الأصنام بدلًا من حكم الله وفي عصر عبدت فيه النيران بدلًا من حمد الله تعالى.

هذا اليوم الذي نقترب منه هو يوم مبارك، يوم الأمل الذي بشّر الناسَ بالهداية والاستقامة على صراط الإنسانية المستقيم.
وأتباع النبي الأكرم الحقيقيون هم هؤلاء الذين يتابعون مسيرته ويهتدون بهديه بحيث يبدأون بأنفسهم وصولًا إلى الآخرين.
أيها الطلبة الشبان وأيها الشباب الأعزاء القادمون من كل مكان أنتم أمل هذا الشعب وعليكم السير على هذا النهج الذي أمامكم حتى نهايته. هذا الصراط المستقيم الذي رسمه الأنبياء للبشرية وجعله النبي الأكرم، آخر الأنبياء وأشرفهم، أمام الناس ودعا إلى هذا الصراط المستقيم وهداهم إلى مسير الإنسانية والخروج من جميع الظلمات والكفر والالحاد إلى النور المطلق. عليكم أنتم الشباب مواصلة هذا الطريق لتكونوا أتباعا لائقين للرسول الأكرم ومدرسة الإمام الصادق (ع).

ساحة نشاط الاستعمار تمتد من الروضة الى الجامعة

أعزائي: إنّ الفاسدين الذين لا يريدون لهذا المذهب أن يستمر إلى النهاية وأولئك الذين أصابتهم صفعة الإسلام وأولئك الذين يعتقدون بأن الدين الإسلامي ضد مصالحهم ومصالح أسيادهم، اهتمامهم الأساسي بالمدارس التي يتجه أطفالنا وأحداثنا وشبابنا اليها لتحصيل‏ الكمال فيبدأون بالفساد من هناك إنهم يحاولون إفساد المدارس التي هي مصدر جميع الخيرات وإفساد الأحداث والشباب الذين يجب أن يرقوا ببلادهم وينقذوها من الأجانب. ولذا تلاحظون أنهم جعلوا مدارسنا من المرحلة الابتدائية إلى الجامعة مركزاً للمؤامرات وأنتم المقصودون بها، يريدون أن يحرفوكم عن طريق الإسلام القويم.
يريدون أن يبدلوا الجامعات والثانويات والمدارس الابتدائية وجميع مراكز العلم والتربية إلى مراكز لو درست فيها العلوم فهي لأجل مصالح القوى العظمى وكل إبداع ينشأ في تلك الأماكن المقدسة يكون إبداعاً لصالح القوى العظمى.
تبدأ خطواتهم الأولى من الروضة وكلما شب أطفالنا وصعدوا إلى مراحل عليا فإنهم وراءهم خطوة بخطوة. من الروضة وحتى الجامعة تتفشى أيدي الاستعمار الخبيثة وهم يعلمون يقينا أنه إذا انحرف هؤلاء الفتية عن الطريق القويم وصراط الله فسوف يصلون إلى أهدافهم الخبيثة.
ولهذا يبدأ سعيهم وهدفهم من الروضة ويستمر حتى الجامعة.
والمراكز التي يجب أن تكون لإصلاح المجتمع مادياً ومعنوياً وتكون ذخراً لبلادنا العزيزة يحرفون تلك المراكز ويجلسون جانبا لينظروا إلى شبابنا وقد أنجز المفسدون أعمالهم. إنهم يريدون الإفساد بأيديكم.

إصلاح البلاد مرهونٌ بإصلاح المراكز العلمية

أنتم أيها الشباب في جميع أنحاء البلاد من الروضات وحتى الجامعات التي يجب أن تكون محلا للعلم والتهذيب عليكم أن تكونوا يقظين وعليكم أن تحفظوا هذه المراكز من الفساد.
يجب عليكم وعلى جميع شبابنا ويجب على معلمي شبابنا أن يعرفوا الأشخاص الذين يعملون على نشر الدعاية في هذه المراكز ما هو وضعهم السابق والحالي وإلام يدعون. إنّ بلادكم اليوم هي مركز للمؤامرات لأن بلادكم وجّهت ضربة قوية للقوى العظمى ووجهت لهم ضربة أصابت جذورهم ومنشأ فسادهم مما جعل بالهم لا يهدأ إلا بإعادة هذه البلاد إلى سابق عهدها وإفسادها.
وهم يعلمون أنهم لو أنشأوا أطفالنا منذ صغرهم على الفساد والانحراف فسوف يستمر هذا الفساد حتى النهاية.
وإذا جروا أحداثنا نحو الفساد فسوف تنجر الدولة نحو الفساد وكذلك إذا تم جر ثانوياتنا وجامعاتنا نحو الفساد فسوف تنجرف دولتنا نحو الفساد أيضا.
أكبر خندق للإسلام هو هذه المراكز التي تدرسون فيها وتعيشون فيها. هذه المراكز التي يتم إصلاح البلاد بصلاحها وإفسادها بفسادها. على شبابنا وأطفالنا أن يفتحوا أعينهم وآذانهم‏ جيداً حتى لا يغويهم هؤلاء الشياطين وحتى لا يضطروهم إلى أعمال الشغب والقيام بالمظاهرات يوميا.
عليكم وعلى جميع تلاميذنا أطفالًا وشباناً وفي جميع أنحاء البلاد في أي مركز من مراكز التعليم كانوا، أن ينتبهوا إلى أن التعلم إلى جانب الالتزام والأخلاق الإنسانية الفاضلة يمكنها أن توصلنا إلى الحياة الإنسانية الحقة ويمكنها أن تنقذ بلدنا من ألوان التبعية.
أنتم أيها الشباب إذا كانت دراستكم بهدف الحصول على شهادة ووثيقة لتكون وسيلة لمنافعكم المادية فهذا هو الانحراف الذي يريده هؤلاء لكم.
ولكن إذا كنتم تتابعون من خلال دراستكم هدفاً صحيحاً وغاية صحيحة وتعملون لأجل بلوغ تلك الغاية ولأجل الوصول إلى ما يريده الله تبارك وتعالى منا وهو تهذيب النفس وعبادة الله وإبعاد أنواع الشرك والالحاد عن أنفسكم وعن مراكزكم هذه، عند ذلك يمكنكم أن تنتصروا وتفوزوا.
فجميع أنواع الفساد والمشاكل التي تواجه أي بلد، هي لكون أن مراكز التعليم والتعلّم فيه ليست مراكز للتهذيب. لا يوجد فرق بين المدارس التعليمية القديمة والحديثة. إذا لم يكن تهذيب والتزام وما لم يعرف الإنسان طريقه وصراطه المستقيم وإذا لم يكن هدفه وغايته نفس الغاية الإسلامية للتعليم فهو نفسه باعث على الانحراف وهو الذي يأخذنا نحن والدول الإسلامية إما يمينا، وإما شمالًا، فإما تكون البلاد شيوعية وإما تابعة لأمريكا. إن هذه الأمور تبدأ من المدرسة والجامعة هم يريدون لكل شي‏ء يبدع في جامعاتنا ومدارسنا وثانوياتنا وفي كل مراكزنا والذي هو نتيجة وثمرة أتعاب شبابنا وأمتنا أن يكون لهم.
لا أدري إذا كنتم قد استمعتم ليلة أمس إلى الراديو أو شاهدتم التلفاز حول اعترافات (حميد)  «1»، إن لم تسمعوا كلامه فاسألوا من سمعه. لتعرفوا الأيدي المجرمة التي نصبت حبائلها للإيقاع بشبابنا المتعلم.
وأولئك الذين يجب أن يكونوا ثروة لبلادهم والذين يجب أن يجتهدوا ويتعبوا لتطويرها كيف يوقعونهم في مصايدهم ويجبرونهم على السعي وراء مصالحهم، هذا مشهد رأيتموه وكثير هم الاشخاص من هذا القبيل، لأن هذه الأشياء كانت موجودة في عهد النظام السابق ولكنهم لم يذكروها أبداً وكان معروفاً بأنه يجب أن تكون جامعاتنا بهذا الشكل.
كانت تربيتهم الفاسدة تبدأ من الوقت الذي يلتحق فيه ابناؤها الصغار برياض الاطفال الى الوقت الذي يصل فيه شبابنا وهم ثروة هذه الامة الى الجامعة. كان برنامجهم السابق هو أن يتربى أبناؤنا بهذا الشكل فتكون تربيتهم تربية موسكو أو واشنطن.
هذه هي الفكرة والآن عندما أردتم أنتم أيها الشباب الأعزاء وجميع طلبة الثانويات والجامعات أن تكون بلادكم بأيديكم وأن يحفظ استقلالها، وأن تكونوا أحراراً، لتسيروا المسيرة الإنسانية وتصلوا إلى الكمال الإنساني وأن تبلغوا تلك الغاية التي خلق لها الإنسان، بدأ الشياطين ببذل قصارى جهدهم لدفعكم نحو الانحراف.

هدف عملاء الأجانب هو حرف الشباب وتشديد الخلافات‏

هؤلاء الذين يأتون إلى المدارس يجهدون عن طريق دعايتهم السيئة أن يدفعوا شبابنا وأحداثنا على الخوض في مواضيع تتنافى مع دراستهم ولا يريدون لهم أن يدرسوا ولا يريدون خلق جيل مفيد لوطنهم يعملون على جرهم إلى المظاهرات والمسيرات والاختلافات بذرائع واهية ويجلسون جانباً وهم يضحكون عليكم وعلينا. إن الجهود التي كانوا يبذلونها من أجل اعادة فتح الجامعات قبل ان يوضع لها برنامج صحيح كانت تهدف إلى أن تكون الجامعات بنفس الوضع حيث كان أمثال هؤلاء يرأسونها لتخرّج لنا اشخاصاً كالذين كانوا في الوضع السابق. كانوا يريدون هذا الشي‏ء. وهذا هو السبب الذي يدفعهم إلى الذهاب إلى المراكز التعليمية من الروضات إلى الثانويات والعمل على إغراء شبابنا واطفالنا ودفعهم إلى الاقتتال والتنازع بدلًا من التعلّم وتهذيب النفس وتعلم الاخلاق الإسلامية ويعرّضونهم للفواحش والفضائح وهذا هو نفس البرنامج السابق. اطفالنا وشبابنا جميعهم ذكوراً واناثاً يجب ان يكون كل اهتمامهم معرفة هؤلاء ومعرفة اهدافهم ومقاصدهم. وان يفهموا ماذا كان هؤلاء في السابق وان يفهموا انه في الوقت الذي يعمل فيه شبابنا في الجيش والحرس والشرطة والعشائر وبقية فئات الشعب الأخرى لتقديم التضحيات في مراكز الجبهة والمعارك يعمل هؤلاء في الخطوط الخلفية للإفساد وتقديم المساعدة لأسيادهم. وليعلموا أن الاذاعات الاجنبية والاذاعات المعادية تدعم وتحمي هؤلاء في حين تقوم بمحاربة الجمهورية الإسلامية. ويريدون ان لا تكون هناك جمهورية إسلامية. وكما فعل صدام وبقية المنحرفين عندما هاجموا بلادنا واشعلوا نار الحرب، فهؤلاء يشعلون الحرب بشكل آخر في المدارس والمعاهد العلمية والجامعات. جميعهم عملاء للأجانب وأنتم أينما كنتم يجب أن تنتبهوا وأن تنتبهوا بشكل جيد إلى هذه المسائل لئلا تباغَتوا بمكرٍ وخديعةٍ كما قال حميد البارحة من تلك الطرق ومن جميع الطرق. ادعو الله ان يحفظكم ذخراً لهذا الوطن وان يهدي شبابنا إلى الصراط المستقيم وان يجعلنا جميعاً جنودا للإسلام والوطن الإسلامي.

«۱»-عضو في إحدى المجموعات المعادية لنظام الجمهورية الإسلامية والذي أماط اللثام عن السياسات اللاإنسانية ضد الامة لتلك المجموعة من خلال اعترافه.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: