بسم الله الرحمن الرحيم
هدف القوى الكبرى هو زرع الخلاف بين فئات الشعب
اليوم الثاني والعشرون من بهمن هو اليوم الذي التحم فيه الشعب والجيش. وفيه رجع الجيش عن الطاغوت إلى الله، وبصيحات تكبير الشعب ودعمه له تغلب على الطاغوت. وهذا المعنى يجب أن يكون نصب أعيننا في جميع مراحل الحياة وهو أنّه إذا اتّحدت جميع الفئات في شعب ما مع بعضها البعض والتحموا معا فلا توجد قوة يمكن أن تقف في مقابلهم أو تستطيع الإضرار بهم.
القوى العظمى التي تريد التغلب على بلد ما واستغلاله تحتاج إلى واحد من اثنين؛ إما أن يكون جميع أفراد ذلك الشعب موافقين على ما تريده القوى الكبرى بحيث يمكن استغلالهم جميعاً وإما أن تقوم القوى الكبرى بالتلاعب بالمجموعات المختلفة لهذا الشعب من أجل بث الفرقة بين أفراد الشعب ومجموعاته. هؤلاء يعلمون أنهم إذا أرادوا استغلال شعب ما فلابد من أن يكون ذلك البلد وذلك الشعب موجودين حتى يمكن استغلالهما. هؤلاء إذا أرادوا استغلال هذا البلد أو أي بلد آخر فلابد من أن يكون شعبه مستسلماً بشكل ما لا أنه يفنى تماماً، وإذا وقفت أمة مع بعضها البعض متحدة في مقابل جميع قوى العالم فان تلك القوى لا تجيز لنفسها أن تقف في مقابل مثل هذه الأمة لأنهم يبحثون عن الاستغلال. وعندما تقف الأمة في وجههم فلا يمكنهم الاستغلال ولهذا يسعون بشكل أساسي إلى زرع الخلافات بين فئات الشعب المختلفة وطوائفه وشرائحه فيمكن لهم التسلط على الجميع وعندما يتوفر لهم التسلط ويضخمون شخصاً ما ويوصلونه إلى السلطة يمكنهم الاستغلال والحصول على نتائج وثمار التسلط على بلد ما. ولهذا فان شعبنا جرب هذا المعنى وهذه الحقيقة وهي أن الشعب من خلال وحدة الكلمة ووحدة الهدف تغلّب على جميع القوى التي كانت تدعم ملك إيران المخلوع وخليفته المشؤوم ومن بعده الشخص الذي انتخب لرئاسة الوزراء غير القانونية. «1» فهموا أن أياً من القوى الكبرى لا يمكنها الوقوف في وجه شعب متحد- في الثاني والعشرين من بهمن ثبت ان الشعب متحد وأن هدفه هدف إلهي وليس مادياً صرفاً وأن جميع فئاته صوت واحد مع بعضهم البعض ويسعون وراء هدف واحد- ورأوا كيف أن الشعب تغلب عليهم جميعاً. وأنهم أي جميع القوى الخارجية- سواءً القوى الكبرى أم عملاء القوى الكبرى- لم يتمكنوا من المحافظة على من كانوا يريدون المحافظة عليه.
قيم 22 بهمن
عندما رأوا أن كل الشعب يقول إننا لا نريد نظاماً فاسداً وطاغوتياً فإنهم استسلموا وأخذوا ذلك الشخص. وأخرجتموه أنتم من هنا. هذا درس لنا طول التاريخ أنه إذا أردنا ايصال بلادنا إلى ما نحب أي أن نصل إلى النتيجة المرجوة من كل هذه الدماء والجرحى والمعوقين المجاهدين يجب ان نكون مع بعضنا البعض. هذا هو الدرس الذي تعلمناه من 22 بهمن. ويجب علينا بكل ما أوتينا من قوة أن نستوعب هذا الدرس وأن نحفظه بكل ما أوتيناه من قوة. يجب أن يكون 22 بهمن عبرة لنا في كل حياتنا وللأجيال القادمة الذين يجب عليهم جميعاً أن يعرفوا 22 بهمن الذي هو يوم غلبة الايمان على الكفر وغلبة الله على الطاغوت وانتصار الإسلام على الكفر، يجب عليهم أن يحفظوه وأن يعظموه. يجب أن يعظموا اليوم الذي منّ الله تبارك وتعالى فيه على أمتنا وتفضل عليها بالوحدة ونَصَرها. نحن نشكر جميع القوى المسلحة- سواء القوات العسكرية وقوات الشرطة والدرك وقوات حرس الثورة- أي جميع القوى التي تقوم بخدمة البلاد وجميعهم في خدمة الإسلام وإذا كان هناك استثناء فهو استثناء قليل يزول في هذا البحر الكبير الذي لا حدود له والأمواج الكبيرة التي وجدت في إيران. إنني أشكرهم جميعا. والشعب الإيراني يشكر جميع القوى المسلحة سواء الذين كانوا في خدمة النظام السابق والتحقوا بالإسلام وهم من طائفة التوابين- الذين يعطيهم الله أجرهم- أومن الذين انبثقوا من داخل هذا الشعب، القوى المسلحة التي انبثقت من داخل أعماق الشعب، الشعب يشكرهم جميعاً وشعبنا وفيّ لجميعهم وأعلم أن الجيش أيضاً وجميع القوى المسلحة أوفياء للشعب وللإسلام ولبلادهم ولشعبهم.
المحافظة على النصر أصعب من تحقيق النصر نفسه
فتح بلد أو هزيمة قوة كبيرة له أهمية كبيرة ولكن المشكلة الموجودة بعد الفتح والانتصار أكثر من مشكلة الانتصار نفسه. في أثناء الانتصار توجد فئات عديدة في البلد حتى ولو كانت معارضة للشعب ومخالفة لعامة الشعب فإنها إما أن لا تظهر المعارضة أو أنها إذا كانت عاقلة ستتفق معه أيضاً وكما رأيتم في الأمواج العظيمة التي اجتاحت إيران في ذلك الوقت لم تكن لدينا معارضة ظاهرية بالطبع وإن كانت هناك معارضة في حقيقة الأمر ولكن المعارضة الحقيقية كانت قد توقفت في ذلك الحين. لأجل ذلك فان الانتصار كان أسهل من المحافظة عليه وبعد أن انتصرتم وانتصر الشعب فان الفئات المختلفة التي كانت تريد الانتفاع ولم يكن طريقها معكم واحداً بدأت بالاعلان عن وجودها وفي بعض الأحيان صارت تنسب الانتصار إلى نفسها وبأنها صاحبة النصر.
فقد قال بعض الأشخاص وبعض علماء الاجتماع بأنه إذا انتصر شعب من الشعوب فإنه يتوحد وإذا انهزم فإنه يتفرق، فان هذا يخالف الأشياء التي نراها اليوم بالعين. بل إن العلم يقتضي أن الشعب بعد أن ينتصر فان الفئات المختلفة لمقاصدها المختلفة فانها بعد الانتصار تشرع بالاختلاف. رأينا نحن كيف أن الشعب الإيراني بعد أن انتصر كيف شرعت الجهات والمجموعات المختلفة بالاختلاف وهي التي لم تكن تخالف، وذلك بعد أن صار هناك رغبة في الاستفادة وبعد أن شاهدوا معجزة الانتصار التي حصلت وصار كل منهم يريد نسبتها لنفسه. في كردستان صار الديمقراطيون يقولون نحن كان لنا دور في الانتصار والآن ماذا يجب علينا أن نفعل؟ وفي أماكن أخرى مجموعات أخرى مختلفة سواء المجموعات التي هنا في طهران أو المجموعات المتفرقة في جميع أنحاء إيران فانهم جميعاً نهضوا وخالفوا وقضوا على وحدة الكلمة. على أساس أننا نحن قمنا بالعمل ونحن انتصرنا ونحن يجب ان نستفيد. كل منهم صار يتخيل بأنه يجب ان يقضي على الآخرين ليكون هو وكل هذا مردّه إلى أن أشخاصا في ذلك الوقت أو مجموعات لم يكونوا يستطيعون إظهار أنفسهم بسبب تلك الأمواج الكبيرة أو أنهم ما كانوا يريدون سقوط النظام وبعد أن انتصر الشعب رفعت كل طائفة رأسها وأرادت أن تسجل الانتصار باسمها. مجموعة تقول نحن الذين قمنا بالثورة! لقد ورد في الأيام القليلة الماضية في صحيفة أو في وكالة أنباء أجنبية أن هذا الانتصار حققه الشيوعيون! هذا بسبب أن الاستغلاليين ويتوزعون بين أبناء الشعب يجلسون جانباً ليشاهدوا من الذي ينتصر في النهاية فاذا انتصر الشعب على الأجانب سيقولون نحن الذين أتينا بالجمهورية الإسلامية لكم وإذا انتصر الأجانب يقولون نحن الذين حققنا لكم الانتصار. إذا انتصر معسكر الشرق يقولون نحن الشيوعيون الحقيقيون! وإذا انتصر الغرب يقولون نحن كنا نشبه الشيوعيين ولكننا كنا معكم! عندما يحصل الانتصار فان كل طائفة تعمل على أن تسجل الدور الأكبر في الانتصار باسمها، من أجل الاستفادة واستغلال انجازات الانتصار والنتائج الايجابية للنصر وتسجيلها باسمهم لهذا تقف وتعارض. واذا لم يكن هناك انتصار وكانت الهزيمة، تكون هناك معارضة تسعى لتنسب عار الهزيمة إلى الآخرين. ولكن المعارضة الثانية لا تدوم طويلًا لأن عار الهزيمة الذي يضجون لأجله دفعة واحدة ويحاولون نسبته إلى الفرقة أو الطائفة الفلانية ليس له أساس وينتهي سريعاً ولكن في الانتصار فإن الطمع كثير والآمال والاماني كثيرةٌ.
فمن أجل الاستفادة وتسجيل الانتصار باسمهم يقول الديمقراطيون نحن الذين كنا في الساحة ويقول الشيوعيون نحن الذين كنا في الساحة وأشخاص آخرون من الممكن أن يدعي كل منهم أننا نحن الذين حققنا النصر. في حين أن من يفتح عينيه جيداً يرى أننا لم يكن لنا أي دور في الموضوع فإنّ الشعب والجيش والحرس وسائر القوى هي التي اتحدت مع بعضها وحققت النصر.
العلاقة بين صفة الديكتاتورية وسوء التربية
ونقطة أخرى أحب أن أذكّركم بها أنتم أيها السادة وجميع العسكريين وجميع القوى المسلحة وجميع من لهم علاقة بالعمل في هذه البلاد وهي أنه ليس في الإنسان عندما يولد شيءٌ من الصفات التي تبرز فيه فيما بعد. لا يوجد أي شخص أو إنسان كان عالماً منذ الولادة إلا اولئك الذين علمهم من عند الله تبارك وتعالى كالأنبياء فإن الناس لم يكونوا علماء منذ ولدوا إلّا أنهم بعد ذلك من أجل جهاد أنفسهم قاموا بالدراسة واختار كل منهم علماً. الديكتاتورية أيضاً من الأمور التي يولد الطفل خاليا منها. وعندما يكبر شيئاً فشيئاً فانه ليس بحيث يكون عنده ديكتاتورية كبيرة. لكن التربية المنحرفة في بيئة الإنسان الصغيرة تبعث فيه الديكتاتورية شيئاً فشيئاً. إذا كانت التربية صحيحة لهذا الطفل فان صفة الديكتاتورية فيه تضمحل شيئاً فشيئاً. وإذا كانت التربية فاسدة فان الديكتاتورية القليلة تنمو. هؤلاء الذين في قواتنا المسلحة ويقومون بأعمال بلادنا أو غيرها من البلاد لم يكونوا من البداية ديكتاتوريين. الديكتاتورية تظهر في الإنسان شيئاً فشيئاً. من البداية يتخيل إنه إنسان معارض للديكتاتورية. ولكن بعض الأحيان عندما يبدأ في فرض الأراء و الأقوال، يريد أن يفرض رأيه على الآخر، ليس بالاثبات بالبرهان بل يريد أن يفرضه فرضاً على الآخرين. هذا نوع من الديكتاتورية أن يفرض الإنسان ما يعتقده على الآخرين وعليهم أن يقبلوا به من دون سبب. في بعض الأحيان يكون هناك إنسان منصف يقول تعالوا نجلس مع بعضنا ونتحدث لنرى هل كلامك صحيح ام كلامي. في وقت اخر فان روحه تكون مشبعة بالديكتاتورية دون أن يعلم. يريد أن يفرض الموضوع الذي يعتقده على الجميع ويجبر الآخرين على القبول به. وهنا المنطلق وبعد ذلك بالتدريج إذا صار لديه قوة فإنه يرتفع درجة أعلى بالنسبة لبيئته ولقدرته التي يمتلكها وشيئاً فشيئاً يشرع بالديكتاتورية وشيئاً فشيئاً عندما يدخل الإنسان المجتمع والعسكرية وعندما يصير رئيساً لمجموعة وقائداً عسكرياً فان تلك الخصلة التي في أعماقه تبدأ بالنمو. في البداية هو نفسه غافل عن الموضوع ولايعرف أن هذه الخصال خصال الديكتاتورية. يتخيل أنها صفات إنسانية وإسلامية. وهكذا يتطور نحو الأمام وكلما تقدم أكثر تزداد فيه هذه الخصلة. لا تتخيلوا أن رضا خان كان في البداية ديكتاتوراً أو أن هيتلر كان في البداية ديكتاتوراً. في المحل الذي ولد فيه رضا خان لم يكن ديكتاتوراً وهيتلر لم يكن ديكتاتوراً. شيئاً فشيئاً عندما دخل المجتمع وصار لديه قدرة وكلما زادت قوته فان تلك الملكة ازدادت في أعماقه وهكذا قويت فيه بالتدريج إلى أن صار في وقت من الأوقات ديكتاتوراً مثل هيتلر أو في بلادنا صار ديكتاتوراً مثل رضا خان ومحمد رضا كان ديكتاتورا إلّا أنه عمل بشكل يختلف عن ابيه. أذاق الناس طعم الذل والهوان. والذين أجبروه أن يجر البلاد نحو الدمار، كانوا يعلمون جيداً أن أباه ديكتاتور، بالنسبة لابنه لا بد انه قدم لهم تعهدات حتى قبلوا به. هؤلاء لم يخلقوا ديكتاتوريين والانسان لا يولد تحررياً. في البداية كل هذه الصفات والخصال كامنة في الإنسان. وشيئاً فشيئاً عندما يعي الإنسان يرى أنه قد وقع في شباك نفسه أي شباك الديكتاتورية.
خصائص الديكتاتورية ومفاسدها
يجب عليكم أنتم الذين تريدون طيّ طريق التقدم والحصول على القوة في الجيش يجب عليكم أن تنتبهوا إلى هذه الناحية وهي أنكم عندما تحصلون على القدرة والمنزلة وعندما تصبحون قائداً لفوج أو قائداً لمعسكر أنظروا إلى أنفسكم هل تريدون هداية العناصر والأفراد الذين تحت إمرتكم أم أنكم تريدون فرض ما تعتقدون ولو كان باطلًا. إذا فهمتم أنكم أخطاتم في موضوع ما هل أنتم مستعدون للاعتراف بالخطا أم إنكم تريدون الاستمرار على خطأكم حتى النهاية.
من مفاسد الديكتاتورية التي يبتلى بها الديكتاتور هو أنه لو طرح موضوعاً ما فانه لا يستطيع أن يتراجع عنه حتى لو ثبت له أنه خلاف المصلحة وخلاف مصالح البلاد وخلاف مصلحة الجيش، إنه لا يستطيع الرجوع عنه يقول أنا قلت ويجب أن يُنفَّذ. هذه أكبر الديكتاتوريات التي يبتلى بها الإنسان أن يقول إن ما قلته يجب أن ينفذ حتى ولو تعرض البلد للدمار. هذه ديكتاتورية هيتلر وأمثالها كانت من هذا النوع عندما يشعر أنه أخطا ولا يجوز أن يهجم على الاتحاد السوفياتي مثلا فإنه لا يعترف بهذا الشيء وكل رأيه أن هذا العمل يجب أن ينفذ، قلت ويجب ان انفذ وهذا الشخص الذي قال يجب ان يحصل، فانه انقاد إلى الذل بهذا الشكل.
إن شاء الله أنتم الذين سوف تصبحون في المستقبل وجوهاً فاعلة للبلاد ووجوها إسلامية لهذا الوطن إعلموا أن الأشياء التي في أنفسكم وهذه الأوصاف التي في أنفسكم إذا لم تلجموها فانكم من الممكن أن تصبحوا ديكتاتوريين. لا يكن رأيكم في أنفسكم أن كل ما تقولونه هو الصحيح ولا تعتدوا بأنفسكم لدرجة أنكم لو فهمتم الخطاً مع ذلك تصرون على عدم الاعتراف.
الإنسان الكامل هو الذي إن عرف أنّ كلامه صحيح فانه يظهره بالبرهان ويفهمه للآخرين بالبرهان. وما جاء في القرآن الكريم انه لا إكراه في الدين «2» فلأنه لا يمكن فرض العقائد بالقوة.
لا يمكن أن يفرض إنسان عقائده على الآخرين هكذا بدون سبب، بل هذا يجب أن يكون بتمهيدات يصور من خلالها الشيء بأنه حسن. والا لو كان إنساناً وقد ربي بشكل صحيح فانه يُفهم ما عنده للاخرين من خلال البرهان. وليس فرضاً. يدعو الناس إلى أن الطريق الصحيح هو هذا، لا أنه يفرض على الناس أن يختاروا هذا الطريق. إنتبهوا إلى هذا الموضوع وإن شاء الله لو صرتم رؤساء أو قادة فانكم تزيلون هذه الصفة الموجودة في الإنسان. ومن الآن انتبهوا إلى هذا الموضوع لئلا تكون هذه الأنانية الكبيرة التي هي منشأ الديكتاتورية ومنشأ جميع المفاسد موجودة فيكم. إذا رأيتم إنكم قد أخطاتم اعترفوا. هذا الاعتراف يجعلكم عظماء وكباراً في نظر الشعوب لا أن الاعتراف بالخطأ يجعلكم صغاراً. الإصرار على الخطأ يجعل الإنسان منحطاً. لو تفوه الإنسان بشيء وكان خطاً ثم رأى أنه أخطأ فاذا أصر على هذا الخطا وحرص على أن يرسخ ويثبت خطأه فهذه هي الديكتاتورية الفاسدة جداً حتى ولو كانت صورتها غير ديكتاتورية ولكنها هي الديكتاتورية وهذا ما يجعل الإنسان يظهر في آخر الامر على شكل هيتلر ورضا خان. أنتم الذين تدرسون في المدارس العسكرية يجب أن تنتبهوا إلى هذا الموضوع وهو أن لا تكون كل دراستكم من أجل أن توصلوا أنفسكم إلى مقام ومنزلة ومنصب بل ليكن ذلك من أجل كون المنصب وسيلة لتطوير الشعب واستقلاله وحريته وحفظ حدوده وثغوره. لا أن يكون الهدف هو أن أصل أنا إلى القيادة وليذهب الشعب إلى الجحيم. الديكتاتوريون يتصفون بهذه الصفة وهي أنهم يريدون الوصول إلى السلطة الكبرى حتى ولو هلك الشعب كلّه، أو دمر الجيش. يجب عليكم الانتباه إلى أن لا تنمو فيكم صفة الديكتاتورية. وإن شاء الله لا تكون أصلا موجودة من البداية. ولكن لو أنها كانت موجودة لا قدر الله فلا تتطور لأن الديكتاتورية اسوأ الصفات التي تجعل الإنسان ينحط عن الإنسانية وتجر البلاد إلى الهلاك.
أرجو أن يوحّد الله صفوفكم أنتم القوات المسلحة إن شاء الله ويوفقكم إلى الانسجام مع بعضكم أكثر من الآن. ووفقكم إلى الانسجام مع الشعب أكثر من الآن حيث إن الانسجام ووحدة الكلمة ووحدة الهدف هدف إلهي وفي الهدف الإلهي أيضاً استقلال البلاد وحرية الأفراد وتحقيق جميع الآمال التي عند الناس. إن شاء الله انتم جميعا وشعبنا بنسائه ورجاله وكباره وصغاره تنسجمون أكثر حتى يصل بلدنا إلى حيث يريد الله تبارك وتعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.