شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [إعلان السنة سنة للرحمة والأخوة وسيادة القانون ومحاربة المعتدين (يشتمل على ثلاثة عشر بنداً لتنبيه الشعب والمسؤولين)]

جماران، طهران‏
حلول السنة الجديدة والسنة الثانية لانتصار الثورة الإسلامية «1»
إعلان السنة سنة للرحمة والأخوة وسيادة القانون ومحاربة المعتدين (يشتمل على ثلاثة عشر بنداً لتنبيه الشعب والمسؤولين)
الشعب والمسؤولون‏
جلد ۱۴ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۷۰ تا صفحه ۱۷۴

بسم الله الرحمن الرحيم‏
ونحن على أعتاب السنة الثالثة لتأسيس الجمهورية الإسلامية وتكريم ذكرى مولد الشخصية الإسلامية الصديقة الكبرى (سلام الله عليها)، فان الخطة المشؤومة للقوى العظمى الشرقية والغربية التي عقدت العزم على القضاء على الإسلام العظيم وقهر الجمهورية الإسلامية، وقد رأت أن السبيل الوحيد لنجاحها هو إيجاد الاختلاف بين الجماهير العظيمة لشعبنا الشريف من أجل خلق حالة من اليأس والقنوط بواسطة هذه المؤامرات المشؤومة الشيطانية في الجماهير المليونية، والوصول إلى أهدافها المشؤومة، هذه الخطط ذهبت بإذن الله أدراج الرياح؛ واستطاع رجال الدولة المحترمون معرفة وتحديد الأجنحة المرتبطة بالأجانب ونفاياتهم المتبقية التي خططت في رؤوسها الفارغة من الإيمان، لتأسيس جمهورية ديمقراطية شعبية حسب زعمها والتسلل إلى صفوف المسلمين المؤمنين بالله العظيم من خلال مسميات مختلفة منها المسميات الإسلامية ذات الطابع الامريكي، كما استطاع المسؤولون من خلال مد يد الأخوة إلى بعضهم في ظل الوحدة والاتفاق من إبطال خططهم الشيطانية وإعادة الأمل والطمأنينة إلى الشعب فجعلوا المتآمرين الأصليين وأتباعهم ييأسون في هذه المرحلة.
أبارك حلول هذه السنة الجديدة لجميع الشعب الشريف وخصوصاً للشهداء الأحياء (معوقي الحرب) وذويهم والمتضررين. وأسأل الله تعالى انتصار الإسلام على الكفر وانتصار القوات المسلحة للجمهورية الإسلامية على قوى البعث الكافر المخدوعة في العراق وجميع عملاء الشرق والغرب الذين نظروا بعين الطمع للقضاء على الإسلام والجمهورية الإسلامية والتسلط الكامل على جميع ثروات بلدنا العظيم. توجد مجموعة من الأمور التي أرى من الضروري أن أذكّر بها لصلاح الأمة الإسلامية وخصوصاً الشعب الثوري في إيران وليعمل بها شعبنا العزيز لتحقيق النصر النهائي ورفع راية الإسلام العزيزة وإزالة الظلم والجور:
1- في الآونة الأخيرة وبسبب بعض الاحداث فإن شعبنا غفل عن أعدائه الأصليين سواء القوة العظمى في الشرق أم الغرب وعلى رأسهم أمريكا ناهبة العالم. فجميع المصائب التي يعاني منها البشر هي بسببها ونحن في حالة حرب معهم وجميع المصائب والنقائص الموجودة في بلدنا هي بسببهم. لقد غفلنا وكدنا ننسى العدو الحقيقي لتحل محله العداوات الأهلية وهذه الحيلة أيضاً انهارت بإذن الله تعالى ويجب ألا ننسى أن شعبنا البطل يواجه اليوم جميع الخونة في أنحاء المعمورة ومثل هذه المواجهة تتطلب أكثر مما واجهناه من المصائب. في الحرب العالمية الثانية ومع أننا لم نكن طرفاً في الحرب إلا أن حالة من القحط أصابت البلاد بحيث أن الخبز والمواد الأساسية كانت تتوفر بصعوبة. والآن ونحن في مثل هذه الحرب يجب على شعبنا أن يتحمل مستلزمات مثل هذه المواجهة مع القوى الكبرى وأن يتعاون مع الحكومة وأن لا يكترث بالدعاية التي يبثها المنحرفون إلى أن يبلغ النصر النهائي.
2- ما أجمل أن نعلن هذه السنة الجديدة سنة للرحمة والعطف والأخوة وأن نسعى لتأليف القلوب وأن نطلب من الله الرحمن أن يؤلف بين قلوبنا وأن يتفضل علينا بنعمة الأخوة الإسلامية وأن ينجينا من منزلق الفرقة والعجب والأنانية التي نهايتها في هذا العالم الذلة والأسر وفي ذلك العالم الظلمة والجحيم. الإخوة والأخوات في الإسلام! إذا أردتم الاستقلال والحرية والجمهورية الإسلامية وهي التي ضحيتم من أجل تحصيلها بشبابكم الأعزاء وتحملتم ضغوط الحرب المفروضة، فاسعوا في هذه السنة الجديدة أن تخرجوا من قيد شيطان النفس وبآصرة جديدة وبوحدة الكلمة واللجوء إلى راية الإسلام العزيز الغالية جداً انقذوا أنفسكم العزيزة وإسلامكم الذي هو أعز من أنفسكم، من شر القوى العظمى والنفايات المرتبطة بها وتغلبوا على القوى الشيطانية بالاعتصام بحبل الله.
3- أطلب من الشعب العظيم ومن رجال الحكومة خصوصاً أن يستفيدوا من التجربة المريرة للاختلاف بعد الاتحاد الذي كان حاصلًا بعيد النصر، الذي وصل في الأشهر الأخيرة إلى أوجه وسوَّد أيامنا وأذاقنا المر. أطلب منهم أن يعتبروا وأن يعملوا على أن يجربوا الأخوة والاتحاد وأن يتسامحوا في التعامل مع بعضهم. ولا قدر الله لو رأوا سوءاً من بعضهم فإن الفرص كثيرة والمجال مفتوح ولكن كونوا على ثقة أن وعد الله تعالى هو أن الأخوة الإيمانية والصداقة والمحبة المتبادلة هي سبب للنجاة.
4- أطلب من جميع العلماء المحترمين وأئمة الجمعة والجماعات أن ينظروا بعين الرحمة والعطف إلى الجمهورية الإسلامية وإلى المسؤولين وأن يربوا المذنبين من خلال الإرشاد والموعظة الحسنة. وأن يُقَوِّموا الانحرافات وهذه هي طريقة الأنبياء العظام وأولياء الله. وتأثير الموعظة الحسنة في النفوس أكبر بكثير من ذكر العيوب والمساوئ، ومن الممكن أن تتسبب بعض الأقلام‏ والألسنة الباحثة عن العيوب في خلق حالة من العصيان في النفوس وترك أثر سلبي وسي‏ء بدلًا من الأثر الإيجابي الحسن، وأن تسبب الإفساد بدلًا عن الإصلاح. يجب على السادة الأعلام أن يعلموا أن ما تم انجازه من الآثار الحسنة والإيجابية في البلاد بيد المتصدين للأمور بمساعدة الشعب العزيز، أكثر من الأخطاء التي ارتكبوها ولو أن جميع الأقلام والألسنة تصدت لإرشادهم ونظرت إليهم بعين الرحمة وعلى أساس سنة الأنبياء (عليهم صلوات الله) فإن الأمور ستصلح وستزول النقائص بتأييد الله الرحمن.
5- أطلب من جميع المتصدين للأمور في الجمهورية الإسلامية خصوصاً علماء الدين أن يراعوا في تدبير أمور البلاد وحل القضايا خط الإسلام بشكل دقيق وأن لا يقعوا تحت تأثير التحزبات والميل إلى فئة ومعارضة فئة أخرى وأن يتعاملوا مع الناس ومن يراجعونهم بالعدل الإسلامي والعطف المتوقع من الجمهورية الإسلامية. وأن لا يصوروا الحكومة الإسلامية مقلوبة للرأي العام. وأن يجتنبوا سوء المعاملة وبيروقراطية النظام السابق حيث أن الجمهورية الإسلامية أمانة إلهية بأيدي جميع الشعب وبأيديكم خاصة، ومسؤوليتكم كبيرة عند الخالق والخلق.
6- أريد من المثقفين والقائمين بأمر التعليم والتربية والقضاة ومسؤولي العدل ومحاكم الثورة أن ينتبهوا للمهمة الكبيرة التي أنيطت بهم والمسؤولية العظيمة التي أخذوها على عاتقهم حيث أن انحرافهم يؤدي إلى انحراف ثقافة البلاد والأطفال والشباب الذين يمثلون أمل الشعب والإسلام وهم أمانات كبيرة جداً وشريفة وخيانتها خيانة للإسلام والبلاد وهؤلاء الأطفال والشباب الذين سيكون مصير البلاد بأيديهم. ويجب تطبيق التربية الإسلامية الصحيحة في جميع المدارس بجدية حتى تصان البلاد عن الضرر. إن أمر المحاكم ومحاكم الثورة وقضاتها مهم جداً حيث يتعامل مع أرواح الناس وكرامة الشعب وأمواله، والأهمية التي أولاها الإسلام للقضاء قلما أولاها لشي‏ء آخر. إنّ المحاكم ومحاكم الثورة اليوم مسؤولة عن حفظ سمعة الجمهورية الإسلامية والإسلام. والانحراف في القضاء قلما أولاها لشي‏ء. اليوم جهاز العدل ومحاكم الثورة هي حامية اعتبار وسمعة الجمهورية الإسلامية والإسلام والانحراف في القضاء يجعل الشعب ييأس من هذا الجهاز ويسي‏ء نظرته للجمهورية الإسلامية وعلماء الدين. كبار المسؤولين القضائيين ملزمون بالإشراف الكامل والحيلولة دون الانحرافات. وليعلم علماء الدين الذين في المراكز المذكورة وانتدبوا لأمر القضاء أنهم تولوا أعلى المسؤوليات ولا يتوقع منهم الانحراف بأي نحو من الأنحاء ولو حصل شي‏ء فسوف يعامَلون بشدة. أريد من المسؤولين أن يراقبوا وضع السجون وأن يوصوا بالتعامل مع السجناء بالسلوك الإسلامي. وما أحسن أن يقوم الخطباء الملتزمون بالذهاب إلى السجون لتربية السجناء بالتربية الإسلامية ومن الضروري أن تكون هناك برامج للمحافظة أكثر على سلامة السجناء وصحتهم. وبحسب تشخيص رؤساء السجون ليتم فسح المجال أمام زيارة السجناء أكثر، خصوصاً في هذه الأيام، فأن المذنبين هم أشخاص مثلنا.
7- من اللازم على المجلس الأعلى للثورة الثقافية من خلال السعي الدؤوب وزيادة المجموعات الملتزمة والمتخصصة أن يقوم بإنهاء عمله وبذل قصارى الجهود لفتح الجامعات في هذا العام. أسأل الله لهم التوفيق في هذا الأمر الجليل.
8- آمل من جميع القوات المسلحة والجيش والدرك وحرس الثورة والداخلية والتعبئة والقوى الشعبية والعشائر والبيشمركة «2» وغيرهم؛ من الذين يقدمون التضحيات على الجبهات في سبيل الإسلام والوطن الغالي، آمل منهم جميعاً أن يقوموا بتطهير الوطن الإسلامي بكل بطولة من قذارة وجود الغازين المرتبطين بالقوى الجهنمية بمنتهى الجدية والتعاضد ووحدة الكلمة والانسجام الكامل وطاعة القادة وأن لا يفسحوا المجال لجيش الكفر بالثبات وذلك بالهجوم عليهم. وعلى قادة القوات المسلحة أن يأخذوا بعين الاعتبار جاهزية القوات وألّا يمهلوا الأعداء ولا يفوّتوا الفرصة فإن الله مع القوى الإسلامية.
9- أنا أكرر دعمي ودعم الشعب المجاهد الشجاع لجميع القوات المسلحة وأُطمْئنهم إلى أن تضحيتهم محل تقدير وافتخار الشعب. وقادة القوات المذكورة هم تحت راية الإسلام العزيزة ودعم شعب إيران العظيم وأنا أتعهد بدعمهم. من الضروري أن أذكّرهم بأن لا يكترثوا بالشائعات التي تبث من قبل حفنة من الخونة وأن يتابعوا صمودهم بكل اطمئنان وراحة بال.
10- أطلب بكل تواضع من شعبنا العزيز أن يستمر بدعم القوات المسلحة وأن يحفظ الوطن الإسلامي العزيز من كل ضرر من خلال دعمه اللامحدود. أؤكد وأطلب من الشعب أن يقدم الدعم والحماية لمشردي الحرب الذين فقدوا أحبتهم وبيوتهم بسبب هجوم الكفار البعثيين العراقيين، وأن لا تدعوا هؤلاء يذوقون طعم التشرد المر. رحمة الله عليكم أيتها الأخوات والأخوة الغالين الذين كنتم عوناً من خلال همتكم العالية في مواجهة الحرب المفروضة وأيضاً كنتم أعواناً صادقين لمشردي الحرب. وبالطبع فإن الحكومة قامت ببذل كل جهدها في هذا الأمر الإنساني ولازالت تبذل قصارى جهودها ولكن دعم الشعب أيضاً يؤدي إلى رفع معنويات القوات المسلحة والحكومة.
11- الآن وقد أبطلت المؤامرات المشؤومة لأعداء الإسلام والمسلمين والخارجيين والداخليين من خلال وعي الشعب ووفائه ووعي الحكومة وتم إبطال مؤامراتهم الهادفة لإيقاع الخلاف بين رجال الدولة من خلال وعي الشعب والذي كان في النتيجة سيؤدي إلى الاختلاف بين فئات الشعب فان هؤلاء الاعداء ومن خلال بث الشائعات والدعايات التي لا أساس لها والتي ستؤدي‏ بحسب أفكارهم الباطلة إلى تثبيط همة الشعب السلامي الصامد ودفعه الى اللامبالاة، وهم يستميتون بحسب زعمهم لإخراج الشعب وتحييده عن الساحة، وإلقاء الإسلام والمسلمين في هاوية الهلاك وتمهيد الطريق لأسيادهم الظالمين. وعلى الشعب الواعي والعزيز أن لا يهتم بالشائعات والأقلام السامّة والتي هي مع الأسف بأيدي الأصدقاء الجهلة. وأن لا يضيعوا من خلال أقوال حفنة من المتآمرين والجهلة، الإسلام العزيز الذي وصلنا من خلال أتعاب وجهود نبي الإسلام (صلى الله عليه وآله) وأصحابه الكبار.
12- أذكّر المفكرين والمثقفين وأصحاب الأقلام- سواء منهم الأوفياء للإسلام أو الأوفياء للبلاد والوطن أو الأوفياء للشرف والقيم الإنسانية ومن يهتمون لفاجعة المشردين الذين لا مأوى لهم ومن أبعدوا عن منازلهم ومدنهم وقراهم إذ كانوا يتألمون لهؤلاء- أذكر أن معارضة بعضكم للدولة الإسلامية لا تنفعكم ولن تستفيدوا منها، وعدا تأخير الانتصار النهائي واستمرار الحرب لن تحصلوا على نتيجة سوى جر البلاد والشعب للخراب والهلاك وفتح الطريق أمام أعداء إيران والإسلام. ارجعوا إلى أنفسكم وكونوا مع الشعب في هذا الجهاد المقدس في الفكر والعمل حتى يتحقق النصر وتنالوا حظاً منه واعلموا أن الرجولة هي في الدفاع عن الشعب والمظلومين.
13- أرجو أن تكون هذه السنة سنة سيادة حكم القانون. في الإسلام جميع الناس حتى نبي الإسلام العظيم (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يملك أي امتياز في مقابل القانون. وأحكام الإسلام والقرآن جارية على الجميع. وشرف وقيمة الإنسان تكمن في اتباع القانون وذلك هو التقوى. ومنتهك القانون مجرم ويستحق الملاحقة وعلى الأجهزة القضائية أن تدافع عن الذين يعتدى على أرواحهم وشرفهم وأموالهم وتعاقب المعتدين. وأنا أعلنت عدة مرات وأعلن مرة أخرىً أن أي مجموعة وأي شخص- حتى لو كان من أقاربي وأرحامي- مسؤول عن أعماله وأقواله ولا سمح الله لو انتهك أحكام الإسلام فيجب على الجهاز القضائي أن يعاقبهم وأي شخص وأي جهاز سواء كان من قضاة الشرع أو المحاكم أو غيرهم، أي شخص يسجل انتهاكاته باسمي أو ينسبها إليّ فهو مجرم ومفترٍ.
وأخيراً أقدم تحياتي اللامتناهية لمجاهدي الإسلام وشهداء طريق الحق والمعاقين ومشردي الحرب وأسأل الله الرب المتعال رحمته الواسعة للجميع وأتضرع إليه أن يبارك السنة الجديدة لجميع المسلمين والمستضعفين في العالم وأن يبارك لشعبنا وأن يجعل هذه السنة سنة انتصار الإسلام. والسلام على عباد الله الصالحين.
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-قرأ نص نداء الإمام الخميني السيد أحمد الخميني في مراسم صلاة الجمعة في طهران التي أقيمت بتاريخ ۲۹/ ۱۲/ ۱۳۵۹ في مقبرة«جنة الزهراء»-بإمامة السيد الخامنئي. «۲»-كان المجاهدون المسلمون من الأكراد المعروفون باسم البيشمركة يقفون جنباً إلى جنب إخوانهم يقاتلون القوات البعثية المعتدية وكذلك الأحزاب المعادية للثورة.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: