بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
أعزي وأهنئ ولي العصر (أرواحنا فداه)، بشهادة القائد العظيم والمجاهد المسلم الواعي، والمتمسك بطريق الباري عز وجل، السيد الدكتور مصطفى شمران.
التعزية، لأن أمتنا أمة الشهداء فقدت جندياً مخلصاً، كان يسطّر الملاحم في ساحات صراع الحق والباطل، سواء في إيران أو لبنان وهدفه كان دائماً عزة الإسلام، ونصر الحق على الباطل.
لقد كان مجاهداً تقياً ومعلماً ملتزماً، وبلادنا الإسلامية بحاجة ماسة إليه وإلى أمثاله. والتهنئة، لأن الإسلام العظيم ربى مثل هؤلاء الأبناء البررة والقادة الشجعان وقدمهم للشعب والمستضعفين، حقاً إن الحياة عقيدة وجهاد في سبيل هذه العقيدة.
إن شمران العزيز بدأ حياته بعقيدته الطاهرة النقية، عقيدة الجهاد في سبيل الله، ولم يتبنّ عقائد المجموعات والأحزاب السياسية، واختتم حياته بنفس تلك العقيدة أيضاً «1».
خلال حياته عرف نور المعرفة والاتصال بالله، ونهض للجهاد في سبيله، ونثر روحه الطاهرة عطراً فوق أرض بلاده، لقد عاش أبيّاً ومات أبيّاً ووصل إلى الحق كما كان يتمنى. إن العظمة هي أن ينهض المرء للجهاد في سبيل الله ويقدم روحه ثمناً لذلك، دون أن تغره الشعارات السياسية، والغرور الشيطاني، وهنا تكمن عظمة الرجال الربانيين، لقد ذهب لملاقاة الله بوجه أبيض وروح سعيدة طاهرة.
ولكن هل نستطيع نحن أن نكون كما كان؟ إن الله سبحانه وتعالى، وحده من يستطيع أن يأخذ بيدنا ويحررنا من ظلمات الجهل وسجن الذات. وأنا لن أقدم التعازي بهذا المصاب الجلل للشعب الإيراني الغيور واللبناني فقط، بل لجميع الشعوب المسلمة، والمجاهدين في سبيل الحق وأسرة هذا الشهيد أيضاً، أسأل الحق تعالى أن يتغمده برحمته، وأن يلهم أسرته الصبر والسلوان.
روح الله الموسوي الخميني
طهران- جماران
شهادة السيد مصطفى شمران ممثل الإمام في المجلس الأعلى للدفاع
شعب إيران ولبنان، وعائلة الشهيد شمران
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۴ ص ۳۷۵
«۱»-استشهد السيد مصطفى شمران بتاريخ ۳۱ خرداد ۱۳۶۰ ه-. ش في جبهة سوسنكرد دهلاوية خلال اشتباكات مع القوات البعثية المعتدية.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417