بسم الله الرحمن الرحيم
إنالله وإنا إليه راجعون
إن شعباً نهض لإقامة العدل الإسلامي وتطبيق أحكام القرآن الكريم وقطع أيدى المجرمين من القوى الكبرى والعيش المستقل الحرّ، قد أعدّ نفسه للاستشهاد وتقديم الشهداء ولن يهاب الأيدي المجرمة للقوى الكبرى التى تتمثل اليوم في زمرة من المجرمين المحترفين الذين يقتلون الخيرة من أولاده المخلصين.
أليست الشهادة ميراثاً جاءنا من سادتنا الذين كانوا يعتبرون الحياة عقيدة وجهاداً حيث كانوا يدافعون عن منهج الاسلام الباعث على الفخر بدمائهم ودماء شبابهم الأعزاء إلى أن وصل إلى شعبنا المربّي للشهدا. أليست العزّة والشرف والقيم الإنسانية درراً ثمينة، بذل السلف الصالح في مدرسة الإسلام حياتهم وحياة أصحابهم في سبيل حفظها وصونها؟
ألسنا أتباع الأطهار الذين بذلوا مهجهم في سبيل الهدف فكيف يمكن أن يدبّ الشك فينا من استشهاد أحبابنا.
وهل للعدو القدرة على سلب شهدائنا الأعزّاء المكرمات والقيم الانسانية من خلال جرائمه. وهل بإمكان أعداء الفضيلة أن يأخذوا من أحباب الله وعشاق الحقيقه سوى هذا الجسد المادي؟
دعوا هؤلاء السباع الذين لايفكرون الّا في (الأنا) و (النحن) ويأكلون كما تأكل الأنعام «۱» يطلقوا عشاق الحق من قيد الطبيعة وأن يوصلوهم إلى الفضاء الطلق إلى جوار المحبوب.
العار عليكم يا نفايات الشيطان والعارعليكم يا من بعتم أنفسكم للمجرمين الدوليين الذين دخلوا في جحورهم، ووقفتم أمام الشعب الذي نهض ضد القوى الكبرى وقمتم بالأعمال التخريبية الحمقاء.
ان مشكلتكم الكبرى وأتباعكم هي أنكم تجهلون الاسلام وقدراته المعنوية كما لاتعرفون الشعب المسلم ودوافع ايثاره.
إنكم لاتعرفون الشعب الذي قدّم العشرات من شبابه لا سقاط النظام البهلوي الخبيث والانطلاق من أسرالشيطان الكبير، حيث وقف بشجاعته التي قل لها مثيل ولم ينثن أبداً. إنكم لم تعرفوا الشعب الذي يتمنى معا قوه في المستشفيات الشهادة ويدعون أصحابهم إلى الشهادة انتم يا من عميت قلوبكم رغم انّكم رأيتم أن قتل الشخصيات الكبيرة يؤدي إلى رصّ صفوف المضحّين في سبيل الإسلام أكثر من ذى قبل ويزيد عزمهم مضاءً، إلّا انكم تريدون بقتل أعزائنا أن تخرجوا هذا الشعب المضحي من الساحة.
إنكم وجهتهم الشتائم والتهم بأسلوب بعيد عن المروءة إلى أبناء الاسلام مثل الشهيد البهشتي وشهداء المجلس الأعزاء قدر المستطاع لكى تفصلوهم عن الشعب وعندما فقد هذا السلاح قدرته وتمّ فضحكم في كل مكان دخلتم في جحوركمترتكبون جرائم بلهاء وظنّكم أنكم تستطيعون إرعاب هذا الشعب المضحّى والمربي للشهداء بهذه الأعمال الوحشية.
إنكم تجهلون أن قاموس الشهادة يخلومن كلمة الخوف. إن الاسلام يعتز اليوم بهؤلاء الشهداء وبمن يربوّنهم ويدعو جميع الشعب بكل فخر إلى الصمود وإننا عاقدون العزم على أن نقدم عند لقاء الله نفوسنا التي هي منه إليه.
إن الشعب الايرانى قدم في هذه الكارثة العظمى 72 بريئاً بعدد شهداء واقعة كربلاء. إن الشعب الايراني يعتز بتقديمه رجالًا إلى المجتمع وقفوا أنفسهم في سبيل خدمة الاسلام والمسلمين وإن أعداء الخلق قتلوا فئةً اجتمعت التشاور في مصالح البلاد.
أيها الشعب العزيز إن هؤلاء الذين عميت قلوبهم ويدّعون الجهاد لأجل الشعب «۲»، أخذوا منه جمعاً من خدّامه النشيطين الصادقين.
لوفرضنا أنكم كنتم تعادون الشهيد البهشتي عداءً شديداً حيث عاش مظلوماً وقتل مظلوماً وكان قذى في عيون أعداء الاسلام وخاصة لكم، ما هوسبب عدائكم لأكثر من سبعين بريئاً كان أغلبهم من أصدق خدام الشعب ومن أشد المخالفين لأعداء البلاد والشعب.
انّكم تعادون الشعب باسم الشعب وتمهّدون الطريق للناهبين الشرقيين والغربيين رغم أننا فقدنا أحباباً وأعزةً أوفياء كان كل واحدٍ منهم بمثابة دعامة قوية وسندٍ مهم لهذا الشعب المظلوم ورغم أننا فقدنا إخواناً ملتزمين كانوا أشداء على الكفار رحماء بينهم «۳» وكانوا لهذا الشعب ولمؤسساته الثورية سداً منيعاً وشجرة مثمرةً إلّا أن سيل الشعب العارم وأمواجه الهادرة بالاتحاد والتوكل على الله تعالى سيعوّض عن كل نقص. إن الشعب الايراني سيسير إلى الأمام بالاعتماد على قدرة الله تعالى الأزلية كبحر هادر وسيقف أمام القوى الكبرى ونفاياتهم كصف مرصوص وسيرسلكم أنتم العاجزين الذين دخلتم في جحوركم وتلفظون أنفاسكم الأخيره إلى جهنم والله تعالى سند هذا الشعب والبلاد وملاذهما إنني أقدم تهانيّ وتعازيّ بمناسبة هذه المصيبة العظمية لبقية الله- أرواحناله الفداء- وللشعوب المظلومة في العالم وللشعب الايراني المجاهد.
إننى أشاطر أسر هؤلاء الشهداء الشريفة والعزيزة أحزانها وأرجو أن يتغمذ الله هؤلاء المظلومين برحمته الواسعة ويلهم ذويهم المحترمين الصبر والسلوان رحمة الله وتحيات هذا الشعب الدائمة على شهداء الثورة منذ 15 من خرداد 1342 ه- ش (الموافق ...)
حتى اليوم السابع تير 1360 ه- ش (الموافق .....)
والسلام والتحيه على مظلومي العالم ومظلومى ايران عبر التاريخ
روح الله الموسوي الخميني
طهران، جماران
استشهاد اثنين وسبعين شخصاً من أصحاب الامام والأمة
الشعب الايراني- عوائل شهداء السابع من شهر تير المحترمة
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۵ ص ۹ الى ۱۱
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417