بسم الله الرحمن الرحيم
أهمية صيانة نظام الجمهوري الإسلامي
أري من الضروري في هذا المحفل الذي شرفه السادةالخطباء المحترمون من قم وطهران وبعض الشرائح الأخري أن اتحدث عن بعض المسائل التي تهمنا اليوم وفي المستقبل. إن مسألة الثورات في العالم والثورات التي تحققت في ايران فأن أساس الثورة طبعاً سأتحدث عن ايران- ولكن أساس الثورة في كثير من الأحيان وصلت إلى النتائج الأولية ولكن حصلت مشاكل في استمرارها. يقال: «إن فتح البلاد أمر سهل ولكن حفظ البلاد أمر صعب» لقد حدثت الثورة وكان جميع شرائح الشعب متواجدين في الساحة كما كان رجال الدين والخطباء في أنحاء البلاد موجودين. وانتصرت الثورةبمساعدة جميع الشرائح من الرجال والنساء ورجال الدين والخطباء المحترمين في جميع أنحاء البلاد فما حصل هو الانتصارات الباهره ولكنها انتصارات اوليةكطرد الناهبين وسقوط النظام الشاهنشاهي وإقامة الجمهورية الإسلاميه. إلّا أن صيانه هذه النتيجةالتي هي الجمهورية الإسلاميه أمر مهم والأمر المطروح لدينا اليوم هو هذا الأمر. يجب ألانتطر اليوم إلى الأمر بأننا قد انتصرنا وأقمنا الجمهورية الإسلامية ويجب ألا نكون غافلين بحيث أن كل واحد منا ينشغل بأعماله. فلو أن مقاصد الإسلام العزيز كانت تتحقق من خلال الانتصار على الكفار وإحلال الجمهورية الإسلاميةبدلهم لكنا مرتاحي البال ولكان اتجه كل واحد منا نحو حياته الشخصية ولكننا جميعاً يجب أن نعلم أن الأمر ليس كذلك. فالمسألة هي أن شعب الإسلام والشعب الإيراني عندما حقق هذا الانتصار الباهر قد لغت بذلك انتباه القوى الكبرى في العالم إليه بمعني أن الانظار محدقه وأن عملاء القوى الكبرى بدأوا عملهم وأن الموامرات تحاك الواحدةتلو الأخري لمنع الجمهورية الإسلامية من التحقق كما أراده الإسلام وكما أراده الله تبارك وتعالي كقوة تشريعية. وانكم تلاحظون اليوم في جميع الأماكن التي توجدبها حكومات أمريكيه أو حكومات تابعةللاتحاد السوفياتي فإنها جميعاً تفكر في منع تحقق الإسلام الحقيقي في مراكزها. ولكن هذه الحركة التي بدأت من ايران ووصلت أمواجها إلى البلاد الإسلامية وغير الإسلامية دون أن يكون لدينا إعلام مناسب فإن هذه الموجةو هذا الحق قد وصلت إليهم- ودفعت الشعوب المسلمة في كل مكان إلى الحركة. ولأجل هذه الحركة التي ظهرت في كل مكان وفي البلاد الإسلامية وسائر بلاد العالم فإن ذلك قد أدي إلى ازدياد أعدائكم وأصبحتم مستهدفين. وربما يفكر هؤلاء بأنهم لو استطاعوا قمع بؤرة الحركة ومنطلقها أي ايران فإن بقية الأماكن لاتحتاج إلى القوة وممارستها فهي ستنسحب تلقائياً.
دور رجال الدين في صيانة النهضة وديمومتها
إن الواجب الملقي اليوم على عاتق جميع أفراد شعبنا وهو أكبر لدي رجال الدين وخطباء الإسلام هو أن يسعوا في أن تبقي هذه النهضة وأن تسير إلى الأمام. فإن شرائح الشعب مستعدة كما تلاحظون لقبول ما يقوله رجال الدين أو الخطباء. ولذلك فإن الله قدأتم الحجةعلى رجال الدين والخطباء وأئمةالجماعات وجميع أصناف رجال الدين من هذه الناحية. لقد كان لديكم العذر في عهد محمدرضا في أننا ماذا يمكن أن نعمل؟ وبأننا لايمكننا القيام بالثورة المسلحة بالأيدي الخالية والنّاس لايسمعون كلامنا كما أن كلامنا يمنع من الانتشار هذه الأعذار كانت موجودة آنذاك ولكن هل هي موجودة اليوم؟ وهل هي مقبولة اليوم عند الله؟ وهل يقبل من الخطباء والكتاب والعلماء أينما كانوا أن يقولوا اليوم إن الثورة الاسلامية بلغت ما بلغت فنحن بعد ذلك محايدون ننسحب جانباً؟ في الثورة الدستورية كان العلماء في الطليعة وإن أساس ثورة الدستور كان من النجف على أيدي العلماء «1» وهو في ايران تم على أيدي العلماء «2» وقد سار إلى الأمام بقدر ما كانوا يصرون على تحقيق تلك الثورةو وجود الدستور ولكنها عندما تحققت تركت وبقي الناس محايدين كماترك رجال الدين الساحة وذهب كل واحد وراء عمله. ومن ناحيةأخري فإن عملاء القوى الكبرى وخاصة بريطانيا في ذلك الوقت كانوا مشغولين لإخراجهم من الساحة من خلال الاغتيال أو الإعلام. لقد حاول متحدثوهم وكتابهم منع رجال الدين من التدخل في السياسة ليسلموا زمام السياسة إلى من يستطيعون حسب زعمهم العمل فيها وهم الذين در سوافي الغرب والشرق ففعلوا ما فعلوا بمعني أن القشرةكانت ثورةالدستور ولكن الواقع كان الاستبداد ذلك الاستبداد المظلم الحالك وهو ربما كان أسوأ بل لاشك في أنه كان أسوأ من العهود السابقه.
إذا ما تقاعس رجال الدين والشعب والخطباء والعلماء والكتاب والمثقفون ولم يتعظوا بقضا يا الثورة الدستورية فإن هذه الثورةستلقي نفس المصير الذي لقيته الثورة الدستورية. إن أعداء الثورة اليوم أكثر من أعداء ذلك اليوم في عهد الثورةالدستورية. إن قوتين عظميين تقفان اليوم أمامنا ولكنهما لم تكونا موجودتين في ذلك اليوم إن جميع القوى الكبرى العالميه التي تشمل القوى التابعة كلها ولا توجد اليوم قوة غير تابعةفي العالم أم أنها نادرة تقف اليوم ضد هذه الثورة وضد هذه النهضةو الثوره الثورة الالهية- لتمنع هذه الحركة وأمواجها ولتخنقها في مكانها وإن الاغتيالات تأتي في هذا السياق.
حفظ الإسلام أهم الفرائض
إن الشخصيات البارزه التي تستطيع العمل وإدارة البلاد وتمتاز بالتزامها بالإسلام والدين فإنكم تلاحظون بأنها يتم اغتيالها الواحدة تلو الأخري بل فقدناها في التفجيرات كما أن عملاء الأجانب أنفسهم يحاولون اغتيال أشخاص آخرين ملتزمين بالاسلام يعملون في أمورالبلاد فإذا ما لم نكن موجودين في الساحة جميعاً أنتم، والشعب قاطبة ورجال الدين والخطباء ولم نكن مستعدين للقضايا التي تحدث فلاشك في أن هذه الثورة من دون حضوركم ستلقي و لو في الأمد البعيد- مالقيته الثورةالدستورية. إن حفظ الإسلام فريضه إلهية وهي أهم من جميع الفرائض. بمعني أنه لاتوجد فريضة في الإسلام أهم من فريضة حفظ الإسلام نفسه. فإذا كان حفظ الإسلام من الفرائض الكبيرة بل من اكبر الفرائض فإن حفظ الجمهورية الإسلامية يعد أعظم الفرائض علينا وعليكم وعلى الشعب ورجال الدين جميعاً. فإذا ما انسحب رجال الدين واكتفوا بأن يذكروا بعض الاشكات من خلال كتاباتهم ولم يحاولوا حلّ تلك المشاكل ونسي الخطباء على منابرهم أن يذكروا المسائل التي تحدث يومياً وقضايا الثورة فإن هذه الثورةسوف تتضرر كثيراً. إن الإسلام بقي حياً إلى اليوم على أيدي رجال الدين ولم يكن لأية شريحة دور في ذلك إطلاقاً ولم يكن هناك إلا رجال الدين والخطباء لوحدهم.
إن الإسلام بلغ ما بلغ منذ صدر الإسلام وحتي اليوم بأيديهم إن الشرائح الأخري من المثقفين وأمثالهم لايعلمون شيئاً عن الإسلام وإذا ما كانوا مطلعين فإنهم كانوا لايتدخلون في هذه الأمور ففي عهد رضا شاه وابنه محمدرضا وخاصةفي زمن رضا شاه حيث يعلم من يتذكر ذلك العهد ماذا جري فيه- كانت الحوزات العلمية رغم ما تعانيه من الإفلاس المالي والضربات التي كانت تتلقاها من جميع الأطراف تقاوم وقد حفظت الإسلام وكان هؤلاء الخطباء هم الذين يتحدثون أحياناً ويذكرون القضايا تصريحاً أم تلويحاً للناس. من الآن فصاعداً فإنني ليس لدي أي عذر كما ليس لديكم ولا لدي أي رجل دين أو كاتب أو خطيب أي عذر علينا أن نعمل جاهدين لاستمرار هذه الفريضة الالهية وهذه الثورة الإسلامية وهذه الجمهورية الإسلاميةبل يجب أن نزيد من جهدنا لأنهم أي من يخالفوننا ويخالفون الإسلام يزيدون من جهودهم بل يزيدون من مؤامراتهم وعلينا أن نزيد من جهودنا للدفاع عن الحق والحقيقة.
إحياء محرّم وذكر مصائب أهل البيت (ع)
إننا وأنتم جميعاً من خلال هذا الخطاب الذي لدينا خاصةفي شهري محرم وصفر اللذين هما شهران للبركات الإسلامية ولإحياء الإسلام يجب علينا أن نحيي هذين الشهرين بذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام- إذ أن الأسلام بقي حياً حتى اليوم بذكر مصائب أهل البيت عليهم السلام- وكذلك فإن هذا المذهب بقي حياً حتى اليوم بذلك الوضع التقليدي وبقراءةالمراثي وذكر المصيبة (لأهل البيت).
لا تدعوا الشياطين يرددون في آذانكم بأننا قد ثرنا ويجب أن نتحدث عن قضايا الثورة ويجب نسيان المسائل التي كانت سابقاً كلّا. علينا أن نحافظ على هذه التقاليد الإسلامية وأن نحفظ هذه المواكب الإسلامية المباركة التي تتحرك في عاشوراء ومحرم وصفر في الأوقات المناسبة. ويجب أن نؤكّد للناس أن تتابع ذلك أكثر. إن شهري محرم وصفر هما اللذان أبقيا الإسلام حياً حتى اليوم. يجب أن يكون إحياء عاشوراء بذلك الوضع التقليدي بواسطة رجال الدين والخطباء وبذلك النسق القديم حيث كانت الشرائح المختلفه من الناس تتحرك في مواكب العزاء الكبيرة المنظمة عليكم أن تعلموا بأنكم إذا أردتم حفظ ثورتكم هذه يجب أن تحافظوا على هذه التقاليد. طبعاً لابد من تصفية بعض المسائل السيئة التي كانت موجودة وأدخلت بواسطة أناس غير مطلعين على الإسلام. ولكن الاحتفال بمراسم العزاء يجب أن يبقي بنفس الحالة. وعلى الخطباء بعد أن تحدثوا عن الأحداث الجارية أن يقرأوا الروضةالحسينية كما كانوا يقرأونها في السابق وكذلك يقرأوا المراثي كما كانوا يقرأونها سابقاً حتى يهيئوا الناس للتضحية.
إن دم سيد الشهداء هو الذي حرّك دماء الشعوب الإسلامية وإن مواكب عاشوراء هذه هي التي تثير الناس وتهيئي الناس لأجل الأسلام وحفظ الأهداف الإسلامية. يجب ألا يتم التقاعس في هذا الأمر ولابد كذلك من ذكر الأحداث الجارية. يجب تقديم النصح لهؤلاء الشباب المنخدعين بالمنافقين وأمثالهم- وأن تتم الدعوة إلى الحق. يجب تفهيم هؤلاء بأن من يدعونكم إلى الثورة ضد الجمهورية الإسلامية إنما يخالفون الإسلام ويريدون القضاءعلى الإسلام باسمه. ولم يكونوا يوماً منسجمين مع الأهداف الإسلامية لقد جعلوا نهج البلاغة والقرآن وسيلتين لكي يقضوا على نهج البلاغةو القرآن وانخدع هؤلاء الشباب الغافلون والبنات الغافلات والأولاد الغافلون بدعاياتهم المضلله، ليواجهوا الشعب ويريدون القيام بعمل ضد هذا الشعب عليهم أن يدركوا الآن بأنهم لن يستطيعوا القيام بأي شيءٍ. فإذا ما أرادوا الخروج إلى الشوارع بهدف المشاغبة فإن الناس سيؤدبونهم بأنفسهم. إن القوات العسكرية وقوات الشرطةتتمتع بقوه كبيره وسوف تقمعهم. إيها الأطفال والشباب لماذا تهدرون دماءكم؟ عودوا إلى أحضان الإسلام واتركوا هؤلاء الذين يخدعونكم وتوبوا قبل أن يلقي القبض عليكم في ساحة العمل فعند ذلك سيكون الأمر صعباً.
على السادة أن يدعوا هؤلاء فإننا لانرغب في أن يكون الشباب الذين يجب أن يخدموا بلادهم في خدمة أمريكا وذلك بأيدي أشخاص يريدون القضاء على الإسلام باسم الإسلام. فكما دعوتم الناس حتى اليوم إلى الإسلام والفضائل الأخلاقية يجب أن تزداد همتكم في دعوتهم اكثر، فاذكروا لهم القضايا اليومية كما يجب أن تذكروا المفاسد التي تترتب على أعمال هذه المجموعات التي تريد الإخلال بهذه الجمهورية لصالح أمريكا أو الاتحاد السوفياتي يجب تنبيه الناس بهذه الأمور مع القضايا الأخلاقية. وأنا يجب أن أشير إلى أن من أصبح لديهم هذ المنصب وجاؤوا متطوعين ليدخلوا في سلك رجال الدين والخطباء عليهم أن يهذبوا أنفسهم حتى تتطابق أخلاقهم مع الأخلاق الإسلامية وأن يكونوا عاملين بأحكام الإسلام يجب ألايكون لاسمح الله- بينهم الفساد الخلقي فإذا ما كان هنالك بعض من الذين لديهم الفساد فإنهم عليهم أن يغيروا أخلاقهم وأعمالهم وسلوكهم وتصرفاتهم ويجعلوها متطابقه للاسلام حتى يؤثر كلامهم على الناس فإذا ماكان خطيب فاسداً لاسمح الله- لا يمكنه أن يمنع الآخرين من الفساد. علينا إصلاح أنفسنا أولًا ويجب أن نحاول أن نكون صالحين ومن ثم علينا أن نصلح الناس، على هذه المجموعة أن تتحدث مع الناس من على المنابر والمساجد وكل مكان مناسب فبالإضافة إلى أنهم يتحدثون عن القضايا اليومية يجب أن يتحدثوا عن القضايا الأخلاقية والمعتقدات وقضايا تهذيب النفس إلى الناس وأن يهدوا الناس وأن يعرّفوا الناس على القضايا الإسلامية في نهايه خطابهم يجب أن يقرأوا الروضة الحسينية كثيراً ويذكروا المراثي ويقرأوا الشعر والنثر في فضائل أهل البييت وفي ذكر مصائبهم حتى يتهيأ الناس ويكونوا موجودين في الساحة ويعلموا أن أئمتنا قد صرفوا حياتهم كلها لنشر الإسلام فلو أنهم كانوا يقبلون بالمصالحة لكانت أسباب الرخاء المادي متوفرةلديهم لكنهم ضحّوا بأنفسهم لأجل الإسلام ولم يتصالحوا مع الظالمين. يجب أن تعرفوا الناس على واجباتهم ويرجي من الناس ألا تكون المسيرات عبارة عن مسيرة بل يجب أن تكون كموا كب، على غرار المواكب التقليدية مع مراعاة الجوانب الشرعيه الإسلامية. عليكم أن تحيوا عاشورا فبإحياء عاشوراء لن تتضرر بلادكم. ولكم أيها الخطباء دور كبير في هذا المجال كما أن مسؤوليتكم كبيرة كما أن لجميع العلمائ دوراً كبيراً ومسؤولية كبرى، فكل شخص مسؤوليته على قدر مكانته.
الحوزات العلمية ومسألة القضاء
على العلماء أن يساعدوا هذه الجمهورية الإسلامية وألايجلسوا جانباً إن التنحي جانباً يشبه التنحي في عهد الثورة الدستورية واليوم أسوأ من ذلك اليوم. لايجب أن يجلسوا جانباً وينقدوا القضاء، إن أمر القضاء من اختصاصكم، إن الإسلام قد ترك أمر القضا على عاتق الفقهاء، إنكم تجلسون جانباً وتتحدثون عن المشاكل الموجودة في أمر القضاء. وهل يمكن أن يتم اصلاح القضاء تلقائياً؟ بل يجب إصلاحه بسعيكم، ففي كل حوزة علمية يجب على علمائها أن يربّوا قضاةً. فإن بلاداً يبلغ عدد نفوسها ثلاثين مليوناً ونيفاً فإنها تحتاج إلى عدة آلاف من القضاة. ولأننا لم تكن علينا مسؤولية القضاء في فترة من الفترات فلم نكن نبحث في شؤون القضاء وتعلمها، وإننا اليوم نحتاج إلى القضاة في أمر القضاء ويتم البحث عنهم. فإن السادة الذين يمكن أن يكونوا قضاة يمكنهم أن يساعدوا في أمر القضاء وأن يربّوا القضاة فهم يجلسون جانباً وينقدون إن النقد ليس صعباً فإن الصعوبة في حل المشكله. طيب إذا كان ينقصنا القضاة في هذا البلد أليس من واجب السادةتربية القضاة؟ أليست الحوزات العلمية مسؤولة فاليوم إذ نريد العمل بشكل مطابق للشرع يجب أن يكون القاضي عالماً بالشرع هل يمكن التنحي جانباً وطرح الاشكاليات؟
فإن المشكلة الأولى ترجع للسادة الذين يجلسون جانباً، على السادة أن يدخلوا الساحة.
أيها السادة لقد جاء الإسلام اليوم إلى هنا وسوف يتم تطبيقه ويستنصركم فإن انتصاركم للاسلام هو أننا نحتاج إلى القاضي على الحوزات العلمية أن تعدّ القضاة للمحاكم. إننا نحتاج إلى كثير من القضاة عليها أن تربي القضاة. والذين يعملون اليوم في أمر القضاء إذا ما أرادوا أن يتصرفوا حسب أغراضهم الشخصية أو كان لديهم بعض الانحرافات فإنهم بالإضافة إلى مسؤوليتهم أمام الله تبارك وتعالي فإنهم مسؤولون أيضاً أمام الشعب فهم مسؤولون تجاه الشعب كما أن الحكومة ستسائلهم علينا أن نسلّم للمجتمع القضاة أي أن على الحوزات العلمية تربيةالقضاة. فالفقهاء الذين يهتمون بأمر القضاء ولهم رأي فيه يجب تربيتهم ويجب عليهم أن يربوا الآخرين حتى تنحل مشكلة القضاء إن شاء الله. فهذا أمر صعب جداً. ولكن يجب أن يتم، طبعاً إن الأمر صعب ولكن يجب أن يتم وكلمة «يجب» هذه تقع على عاتق علماء البلاد بخاصةعلماء الحوزات العلمية.
توجيه الانتقادات المغرضة إلى الجمهورية الإسلامية
إذا ما تنحينا جانباً وتركنا الساحة فمن ذا يستطيع إدارة أمر القضاء؟ ومن يستطيع أن يربي القضاة؟ ألانحتاج إلى القضاء؟ يقولون إننا نريد تطبيق القضاء الشرعي فمن يستطيع أن يعمل ذلك؟ أن نجلس جانباً ونقول إن الشباب الصغار مشغولون بالقضاء. طيب أنتم أيها السادة الكبار تعالوا وأصلحو الأمور. ليس هؤلاء شباباً صغاراً لكن يبدولكم أنهم صغار. كلا ليس هؤلاء صغاراً بل إنهم قضاةأحسن من أمثالكم. لكنكم يا من جلستم جانباً وأخذتم الأقلام بأيديكم وتطرحون الإشكالات على الجمهوريه الإسلامية وبأن فيها مشاكل. إنكم تخالفون أساس الجمهورية الإسلامية وتقولون إن النظام الشاهنشاهي جيد. هل يمكن للانسان صاحب العيون والآذان ألا يري الأشياء ولايفهمها هكذ؟ إن الظلم الذي كان موجوداً في ذلك الوقت وتلك المفاسد التي كانت موجودة في ذلك الزمان وكذلك الفحشاء ومراكز الفحشاءالتي كانت موجودةآنذاك وكثرةالحانات وما شابه ذلك في تلك الفترة إن ذلك جميعاً ليس موجوداً أيهما أحسن ذلك العهد أم اليوم؟ هل كان بإمكانكم طرح أية مشكلة ونقدهم؟ إن ألستكم كانت تابعةأو أنها كانت تقطع.
يقال اليوم بأننا نحتاج إلى القاضي وأنتم تقولون بأن هؤلاء شباب لا يستطيعون العمل في القضاءطيب تعالوا أنتم واعملوا في القضاء. فانكم يمكن أن يكون كل واحدمنكم قاضياً واحداً على الأقل طيب تعال وكن قاضياً لماذا تطرحون الاشكالات؟ إن المشكلة فيكم أنتم إذ لاتدخلون في مجال القضاء. إنكم لاتستطعيون لأن ذلك ليس يناسب سنكم وحالكم ولكن يمكنكم أن تربّوا القضاة وكذلك سائر الأمور. ولكن أن يجلس الانسان جانباً ويطرح الاشكالات بأن هذه الحكومة هكذا. إن ما عملته هذه الحكومة في القري من خدمة القرويين الفقراء خلال السنوات الثلاث الماضية لم تقم به الحكومة الملكية طوال فترة حكمها.
ولكنني عندما جاء كل واحد من هؤلاء الذين قاموا بأعمال مختلفه وذكروها لي قلت لهم: اذكروها للناس. حيث يقال للناس من ذلك الجانب ويتّم ترداد هذا الكلام بأن هذا النظام الإسلامي جاء ولم يعمل شيئاً لأحد. طيب إن هذا النظام الإسلامي تتم مهاجمته من جميع الأطراف منذ البدايةمن الداخل والخارج ولم يدعوها حتى الآن تستعيد أنفاسها ولكن رغم ذلك فإن ما عمل في القري من تعبيد الطريق والاتصالات وبناء السكن والتعليم والتربيةو بناء المدارس والرفاهية للناس خلال السنوات الثلاث على الرغم من مشاكل الحكومةو المصائب التي تأتي من جميع الجهات من الصديق والعدو يفوق ما عمل على الأقل في عهدي هذين البلطجيين الغافلين عن الله (رضا شاه وابنه محمد رضا شاه) لن يأتي أحد من السماء لإصلاح هذه البلاد وأنتم جميعاً ونحن جميعاً مكلّفون بالعمل، فإذا ما طرحتم الإشكالات وأنتم بأنفسكم لديكم العيوب فهل يمكنكم أن تعملوا ذلك عندالله. إن ذلك يتطلب الإجابة.
واجب رجال الدين وإتمام الحجة الالهية
لقد أتم الله تبارك وتعالي الحجة علينا. وقد أيد هذا الشعب حتى يقرر مصيره بيده وألا يتدخل الآخرون وأيّد هذا الشعب حتى يُحل الجمهورية الإسلامية محل الأتطمة الملكية الفاسدة.
و قد أيد الله هذ الشعب حيث أصبح يتابع أهداف الإسلام، فكل ما يحدث فإنهم يعملون به ويؤيدونه، عندما تحدث الحرب تقوم العجائز بتائيد الموقف وكذلك الرجال المسنون ويعملون. فمادام هذا الشعب هكذا والجموع بهذا الأسلوب وعندما تكون النساء والرجال بهذه البلاد كذلك، وقد سُلِّم إليكم أمر الإسلام والمسلمين اليوم فإنكم بدل أن تجلسوا جانباً يجب أن تضعوا يداً بيد وأن تصلحوا هذه البلاد. فلا تجلسوا جانباً تذكرون العيوب صحيح بأنكم لستم في السلطة، فما يضيركم إذا كان غيركم فيها إذا كان الأساس هو رأي الإسلام فإننا جميعاً مطالبون بحفظ الإسلام.
تتحدثون عن وجود المشاكل نعم إن الجميع يقبلون ذلك من ذالذي ينكر وجودها، هل يمكن أن تحدث ثورة بهذا الحجم وتبقي الأمور في مكانها كما كانت؟ طيب انظروا إلى الثورات التي حصلت في العالم. فبعد مضي ستين عاماً ونيفاً على الثورةفي الاتحاد السوفيتي لم يتمكنوا من إصلاح الأمور فمازالت الديكتاتورية جاثمة عليهم بكل قوة. إنكم تريدون بعد مضي ثلاث سنوات أن ترتب الأمور بشكل جيد جميل كباقة ورد مع وجود كل هؤلاء الأعداء والمصائب التي تحدث للبلاد بل خلقوها للبلاد وتتوقعون أن يقدموا لكم كلّ شيءٍ مرتباً جاهزاً وأن تجلسوا أنتم جانباً وتقوموا بالنقد وطرح العيوب. أنتم أشخاص وهناك أشخاص أخرون يجب وضع هؤلاء الأشخاص جميعاً إلى جانب بعضهم البعض حتى يعملوا معاً ليتمكنوا من انقاذ هذه البلاد. على المزارعين أن يعملوا في الزراعة وهم يعملون و يقال إن أمر الزراعةأحسن من السنه الماضية بحمدالله- إنهم يعملون عملهم وكذلك العمال والعاملون في المصانع يعملون قدر المستطاع بل انهم الآن يقومون بواجبهم طيب مادورنا نحن الخطباء والعلماء عليهم أن يعملوا أيضاً. انهم هم الذين يستطيعون حفظ الإسلام، إنهم يستطيعون صيانة معتقدات الناس. وابقاءهم في الساحة حتى لا تتمكن هذه الهجمات التي تتم من مختلف الاتجاهات من توجيه ضربة. عليهم أن يعملوا كلّ على قدر استطاعته. إنني رجل طاعن في السن، أستطيع قول بعض الكلمات، يجب على أن أقولها. وعليكم أنتم الشباب أيضاً أن تقولوا على العلماء الموجودين في الحوزات أن يربّوا الخطباء وأن يربوا بخاصة القضاة وعلى الجميع أن يجتهدوا.
و ينتشر طلاب العلوم الدينية في شهر محرم في أرجاء البلاد، فواجبهم هو هذه الأشياء التي ذكرتها: أن يدعوا الناس إلى الصلاح والإصلاح وأن يدعوهم إلى حقائق الإسلام وأن يرشدوهم. ثم ادعوا هؤلاء الشباب المنخدعين في كل مكان ففي كل قرية تذهبون إليها وفي كل مدينة تتجهون نحوها انصحوا فيها الشباب بأن يتركوا [هذا الطريق] وألا يفسدوا حياتهم. إن هؤلاء عاجزون عن القيام بأي عمل إن قادتكم هربوا إلى خارج البلاد ويدفعونكم نحو هذه الأعمال. وأنتم أيضاً لا تستطيعون أن تعملوا شيئاً إلّا أن تفسدوا حياتكم. إننا لا نرغب في أن يكون قد صدر حكم الإسلام الحاسم فيكم عندما يتم القاء القبض عليكم بحيث أن المحاكم نفسها لاتستطيع مخالفة ذلك الحكم. إننا نرغب في أن تكون المحاكم مفتوحة الأيدي حتى تصدر العفو عنكم وتطلق سراحكم لا تقوموا بعمل يجعلها غير قادرة على عمل شيء لكم ويتم تنفيذ حكم الإسلام الجازم فيكم. وفقكم الله ووفقنا جميعاً إن شاء الله للسير على نهج الإسلام وأن ندعو الناس إلى الإسلام وأن يوفق الشعب جميعاً للعمل بالتقاليد في مراسم عاشوراء لهذا العام. وأن تبقي المواكب مستمرة بكل قوة وأن تظل مواكب اللطم عل الصدور وقراءة المراثي قائمة بنفس القوة. واعلموا أن حياة هذا الشعب مرتبطه بمجالس الروضة الحسينية والاجتماعات والمواكب. بسم الله اللهم صل على محمد وآل محمد نسألك وندعوك يا الله، اللهم إنا نقسمك باستشهاد أبي عبد الله أن توفق الإسلام والمسلمين وأن تقطع أيدي الشريرين من هذه البلاد وأن تمنح العلماءالأعلام والخطباء العظام وبقية طبقات الشعب العز والسؤدد.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته