مطلب مرتبط

سخنرانی در جمع میهمانان خارجی در جشن پیروزی انقلاب (مظلومیت مسلمین)القرآن و الإسلام مهجوران و مظلومانالقرآن و الإسلام مهجوران و مظلومان
شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب [مهجورية الاسلام والقرآن ومظلومية المسلمين في العالم‏]

طهران، جماران‏
مهجورية الاسلام والقرآن ومظلومية المسلمين في العالم‏
مهدي كروبي ممثل الامام والمشرف على مؤسسة الشهيد، عبد المجيد معادي خاه وزير الارشاد الاسلامي، عوائل شهداء لبنان، الضيوف الاجانب المشاركون في احتفالات انتصار الثورة، الطلبة الاجانب المشاركون في المجمع العالمي الاول ل- (الحركة الاسلامية الطلابية)، حفظة وقراء القرآن المشاركون في المسابقة الدولية لحفظ وقراءة القرآن المجيد
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۶ ص ۳۳ الى ۳۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏

مهجورية ومظلومية القرآن والاسلام‏

اشكر جميع السادة الذين جاؤوا من الدول المختلفة واطلعوا عن قرب على اوضاع ايران فادركوا مظلومية الجمهورية الاسلامية في العالم .. واشكر بالخصوص هؤلاء الاطفال الاعزاء القادمين من لبنان ولا سيما ذوي الشهداء، وادعو الله تعالى ان يتفضل على الجميع بالصحة والسعادة، ويحدوني الامل ان تقام جمهورية اسلامية في جميع الدول الاسلامية مثلما قامت في ايران. بطبيعة الحال انا لا استطيع ذكر اسماء الجميع للشكر منهم، ولكن ينبغي ان اشكر القرّاء الحاضرين وكذلك ذوي الشهداء. وعموماً أشكر جميع السادة.
أريد أن اتناول أمام ممثلي الدول الاسلامية او غير الاسلامية المحترمين موضوعا معينا؛ فقد ورد عن الرسول الاكرم (ص): الإسلام بدأ مظلوما وسيكون مظلوما فيما بعد ايضا. وفي القرآن الكريم ايضا شكى الرسول الاكرم الى الله تعالى كما في الآية: ان قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا «1». فاريد اليوم ايها السادة المحترمون ان اتناول موضوع هجر القرآن ومظلوميته لتلاحظوا حقيقة اوضاع الاسلام والمسلمين. فالقرآن والاسلام مهجوران ومظلومان وذلك لان الكثير من البلدان الاسلامية اما انها تركت وهجرت احكام القرآن والاسلام المهمة، او انها تعمل على العكس منها. ومن هذه الاحكام المهمة سياسيا؛ دعوة القرآن الى الوحدة ونهيه عن التنازع والاختلاف، حيث تقول الآية:» ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم « «2». ولكن هل التزم المسلمون وعملوا بهذين الاصلين السياسيين المهمين؟ وهل اهتم المسلمون بهذين الاصلين، وهل‏ طبقوهما في حياتهم؟ علماً بان تطبيقهما يعني حل جميع مشاكل المسلمين، وتركهما يعني الفشل وزوال القوة.

النزاع بدل الوحدة بين الدول الاسلامية

ينقسم المسلمون الى فئتين، فئة تمثلها الشعوب والجماهير المسلمة وفئة أخرى يمثلها حكام المسلمين وزعماء الدول الاسلامية. ولكن هل طبق حكام ورؤساء البلدان الاسلامية هذا الاصل السياسي المهم الوارد في كتاب الله؟ أم أنهم أداروا ظهورهم له وخالفوه؟ وهناك أصل مهم آخر يؤكد أن لا يخضع المسلمون لسلطة الكفار، حيث ان الله تبارك وتعالى لم يجعل للكافرين سلطة على المسلمين، لذلك ينبغي ألّا يقبل المسلمون بسلطة الكفار عليهم. وهذا الاصل من الامور السياسية التي طرحها القرآن الكريم ودعا المسلمين الى الالتزام به. ولكننا نشاهد رؤساء البلدان الاسلامية يدخلون مع بعضهم البعض في نزاعات سياسية واعلامية، أو إنهم لا يتحدون ولا يتفاهمون فيما بينهم ولا يوجد اتحاد بين البلدان الاسلامية، بل هناك نزاع محل الاتحاد واحياناً تقع بينهم نزاعات مسلحة فضلا عن النزاعات السياسية والاعلامية، الامر الذي ادّى الى ان تتلاشى قوتهم.

صرخة يا للمسلمين‏

لقد حذر القرآن الكريم بان النزاع يؤدي الى الفشل. وهذا ما نشاهده بين المسلمين والدول العربية التي اصبحت عاجزة أمام اسرائيل على الرغم من قدراتها السياسية والعسكرية وخيراتها الكثيرة .. وهل هناك عجز وفشل اعظم من هذا؟ وهل الفشل إلا ان تكون دولة أو أمة عاجزة عن المحافظة على نفسها وكيانها؟ والدليل على ذلك هو ان المسلمين عاجزون امام عدو يهاجم الاسلام وبلاد المسلمين ويتوسع على حسابهم. فهل لنا جواب لهؤلاء الاطفال ورثة شهداء الاسلام الذين جاؤوا من جنوب لبنان؟ وماذا فعل المسلمون لهؤلاء الاطفال الذين يتعرضون لظلم اسرائيل وعدوانها وجاءوا يطلبون الدعم لقضيتهم؟ وقد جاء في حديث الرسول الاكرم (ص): (لو سمع مسلم صرخة يا للمسلمين فلم يجبها فليس بمسلم) «3». انني اعلن من هنا صرخة يا للمسلمين! فيا مسلمي العالم ويا ايتها الدول المدعية للاسلام! ايتها الشعوب المسلمة في العالم! اغيثوا الاسلام واغيثوا المظلومين الذين يرزحون تحت ضغط القوى العظمى! أغيثوا هؤلاء الاطفال الصغار الذين فقدوا آباءهم وامهاتهم. أغيثوا الدول الاسلامية التي تتعرض لهجوم القوى العظمى، أغيثوا انفسكم وشعوبكم، أيها المسلمون! لقد أوشكت القوى العظمى من خلال اساليب الخداع والاعلام ومن خلال عملائها في الدول الاسلامية أن تتسلط على الاسلام كله، وقد تسلطت بالفعل. فيا ايها المسلمون اغيثوا الاسلام. ويا ايها الذين جئتم الى ايران من الدول الاجنبية واطلعتم على اوضاع ايران وزار بعضكم أو جميعكم غرب البلاد وجنوبه وشاهدتم ما فعلته اميركا وعميلها صدام، انقلوا مشاهداتكم وملاحظاتكم الى الدنيا.

اتهام باطل للنظام الاسلامي حول العلاقة مع اسرائيل‏

إذا كنتم لا تعلمون شيئا عن اوضاع افغانستان، فاسألوا علماء افغانستان واسألوا الافغان المحترمين المهاجرين في ايران اسألوا عنهم عمّا يجري في افغانستان. فأغيثوا الاسلام ايها المسلمون. فالقوى العظمى لا تريد بقاء الاسلام لانها تعلم ان الحياة ستكون صعبة عليها فيما لو اجتمع مليار مسلم تحت راية الاسلام وتقطع اياديها المجرمة. فيا ترى ماذا جرى للمسلمين؟ ولماذا يقدم زعماء المسلمين كرامتهم هدية لاميركا؟ ولماذا يقدمون الخيرات الهائلة للمسلمين المستضعفين الى اميركا التي تعلن مقابل ذلك دعمها الصريح لاسرائيل وتقول ان ذلك لا يكون على حساب دعمها لاسرائيل؟ فماذا جرى للمسلمين حتى وصلوا الى ما وصلوا اليه؟ ولماذا تهاجم وسائل اعلام الدول الاسلامية فئة من المسلمين تريد ان تحرر نفسها من سلطة الاجانب والناهبين الدوليين؟ لماذا تجري هذه التحالفات ضد ايران؟ وماذا ارتكبت ايران حتى يكفرها البعض من علماء البلاط؟ في حين ان القرآن يؤكد ان من يدعي الاسلام فهو مسلم، فاقبلوا منه ولا ترفضوه. فماذا يعرف هؤلاء عن الاسلام؟ اننا نصرخ باننا مسلمون ونريد تطبيق احكام القرآن الكريم وتعاليم الرسول الاكرم في هذا البلد، ونؤكد منذ اكثر من عشرين عاماً رفضنا لاسرائيل ومعارضتنا لاميركا، ولكن بعض الكتاب والصحافيين والاعلاميين مازالوا يتهموننا بالعلاقة مع اسرائيل! فهل نحن اصدقاء اسرائيل ام اولئك الذين يشاهدون ما تفعله بالمسلمين! انظروا ماذا تفعل اسرائيل بلبنان وسورية وانظروا كيف اعلنت ضم الجولان وتريد اكثر من ذلك .. ورغم ذلك يريد البعض الاعتراف بها .. فهل نحن اصدقاء اسرائيل حيث نطالب المسلمين منذ اكثر من عشرين عاما بان يتحدوا لازالة هذه الغدة السرطانية وتحرير القدس؟ ام اولئك الذين يريدون من خلال الألاعيب والحيل الاعتراف بها. ويؤيدون اقامة مثل هذا الكيان الظالم امام الاسلام؟ ولكن هل يقدرون على ان يقفوا بوجه الله ويضفوا الشرعية على عدو الله وعدو المسلمين؟ وحتى لو اعترفوا باسرائيل فانها لن تعترف بهم. وينتظرون ان تحكم عليهم اسرائيل لا سمح الله-.

دعوة المظلومين الى الثورة

ايتها الشعوب المسلمة! ايتها الشعوب المظلومة في البلاد الاسلامية! ايتها الشعوب العزيزة التي ترزح تحت سلطة الحكام الذين يقدمون خيراتكم الى اميركا وتعيشون انتم حياة الذل والمشقة! استيقظوا وانهضوا من نومكم، انهضوا ايها المستضعفون وقفوا بوجه القوى العظمى، فاذا فعلتم ذلك، فان هؤلاء لا يقدرون على شي‏ء، ولقد شاهدتم كيف ان الشعب الايراني المسلم توحد وانتفض واستطاع بيد خالية من السلاح ان يهزم القوة الشيطانية لمحمد رضا والقوى العظمى التي كانت تصطف خلفه، واسقط حكومته الفاسدة وغير القانونية وذلك بقوة الإيمان وبصرخات (الله اكبر) وارسلها الى جهنم واقام بدلا منها هذه الحكومة الاسلامية الناصرة للضعفاء والمستضعفين في العالم. فانتم لو نصرتم الله تعالى، فانه ينصركم (ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) «4». وتعني نصرة الله نصرة دينه وعباده والمظلومين. وينبغي ان تقفوا بوجه القوى العظمى وتطالبوهم بانصاف المظلومين. وينبغي ان تقفوا بوجه القوى العظمى التي تريد التسلط عليكم. مثل اميركا التي تأتي من وراء البحار لتتسلط عليكم وتحكمكم وتحكمنا وتفرض علينا جميعا سلطتها وسيطرتها وتنهب خيراتنا. ومما يؤسف له ان تتفق معها الحكومات في هذا الشأن.

ضرورة حضور القرآن في جميع شؤون الحياة

اذن؛ فالاسلام مظلوم اليوم وان احكام القرآن مهجورة حيث لا تعلمون بمعظم الاحكام السياسية للاسلام رغم انكم تقيمون الأذان وتؤدون الصلاة. علما ان قراءة القرآن وحضوره في جميع شؤون حياة الانسان من الامور اللازمة. فالقرآن يقول: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا) «5» ويقول: (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم) «6» فاذا عملتم بهذه الاحكام السامية، فانكم تسودون العالم، غير اننا هجرنا القرآن ولم نعر اهتماما بهذه الاحكام. ولا يكفي مجرد تلاوة القرآن والذكر رغم ان ذلك امر مطلوب، ولكن ليس من الصحيح الالتزام ببعض وترك البعض الآخر. ففي الاحكام السياسية يأمر القرآن بقتال الذين يقاتلون المسلمين. واليوم نرى ان اسرائيل واميركا وعميلها صدام يقفون بوجه المسلمين ويقاتلونهم. فهؤلاء يقاتلون طائفة من المسلمين فينبغي قتالهم «7».

كذب صدام في دعوته الى السلام‏

ان صدام يدعي بانه يريد السلام مع انه يحتل قسما كبيرا من جنوب بلادنا وغربها، وعلى هذا الاساس فان اسرائيل ايضا داعية سلام رغم احتلالها لهضبة الجولان وعدوانها على طائفة من المسلمين!! وهكذا ايضا اميركا داعية سلام!! وتستطيع جميع القوى العظمى ان‏ تدعي السلام رغم كونها مصدر جميع الحروب!! ولكن انظروا ماذا فعل هذا اللئيم بدولة اسلامية بعد الاعتداء عليها ولا أقصد ايران وحدها، بل القضية هي قضية الاسلام والمسلمين، فالاسلام يجب ان يبقى حتى وان قتلنا جميعا، فان اولياء الله ضحوا بانفسهم في سبيل الاسلام. وقد اوذي رسول الاسلام اكثر من جميع الناس في سبيل الاسلام، غير اننا اخذنا نهدر اتعاب الرسول الاكرم وما تحمّله من عذابات. انني يحدوني الامل ان ينقل السادة الذي تفضلوا بالقدوم الى ايران من مختلف الدول، الصرخات المظلومة لهذا الشعب الى جميع انحاء العالم، واشرحوا لهم ان ايران ليست دولة خطرة كما يريد الاعلام الاميركي والصهيوني ان يصورها للعالم. ولقد حققت هذه الدولة في هذه الفترة القصيرة من عمرها، وعلى الرغم من الحصار الشامل المفروض عليها، انجازات كبيرة للمحرومين والمستضعفين ما لم ينجزها التسلط الاميركي على مدى خمسين عاما. وقدمت خدمات كثيرة في مجال فتح الطرق وايصال المياه الصالحة للشرب وتوزيع الاراضي ما لم تقدمها السلطات السابقة على مدى خمسين عاما. ورغم كل ذلك يتهموننا باننا نريد تدمير البلد.
ارجو ان تعودوا الى اوطانكم بالسلامة والسعادة وتتحدثوا في وسائل الاعلام وتؤكدوا بان ايران تريد السلام رغم ان القوى العظمى لا تريد ان تسمح لكم بالاتصال بوسائل الاعلام. فان ايران تريد ان ينسحب صدام من اراضيها ثم يجري تشكيل لجنة دولية للنظر في جرائمه، فاننا لم نكن في حرب مع الشعب العراقي والحكومة العراقية، بل ان الحكومة العراقية هي التي هاجمتنا لكنها تلقت الضربة التي تستحقها، ومنيت بهزيمة لا يعوضها الاردن والمغرب واميركا. ادعو الله تعالى ان يمن بالسلامة والسعادة على جميع المسلمين، واتمنى القوة للاسلام والسلامة والسعادة لكم ايها الاخوة الاعزاء، وسلامة هؤلاء الاطفال المظلومين الذين يتأثر الانسان لمشاهدتهم، وادعو بالرحمة على شهداء الجميع وأن يحشرهم الباري تعالى مع شهداء صدر الاسلام.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-سورة الفرقان، الآية ۳۰. «۲»-سورة الانفال، الآية ۴۶. «۳»-اصول الكافي ج ۲، ص ۱۶۴. «۴»-سورة محمد الآية ۷. «۵»-سورة آل عمران، الاية ۱۰۳. «۶»-سورة الانفال، الاية ۴۶. «۷»-اشارة الى الاية ۹ من سورة الحجرات.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: