شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

بيان‏ [التبريك بانتصار جيش الاسلام تحذير للحكومات الداعمة لصدام‏]

طهران، جماران‏
الثالث من شعبان، ولادة الامام الحسين (ع) ويوم حرس الثورة
التبريك بانتصار جيش الاسلام تحذير للحكومات الداعمة لصدام‏
الشعب الايراني‏
جلد ۱۶ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۰۱ تا صفحه ۲۰۵

بسم الله الرحمن الرحيم‏
ابارك لجميع مسلمي العالم وشيعة طريق الامامة المضرج بدم الشهادة والشعب المضحي في ساحة ايران الكبرى والمقاتلين في سبيل الهدف المقدس وخاصة حرس الثورة الاسلامية الاعزاء الذين اختاروا هذا اليوم العظيم، بزوغ الثالث من شعبان الذي يمثل اليوم السنوي لاشراقة شمس القيم المعنوية والحارس للاسلام والمجدد لحياة القرآن الكريم ومنقذ امة النبي الخاتم صلى الله عليه واله وسلم من الليل المظلم والعصر المظلم لحكم اليزيديين الجائر الذي كان يعمل على تضريج وجه الاسلام النوراني بالدماء وهدر الجهود المضنية لنبي الاسلام العظيم صلى الله عليه واله- ومسلمي صدر الاسلام ودماء الشهداء المضحين. واليوم هو اكثر بركة حيث يزف لنا بشرى انتصار الحق على الباطل، وجنود الله على جنود الشيطان، من خلال الانتصارات المتتالية خاصة بيت المقدس الذي كان من الروائع العظيمة والقليلة النظير في تاريخ الحروب-.
لقد انقذ حرس الثورة الذي يمثل ركناً مهما في انتصار الثورة الاسلامية الشعب الايراني والاسلام العزيز من الليالي المظلمة للنظام الملكي، عبر الاقتداء بمولاهم سيد المظلومين عليه الصلاة والسلام-، وكان عاملًا مؤثراً وركناً ركيناً في حراسة الثورة الاسلامية واهدافها. لقد دافع حرس الثورة في جبهات الدفاع المقدس عن الاسلام والوطن الاسلامي، من خلال الوحدة والتلاحم مع الجيش وقوات التعبئة العزيزة والدرك والعشائر الكريمة وسائر القوات العسكرية والامنية والشعبية، وصمد مثل صف حديدي وبنيان مرصوص وطرد اعداء الاسلام والبشرية من ساحات القتال يلاحقهم العار، وسطّر لنفسه وللاسلام والوطن المعظم مفاخر لن ينساها التاريخ، وسوف يأخذها بنظر الاعتبار، بقية الله ارواحنا له الفداء-، وسوف ينزل الخالق جلّ وعلا- رحمته وبركته الواسعتين على خدّام الاسلام والوطن الاسلامي الذي يعتبر هؤلاء المقاتلون منه والحمد لله. ايها الاعزاء، يا من يسطع نور مجالس ذكركم ودعائكم ومناجاتكم في الليالي مثل ليلة عاشوراء، إلى عالم الملكوت، ويلمع كالنجوم المضيئة في الجبهات وتصمدون امام اليزيديين في نهاركم كنهار عاشوراء، اعرفوا قدر هذه الليالي الروحانية والعرفانية وهذه الايام المفعمة بالبطولات والمفاخر فلقد اختاركم الهكم العظيم لنصرته، ولم يعتبر امثالنا مستحقين للجلوس على مائدة النعمة والرحمة والقيم المعنوية والفداء.
لقد ادرك صدام الخائن اليوم اكثر انه لن ينجو من هذا الفخ الذي نصب له وانه هو وحزب البعث الكافر لا مصير لهم سوى السقوط والهلاك. ولذلك فقد لجأ اليوم إلى احضان الحكومة العميلة لامريكا، حليفة اسرائيل رغم كل تلك التطبيلات والادعاءات الجوفاء بانه قائد القادسية والتطبيل بأنه ثوري وانه لا يمكن ان يتصالح ويتساوم مع اسرائيل، فقد مد يد الذلة إلى جانب اعداء العرب والاسلام، ثم صرف الاذهان عن عدو الاسلام الاكبر ومغتصب اراضيهم ليؤيد اتفاقية كامب ديفيد المشينة من خلال اعادة حسني مبارك إلى الجامعة العربية، وينفذ مشروع فهد الذي من شأنه ان يجلب العرب للامة العربية، والاسلام فوق ذلك.
اني احذر الحكومات العربية في المنطقة من انها سوف لا تجني من الاستسلام ازاء مثل هذه المشاريع سوى العداء الدائم للشعب الايراني وقواته المقتدرة، فضلا عن قبولها ان تكون مأسورة بيد امريكا، والاكثرا عارا من ذلك اسرائيل. واذا ما لم تعودوا اليوم إلى احضان الاسلام، فان الاوان سيفوتكم غدا. ولا تنطل عليكم خدع امريكا وتطبيلات «حسني» و «حسن» و «حسين» و «قابوس» الذين يحتاجون حقاً إلى قيّم ويوظفون سفاهة شباب بلدانهم واسلحة جيشهم وعتاده، في حين ان عليهم ان يوظفوها في سبيل خلاصهم من قبضة اسرائيل، وان لا يدفعوهم إلى محاربة بلد مسلم ارسل الشاه المقبور وصداما الذي هو اكثر جريمة منه إلى جهنم رغم قدرته الشيطانية ودعم الشياطين الكبار والصغار له. عليكم ان لا تسمحوا لصحافتكم ووسائل اعلامكم ان تنهمك في نشر السموم والتهم والافتراءات على البلد والنظام اللذين يريدان ان يتعاملا مع جميع المسلمين والحكومات في المنطقة على اساس الاخوة وحسن الجوار، متبعين في ذلك ابواق المجرمين. انكم تشهدون كل يوم كيف ان رئيس الجمهورية المحترم والحكومة والمجلس يقدمون اليكم النصيحة ويدعونكم إلى الصداقة، ويريدون ان يوظفوا القوة الاسلامية العظيمة في ايران للتصدي إلى جانبكم للاعداء الذين ينظرون بطمع إلى بلدانكم، وان ينتشلوكم انتم ومواردكم من براثن ناهبي ثروات العالم لصالح الشعوب الشريفة والمظلومة في المنطقة.
ان جيشنا وحرسنا وقواتنا المسلحة الاخرى لم تكن تمتلك الاستعداد الكافي في ذلك اليوم الذي كانت فيه الثورة في بدايتها، فاجتاح صدام ايران فجأة من البر والجو والبحر بكل تجهيزاته مستعينا بخيانة بعض العناصر في الحكومة، واحتل جزء كبيراً من بلدنا على حين‏ غرّة. ولكن القوات المؤمنة والشبان المضحين اغلقوا الطريق امامهم بمجرد اطلاعهم، وقصف صقور قوتنا الجوية المواضع العسكرية في جميع انحاء العراق، ولولا التزامهم بالاسلام وخشيتهم من هلاك الابرياء وتدمير البنى التحتية للشعب العراقي الشقيق، ولقّنوا الحزب البعثي الكافر درساً بحيث لا تفكر بعض الحكومات المنحرفة في المنطقة وغيرها في محاربة هذا الشعب الذي يعتبر الشهادة هدية من السماء. واليوم وحيث نرى القوات المسلحة من حرس وتعبئة وعشائر وقوات شعبية وقوات عسكرية وامنية ولجان ثورية والقوات الاخرى، مجهزة بأنواع السلاح والصلاح والحمد لله تعالى وبفضل تأييداته الغيبية وعشق الشعب الايراني وايمانه، وحيث نرى صرخاتهم المطالبة بالشهادة وهتافات (حرب حرب حتى النصر) وقد هزّت الاجواء في ايران بل وفي العالم واثارت الحماس فيها، ومددتم من موقف القوة ايديكم المفعمة بالبركة والقوية إلى جميع المسلمين وخاصة شعوب المنطقة وحكوماتها وجيرانكم لاقرار الصداقة والاخوة الايمانية معهم، وانا انصحهم ان صلاح دينهم وآخرتهم ليس في ان يجتمعوا كل يوم يحدوهم التصور الساذج بدعم مصر والاردن والخونة الاخرين لشعوبهم والاسلام العزيز، لينفذوا مؤامرات امريكا الناهبة لثروات العالم. ولو كانت الحكومتان المصرية والاردنية تمتلكان الغيرة وكانتا تفكران في الشرف الانساني والعربي لحررتا انفسهما من هيمنة النظام الصهيوني في اسرائيل، لا ان تحاولا الاعتراف باسرائيل، وتكرسا ذلهما من خلال مشروع «كامب ديفيد» المشين. واما اولئك الذين يسعون حسب تصورهم الساذج لاعادة مصر إلى الجامعة العربية لمواجهة الجمهورية الاسلامية، فانهم يرتكبون خطأ كبيرا، ويحفرون قبورهم بيدهم التي هي يد امريكا المجرمة. واذا ما ندموا على ممارساتهم غير الاسلامية وغير العربية وتابوا، بعد الانتصار النهائي الذي اصبحتم قاب قوسين او ادنى منه، ففي هذه الحالة لا نعلم هل سيقبل الشعب المظلوم الذي فقد اعزاءه توبتهم، حتى وان قبلها المسؤولون، واذا ما لم يقبل الشعب، فليس من حق اي من المسؤولين وليس بامكانهم فعل شي‏ء في هذا المجال؛ ذلك لان الشعب هو الذي يمتلك القرار النهائي في جميع القضايا في ايران والاسلام. فليعودوا مادامت الفرصة سانحة والوقت باقيا، إلى احضان الاسلام وشعوبهم وليكفّوا عن المؤامرات وبث السموم على ايرا ن المقتدرة، وليتعاونوا مع الحكومة والشعب الايراني ضد اسرائيل واعداء الاسلام والبشرية الاخرين، فانا ارى صلاح دينهم ودنياهم في ذلك. ان ابواب الفلاح مفتوحة امامهم الان والله تعالى رحيم بالعالمين.
والآن اوجه كلمة إلى دعاة الحق ومقاتلي اعداء الحقيقة وهي تذكرة للواعين، وذلك بمناسبة اليوم العظيم للولادة السعيدة والمليئة بالمفاخر لحارس الاسلام والقرآن الكريم الذي خنق بدمه وباصحابه الكرام الصيحة الكافرة لليزيديين الذين كانوا يطلقون بعربدة نداء «لا خبر جاء ولا وحي نزل» في افواههم، وبمناسبة يوم الحرس العاشقين [لله‏] والمضحين الذين‏ خنقوا بدمائهم الطاهرة وبدماء المقاتلين الاعزاء الاخرين، ما كان ينعق به قائد القادسية في عصرنا مع اعوانه المجرمين، في افواه الكفرة.
اخوتي المحترمين ونور عيني الاعزاء! احذروا من ان توقعكم آفات الانتصار وعلى رأسها الغرور، في فخّها لاسمح الله-، وتجعلكم تغفلون عن المالك الاصلي للنصر) وهو الله القادر، فهذه حيلة شيطانية تؤدي إلى الغفلة عن حيل الاعداء وتستتبع الهزيمة، فضلا عن فقدانكم للقيم المعنوية التي هي اساس انتصاركم ايها الاعزاء. عليكم يا من تمثلون القوات المسلحة المقتدرة والشعب من ورائكم، ان لا تغفلوا ابداً عن تجسد قوة الله فيكم والشاهد على ذلك:» وما النصر الا من عند الله « «1» و» نصر من الله وفتح قريب « «2» و» انا فتحنا لكم فتحا مبينا « «3».
اخوتي! واسوا اسرى الحرب الذين وقعوا في اسركم، حتى وان كانوا مذنبين وعاملوهم معاملة اسلامية انسانية. وارسلوا الجرحى العراقيين في اسرع وقت إلى المستشفيات كي يخضعوا للعلاج. وليتعامل معهم الاطباء والممرضات في المستشفيات الذين لا تخفى على شعبنا الكريم جهودهم القيمة سواء في الجبهات ام المستشفيات هذه الجبهة التي تستوجب التقدير الكبير، ليعاملوهم كأقاربهم واخوانهم، وليخففوا عنهم مرارة الاصابات والأسر بسلوكهم الاسلامي. وهنا ارى من الواجب ان أشكر رجال الدين في الجبهات وجهاد البناء ووزارة الدفاع وجميع الاشخاص الذي يؤدون دورا في الدفاع عن الوطن الاسلامي.
ومن الامور الاخرى التي يجب ان يلتفت اليها جميع القوات المسلحة وخاصة اولئك الذين يتعاملون أكثر مع المواطنين في المدن، مثل حرس الثورة والتعبئة واللجان والشرطة. فعلى الحرس والاخرين ان يجذبوا قلوب ابناء الشعب الذين يدعمون بكل قواهم الجمهورية الاسلامية والمقاتلين في الجبهات، وان يستجلبوا رضا الله. وليعلم ابناء الشعب الاعزاء بدورهم قدر هؤلاء المضحين- الذين يخصصون ايامهم ولياليهم للمحافظة على الاسلام والبلد وعليهم-.
وانا بدوري ادعو للجميع رغم عجزي واطلب من الله السعادة للجميع، وللشهداء الاعزاء الرحمة وعلوّ الدرجات، ولذويهم الصبر والسلوان، وللجرحى الذين هم نور عيوننا، السلامة الكاملة والسعادة، وللمقاتلين النصر النهائي، وللاسلام العظمة والقوة، وللجمهورية الاسلامية الدوام.
وفي الختام، اقدم شكري بتواضع للشعب الايراني الذي تحمل بسعة صدر وبكل قوته مشاكل الحرب التي هي امر لا يمكن تجنبه، بل انهم هم الذين يشجعون المتصدين للامور، والحاضرون خلف الجبهات من خلال تقديمهم لاعزائهم في سبيل الاسلام والذين يدعمون عبر مساعداتهم القيمة المضحين وحكومتهم الخادمة لهم، فرفعوا بذلك راس الاسلام العظيم ووطنهم العزيز في العالم. ولو لم تكن هذه المعنويات الاسلامية الانسانية للشعب، لكانت الحكومة قد وصلت إلى طريق مسدود منذ خطواتها الاولى. ونحن والحمد لله تعالى حاضرون مع هذا الشعب في جميع الساحات والحكومة تخدم بكل قوتها وقدراتها الاسلام والجمهورية الاسلامية والجيش والحرس والتعبئة والمضحين الشجعان الاخرين الذين حطموا بهجمة بطولية وبتأييد من الله قلاع العدو الحصينة الذي بذل جهودا كبيرة لما يقرب من سنتين في بنائها وتحصينها وتجهيزها بجميع المعدات الحربية، ومزقوا الجيش المنظم والمجهز بجميع الاسلحة الثقيلة والخفيفة الحديثة التي صنعتها امريكا والاتحاد السوفياتي وفرنسا، بحيث اجبروا عددا منهم على الهروب، وقتلوا عدداً لا يحصى من اولئك المفسدين او جرحوهم، واسروا عددا كبيرا، ونحن نشهد بقلوب مطمئنة بالالطاف الالهية والقوة المعنوية وخبرتهم العسكرية، نهاية الحرب، فنشكر الله عز وجل- على نعمه الغزيرة.
سلام الله ورسوله على الشهداء والمعوقين في حرب العراق المفروضة على ايران. سلام الله على الاباء والامهات والزوجات وجميع ذوي شهداء الاسلام وايران العزيزة الصانعين للملاحم. وسلام الشعب الايراني وتحياته إلى جرحى الحرب والمتضررين منها. والموت واللعنة على القوى الكبرى، وخاصة امريكا المجرمة التي تتحقق على يدها القذرة اكثر الفتن في المنطقة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. «4»
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-قسم من الاية ۱۲۶ سورة ال عمران. «۲»-قسم من الاية ۱۳ من سورة الصف. «۳»-سورة الفتح الاية ۱. «۴»-قرئ خطاب الامام الخميني هذا من قبل السيد احمد الخميني في خلال مراسم مهيبة كانت قد اقيمت في طهران بعد تحرير خرمشهر وبمناسبة تكريم يوم الحرس، ذكرى ولادة الامام الحسين«ع»-«ترامناً مع مراسم مشابهة في ارجاء البلاد»-، وذلك بعد استعراض للقوات المسلحة والوحدات المختلفة لحرس الثورة الاسلامية والتعبئة ولجان الثورة، كان قد انطلق من جامعة طهران، وقد قرئ البيان في ساحة الامام الحسين، بين حشود الشعب الهائلة، والقوات العسكرية التي كانت قد اجتمعت تحت الامطار الغزيزة.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: