مطلب مرتبط

سخنرانی در جمع کارگران، معلمان و مربیان پرورشی (عصر هدم ارزشهای انسانی)الجهاد لله و في سبيل اللهالجهاد لله و في سبيل الله
شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [عصر القضاء على القيم الإنسانية وسيادة القيم الشيطانية

طهران، حسينية جماران‏
ذكرى مولد الإمام محمد التقي- عليه السلام-
عصر القضاء على القيم الإنسانية وسيادة القيم الشيطانية
علي أكبر برورش (وزير التربية والتعليم)، أحمد توكلي (وزير العمل والشؤون الاجتماعية) وجمع من العمال ومنتسبي التربية والتعليم ولجنة تكريم الأستاذ الشهيد مرتضى المطهري.
صحيفة الإمام الخميني ج ۱۷ ص ۳۳۳ الى ۳۳۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏

النضال من أجل إحياء القيم الإنسانية

مصادفة جيدة أن نلتقي في الذكرى السعيدة لولادة الإمام محمد الجواد- سلام الله عليه- الشريحتين الكبيرتين؛ المعلمين والعمال، وإني آمل أن توفق هاتان الشريحتان المحترمتان اللتان تمثلان ساعدي هذا البلد وهذا الشعب، في تصعيد نضالهما ضد الظالمين أكثر فأكثر انطلاقاً من موقعهما. فالمعلمون يعملون على تربية شباب يخدمون البلد والإسلام، والعمال الأعزاء يبذلون ما بوسعهم لإنقاذ بلدهم من الظلمات التي كانت في عهد الطاغوت. هؤلاء في حقل التربية والتعليم، وأولئك في المصانع والمعامل، يُفهمون العالم أجمع بأن الشعب الذي يتطلع لتحقيق استقلاله عليه أن يتعلم ويعمل معتمداً على نفسه.
ايها الأخوة الأعزاء! اننا نعيش في عصر يسود فيه الظلام العالم. اننا نعيش في عصر صودرت فيه القيم الإنسانية تماماً وحلت محلها القيم الشيطانية. اننا نعيش في عصر هجم الشياطين فيه على القيم الإنسانية لمصادرتها وسيادة التطلعات الشيطانية. غير أننا ومن خلال الاتكال على الله تبارك وتعالى والاستلهام من الإسلام والقرآن الكريم وعناية ولي العصر- سلام الله عليه-، علينا أن نجد ونجتهد ونجاهد بالاعتماد على أنفسنا؛ نجاهد في الجامعات وفي المعامل والمصانع وفي المزارع. جهاد في المدارس وفي الجامعات وفي الجبهات وخلف الجبهات وفي كل مكان، إذ أنّ من الممكن أن ينفذ الشياطين إلى جميع هذه المواقع وأوساط الفئات التي نهضت من أجل الله تعالى. ولهذا فان كافة فئات الشعب مطالبة بالتصدي للشياطين والمنافقين. فمن الممكن أن يكون قد نفذ بعض الأفراد إلى المصانع ويحاولون أن يعيدوا البلد ثانية للرزوح تحت هيمنة القوى العظمى، لذا فمن الضروري للاخوة العمال الملتزمين محاربة أمثال هؤلاء وان لايسمحوا لهم بحرف شبابنا الأعزاء عبر دعاياتهم المغرضة. كما يجب أن يتحلى المعلمون والمتعلمون والأساتذة والطلبة في الجامعات وفي الثانويات، وفي المراكز العلمية، بالحيطة والحذر لئلا تتمكن الجماعات الفاسدة والمنافقون وغيرهم- الذين هم فاسدون أيضاً- من النفوذ إلى هذه المواقع ومحاولة إعادة الجامعات- لا سمح الله- إلى الوضع الذي كانت عليه في السابق. وعلى المعلمين والشريحة الجامعية والطلبة، العمل على تعزيز ارتباطهم مع الفيضية [الحوزة الدينية]، مثلما ينبغي لأعزتنا العمال والفلاحين، الذين هم جميعاً شخصيات محترمة ومحور اقتصادنا، العمل على تعزيز ارتباطهم بالإسلام والقرآن وعلماء الإسلام.

الاستقلال في ظل التوكل على الله والاهتمام بالدين‏

إذا أردتم التغلب على كل المشكلات، فلابد لكم جميعاً من الثبات بحزم أمام جميع القوى. يجب أن تعدوا أنفسكم لمواجهة المشاكل. يجب أن تحرصوا على تصدير القيم الإنسانية إلى انحاء العالم. كما يجب الحرص على استقلالكم، سواء الاستقلال الثقافي أو الاقتصادي أو الاجتماعي. لا بد من المحافظة على كل هذا بحزم وحسم. وكل ذلك يتجلى في ظل الاهتمام بالإسلام والاتكال على الله العظيم، والتكاتف والتآزر وتعزيز الأخوة بين فئات الشعب. إن العدو يتربص بنا، لاحظوا الاعلام الذي يمارسه الأعداء ضدنا، وما يقومون به لدعم وتأييد عدونا. ونحن ليس لدينا أحد غير الله تبارك وتعالى نلجأ إليه. اننا نمتلك القيم الإنسانية والاتكال على الله تبارك وتعالى .. انظروا إلى هؤلاء الذين يزعمون مناصرة (الخلق) الشعب والعرب ماذا يفعلون في خوزستان، وما الذي فعلوه في دزفول العزيزة. انهم يتصورون واهمين بأننا سنستسلم لهم إذا ما ألقوا صواريخهم على منازل الأبرياء وهدموها فوق رؤوس اصحابها من النساء والأطفال. إن هؤلاء لم يتعرفوا على أبناء خوزستان. لم يتعرفوا على أبناء دزفول، رغم أنهم جربوا حظهم كراراً منذ بداية الحرب وحتى الآن، وهدموا منازل هؤلاء الأعزاء وقتلوهم واستشهدت على أيديهم أعداد كبيرة من أحباء الله، وقد رأوا مدى ثبات الشعب الإيراني وصموده لاسيما أبناء دزفول الأعزاء في مقاومة العدوان. واليوم أيضاً حيث ارتكبوا مثل هذه الجريمة، ارتفعت من حناجر شبابنا في دزفول هتافات (حرب حرب حتى النصر).

فضيحة أدعياء الدفاع عن حقوق الإنسان‏

إن أولئك الذين يزعمون كذباً الدفاع عن الخلق يتعاملون مع الشعب الإيراني بهذا الأسلوب ويغتالون علماء إيران الكبار وأعزة إيران العظام من مختلف الفئات، ويتحالفون مع نظام صدام الذي ارتكب كل هذه الجرائم بحق الشعب الإيراني، لا سيما الجريمة الأخيرة في دزفول. حتى انهم غير مستعدين لإدانة هذا العمل الإجرامي لهذا الشخص الخبيث. لقد اضحى‏ العالم بهذه الصورة. إن جريمة بهذه البشاعة تكررت مراراً في السنوات الأخيرة، لم تجد في أي من وسائل الإعلام من يستنكرها ويدينها. إنهم يمرون عليها سريعاً ويكتفون بالقول: ذكرت إيران كذا. فيما قال العراق انه اتخذ اجراء وقائياً. لقد دفنت القيم الإنسانية في العالم. اننا لم نر أولئك الذين يزعمون الدفاع عن حقوق الإنسان، وهذه المنظمات والمحافل الدولية التي يملأ الدنيا ضجيجها، تنطق بكلمة واحدة في إدانة هذه الأعمال الإجرامية. انهم يعتمدون على ما يردده أعداؤنا كذباً وبهتاناً، ويصدرون البيانات ضد إيران والشعب الإيراني العزيز، وكل أدلتهم هي أن عدونا قال كذا وكذا، كل أدلة المنظمات الدولية هي أن الحكومة الإيرانية تقتلكم أنتم الأطفال واليافعين في الشوارع ويتم إعدام المئات في كل يوم في سجن ايفين!!. انهم يستقون أدلتهم من المنافقين. فما يقوله المنافقون يعتبر دليلًا قوياً بالنسبة لهذه المنظمات. غير أن المنظمات الدولية لا تسأل نفسها عما فعله ويفعله صدام بإيران.
هذا هو حال عالمنا اليوم للأسف. غير أننا نأمل أن يتحقق في إيران الإسلام بما يمكّنه من القضاء على هذه القيم الفاسدة، ونشر الإسلام العزيز ونور القرآن الكريم في العالم بأسره حتى يتم إحياء القيم الإسلامية والإنسانية التي اقصيت عن مسرح الحياة. وتتمثل الانطلاقة في كل ذلك في أن نلتفت إلى أنفسنا. فاذا كنا مخيرين بين القيم الإلهية والإنسانية وبين القيم الطاغوتية، فإن علينا أن نختار القيم الإنسانية. إذا ما خيّرنا بين خدمة بلدنا والتمسك بالإسلام، وبين خدمة دول الشرق والغرب، علينا أن نختار ما يخدمنا ويحقق تطلعاتنا.

الإنتماء الحقيقي إلى إيران، يكمن في عدم التبعية وعدم خيانة الوطن‏

إن الحثالات من بقايا الجماعات المنحرفة، بعضهم يرفع عقيرته من أجل الشرق والبعض الآخر من أجل الغرب، ويزعمون في الوقت نفسه أنهم من انصار الشعب. إن الذي يسعى- مثلًا- إلى إشاعة الفوضى في المصانع وإعادة البلد للرزوح تحت هيمنة الآخرين، وذاك الذي يحاول إثارة الفوضى في الجامعات والعمل على تبعيتها، إن أمثال هؤلاء أجانب بمظاهر إيرانية ووطنية. امثال هؤلاء غرباء عن إيران ولم تعد تعترف بانتمائهم. إن الذي يضحي بقيمه الإسلامية والوطنية من أجل الاتحاد السوفيتي، أو من أجل أميركا، لا نعتبره إيرانياً.

التمسك بالنبي (ص) والأئمة الأطهار (ع) في مواجهة المشكلات‏

ايها الأخوة والأخوات! اننا نسير على طريق الأنبياء. التاريخ يدلنا على أن الأنبياء واجهوا مشاكل كثيرة. كانوا من الطبقة المحرومة وعانوا الكثير من المشاكل في مواجهتهم للطواغيت. فما وصلنا من تاريخ الأنبياء يوضح بأن الأنبياء جميعاً ابتلوا بطواغيت عصرهم وعانوا من مشاكل كثيرة. ونحن الذين نتطلع لأن نسير على طريق الأنبياء، يجب أن لا نهاب‏ المشاكل. فقد تحمل الرسول الأكرم- صلى الله عليه وآله وسلم- على مدى عشرين عاماً ونيف من دعوته، الكثير من المعاناة في سبيل نشر تعاليم الإسلام وأحكامه، ولم تفت في عضده أو تثنيه عن هدفه، وهكذا بقية الأنبياء. فعندما يكون الهدف إلهياً، تبقى المعاناة هينة لأن الهدف هدف إلهي. وفي هذا الصدد تحدثنا بعض الروايات بأن الإمام الحسين بن علي- سلام الله عليه- كانت تنفتح أساريره ويصبح وجهه أكثر سطوعاً وإشراقاً كلما اقترب من ظهر عاشوراء «1»، لأنه كان مؤمناً بجهاده في سبيل الله ومن أجل الله، ولأن عمله هو جهاد في سبيل الله فان الأعزة الذين يضحي بهم هم ذخيرته في العالم الآخر.
وهكذا الحال بالنسبة لكم أنتم الذين على استعداد لخدمة الإسلام، وعمالنا الأعزاء المتفانين في خدمة الإسلام وفي تشغيل المصانع والعمل بكل جد حفاظاً على استقلالهم، فمن الطبيعي أن تواجهوا المشاكل، إلا أنها مشاكل غير مستعصية .. الجامعيون والأساتذة والمعلمون والمتعلمون الذين يعملون من أجل الله تعالى يواجهون مشاكل، غير أن المشاكل التي يواجهونها في سبيل الله لا تعتبر مشاكل حقيقية. فإذا ما أخذنا بنظر الاعتبار معاناة الرسول الأكرم- صلى الله عليه وآله وسلم- والإمام أمير المؤمنين- سلام الله عليه- فان المشاكل التي نعاني منها اليوم لا تعد شيئاً مقارنة بها، وقد صبروا عليها وان الله تبارك وتعالى مع الصابرين. ونحن أيضاً علينا ان نصبر ونثبت في مواجهة القوى التي تريد ابتلاعنا، ونهزمها.
اخوتي الأعزاء! ايتها الاخوات المسلمات العزيزات، انتبهوا إلى أنفسكم ولا تدعوا اليأس أو الوهن يدب إلى نفوسكم، فنحن منتصرون. لقد صمدنا في وقت لم نكن نملك شيئاً وكانت كل القوى تقف في مواجهتنا. واليوم نمتلك شعباً موحداً صامداً بوجه كل القوى- ولله الحمد-. لدينا خوزستان الصامدة بكل رجولة. لدينا كردستان الصامدة. وهكذا بقية انحاء إيران .. نحن اليوم أقوياء- ولله الحمد- ولا توجد في المنطقة قوة تضاهي قوتنا .. اننا صامدون اليوم في مواجهة الجميع وليس بوسع أية قوة أن تلحق الضرر بنا. فالشعب الذي يتطلع للشهادة لا تفت في عضده المشاكل .. الآباء والأمهات الذين يضحون بأعزتهم من أجل الإسلام، لا يعبؤون بالمشكلات. إن الشعب الإيراني على اتم الاستعداد لتحمل الضغوط التي تمارس ضده من مختلف الاتجاهات ويصبر عليها وان الله مع الصابرين.
عندما يكون اتكالنا على الله تبارك وتعالى ولا ننشد غير الحق سبحانه، فمن أي شي‏ء نخاف؟ نحن لا نهاب الشهادة، وان قوة إيران وعظمة الإسلام باتتا اليوم- ولله الحمد- تستحوذان على اهتمام الشعوب المستضعفة، وتساعدان في انتشار الإسلام في مختلف انحاء العالم بدءً من الملونين الأعزاء في أميركا، ومروراً بأفريقيا، وانتهاءً بالاتحاد السوفيتي، حيث سطع نور الإسلام‏ واستحوذ على اهتمام الناس جميعاً. وهذا هو ما كنا نقصده بتصدير الثورة، وقد تحقق بفضل الله تعالى، وسيتغلب الإسلام على الكفر في كل مكان بمشيئة الله تعالى.
منّ الله تعالى عليكم بالسعادة بمشيئته، ونالت رحمته اعزتنا من الشهداء لا سيما الأعزاء الذين استشهدوا مؤخراً في دزفول. ومنّ على أبناء خوزستان وأهالي دزفول بالصبر الجميل والأجر الجزيل، ووفقنا وإياكم في مواجهة المشكلات واحاطنا بالمزيد من ألطافه.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-بحار الأنوار، ج ۶، ص ۱۵۴، ح ۹.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: