شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [الدور الرئيسي للشعب في شؤون البلاد - سلامة العملية الإنتخابية - معيار النجاح‏]

طهران، حسينية جماران‏
الدور الرئيسي للشعب في شؤون البلاد - سلامة العملية الإنتخابية - معيار النجاح‏
علي أكبر ناطق نوري (وزير الداخلية) - المحافظون في جميع أرجاء البلاد
جلد ۱۸ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۰۳ تا صفحه ۳۰۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏

اهمية دور الشعب في شؤون البلاد

أسأل الله تبارك وتعالى التوفيق للسادة وللجميع لخدمة هذا الشعب المظلوم من أجل الله. أودّ ذكر نقطتين عن المحافظين ومن تحت مسؤوليتهم، الأولى هي أن ينتبه السادة إلى أنّ الحكومة والمحافظين غير قادرين على العمل دون مشاركة الشعب. أي إن الأجهزة الحكومية عاجزة عن العمل بدون مشاركة الشعب. لذلك فإن علينا وعليكم ومن تحت امرتكم جميعاً العمل على نيل رضا الشعب في جميع القضايا.
ففي العهد البائد لم يكن الناس يعتبرون الحكومة منهم، كما كانوا لا يعبأون بالانتخابات ولا بالمسؤولين، فلم يكونوا يعتبرونهم منهم لذلك فانهم كانوا لايشاركون بشكل لائق إلّا إذا كانت هناك ضغوط، كما أنهم لم يدعموا الحكومة في حل مشاكلها، فإنهم إن لم يعرقلوا أمور الحكومة فإنهم لم يدعموها أبداً. تاكدوا بأن صمود الحكومة في مواجهة المشاكل التي برزت بعد انتصار الثورة- وهي مشاكل تقصم ظهر أية حكومة- وأداءها الجيد نابعان من حضور الشعب ومساعدتهم فكلما ظهر نقص هبّ الشعب لنجدتها، فهم لايعتبرون الحكومة منفصلة عنهم كما لا يعتبرون الانتخابات غير نزيهة ومنفصلة عنهم بل يعتبرون الحكومة والانتخابات منهم واليهم.

المسؤولون وضرورة خدمة الشعب‏

فأحرصوا على إستمرار دعم الشعب للحكومة والانتخابات، أي عليكم بأن تضعوا رضا الله تبارك وتعالى نصب أعينكم إنكم مسؤولون أمام الله. فإنكم مسؤولون أمام الله. فلو أنكم قمتم بعمل لاسمح الله واستطعتم إخفاءه، فإنه لا يخفى على الله وعلى ملائكته، فالانسان سيواجه عمله يومياً. لذلك احترموا الضعفاء من الناس أكثر من غيرهم على العكس من العهد البائد الذي كان يحترم الأقوياء والاقطاعيين والأغنياء ويحتقر الفقراء. عليكم أن تفعلوا العكس وتحسنوا إلى الفقراء والمستضعفين اكثر مما تحسنون إلى الآخرين. عاملوا الجميع معاملة جيدة ولكن هؤلاء مضطهدين وكانوا محرومين طوال التاريخ. لقد عانوا كثيراً وخدموا الثورة ويضحون اليوم بشبابهم، ولكن الطبقة المرفهة بعيدة عن هذه الأمور إلا القليل منهم. لذلك فإن علينا أن نصون هذه الطبقة من الناس لأجل الله ودفاعاً عن سمعة الجمهورية الإسلامية، عاملوهم معاملة طيبة. عليكم أن تنتبهوا إلى أن الله حاضر في كل مكان ويرى أعمالنا التي تسجّل وتعرض علينا يوم القيامة فهذه وصيتي لكم في هذا المجال.

دعوة إلى إجراء الانتخابات بشكل جيد

لدي نصيحة أخرى حول الانتخابات بضرورة أن يكون أداؤكم جيداً، فإن هناك من ينقدونكم. طبعا نحن لا نهتم بنقدهم فقد كانوا يطرحون الاشكالات منذ البداية وما زالوا يفعلون ذلك. فقبل طرح موضوع الانتخابات وبعده بدأوا بالحديث بأن الانتخابات ليست حرة وأن الشعب سوف لا يشارك فيها، فهم سيقولون ذلك دائماً. نحن لا نهتم بذلك وعلينا أن نهتم بما بيننا وبين الله تبارك وتعالى بأننا مسؤولون عن هذا الأمر، فأنتم مسؤولون عن أعمالكم وأعمال من تحت إمرتكم لكي تجري الانتخابات بشكل صحيح. فلا أحد أفضل من الآخر في الانتخابات جميع أفراد الشعب متساوين فيها سواء أكبر مسؤول وأصغر شخص في البلد فلكل واحد منهم صوت واحد. لذلك يجب الانتباه إلى أن الانتخابات يجب أن يرضى عنها أبناء الشعب لا أن يرضى عنها أصحاب النفوذ والأقطاعيون. لابد من كسب رضا الناس ومنحهم الإحساس بأن الانتخابات تجري كما يريدها القانون وكما يريدها الاسلام. إن العمل عملكم فالقانون وثيقة تحدد الواجبات ولكنّ المهم هو العمل. فليكن العمل بشكل يتطابق مع القانون وأن يكون الناس راضين عنه. ولا بد من الاهتمام بمنع من يريد الإخلال والتخريب. فسوف تشهد الانتخابات لا محالة ظهور بعض المخلّين ممن يريدون الطعن فيها وإثارة الفوضى. فليتم التصدي لأمثال هؤلاء. وإذا ماحاول أحدهم دعوة الناس إلى التصويت لفلان أو لفلان، لابد من التصدي له.
إن الدعاية للانتخابات يجب أن تتم قبل الانتخابات وعندما تبدأ الانتخابات يجب ألا يقوم أحد بالدعاية لصالح أحد أو ضده. يجب أن يمنع كل ذلك حتى نشهد انتخابات جيدة ان شاء الله. وإنني أرجو لكم التوفيق في هذا الأمر والناس مستعدون للمشاركة في الانتخابات لأنهم يعتبرون البلاد اليوم بلادهم. ويعلمون أن مصير البلاد يتحدد بالانتخابات. لا يقول أحد اليوم لأجل ماذا ننتخب؟ انهم ينتخبون لأنفسهم. لقد كانوا يقولون في السابق ما شأننا بالانتخابات لإنهم لا يهتمون بمصالحنا. ولكن لا يوجد مثل هذا الكلام اليوم. إن الناس يحرصون على المشاركة وأرجو أن تزداد نسبة المشاركة. إنه واجب الهي ووطني وانساني يجب علينا أن نؤديه. علينا جميعاً أن نشترك في الانتخابات، وعليكم أن تكونوا جادّين في إجرائها بشكل جيد، وإن شاءالله سيشارك الناس ويدلون بأصواتهم. فلا تتوقعوا بعد إجراء الانتخابات الثناء عليها، بل سيقال لكم الكثير، فسوف يقولون بأن الانتخابات لم تكن شيئاً مهماً ولم يشارك فيها الناس، وستطرح قضايا كهذه كثيرة ولكننا لابد لنا من مواصلة مسيرتنا قدماً.

معايير النجاح‏

الموضوع الأخر هو الحرب والذي أود أن أُذكّر السادة والشعب به هو أن المعيار في تحقيقنا للإنتصارات في جبهات القتال أو عجزنا عن ذلك هو الدعايات التي تمارس ضدنا في الخارج، فحينما تكون الدعاية أكبر ضدنا فمعناه أن الانتصارات التي تحققت كبيرة. ففي منطقة- خرمشهر- التي حققنا فيها انتصارات باهرة طوال هذه الفترة كانت دعاياتهم اكبر. وإنني عندما ألاحظ اليوم أرى بأن الدعاية ضدنا اشتدت اكثر من ذي قبل فتأتي أخبارنا في مقدمة الأخبار ولم يكن الأمر كذلك من قبل أبداً. وهناك الأكاذيب التي تقول بأن الإيرانيين قتلوا وحوصروا وماتوا ثم تذكر: أعلن العراق بأنه قتل ثلاثين ألف شخص ثم ترفع العدد إلى: ثمانية عشر الفاً وقد أعلنت اليوم أن عددهم خمسون ألفاً وأنا أتوقع أن تعلن غداً بأن العدد هو مائتا الف. إن حجم دعاياتهم يتطابق دوماً مع حجم هزيمتهم، فكلما زادت الدعايات فهو معيار للناس لكي يدققوا اكثر. فكلما تحدثوا اكثر عن هزيمتنا وأثاروا الضوضاء فاعلموا أننا حققنا إنتصارا باهراً. فمثلًا عندما كانت الحرب تجري داخل الأراضي العراقية أعلنوا بأن قتالًا لم يجر أبداً داخل الأراضي العراقية، وأعلنت الإذاعة العراقية قائلة بأن القتال جرى داخل الأراضي الايرانية وسقط قتلى في صفوف الايرانيين ثم نسيت غداً هذا الكلام أو لم تدرك ذلك- فأعلنت أننا أخرجنا الايرانيين من الأراضي العراقية. ثم قالت في وقت آخر بأن أجسادهم كلها داخل الأراضي العراقية وأننا حاصرناهم ورميناهم في البحر أو فتحنا المياه عليهم فلم يكونوا يعرفون السباحة فغرقوا.
وربما يصدقهم البسطاء والسذج. وهذا يعني أن الإنتصار الذي تحقق اليوم أعظم من جميع الانتصارات التي تحققت حتى الآن.
لقد ذكر بعض السادة بأن الجميع يجب أن يأتوا إلينا ليتعلموا منها فنون القتال. فقد كان الانجاز كبيراً حسب ما قيل لي. فمن يريد خوض القتال في العالم فليتعلم من هذه العمليات. على كل حال علينا أن نهتم بألا يتأثر الناس بمثل هذا الكلام. وألا يتصوروا بأن هناك أشياء حدثت راح يتحدث عنها هؤلاء، فإذا كان قد حدث شي‏ءٌ فإنهم يضخمونه مائة مرة. إن اضرار هذه الحرب تلحق الولايات المتحدة اليوم. فإنكم تلاحظون ماذا تعمل أمريكا فقد قدمت إلى الخليج الفارسي وتثير صخباً زاعمة بأننا لن نسمح بأن يحدث كذا وكذا.
وتردد كلاماً من هذا القبيل وهو لن يجديها نفعاً أبداً. والأمر كذلك بالنسبة لفرنسا وبريطانيا اللتين تتحملان أعباء الحرب فتشاهدان بأن الأمور تجري بشكل يفوق التصور لذلك فإن دعاياتهم ضدنا تزداد كما أن هجومهم علينا يزداد وهماً تظنان بأن ذلك يخيفنا. لقد رأينا أن أمريكا عاجزة عن فعل شي‏ءٍ فبعد الثورة الإيرانية إتضحت حقيقة أمريكا. ففي لبنان حيث أن أغلبية الناس والحكومة مع الأمريكان، إلّا أن اللبنانيين أجبروهم على الهرب فلم يبق منهم فيه أحد، كما أن فرنسا تبحث عن ذريعة للهرب. إننا نعرف هؤلاء جيداً، إنهم يتكلمون كثيراً، أي إن أساس عمل الاستعمار منذ البداية مبني على الصخب والعنف.
فعلى سبيل المثال عندما كان يحدث شي‏ءٌ في البرلمان في عهد المرحوم مدرس وعندما كانوا يطالبون إيران بأمر وكانت إيران لاتعبأ به كانت تأتي سفينة حربية بريطانية الى مياهنا مما كان يؤدي إلى التراجع عن قراراتهم. من جانب آخر كانت روسيا قد وجهت إنذاراً «1» إلى ايران وبدأ جيشها بالزحف نحو ايران إذ كانت تطالب المجلس بشي‏ءٍ ولم يكن أحد يجرؤ على الكلام، وقد تحدث المرحوم مدرس قائلًا: إذا تقرر أن نموت فلماذا نموت بإرادتنا، دعوهم يأتوا وليقتلونا فقبل الآخرون بذلك وصوتوا خلافاً لرغبة روسيا القيصرية ولم يحدث شي‏ءٌ أصلًا. إنه دائماً يريدون بإثارة الصخب بأيديهم أو بأيدي عملائهم، أن يجبرونا على الانسحاب وهذا لن يتم. وإنني أرجو أن تنتهي هذه الحرب بأسرع وقت إن شاء الله لصالح الاسلام وبأحسن النتائج.

ضرورة تواجد القوات في المناطق الحربية

والمسألة الأخرى التي كنت أود التذكير بها هي أن أيام عيد النيروز على الأبواب وإنني أتوقع من السادة أن يفكروا في حال الشعب والأمهات الثكالى اللاتي فقدن أولادهن في الجبهات أو أصيبوا. فقد قيل بأن بعض أفراد قوات التعبئة قد فكروا بالمجي‏ء إلى هنا أيام العيد، إنكم مشغولون بعبادة كبيرة فإذا ما أردتم ترك الجبهات لاسمح الله ولو لعدة أيام، فماذا أنتم فاعلون هل لديكم عيد؟ فانتم تعانون من المصائب هناك ويتم قصفكم بالقنابل السامة أيّ عيد لديكم حتى تتركوا الجبهات من أجله؟ حافظوا على الجبهات بقوة، إن عيدكم في ذلك اليوم الذي تصونون الجبهات بقوة وتقضون على عدوكم وتحققون النصرالنهائي، وستأتيكم الأعياد لاحقاً وتأتون إلى هنا وتعوضون عن هذه الأيام. آجركم الله بمشيئته.

البسطاء دعاة الإصلاح‏

أقول كلاماً آخر عن الذين لايبدو للإنسان بأنهم خبثاء بل يبدون متدينين، ويتحدثون عن المصالحة والسلام والى متى يقتل شبابنا. إن نظرتهم ناقصة. إنهم لا ينتبهون إلى أننا في الوضع الذي نحن فيه إن قبلنا بالصلح وجلسنا الى الطاولة التي يجلس في الجانب الآخر منها صدام فماذا نقول للعالم. وماذا سيقول لنا الاسلام. وماذا يقول لنا الشعب الايراني هل نتصالح مع من ارتكب خلال خمس سنوات من الجرائم كل ما كان بوسعه فما لم يرتكبه لم يكن قادراً عليه وإلا فإنه ارتكب كل ما كان يستطيع ارتكابه وسيرتكب في المستقبل كل ما يمكنه، فهل نمهله ونتصالح معه؟ بأن نقول لهم أيها السادة تفضلوا إلى بلادكم ونحن نذهب لنرى عملنا. إن مثل هذا يتنافى مع عزة الإسلام، ومع شرف الإنسان، لا يمكن أن نقول كلاماً كهذا. إن السادة الذين يفكرون بهذا النحو مخطئون. أما قولهم بأننا فقدنا الشباب، فأنا أعلم بأننا تكبدنا خسائر كثيرة. وفقدنا شباباً كثيرين. ولكن هل التصالح مع شخص سيطعننا بخنجره من الخلف مرة أخرى وبقوة اكبر، يعيد لنا كرامتنا؟ وهل يعد سلاماً معقولًا؟ والعجيب أن بعضهم يقول لو أنهم دخلوا بلادنا لضحينا بآخر فرد من شبابنا، حسناً فهذه هي القومية التي يخالفها الاسلام. هل إننا نهتم بالاسلام أقل من شعبنا. وهل نهتم بالاسلام اقل من بلادنا. إننا نفكر في الإسلام، إننا لانعتبر الشعب العراقي منفصلًا عنا. إن الشعب العراقي يعيش بينه الكثير من علمائنا والكثير من المسلمين، ونحن لسنا منفصلين عن بعضنا البعض. وإذا كنا غير منفصلين عنهم هل نقول بأنه لوكان ترابنا لضحينا بآخر فرد منا، في حين يقولون الآن لماذا نقاتل ولماذا تقدمون هذا العدد الكبير من القتلى. ان أمثال هؤلاء يزعمون بأنه ماداموا في أرضنا فإن تقديم الجميع للوطن يعد أمراً جيداً، ولكن بعد ماخرجوا من بلادنا- وإن لم يخرجوا نهائياً- فلماذا القتال؟ تعالوا نتصالح صلحاً شريفاً. هل هذا الصلح شريف؟ ألا يخالف ذلك الاسلام؟ حيث أننا يجوز أن نضحي بشبابنا من أجل ترابنا، ولكن إذا ضحينا بشخص واحد لأجل الدين فهذا فيه اشكال؟ إننا نقاتل اليوم لديننا ولا نقاتل للتراب، فنحن عندما تنتهي الحرب سنفتح أحضاننا للشعب العراقي وليس لدينا قتال معهم. إن حربنا بين الكفر والاسلام وليست بين بلد وآخر. فلو أننا انسحبنا لضيعنا الإسلام، إننا لا نستطيع اليوم أن نتصالح مع هؤلاء. إنهم يتظاهرون بالصلح من جهة ويرتكبون الجرائم من جهة أخرى، إنهم دعاة سلام حقيقيون بل يكذبون. فعلى افتراض إنهم عادوا إلى رشدهم، فإن المجرم الذي ارتكب كل هذه الجرائم لايستطيع الانسان الجلوس معه للتصالح والتوقيع على وثيقة. فلا يمكن أن يوقع رئيس جمهوريتنا على الوثيقة التي يوقع صدام عليها. هل يقبل العالم بذلك، وعلى افتراض اعتراف الأجانب بنصرنا فماذا تقول الشعوب عنا وماذا يقول الاسلام لنا؟ ماذا يقول‏ رسول الاسلام وإمام الزمان لنا؟ نعم إننا مسؤولون وعلى السادة أن يفكروا قليلًا قبل إثارة مثل هذا الكلام وآمل أن يوفق الله السادة بمشيئته. وإننا لانتوقع أن يساعدنا الشرق والغرب بل نستمد العون من الله فقد ساعدنا الله حتى الآن ونحن شاهدنا نتيجة ذلك حتى الآن وأرجو أن نراها لاحقاً شريطة أن نكون خادمين للإسلام وفي خدمة الله.» إن تنصروا الله ينصركم « «2» وسننتصر إن شاء الله.
والسلام عليكم ورحمة الله‏

«۱»-اشارة إلى إنذار الحكومة القيصرية الروسية إلى الحكومة الايرانية في بدايات الحرب العالمية الأولى. «۲»-سورة محمد، الآية ۷.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 1417
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: