شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء إذاعي متلفز [الاشادة بروحية الثبات وطلب الشهادة لدى ابناء الشعب‏]

طهران، جماران‏
حلول العام الجديد وعيد النوروز
الاشادة بروحية الثبات وطلب الشهادة لدى ابناء الشعب‏
الشعب الإيراني ومسلمو العالم‏
جلد ۱۹ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۷۶ تا صفحه ۱۸۰

بسم الله الرّحمن الرّحيم‏

مظاهر من استقامة الشعب‏

نبارك حلول العام الجديد لكل مسلمي العالم وخصوصاً الشعب الإيراني البطل بكل فئاته، وكذلك الذين هم في جبهات القتال من أجل خدمةالإسلام والذين يخدمون الإسلام خلف الجبهات وعوائل الشهداء وكذلك المعوّقين والمرتبطين بهم وللجميع. أرجو أن يكون هذا العام عاماً مباركاً لكل مسلمي العالم وأن يقطع الله تبارك وتعالى بتقديره أيدي القوى العظمى ومن يرتبط بها ويعيش سكان العالم في هدوء واطمئنان.
إنَّ مصائب العالم كلها سببتها القوى العظمى التي تدّعي أنَّها تعمل من أجل السلام. إنَّ تقوم بكل هذه الجرائم وتغرق الشعوب بالدماء ثم تدّعي أنَّها لا تستطيع أن ترى حقوق الإنسان تُمتهن. إنَّ إدعاءاتها لا أساس لها من الصحة، بل الحقيقة خلاف ذلك والمسلمون ومستضعفو العالم غافلون. وإن بارقة الأمل هذه التي ظهرت في إيران لو إلتحقت بها سائر الشعوب الإسلامية وتعاضدوا جميعاً في صدّ كل هذه الجرائم التي تمارس في حق البشر لصالح العالم. ولكنَّ لم يحدث هذا مع الأسف ولا أدري ماذا سيحدث. وأنا أرجو الله تبارك وتعالى أن يمنحنا القوّة على الاستقامة، فالاستقامة اليوم لازمة. والنبيّ الأكرم (ص) كان قلقاً من أن أمته هل ستستقيم أم لا؟ إلي الحد الذي قال: شيبتني سورة هود «1»، إذ إنَّ هذه الآية:» فاستقم كما أمرتَ ومن تاب معك « «2»، قد وردت في سورة الشورى إيضاً وليس فيها:» ومن تاب معك «، وهذا ما يوحي بأنَّه كان قلقاً من أن أمته قد لا تستقيم- لا سمح الله-، فعلى الشعب الإيراني حكومة وشعباً، جيشاً وحرساً والفئات الأخرى كلها أن تتنبّه إلى أنَّ الاستقامة مقابل الظلم والقوى العظمى من الأمور التي أمرنا بها، فقد أمرتم بالاستقامة في مقابل العدو فإن استقمتم فأنتم منتصرون. وبحمد الله فإن أكثر الفئات متصفة بهذه الصفة، وأنا لاأنسى قصة يوم الجمعة حيث انقضى بعظمةو نورانية واستقامة، كنت ألاحظ اطمئنان الناس و استقامتهم رغم الضجيج الحاصل، وسماع أصوات الطلقات «3»، لقد نظرت ودققت النظر لأرى حال الناس فلم أر حتى شخصاً واحداً قد تزلزل، وفي الوقت نفسه كان صوت خطيب الجمعة يدوي ويجلجل في خطبته «4» التي لم يقطعها، وكان الناس كذلك ينصتون إلى الخطبة ويرددون هتاف استعدادهم للاستشهاد حتى نقل لي واحد أو أكثر من الذين حضروا الحادث أنَّ أحد المصابين كان يوصي الآخرين وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بأنَّ يستقبلوا الشهادة ولايخشوها. إنَّ مثل هذا الشعب لا يمكن لأحد مواجهته، وحين أعلن الأعداء عن عزمهم على قصف محل إقامة صلاة الجمعة وحذروا الناس من الحضور هناك تدافع الناس أكثر وأكثر لحضور رغم التحذيرات المتكررة حتى قيل لي إنًّ من لم يكن يحضر الصلاة في الأسابيع الماضية قد حضر هذا الأسبوع بعزم وإصرار. إنَّ شعباً كهذا لا يمكن صرفه عن عزمه بالتهديد وبالقصف، مقابل أيّ شئ تنصرف هذا الشعب. إنَّ في أيدينا الإسلام وأمانة الله، الإسلام الذي عانى المشاق والأهوال منذ ولادته في الصدر الأوّل للإسلام وما يزال يعاني المشاق كلما تقدّم إلى الأمام.

السعي من أجل كسب رضا الله‏

إنَّ نبيَّ الإسلام (ص) منذ ابتداء دعوته وحتيرقدته في فراش الرحيل من هذا العالم إلى لقاء الله كان في حال حرب، بل إنَّه حين كان على فراش الموت قد عبّأ الناس للحرب، والمشاق التي واجهها كلها كانت قد واجهها من القريب والغريب وهكذا المسلمون من بعده وكذلك ما لاقاه أئمتنا وما واجهه أمير المؤمنين (ع) من بعده. حسناً، إنَّ كل ما لا قوه وعانوه معه كان حلواً في مذاقهم لأنَّه كان كله في سبيل الإسلام، فيجب علينا أن نسعى إلى أن يكون كل شئ لدينا حلو المذاق، وهذا هو معنى الرضا بقضاء الله والتسليم له. حسناً، فنحن سلم. وعند ما يحصل التسليم لله لدى شخص فلا فرق عنده حينئذٍ بين أن ينزل عليه بلاء من الله أو أن تنزل منه نعمة، فكل شئ يراه نعمة يعتقد أنها من المحبوب، فالمحبوب إن كان إنساناً إن قال قولًا جارحاً فهو عند حبيبه قول جميل وحلو فكيف والمحبوب هو الله خالق المحبّة، فلو وصلنا إلى هذا المعنى وآمل أن نصل إليه بجدّية بمعنى أننا نستحسن هذه المعاني. إننا نرى الآن شبّاننا يذهبون إلى الجبهات لنيل الشهادة وهم يرونها حلوة لأنَّهم يعلمون أنَّها من الله وبما أنَّهم يرونها من الله فلا تصعب عليهم. فيجب أن نربّي أنفسنا على الرضا بعطاء الله تبارك وتعالى، هذا العطاء إن كان بلاءً فهو حسنٌ، والواقع هو كذلك، لأنَّه إرادة الله تعالى لعباده، فالبلاء يكون أحياناً «نعمة» للإنسان، و «النعمة» تكون بلاءً أحياناً أخرى، فالله تبارك وتعالى يريد تربيةالناس، فالواعون من الناس يدركون أن تربيته لهم بإيراد الضغوط عليهم أحياناً، وبإنزال النعمة عليهم أحياناً أخرى. فعند إنزال البلاء تحلّق الأرواح في عالم آخر.

الإغماض عن زخارف الدنيا خصلة العاشقين‏

و بناءً على هذا فإننا نريد شعباً يعي ذاته، وشعبنا بحمد الله هكذا حيث لا يبالي بالضغوط. فلو كنا وكان الإسلام والمسلمون مثل سائر فئات العالم نسعى وراءالمال والمنال والمناصب وأمثالها ونسعى وراء البطن والشهوة، فسنمتعض لأيّ نقص يواجهنا، أمّا الشعب الذي يسعى وراء الشهادة ويعشق الرجل منه والمرأة الشهادة ويهتفون طلباً لها مثل هذا الشعب لايئن من نقصان شئ أو زيادته ولا من غلاء بعض السلع أو رخصها فهذا شأن من ربط نفسه، وعلَق قبله بالدنيا. أما أولئك الذين ارتبط قلبهم بالله، فهم ليسوا كذلك بحيث يهرولون خلف الشئ المتوفر أو يشكون من نقص شئ أو كثرته، سعره زهير أم سعره باهض. أمّا من يسعى وراء الشهادة فلا تهمه هذه الأمور، فلو قلت له إنَّ اللص قد سرق أموالك فلا يعيرك اهتمامه، وحتى لو قلت له إنَّ السلع قد غلاثمنها فإنه لم يذهب من أجل الغنيمة. فالغنيمة التي يطلبها هي التي لا زوال لها أبد الآباد، الشئ الذي لا يخسره الإنسان هو العمل الذي لا يتأتي من أيّ أحد سوى الله تعالى وشعبنا يفعل مثل هذا وآمل أن نكون كلنا هكذا. وإنني عند ما أقول هذا فإنني بالطبع لست هكذا، ولكني آمل أن يكون الآخرون هكذا كما آمل أن أكون أنا نفسي هكذا، فكلنا يجب أن نكون هكذا.

دعم صدام يهدف إلى تحدي الإسلام‏

آمل أن يكون العام الجديد عاماً حسناً إن شاء الله، وأرى من اللازم التذكير بأننا لا نرغب على الإطلاق أن ينال الضرر حتى أعداءنا، فإن لم يقفوا في وجوهنا ولم يتحدّوا الإسلام‏ ويكونون مسلمين فإننا لا نحب أن يصيبهم أيّ سوء، إننا لا نريد أن يصيب المراكز التجارية والاقتصادية في العراق أدنى ضرر أو أذى مهما كان قليلًا. فإن لم يفعل صدام هذه الأعمال فإن الحكومة أيضا لم تفعل، ولكنهم عند ما يفعلون ذلك فإنَّ الأمر يخرج من أيدينا، فوضع الشعب اليوم أصبح بشكل ماخارجاً من أيدينا وأيدي الحكومة. فعلى هذا فليس من نيّتنا أن نقاتل وهكذا فعلنا في الأيام الأولى للحرب وما نزال هكذا وسنظل ولكننا لا نريد كذلك الصلح الذي أسوأ من الحرب وأمرّ، إننا نطالب بأن لا يؤيد أحد هذا الإنسان الفاسد الذي فعل كل هذه المفاسد والأضرار ويصفق له، لقد تنبّه العالم الآن إلى سبب الأخذ بيد صدام وحمايته وهو إفساد الأوضاع كلها كي لا يبقى الإسلام، لا يريدون مجئ الإسلام لأنه لا يرضى بهذه الأعمال المنكرة وبهذه التطفلات وهذه الفجائع وأقوال الزور لأنَّهم يخشون ذلك، وصدام قد وقف في مقابل الإسلام ولذلك أخذوا بيده وحموه لئلا يحدث في أيّ وقت ما يحدث، ولو أراد الله تبارك وتعالى فسيرد مكائدهم كلها إلى نحورهم. وعلينا أن نقف في وجه الظلم ونرغم أنف من تعدى علينا، وما لم يقنع العالم بهذه القضية فالحرب مستمرة. فهذه الحرب إنما هي من جهتهم لا من جهتنا وأن ضرب هذه المراكز هو من قبلهم هم، فأنتم حين تقصفون المشاركين في صلاة الجمعة تظنون أننا سنتراجع؟! كلّا فإنكم تشاهدون ماذا حصل في صلاة الجمعة وهذا أمر جديد وتاريخي وما لم يشاهد الإنسان منظر الأم التي تحتضن طفلها والأب الذي يجلس إبنه إلى جانبه ولا يبدون أيّ حراك، كل هذا الضغط وهم لا يبالون فالإنفجار من جهة وصوت الطلقات من جهة أخرى تلهب الجوّ ومع ذلك فالكل جالسون مطمئنّون في أماكنهم ولا يبدون حراكاً، فمثل هذا الشعب لا يتابع أسعار اللحوم هل رخصت أو إرتفعت؟ وهل قلت أو كثرت؟ إنهم يريدون توسيع رقعة الإسلام كما كان النبيّ الأكرم (ص) وكان يهدف إلى تقوية الإسلام باستمرار، والآن فلو قتلت أنا أو قتل ولدي وأزيل عن الوجود فإن سيد الشهداء (ع) كما جاءفي الروايات كان كلما اقترب الوقت من ظهر يوم عاشوراء يزداد وجهه إزدهاراً، لماذا؟ لأنَّه كان يرى أنَّه على وشك الالتحاق بالله، إنَّه كان ينظر إلى الله لا إلى المستشهدين من أولاده، فإن نظر إلى أيّ منهم فإنما ينظر إليه بإعتباره مرتبطاً بالله لا بإعتبار أنَّه ولده أو أولاده، كلّا فإنَّه لم يكن كذلك.
فعلى هذا يجب علينا أن نستقيم وأن ما كان يقلق النبيّ (ص)، هو الخوف من عدم استقامةأمّته وعدم إطاعتهم لأمر الله، وعلينا أن نعمل على ما يزيل هذا القلق عنا، وأرجو الله تبارك وتعالى أن يحفظ الفئات المختلفةمن هذا الشعب سواء المحرومين منهم أم المعاقين والمفقودين والأسري، ويرحم شهداءنا ويحشرهم في جوار رحمته، ويحفظ الباقي ويوصلهم إلى النصر وأن يعيد الأسرى والمفقودين إلى وطنهم سالمين، وأن يتقدم شعبنا بقوة وقدرة إلى الأمام ولا يخشى احداً.
إنَّ ما هو ثابت لدى أمتنا الواعية أنها إذا أرادت أن تبقى واعية ومستقلة فعليها أن تتحمّل تبعات ذلك، وإن أرادت أن تبقى ذليلة فلتذهب وتتبع أمريكا وينتهي كل شئ ولاحرب هناك، أو ترتبط بالاتحاد السوفيتي ولايحصل شئ كذلك. لكنَّ ما النتيجة؟ إنَّها حينذاك ستكون أمّة خاضعة ذليلة إلى الأبد، ولكنَّ عند ما تريد الأمّة أن ننهض وترفع رأسها فليس لها أن تقول: إننا الآن لنا قيمتنا ولكنَّ اللبن غالٍ والمخيض كذا! فإن كان كذلك فمن الآن قد ذهبنا وأبدنا. ولكن نرى أنَّ الأمر ليس كذلك فشعبنا والحمد لله ليست كذلك وآمل أن نكون أقوى وأكثر فرحاً في هذا العام الجديد والله تبارك وتعالى يمنح القدرة والعناية ويساعدنا على أن نبقى واعين يقظين ومستقيمين إن شاءالله.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏

«۱»-علم اليقين، فيض الكاشاني، جلد ۲، صفحة ۹۷۱ «۲»-سورة هود. الآية ۱۱۲. «۳»-إشارة إلى اطلاق الدفاع الجوي الطلقات في طهران بعد صوت الانفجار في صلاة الجمعه بطهران، وقد ظن الحضور أن طيارات العدو تحلق في أجواء طهران. «۴»-حمل عملاء الاستكبار يوم الجمعة ۲۴ إسفند ۱۳۶۳ قنبلة يدوية تقليدية في شكل سجادة صغيرة إلى مكان إقامة صلاة الجمعة بطهران، وفجروها في الساعة ۲۳: ۱۲ بين جمع غفير من المصلين عند إلقاء خطبة الجمعة واستشهد وجرح في هذا الانفجار عدد من المصلين. وبعد هذا الحادث هتف المصلون بصوت واحد: «حسين، حسين شعارنا الشهادة افتخارنا»، «الموت لأمريكا- حرب حرب حتى النصر». و رغم هذه الحادثة، واصل خطيب الجمعة بطهران، السيد الخامنئي بثبات واقتدار خطبته.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: