بسم الله الرّحمن الرّحيم
كمالات الإمام علي (ع)
أهنّئ السادة الحاضرين والشعب الايراني النبيل ومسلمي العالم أجمع بهذا اليوم المبارك. وأسأل الله ببركات هذا اليوم أن ينزل بركاته على جميع المسلمين وبالأخص الشعب الإيراني الشريف.
إنَّ مولود اليوم يجلّ عن الوصف، وكل ما قيل في وصفه فهو دون شأنه، وما قاله الشعراء والعرفاء والفلاسفة عنه فهو نفحة من وجوده، إنَّهم في الغالب يعبّرون عمّا يدركونه من الأمور بالنسبة للمولى عليّ بن أبي طالب (ع)، وأمّا ما لا نتمكن من إدراكه وقصرت عنه أيدى العرفاء والفلاسفة والآخرون فيستحيل أن نذكره ونتحدث عنه، لأنَّ الإنسان لا يتحدث إلّا عمّا يدرك ويعرف. وهذا المقدار الذي في متناول أيدينا ليس بالكثير ويحتاج إلى وقت طويل لذا علينا أن نقدم العذر إلى عتبته المقدّسة لقصورنا عن وصف كماله.
الطاعة لله وحفظ الإسلام أساس حروب الامام علي (ع)
مما يؤسف له هو أنَّهم لم يَدَعُوا حضرة أمير المؤمنين (ع) أنْ يُظهر الإسلام بالشكل الذي يُجب أنْ يُظهره فيه. فقد أشعل المسلمون أنفسهم ثلاثة حروب في مدةخلافته الظاهرية. وهؤلاء المنحرفون الذين يتّهمون إيران ويقولون: لماذا تحاربون المسلمين علماً بأنَّنا لا نرى البعثيين مسلمين بل نراهم ضد الإسلام وقد ابتلى بهم الشعب العراقي والشعب الإيراني أيضاً، وهذه الحرب ليست ضد المسلمين وإنْ كان المسلمون قد اتُخِذوا درعاً فيها وجلبوا إلى جبهات القتال لكنَّها ليست حرباً ضد المسلمين ولو افترضناها ضد المسلمين فهل تعتبرون صداماً أكثر من أصحاب رسول الله (ص) إسلاماً؟
هل يعتبر رجال الدين من أهل السُنَّة، بعضهم طبعاً- علماء البلاط- أنَّ صداماً وأمثاله أعلى منزلةمن مقدّسي النهروان «1»؟ أولئك الذين تصلّبت جباههم من أثر السجود ولم يتركوا صلاة الليل. فأمير المؤمنين قد حارب في ثلاثة حروب «2» اصحاب رسول الله (ص) والمقرّبين منه والمقدّسين المحتالين الماكرين كل ذلك من أجل مصلحة الإسلام، مع أنّي أعلم أنَّ في بعض القلوب إعتراضات على أمير المؤمنين عليّ (ع) وبعض الأشخاص يعترضون في قلوبهم على أمير المؤمنين (ع) وإن لم يكونوا يجرؤون على القول:» لماذا حارب المسلمين؟ «لكنَّ أمير المؤمنين (ع) تابع للإسلام، فحين يقول الإسلام: قاتل المسلمين فإنَّه يمتثل ويقاتلهم، وعند ما يقول: قاتل الكفار، فإنه يقاتلهم. وحينما تتآمر طائفة من المسلمين لقتل الإسلام الذي على وشك البروز إلى الوجود ومحوه وتخدع طائفة أخرى فتتابعها على ذلك فإنَّ واجب أمير المؤمنين عليّ (ع) أنْ يجرّد سيفه ويقاتل أولئك الذين كانوا يظهرون الإسلام وينادون به وكلهم أكثر إسلاماً من صدام، طاعة لله ولحفظ أساس الإسلام.
و في اليوم الذي يكون الحفاظ على أساس الإسلام مستوجباً لمحاربة الأشخاص الذين يظهرون الإسلام أو من هم مسلمون في الواقع. عند ذلك يجب تجريد السيف ومقاتلتهم، فهؤلاء عمي القلوب ينحازون إلى القوى العظمى ودعاة الملكية والمنافقين وأمثالهم في إيران، عند ما يعترض هؤلاء على إيران ومقاتليها وعلماءإسلامها فليذهبوا باعتراضهم هذا إلى صدر الإسلام ولينظروا هناك ماذا سيقولون؟ هل يقولون إنَّهم لا يرضون بأمير المؤمنين أم يرضونه، وهناك فلينظروا ماذا حدث؟ ولماذا حدث ما حدث؟ وما الغاية منه؟ هؤلاء الذين يريدون إعادة الإسلام إلى زمان الجاهلية ولو كان ذلك في شكل الإسلام. فماذا كان على أمير المؤمنين أنْيفعل غير ما فعل؟.
الدفاع عن البلد الإسلامي واجب شرعي
إنَّ إعتقادنا هو أنَّ صداماً يريد إعادة الإسلام إلى الكفر والإلحاد، كما أنَّنا نرى أنَّ أمريكا قد خافت من الإسلام وتريد أن تخلّ فيه وقد صرحت هي بذلك. إننا نعتقد أنَّ هؤلاء الذين يعارضون الدولةالإسلامية في إيران إنَّما يعارضون الإسلام وأنَّ علينا أن نقاومهم حتى النهاية لأنَّ الإسلام قد عيّن لنا واجبنا، فالشخص الذي نرى مؤيديه كلهم عبارة عن الأشخاص المنحرفين عن الإسلام ونرى أمريكا التي ينتسب إليها فكرياً منحرفة، ويتعامل مع المسلمين في بلده وفي غير بلده هكذا، فلا سبيل لنا إلّا أنْ نقوم بمناهضته ونحن ما نزال وسنظل نتابع هذا الأمر حتى النهاية ولا نعتني بالقول الجزاف لهؤلاء المنحرفين عقليّاً وفكريّاً. فنحن نلاحظ واجبنا، وعلماء الإسلام الكبار في إيران كلهم يوافقوننا في هذا الأمر وكذلك المؤمنون وكسبة السوق والفلاحون وغيرهم كالإداريين كل هؤلاء من المؤمنين الخُلّص موافقون لنا في هذا الأمر. ومن جهة أخرى لو إنتصرت أمريكا في هذه الحرب- لا سمح الله- وإنتصر صدام فسيُصفع الإسلام صفعة لا يستطيع أن يرفع رأسه منها إلى فترات مديدة وإلى الأبد، وعند ما نكون في هذا الموقع ونحرز مثل هذا التكليف يكون من الواجب الشرعي للجميع الدفاع عن الإسلام. وبالإضافة إلي هذا كله فإنَّ القضية ليست قضية أننا نقاتل أو ندافع، فالشخص الذي هاجمنا ودمّر بلادنا علينا أنْ نقاومه وندافع عن أنفسنا، ولا أحد من المسلمين أو من علماءالمسلمين يقول إنّه لا دفاع في الإسلام، فالدفاع لا يحتاج إلى وليّ ولا إمام. فلو شنَّ هجوم على المسلمين في وقتٍ ما فعليهم أنْ يدافعوا عن أنفسهم، إنَّهم مستقلون في هذا الأمر، وإيران مستقلة في هذا الأمر حتى لو لم يأمر الوليّ أو العلماءبالدفاع- مع أنَّهم يأمرون بذلك- فالناس مكلّفون شرعاً بالدفاع، وعقلهم يحكم بلزوم الدفاع عن وطنهم وعن عرضِهِم وعن مالهم، وأنتم تعلمون أنَّ حزب البعث لو وجد الفرصة- لا سمح الله- أو سنحت له ماذا سيفعل بالعراق وببلادنا، ونحن سنقف ونثبت حتى النهاية. إنَّنا نتّبع الإسلام وأحكامه وحكم الإسلام اليوم هو هذا.
المدافعون عن الإسلام لايخشون الشهادة
إنَّنا نسأل الله التوفيق للمسلمين جميعاً في النهوض في مقابل راية الكفر، وإنَّ شخصاً يخالف القواعد والأعراف الدولية كلها ويقول بصراحة: إنَّنا سنهاجم في الساعة كذا بالصواريخ المدن الإيرانية والمناطق السكنية» ولا ترده أو تُدِين عمله هذا أية دولة، ونحن نقول بصراحة: إنَّنا لا نريد أنْ نعتدي على أية دولة بل إنَّنا ندافع عن أنفسنا، ولكنَّ الإعلام كله ضدنا لأنَّ القضية هي قضية الإسلام والكفر لا قضية إيران والعراق، القضية أنَّ هؤلاء يمتعضون من الإسلام لأنَّه لا يدعهم تحقيق منافعهم غير المشروعة ولذلك نراهم ينهضون ضد الإسلام، ولكنَّ عليهم أنْ يعلموا أنَّهم لا يستطيعون معارضة بلد هذا وضعه، بلد هذا وضع معنويات مسلميه وشبّانه وشيوخه وأطفاله. هؤلاء الذين يحتلون الصدارة في إرتكاب الجرائم أعقل من أنْ يورّطوا أنفسهم في أمر قد جرّبوه من قبل وتلقوا الصفعة فيه، بل إنَّهم يحركون هذا وذاك للتحرّش، وليعلم هؤلاء الشياطين بأنَّهم لا يستطيعون عمل شئ. فماذا يخشى بلد كل أبنائه مستعدون للإستشهاد فالذي يقول: أنا أطلب الشهادة فادعو لي كي أنالها. هل تستطيعون تخويفه من القتل؟ هل ترعبونه بصاروخ؟ هل تخيفون بالحرب شخصاً ينهض بعد سقوط الصاروخ ويهتف عالياً: حرباً حرباً حتى النصر؟ فهذا الوضع وضع قد أتى به الله، وما أتى به الله لا يمكن معارضته، وأنا أسأل الله تعالى أنْ يحفظنا بالاستقامة ومواصلة العمل لنتمكن من هذه المواجهة، وأنْ تكون لنا القدرة على مقاومةكل من يعتدي علينا.
والسلام عليكم ورحمةالله وبركاته