بسم الله الرحمن الرحيم
ضرورة اتحاد القوى للدفاع عن الإسلام
إنني أرجو أن يتلطف الباري تعالى بعنايته على السادة جميعاً وعلى كل الشعوب الإسلامية لاسيما الشعب الإيراني الذي كان دائماً يعاني من الظلم ويمنحهم القوة المعنوية الأكثر كما يمنحكم أنتم المقاتلون القدرة الكاملة إن شاء الله كي تتمكنوا من الدفاع عن بلدكم وعن الإسلام إنني ألخّصُ كلامي في جملتين:
الأولى: هي أنَّ الله تعالى الذي هو قائد الجميع، قد أوجب علينا الدفاع وأمرنا بالقتال حتى دفع الفتنة وأمره تعالى واجب التنفيذ، وهو القائد العام وعليكم أن تعتمدوا عليه.
و الثانية: هي أنكم مسؤولون أمامه وليس أمام أحد غيره. وإن ما نفهمه نحن ليس إلّا أموراً ظاهرة لا أكثر، وأنَّ ما يدور في بواطن الأفراد وفي عقولهم وفي قلوبهم لا يعلمه إلّا الله وحاضر عند الله، لا فرق عنده بين الظاهر والحاضر وأنتم مسؤولون أمامه، إنكم تستطيعون هنا أن تخفوا ما في ضمائركم ولا تبدوه لأي أحد، وتقولوا إننا مضحّون وفدائيون ومستعدّون أو لاسمح الله لستم كذلك، ولكنَّ بما أنَّ قائدكم هو الله تعالى وهو مطلع على أموركم فعليكم أن تعلموا أنكم مسؤولون أمامه، وهناك لا يمكنكم التحايل مطلقاً، وعليكم جميعاً عسكريين حرّاساً وتعبويين وأيّ فئة أخرى أن تعلموا أنكم قوة واحدة، وعند ما يقال في الإسلام «يد واحدة» بحسب الروايات، فعليكم أن تكونوا يداً واحدة علىالكفار، واليد الواحدة معناها أن تكونوا قوة واحدة ولا تتفرّقوا ولا تختلفوا فيها بينكم لأنَّ الاختلاف قد يكون في العقيدة أو من إجل أشياء أخر والشيطان ينفذ فيه، ولكنَّ عند ما تنظرون جميعاً أننا نريد العمل في سبيل الله وأنَّ الله قد أمرنا بالدفاع عن أنفسنا وعن نواميسنا وعن الإسلام، عندما يتنبّه الجميع ويرى والشواهد والقرائن والروايات تثبت ذلك، فينبغي أن لا نفكر في الاختلاف ونقول: إنني عسكري وإنني من الحرّاس أو إنني تعبوي، فهذا ما لا ينبغي أن يحدث.
عليكم جميعاً أن تكون متعاضدين فلو رأيتم نقصاً في أحدى القوات في أيّ وقت من الأوقات فعليكم مساعدتهم في ازالة ذلك النقص ومساعدتهم بالقوة والعُدّة، إنَّ مثلكم مثل شخص واحدٍ يريد أن يقوم بعمل فعليه أن يجنّد كل قواه لأداء ذلك العمل، فكونوا شخصاً واحداً و «يداً واحدة» وقدرة واحدة لتنقذوا بلادكم، والأسمى من هذا أن تنقذوا الإسلام، وكلكم يعلم أن لو هزم الإسلام في أيران لا سمح الله فسوف لا يمكن تلافي هذه الهزيمة لقرون متمادية، وهذا أمر واضح وهو أنكم ترون أن القوى العظمى قد جمّعت كل قواها لتحول دون نضج هذه الثورة لأنهم يعلمون أن لو حصل الإسلام على القوة المطلوبة فسوف لن يصلوا إلى مطامعهم، وأنتم تلاحظون بحمد الله أنَّ هذا الأمر قد حصل في كل مكان لأنَّ الإسلام موجود في كل مكان وأنَّ الناس قد تنبّهوا واستيقظوا حتى بجانب البيت الأبيض والكرملين وهذا ما أخافهم، وأمريكا التي تقول: يجب أن نرى ما هو الإسلام؟ وتريد التعرف إليه لأنها تريد أن تفهمه لتعرف كيف تحوّل دون انتشاره واستفحاله، وإن ما يقولونه في الكرملين من وجوب تطهير الأذهان من ذكر الله لأنهم يعلمون أن الاتكال على الله يؤدي إلى مثل هذه الأمور.
الدفاع أمر إلهي
و أنتم الذين توجهتم إلىالله وإلى الإسلام وتريدون أن تخرجوا من أغلال القوى الأخرى ولاتريدون أن يعود الطفيلي ويفرض أوامره عليكم ويتحكم في جيشنا وفي حرّاس ثورتنا، فلو اتحدتم أمكنكم ذلك وإن اختلفتم وانفصلتم عن بعضكم فلن تستطيعوا تحقيق هذا الأمر، فالاتحاد يحقق هذا الأمر، وكل ما تحقق في هذا المجال إنما كان بسبب اتحادكم فحافظوا على هذا الاتحاد فيما بعد وكونوا مطمئين إلى أنَّ الله تعالى عند ما يراكم مخلصين في الواقع فسينجر لكم أعمالًا أكثر كما وعد هو بذلك، فنحن لسنا بشيء وكل ما هو موجود إنما هو بقدرته، ونحن لسنا بشيء لنتباهى، إننا مأمورين من قبل الله بالدفاع، والمأمورية التي ننفذها إنما هي مأمورية إلهية، وكذا الأمر في العبادات، فلو لم يكن قد أمر بالعبادات فلا يستطيع الإنسان أن يقول: إنني أعبد. من أنا حتى أعبد؟ ولمن أعبد؟ لكنه أمر بالصلاة فنحن نصلي، وأمر بالصيام فنحن نصوم، وأمر بالدفاع عن أنفسنا فنحن ندافع كما فعل الأنبياء وهذا لا يتنافى مع كون كل شيء من الله، ونحن ندافع وهذا أيضاً من الله، وليست قدرتكم إلّا من الله وبنادقكم من الله أيضاً، فلو أرتدّت عناية الله لحظة واحدة لأصبح العالم كله هباءً، فإذا كان الأمر كذلك فاعلموا أنَّ في أعناقكم مسؤولية كبرى، ليست المسؤولية بأن نُهزَمَ وتأتي حكومة أخرى، المسؤولية هي اندحار الإسلام. ولو انهزم الإسلام فسوف لا يرفع رأسه لقرون آتية وهذا من مسؤوليتكم أنتم.
فلو افترضنا أن حصل لا سمح الله مثل هذا الأمر بواسطة الخطوط المختلفة وكل شخص يفكّر في نفسه في أن يقوم بعمل يحول دون تقدّم الجيش أو يحول دون تقدّم الحرس فقد سُجِّل هذا عند الله وسيوضع هذا الكتاب في أيديكم غداً ويقال لكم إنكم أنتم الذين قلتم هذا وكنتم تضمرون هذا الأمر، فاستحضروا هذا المعنى في ذاكرتكم وفكّروا في هذه المسؤولية واتّكلوا على الله، فاذهبوا وأنتم المقتدرون، وقدرتكم الآن قد نشرت ظلالها في كل مكان، وقد سُلبت النوم من عيون الصدّاميين وهم قلقون متزلزلون، واعلموا أنَّ لديهم معدّات كثيرة وهي بحاجة إلى من يستخدمها وليس لديهم رجال يستخدمونها، ليس لديهم رجال يعتمدون عليهم في استخدامها، وعند ما يكون الأمر هكذا والاختلاف واقع داخل العراق، فعليكم أن تتقدموا بقوة وتنهوا عملكم، وأنا أدعو لكم كل ليلة، وأدعو لكم في المواقع الخاصة وهذا الدعاء من واجباتنا كما أنَّ من واجبنا أن ندعو للإسلام، والدعاء لكم هو في الحقيقة دعاءٌ للإسلام، وفقكم الله إن شاء الله وأيدكم، فتقدموا باقتدار ولا تخشوا أية قدرة، وآمل أن تكونوا موفقين ومؤيدين.
والسلام عليكم ورحمة الله