شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [الاشادة بالشهداء والمقاتلين‏]

طهران، جماران‏
الذكرى السنوية لانتصار الثورة الاسلامية (عشرة الفجر المباركة)
الاشادة بالشهداء والمقاتلين‏
الشعب الايراني‏
جلد ۲۰ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۶۴ تا صفحه ۱۶۸

بسم الله الرحمن الرحيم‏
أقدم أجمل التهاني والتبريكات للشعب الايراني الغيور ولأتباع النبي الكريم محمد المصطفى (ص) بوجود رجال أباة آثروا سبيل الشهادة على سواه، فهجروا العالم الأدنى ووصلوا الى وادي الأمان والملكوت الأعلى، وقد نالوا هدفهم المنشود وعثروا على عين الحياة فنهلوا منها وارتووا وثملوا من جرعة «ارجعي الى ربكِ» «1»، فأدركوا رؤية جمال المحبوب وانكشف لهم عن رضاه. «وكفى بهم فخراً». بينما تجد عبيد الدنيا في غفلة ساهون، حيث يبحثون عن قيمة الشهادة في صحف الطبيعة، ويقصون أثرها في أناشيدهم وأشعارهم، ويستمدون فن التخيل وكتاب التعقل في الكشف عنها. ويستحيل أن يتيسر حل هذا اللغز إلا بالعشق والمحبة، وذلك في متناول أيدي شعبنا الكريم. ونحن الآن في مرأى ومسمع من عشاق الشهادة الذين أسرعوا الى معراج الدم على جماح الشرف والمجد؛ ووصلوا الى مقام الشهود والحضور بين يدي عظمة الفرد الصمد، وهم يراقبون ثمرات بسالتهم وتضحياتهم على وجه البسيطة، حيث ترسخت دعائم الجمهورية الاسلامية في ايران ببعد هممهم، وبلغت ثورتنا ذروة العزة والشرف، وأضحت نبراساً لهداية الأجيال الظماء؛ فأحدثت قطرات دمائهم الطاهرة فيضاناً هائلًا وإعصاراً مروعاً فدكت صروح الظلم والطغيان في الشرق والغرب، وجعلت أولئك يقيمون المآتم ويتوشحون السواد حزناً على ضياع أصحاب وخدام نظير محمد رضا خان والسادات «2» والنميري «3»، وكذلك لافتقادهم قدراتهم ومفاخرهم الشيطانية. ومازال الموضوع في بدايته، وعليهم أن يواجهوا كوابيس أخر. ومن الضروري أن يهيئوا أنفسهم لإبادة وهلاك مرتزقة كصدام وعملاء كالكيان الصهيوني الغاصب؛ كل ذلك من بركات شهدائنا الأبرار. ونحن نتطلع لبزوغ الشمس الحقيقية. ويجب القول للشهداء: «آتاكُم اللهُ ما لَم يُؤتِ أحداً منَ العالمينَ» «4».
طوبى للعوائل الكريمة للشهداء والمفقودين والأسرى والمضحين، وللشعب الايراني، حيث أصبحوا كالبنيان المرصوص بفضل صمودهم ورباطة جأشهم وثباتهم، حيث لاترعبهم ولاترهبهم تهديدات وتهويلات القوى العظمى، ولا يصطرخون من حصار الأعداء والفاقة والافتقار، ولا يتأثرون بخيانة وهمجية صدام المجنون الأرعن الجامح الآيب الى الزوال الذي عاث في الأرض فساداً فدمر المدن وهدم المنازل والمساجد والمستشفيات والمدارس؛ فيواصلون طريقهم- طريق الاسلام العزيز والمجد والشرف والانسانية- كما في السابق، ويؤثرون حياة أبية في خيمة المقاومة والصمود على العيش في قصور الذل والهوان للقوى العظمى والصلح والهدنة المفروضة. وإنّني أعتز بوجودي بينكم فأشاطركم همكم وكربكم الذي هو كرب الاسلام والمسلمين.
عجباً لهؤلاء العفالقة الأشرار فلما فشلوا فشلًا ذريعاً في سوح الحرب وولوا هاربين بجبن من أمام صناديد الجيش الاسلامي، قاموا بكل دناءة وخسة بقصف الدور السكنية والمدارس والمستشفيات والمساجد وهدموها على رؤوس الناس العزل، ابتداءاً بالأطفال الرضع وانتهاءاً بتلاميذ المدارس الابتدائية والمتوسطة ومروراً بالمرضى في المستشفيات والكهول من الرجال والنساء. نعم، لقد لمس شعبنا العزيز خصوصاً سكان المدن التي تعرضت للقصف الجوي أنّ أعدائهم سلكوا طريق أسلافهم ذرية الشجرة الخبيثة بني أمية واليزيديين- عليهم لعنة الله- فلايرومون سوى محو آثار الرسالة وتعزيز الشعار البالي» لاخبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نزلَ»؛ حيث لايُتوقع من يزيديي العصر غير انتهاك حرمة دولتنا الاسلامية، والنيل من شعبنا النبيل التابع للامام صاحب الزمان (عج) والتطاول على عش آل محمد (ص) (أي قم). وفي المقابل لاينتظر من شعبنا الايراني الباسل المسلم سوى مواصلة طريق الحسين (ع) وزينب (ع). فمم تخاف أمة جعلت سيد الشهداء إماماً، والفداء والتضحية سلاحاً، والشهادة سبباً للخلود؟ و من تساوم غير الله تعالى؟
و أنا الآن أقول لكافة الأحبة الذين فقدوا بيوتهم وفلذات أكبادهم في هذه الأحداث وسوح الوغى، لابد أنكم تدركون شعور هذا الخادم وأبيكم الكهل بالمواساة لكم، فأنا أعتبر هدم دوركم هدماً لداري وشهادة وجرح أبنائكم وأعزتكم شهادة وجرحاً لأبنائي، وأنا معكم، وأوصيكم بالصبر والصمود. وآمل من الشعب الايراني الذي يتحلى بروح التكاتف والأخوة واجتاز بذلك جميع المحن أن يهب لنصرة ومساعدة المتضررين، ويسعى جاهداً لحل مشاكلهم‏ بحفاوة وترحاب ومحبة؛ ويواكب الحكومة التي تبذل قصارى جهدها وتعمل دائبة بكرة وعشياً لاغاثتهم والتخطيط لحل مشاكلهم. على أية حال، يعجز قلمي وبياني عن توصيف المقاومة الهائلة والواسعة لملايين المسلمين المغرمين بالخدمة والتضحية والشهادة في دولة صاحب الزمان- أرواحنا فداه- ويكل عن التحدث حول ملاحم وشهامة وبركات وإحسان الأبناء المعنويين للسيدة فاطمة الزهراء (س)؛ حيث نشأ كل ذلك من فن الاسلام وأهل بيت وبركات اتباع إمام عاشوراء. لقد شمر شعبنا عن ساعد الجد بحزم، فنزلوا الى الميدان برجالهم ونسائهم وكبارهم وصغارهم عدا القلة القليلة من المنافقين والجواسيس والتابعين للاستكبار العالمي، وخاضوا حرباً ضروساً ضد العدو الغاشم وهم يتسابقون مع بعضهم. وأي سباق في المسار الى الله أسمى من أن يفكر منكوبوا الفيضانات المحاصرون بتقديم العون للجبهات، ويقدم المقاتلون في ميادين القتال أموالهم لمنكوبي السيول على طبق من الاخلاص؟ وأي تحول أرفع من ألا يشتكي آباء وأمهات وأزواج الشهداء من فراق أحبابهم، ويتحسرون على تخلفهم عن ركب الشهداء؟ وكم هم عمي وصم أولئك الذين يحاولون طمس الحقائق بعد عدة سنين من تجربة مقاومة وصمود هذا الشعب البطل، فيواصلون تسليح صدام المحتضر والحزب العفلقي، وفي الحقيقة هم وصدام أقرب الى الهاوية، ولا يؤثر ذلك إلا في ازدياد صلابة شعبنا وتصميمهم على الاسراع بالاطاحة بالمعتدين. يجب أن تعلم القوى العظمى وعلى رأسها أمريكا المسببة لكل المفاسد في العالم ثم روسيا وفرنسا اللواتي زودت العراق للأسف بأحدث الأجهزة من قبيل الصواريخ والقنابل والطائرات لضرب مدننا الأمنة، يجب أن تعلم أنّها وبدعمها الصريح والمضمر لصدام تثير حفيظة شعب ثوري ورصين وحكومة إسلامية وشعبية ومستقرة مائة بالمائة وذات عدد كبير جداً من المحبين والموالين من شتى المذاهب والقوميات والجنسيات في مختلف بقاع العالم، فيعتبر شعبنا وشعوب العالم أنّ أولئك شركاء لصدام في جرائمه البشعة. ويجب أن تعلم كافة القوى والقوى العظمى بأنّنا مرابطون وصامدون حتى استشهاد آخر شخص وتهديم آخر منزل ونفاد آخر قطرة دم في عروقنا من أجل إعلاء كلمة الله، وسوف نضع حجر الأساس لحكومة لاشرقية ولاغربية في أكثر بلدان العالم، خلافاً لرغبات أولئك.
ما لبث الاستكبار العالمي أن نسي المشهد الرائع والتاريخي لحضور الشعب المليوني في «يوم القدس»، ولو تكرر ذلك عشرات المرات لكان شعبنا بعون الله تعالى نفس الشعب وتواجده بنفس المقدار إن لم يكن أكثر.
أنا أعرب عن فائق الشكر والتقدير لجيشنا الشعبي والفدائيين وجند محمد (ص) ووحدات الجيش البواسل وحرس الثورة الأبطال ورجال الدين والمجاهدين والمسعفين والصحفيين وقوات الأمن والشرطة وحرس الحدود وجميع من ساهم في إسناد المقاتلين في القطعات الخلفية، وأقدم شكراً خاصاً للمقاتلين في عمليات كربلاء الرابعة والسادسة، وكربلاء الخامسة على وجه‏ التحديد، حيث صنعوا ملحمة حقيقية وأثاروا إعجاب العالم أجمع، وأغاروا على قلاع العدو الحصينة الذي يمتلك أحدث المعدات، وقاتلوه بكل شجاعة وبسالة، فأسروا أعداداً هائلة من جنوده وكبار ضباطه وأمرائه، وهم مستمرون في قتالهم حتى هذه الساعة، فأثلجوا صدور الأنبياء الكرام ونبي الاسلام ومولانا صاحب العصر والزمان (عج) وأدخلوا السرور على قلوبهم الطاهرة؛ وفي الوقت ذاته أناشد شبابنا الغيارى وكافة الفئات الشريفة في وطننا الاسلامي الحبيب بالالتحاق بالجبهات كما في السابق ومناصرة جند الامام صاحب الزمان (عج) للقضاء على الصداميين الذين يلفظون أنفاسهم الأخيرة، والله ينصر الحق وينصركم، فكما تنعمتم بالامدادات الغيبية والرعاية الخاصة منه تعالى في كافة الميادين، فسوف ينصركم ويعينكم فيما بعد أيضاً، ولن يتركم الى أنفسكم. وأنا أدعوا لكم في كل الأحوال وأعتز بكم، وليتني كنت في نفس الخندق معكم.
إلهي، أنصر شعبنا ومقاتلي جيش الاسلام، والمسؤولين والقادة الذين يديرون أمر الحرب بدقة وانتظام ورحابة صدر لنيل رضاك، وانصر مقاتلينا المؤمنين من القوات البرية والجوية والبحرية من الجيش وحرس الثورة والمتطوعين الذين حفظوا الاسلام والثورة ووطنهم الاسلامي، وردعوا المعتدين، وعلماء الدين الذين حولوا الحوزة العلمية الى مدرسة للعشق الالهي وجعلوا أنفسهم دروعاً في طليعة جيش الاسلام، والمجاهدين الذين حالوا دون انتهاك حرمة هذا الشعب في أحلك الظروف فعكفوا على تعزيز المواضع المتزلزلة للمقاتلين وحفظوا أرواحهم بتضحياتهم، والمسعفين والأطباء الذين تركوا بيوتهم الآمنة والتحقوا بالخطوط الأمامية للجبهة من أجل إنقاذ المجروحين أو حمل الأجساد المطهرة للشهداء، والجامعيين والفنيين والمتخصصين من مختلف الدوائر والوزارات الذين مدوا يد العون لجيش الاسلام، والمصورين والصحفيين الذين يعرضون الملاحم المنقطعة النظير والمشاهد الملكوتية لجند الله من خطوط الجبهة الأمامية ويعرفون الشعب الايراني والشعوب العالمية في عصرنا الحاضر والمستقبل على ثقافة الدفاع المقدس وتاريخ الثورة الوضاء، والمساندين للثورة ومراكز إسناد الجبهة بدءاً بالفلاحين والعمال وسكان المدن والقصبات وانتهاءاً بالفئات المختلفة من الكسبة والموظفين وغيرهم الذين دعموا المقاتلين وشجعوهم بأرواحهم وأموالهم وقولهم وفعلهم، اللّهم انصرهم جميعاً وبارك لهم واعززهم في الدنيا والآخرة.
اللهم احشر شهداءنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم لإعلاء دينك وخلدهم مع أوليائك الطاهرين، وتفضل على أسرهم الكريمة خصوصاً آبائهم وأمهاتهم وأبنائهم وزوجاتهم بالصبر والأجر، حيث تجرعوا لوعة فرافهم لوجهك الكريم وحملوا لواء كفاحهم على عواتقهم ومضوا قدماً، واملأ قلوب أبنائهم رأفة ورحمة لأمهاتهم الثكلى، وألبس معاقينا الأعزاء ثوب العافية، وأعد المفقودين والأسرى والأباة الى أوطانهم سالمين غانمين، واجعلنا وشعبنا ندرك‏ منزلة الشهداء، وتلطف علينا بحلاوة محبتك، واجعل دعاء الامام صاحب الزمان شاملًا لنا، واحفظ هذه الثورة من الزلل والشطط ومن كيد الكافرين والمنافقين والملحدين.
و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته «5».
6 جمادي الثاني 1407 ه- ق‏
روح الله الموسوي الخميني‏

«۱»-سورة الفجر، الآية ۲۸. «۲»-أنوار السادات، الرئيس الهالك لجمهورية مصر. «۳»-جعفر النميري، رئيس جمهورية السودان. «۴»-مأخوذة من الأية ۲۰ سورة المائدة. «۵»-قرء نص هذا النداء من قبل السيد أحمد الخميني خلال مراسم جرت في جنة الزهراء.


امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: