شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

نداء [ضرورة المشاركة في الانتخابات ومراعاة الشؤون الإسلامية والأخلاقية في الدعاية]

طهران، جماران‏
انتخابات الدورة الثالثة لمجلس الشورى الإسلامي
ضرورة المشاركة في الانتخابات ومراعاة الشؤون الإسلامية والأخلاقية في الدعاية
الشعب الإيراني‏
جلد ۲۱ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۵ تا صفحه ۱۷

بسم الله الرحمن الرحيم‏
إننا على أعتاب انتخابات الدورة الثالثة لمجلس الشورى الإسلامي. ولا أتصور ان دور وأهمية الانتخابات ومجلس الشورى الإسلامي خافٍ على أحد. فبمرور الوقت من العمر المبارك للثورة الإسلامية العظيمة يصبح شعبنا المسلم الملتزم أكثر إدراكاً لأهمية مشاركته ودوره المصيري في جميع ميادين الثورة، ويتعرف أكثر فأكثر على سرّ دوام وبقاء واستحكام نهضته الإلهية.
وبالالتفات إلى الوعي السياسي المتقدم الذي يتمتع به الشعب الإيراني المؤمن، ربما لا توجد ضرورة للتذكير بأهمية المشاركة في الانتخابات، غير أني ألفت الأنظار إلى بعض الأمور من باب الاحتياط و اداءً لواجبي الشرعي، السياسي:
أولًا: منذ انطلاقة الثورة ولحد الآن يمثل ابعاد أبناء الشعب عن ميادين الثورة وأضعاف تمسكهم القوي بأهداف الإسلام الاجتماعية والسياسية، أحد الأهداف الخبيثة والمشؤومة التي سعى إليها دائماً الاستكبار العالمي وعملاؤه الأجانب والمحليين. ولأجل تحقيق ذلك تشبثوا بمختلف أنواع الحيل، غير أنهم وفي كل مرة يمنون بهزيمة نكراء ولله الحمد. إذ أن الشعب الإيراني العزيز والمنتصر، ومن خلال استعراض قدرته العظيمة في مختلف مراحل الثورة، برهن للعالم أجمع بأنه متمسك بوحدته وانسجامه وحريص عليهما مهما كان الثمن. وان ناهبي [ثروات‏] العالم سيموتون بحسرتهم إن شاء الله على عدم تداعي وحدة شعبنا المقدسة. ولا يستبعد أن يكون أحد الأمور المستهدفة هذه الأيام من وراء التحركات الشيطانية الأخيرة للصداميين في تهديد وإرعاب أبناء الشعب ومواصلة القصف المدفعي والصاروخي للمناطق السكنية، فضلًا عن التغطية على هزائمهم المتكررة في سوح القتال، هو صرف الأنظار عن تواجد الشعب في الساحة من خلال ارتكاب هذه الجرائم. ويجب أن نطمئن من الآن بأن وسائل الإعلام الاستكبارية سوف تتحدث عن عدم مشاركة أبناء الشعب في الانتخابات، وستحاول حرف الأنظار إلى قضايا أخرى من خلال تحليلاتها المغرضة وإلقاءاتها المقرونة بالتهديد والإرعاب. متناسية أن الشعب الإيراني المسلم قد اثبت للعالم أجمع طوال السنوات الماضية بأنه لن يخشى هذا الصخب ويقف ثابتاً صامداً مقاوماً أمام كل القوى العظمى والكبرى. وسيحرص الشعب الإيراني النبيل بعون الله تعالى على اجراء الانتخابات في موعدها المقرر بكل حزم وقاطعية من خلال مشاركته الواسعة. وأنا واثق من أنه حتى لو تعرض للقصف بالصواريخ والقنابل، سيتوجه إلى صناديق الاقتراع لأداء واجبه الشرعي والإلهي. وسأشارك أنا في الانتخابات مهما كانت الظروف، وسيرى العالم إن شاء الله كيف سيعيد الشعب الإيراني العزيز إلى الأذهان ملاحم مشاركاته السابقة في مختلف انحاء الوطن الإسلامي.
ثانياً: إن أبناء الشعب وكما أعلنت كراراً احرار في الانتخاب وليسوا بحاجة إلى قيّم أو وصي. ولا يحق لأي شخص أو جماعة أو فئة فرض شخص أو أشخاص [معينين‏] على الشعب. وان المجتمع الإسلامي الإيراني الذي آمن، بفضل حكمته ووعيه السياسي، بالجمهورية الإسلامية وقيمها السامية وسيادة القوانين الإلهية، وبقي وفياً لهذه البيعة، لا شك انه يمتلك القدرة على التشخيص وانتخاب المرشح الاصلح. وبطبيعة الحال أن الاستشارة أمر تنص عليه التعاليم الإسلامية وان الشعب يتشاور مع من يثق بهم من الملتزمين بالإسلام. وبوسع الأشخاص والجماعات وعلماء الدين وفي حدود التذكير السابق التعريف بالمرشحين غير أنه يجب أن لا يتوقع أحد من الآخرين أن يتخلوا عن استقلاليتهم وقناعاتهم.
على أية حال، ان من الحكمة والبصيرة أن يتحرى الشعب عن هوية المرشحين ويتعرف على تاريخهم النضالي وخصوصياتهم الدينية السياسية. وسوف يدلي الشعب الإيراني الشجاع وبدقة تامة بصوته إلى المرشحين المتمسكين بالإسلام والأوفياء للشعب، ومن يشعرون بالمسؤولية تجاه شعبهم وتجرعوا مرارة الفقر، ودافعوا عن إسلام الحفاة بالقول والفعل، إسلام المستضعفين، إسلام المعذبين على مرّ التاريخ. إسلام العرفاء المجاهدين، إسلام العرفاء ذوي الأصول الطاهرة. وبعبارة واحدة سيدلي بصوته إلى المدافعين عن الإسلام المحمدي الأصيل- صلى الله عليه وآله وسلام-. وسيعمل على طرد كل الذين يدافعون عن الإسلام الرأسمالي، إسلام المستكبرين، إسلام المرفهين الذين لا يعرفون معنىً للألم، إسلام المنافقين، إسلام دعاة الدعة، إسلام الانتهازيين. وبعبارة واحدة الإسلام الأميركي، ويفضحهم.
ونظراً إلى أن المجلس بيت الشعب وأمل المستضعفين، ينبغي أن لا يتوقع أحد في مثل هذه الظروف أن يمثل جميع النواب جناح واحد وفئة معينة. ولا بد من الالتفات إلى أنه لا زال هناك الكثير من القضايا يجب أن تحل لصالح المحرومين. وليس من الصعب التمييز بين الذي يتطلع لخدمة الإسلام والمحرومين، وبين الآخرين.
ثالثاً: أتقدم بنصيحة أبوية من أب شيخ إلى كافة المرشحين لإنتخابات مجلس الشورى الإسلامي، بأن يحرصوا على أن تكون دعاياتهم الانتخابية في إطار التعاليم الإسلامية وأخلاقه‏ السامية، وتجنب كل ما يتنافى مع الشؤون الإسلامية. ويجب الالتفات إلى أن الهدف من الانتخابات هو في النهاية الحفاظ على الإسلام، فإذا لم تتم مراعاة حرمة الشؤون الإسلامية فكيف يتسنى للمنتخب أن يكون حافظاً للإسلام. يجب الحرص على أن لا تتم الإساءة لا سمح الله لأحد. وفي حالة تمكن المرشح من الفوز ودخول المجلس، يجب أن لا يتنكر إلى الصداقة والأخوة التي لا يوجد أجمل منها.
وليعلم الشعب الإيراني المنجب للشهداء بأن هذه الأيام هي يوم الامتحان الإلهي، يوم الانتفاضة ضد الذين يكنون حقداً دفيناً للإسلام، يوم الانتقام من الكفر والنفاق، يوم التضحية، اليوم يوم عاشوراء الحسين، اليوم يوم إيران كربلاء، فليتجهز الحسينيون، جهزوا أنفسكم بالصلاح والسلاح ولا تخافوا، وانتم كذلك بالفعل، شدوا الأحزمة ايها الاحرار، ويا طلاب الحرية انهضوا، أن القوى الكبرى في الشرق والغرب تتطلع إلى سحقكم تحت أقدامها والانقضاض عليكم بمخالبها الخبيثة والدامية دون أن تطلقوا صرخة تألم واحدة. اليوم يوم المقاومة، فإذا ما وجهتم صفعة لصدام وأميركا والاستكبار الغربي، فان شوكة ذلك ستعمي عيون الاستكبار الشرقي. فاليوم لا يُقبل الانتظار. اليوم يوم بلورة إنسانية الإنسان. اليوم يوم النزال. يوم إحقاق الحق. والحق يؤخذ ولا يعطى. فلا معنى للانتظار بأن يأتي نهبة العالم لمساعدتنا. اليوم يوم التواجد في ساحة الجهاد والشهادة وميدان المعركة. يوم تحرك عشاق الله. يوم بهجة وسرور العرفاء الإلهيين. اليوم يوم اطلاقة أنشودة الملائكة في أوساط المجاهدين. إن التخلف اليوم يقود إلى الأسر المذل في الغد. اليوم يوم يجب فيه طرح لباس حب الدنيا عن الجسد، وارتداء درع الجهاد والمقاومة، والسير قُدماً في آفاق طليعة الفجر حتى شروق الشمس وصيانة دماء الشهداء.
أبنائي! ان العدو في قصفه الكيماوي للمناطق السكنية قد برهن على غاية قسوته ووحشيته، وأنه بمهاجمته الشعب العراقي الأعزل بالأسلحة الكيماوية زلزل ثقة حتى أعوانه به، فانطلقوا نحو الجبهات كي تتمكنوا من خلال ضرباتكم المتلاحقة، سلبه قوته وامانه، وستنتصرون بإذن الله تعالى. والسلام على عباد الله الصالحين.
11 فروردين 1367
روح الله الموسوي الخميني‏



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378
 

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: