شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [ضرورة مكافحة الحكومات الظالمة، اداء المسؤولية، انتصاركبير، الهدف الأعلى‏]

باريس، نوفل لوشاتو
ضرورة مكافحة الحكومات الظالمة، اداء المسؤولية، انتصاركبير، الهدف الأعلى‏
مجموعة من الإيرانيين المقيمين في الخارج من الجامعيين و غيرهم‏
جلد ۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۸ تا صفحه ۲۳

بسم الله الرحمن الرحيم‏
في هذه القضايا- النهضة- التي دخلنا في إطارها نحن وأنتم ثلاثة أصول أساسية هي:- الأول: إزالة محمد رضا والأسرة البهلوية (من الحكم)، والثاني: إزالة النظام الملكي أساسياً، والثالث: إقامة حكم العدل الإسلامي، الجمهورية الإسلامية.
وقسم من الأمور والأعمال التي يقوم بها الإنسان هو من النوع الواجب على الإنسان أن يفكر بتحقق النتائج المطلوبة منه وهل يصل إلى غايته أو لا؟ فاذا إطمئن من تحقيق الهدف قام بها، وإلا أعرض عنها. وقسم آخر من الأعمال فرض الله- تبارك وتعالى- على الإنسان القيام بها، والأصل فيها التكليف الإلهي بغض النظر عن النتائج، فقد تتحقق، أو لا تتحقق. وفي هذه الأمور التي يُكلّف الإنسان أداءها شرعاً لسنا ملزمين أن نعلم بحتمية تحقق الأهداف التي نرجوها منها، فالملطوب أداؤها لا النتائج المرجوّة منها.
فالإمام أمير المؤمنين- عليه السلام- عزل معاوية عن مقامه لفسقه ونهبه أموال الناس، وأراد تنصيب إنسان عادل سليم في منصبه في الشام، سورية وما جاورها. والحدّ من ظلم معاوية كان تكليفاً شرعياً وجب عليه القيام به وتعريف الناس أن معاوية ظالم، ويجب طرد أمثاله، فقام بهذا التكليف الشرعي، لكنه لم ينجح في عزل معاوية عن مقامه.
والإمام سيد الشهداء ثار على يزيد، ولعله كان مطمئناً أنه لن ينجح في إسقاطه من الحكم، بل هذا هو الواقع فعلًا، فهناك أخبار أنه كان عالماً بعدم نجاحه في هذا، ومع ذلك، وعملًا بواجب الثورة على النظام الظالم حتى لو كان مصيره القتل ثار على يزيد، وقدّم الضحايا، وقاتل حتى أستشهد.
ووضع حكومة إيران والملك لا يختلف عن ذاك الوضع، بل إن معاوية كان إمام جماعة وجمعة، فلم يكن حاله أنه لا يصلي أصلًا، ولا يصوم، بلى، كان يصلي ويصوم ويذهب إلى المسجد ويؤم المصلين من المسلمين، ويذهب يوم الجمعة أيضاً، ويصلي في المسجد صلاة الجمعة ويعمل- في الظاهر- بجميع هذه الأحكام الشرعية، ولكنه كان غاصباً وظالماً ينهب أموال الناس ولو إستطاع لارتكب كل أشكال الظلم والقتل، فالإمام علي- عليه السلام- لم يقف في وجهه، لأنه كان كافراً لا يصلي، لا لم يكن كافراً، بل كان مسلماً يظهر الإسلام، ولكنه كان يحكم خلاف موازين مقام الحاكم (الإسلامي)، كان حاكماً جائراً اغتصب ذاك المنصب خلاف الموازين الإلهية، وكان يعمل بالظلم في هذا المنصب ايضاً ولذلك ثار الإمام أمير المؤمنين عليه، وهو وإن لم يحقق النتيجة المطلوبة قام بالتكليف الشرعي الذي يقضي بوجوب مجاهدة مثل هذا الظلم.
وهذا هو وضع هذه الحكومة القائمة اليوم أيضاً، فقد اغتصبت هذا المنصب، وهي تعمل بالظلم في سلطنتها مثلما فعل معاوية، فكلاهما غاصبان، بل قد ذكرت مراراً أننا حتى لو التزمنا بالدستور، فان سلطنة هذا المرء الملك محمد رضا- حتى مع هذا الفرض- خلاف الدستور، لانه ينص على أن السلطنة هبة إلهية يمنحها الشعب للسلطان نفسه، ونحن جميعاً نعلم أن الشعب لم يمنح هذه السلطنة لا لهذا المرء ولا لأبيه، وعليه واستناداً إلى الدستور نفسه فان هذا المرء الملك قد أخذ السلطنة غصباً، فهو باغٍ حسبما ينص عليه الدستور- ولا يختلف عن اللصوص الذين يتسلطون أحياناً على منطقة معينة ويحكمونها غصباً.
كما أنهم- حسب حكم الشرع- فاقدون لكفاءة الحكومة الشرعية، إذ يحدد الشرع مواصفات معينة يشترطها في حاكم المسلمين، وهي لا تتوفر فيهم أصلًا، فهذه السلالة- هو وأبوه وابنه إذا خلفه في الحكم- غاصبة للسلطنة طبق الدستور وطبق حكم الشرع، لأنها فاقدة للكفاءة التي يشترط توفرها في الحاكم، فمحمد رضا يبقى غاصباً للحكم مهما ذهب لزيارة المراقد المقدسة واعتذر وطبع القرآن وقام بأمثال هذه الحيل، لأن بقاءه في هذا المقام أساساً اغتصاب وهو مغتصب مهما اعتذر إلى ان يتخلى عنه.
إذا وصل امرؤ مقاماً معيناً غصباً- مثلما فعل أئمة الجور كمعاوية وأمثاله- فإن التكليف الشرعي للمسلمين هو أن يخلعوه عن هذا المقام، ويسلموا الحكم امرءاً جديراً به يرضاه الشرع المقدس. وهذا الأمر واجب لزاماً على المسلمين الآن، ونحن من المسلمين وعلينا أن نجتهد في العمل لخلع هذا المرء الملك محمد رضا عن هذا المقام. ولا يشترط أن نتيقن نجاحنا في تحقيق ذلك، ونحن نحتمل اليوم تحقيقه، فهو أكثر من الاحتمال، والأمل قوي أن يزول في هذه النهضة التي قام المسلمون وهم يعلنون معاً كلمة الرفض له، وسيسقط إن شاء الله الحاضرون:- إن شاء الله).
ومع فرض العجز عن تحقيق ذلك، فإننا نقوم بما قام به الإمام علي- عليه السلام- إذ قاتل ودخل في حرب دموية استمرت (18) شهراً قتل فيها عدد كبير من كل الطرفين، والجميع من المسلمين- هؤلاء المسلمون يطالبون بالعدالة وأولئك مسلمون فاسقون.
أجل لقد قاتل الإمام علي- عليه السلام- معاوية، ولم ينجح في إسقاطه عن الحكم. ونحن أيضاً لسنا قلقين أن يقتل منا عدداً أو نقتل منهم مجموعة، لأننا نعمل طبق ما يقتضيه تكليفنا الشرعي، إذ فرض الله- تبارك وتعالى- معارضة ومجاهدة أمثال هؤلاء الظلمة الذين يوجهون ضرباتهم لأساس الإسلام، ويدمرون مصالح المسلمين.
وإذا استطعنا يوماً فسنحمل البنادق بأنفسنا- ونضعها على عواتقنا ونجاهدهم متى ما أقتضى الأمر واستطعنا القيام بذلك، دون أن نقلق لمقتل عشرة أو عشرين منّا، فقد قتل أكثر من عشرة الآف بل قرابة العشرين ألفاً في تلك المعارك التي خاضها الإمام أمير المؤمنين على مدى ثمانية عشر شهراً، ولم يمنعه ذلك من القيام بالواجب.
وهكذا كان الحال على عهد رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- فهو عندما أراد الاطاحة بحكم كفار قريش شنّ عليهم العديد من المعارك، وانتصر في بعضها، ومني بالهزيمة في بعض، وقتل فيها أناس وعظماء كعم النبي مثلًا أو كعمار بن ياسر الذي قتل في معركة صفين، وهو ذاك الرجل‏ العظيم، لقد قدّموا كل هؤلاء القتلى، فلا يرد علينا اشكال في هذا المجال. يثير بعضهم الاعتراضات باستمرار قائلين:- لقد قدمتم كل هؤلاء القتلى فما الذي تحقق؟ إن هذا هو تكليفنا الشرعي أولًا.
أما الذي تحقق، فهو أشياء كثيرة فحال هذا الشعب أن كسبته كانوا يسارعون إلى إغلاق محال كسبهم لمجرد أن شرطياً دخل السوق وأمر بذلك! كان يكفي أن يأمر شرطي واحد او عدد قليل من الشرطة بإغلاق سوق طهران- وهو أكبر أسواق إيران- إذ كان يدخل إليه ويأمر الكسبة باغلاق محلاتهم أو رفع الاعلام بمناسبة الرابع من آبان أو غير ذلك فيطيعون فوراً، ولا يعصي منهم أحد أصلًا، بل لم يكن يخطر في أذهانهم أبداً أن بالأمكان عصيان أمر شرطي!
أما إذا كان الداخل مسؤولًا أمنياً يحمل أربع أو ثلاث نجمات على كتفه، فلم يكن يتجرأ أحد أن يسأله عن أي فعل يرتكبه مهما كان قبيحاً! ولكن هذه النهضة الإسلامية المقدسة قد غيرت الحال، وجعلت حتى الأطفال الصغار ينزلون إلى الشوارع، ويهتفون بالموت لهذه السلطة البهلوية!
هذا هو التحول الذي حصل لأبناء الشعب، فلم يعودوا يرهبون أصلًا لا الشرطي ولا المسؤول الأمني ولا الحكومة العسكرية هذه التي كان مجرد ذكر اسمها في السابق يكفي لدفع الأهالي نحو التوجه إلى شؤونهم، إذ لم تكن تخطر في أذهانهم أصلًا فكرة المعارضة، فالحكم عسكري وقانونه يمنع مثلًا- كما يعلنون- اجتماع أكثر من شخصين لكنك تجد سبعين ألفاً، مائة ألف من أبناء الشعب يجتمعون ويخرجون ويرددون هتافات كلها ضد الملك. هذا هو التحول الذي حصل في هذا الشعب، وليس هو بالشي‏ء القليل.
وعلى الطرف الآخر ترون أنهم- النظام الملكي- يتنزلون درجة بعد أخرى وهذا ما ينبغي أن نعتبره موتاً تدريجياً-، فهل حزب ستاخيز- البعث- هين لكي يتخلو عنه؟ لقد رأيتم كم مدحوه وكم تحدث به هذا الرجل- الملك- بكل تلك الأقوال الباطلة أمثال:- يجب على جميع أبناء الشعب أن ينضمّوا اليه، وعلى من لا يدخله أن يخرج من إيران، فهو ليس من أهلها، وأمثال هذه الأقوال التي كان يكررها.
ولكن اتضح فجأة بفعل هذه النهضة الشعبية التي واجه فيها الشعب بالقبضات الخالية الدبابات والمدافع وتغلب عليها أن حزب رستاخيز لم يكن شيئاً مذكوراً أصلًا، فهو تافه والحكومة ترفضه (يضحك الحاضرون) برغم أن الحكومة كانت من هذا الحزب نفسه.
كما أنهم غيروا التقويم الرسمي، ثم تراجعوا، والشخص الذي لم يكن مستعداً لمخاطبة الشعب بكلمة مجاملة واحدة جاء اليوم، ليخاطب مختلف فئآته معتذراً من أخطائه قائلًا:- لقد وقعت أخطاء وانحرافات لن نكررها في المستقبل. هكذا يقف معتذراً هذا الذي شاهدتم وضعه قبل خمسة عشر عاماً وإلى ما قبل الحوادث الأخيرة وفي تلك المدّة من الجمود التي أعقبت انتفاضة 15 خرداد وإلى ما قبل اليوم، لم يكن يعبأ بأحد وكان يهيمن على كل الأمور.
أما قوله: إن ما وقع اشتباهات غير مقصودة، فهو كذب، لأنه كان عارفاً بما يجري متعمداً ارتكاب ما فعله، لأنه خادم للأجانب، فلم يكن الأمر أخطاءً غير مقصودة، بل هي جميعاً انحرافات ارتكبها عن عمد، ولو أمهلتموه، لزادت هذه الاشتباهات مستقبلًا أيضاً.
وعلى كل حال تحققت انجازات إلى الآن أنزلتهم درجة بعد درجة، فلا ينبغي أن نوقف المسيرة، ونقول:- نحن قانعون بهذا المقدار، لا فنحن تحرّكنا سعياً لتحقيق الهدف النهائي، أي أن نطوي هذه‏ المقدمات:- الأطاحة بهذا الملك والأسرة البهلوية، وإنهاء الحكم الملكي وقطع أيدي الهيمنة الأميركية والانجليزية والروسية عن هذا البلد، وأن يكون بلدنا لنا، ثم يقام الحكم الإسلامي أيضاً إن شاء الله الحاضرون: إن شاء الله).
نحن نسعى لهذا الهدف وسنتحرك- سريعا- لتحقيق كل ما نقدر عليه، فإذا استطعنا تحقيق هذه المهمة، فالحمد لله على قيامنا بذلك وعلى نجاحنا في تقديم خدمة لهذا الشعب، وإذا لم نستطع، فقد قمنا بتكليفنا الشرعي، أي: أننا لم نفتعل الحج أمام الله لعدم أداء هذا التكيلف، بل قمنا بالأمر، ولكننا لم نملك القوة اللازمة لتحقيق المراد، فكرامتنا محفوظة عند الله- تبارك وتعالى.
إذن فالاطاحة بهذا الملك والأسرة الحاكمة وقطع أيدي الأجانب هي من أهدافنا وخطوات نحو المقصد النهائي، وهو إقامة حكومة عدل إسلامية تقوم على أسس القواعد الإسلامية. هذا هو هدفنا الأسمى، وتلك وإن كانت مقدمات له، فهي من أهدافنا أيضاً، فمثلما نريد الحكم الإسلامي نرفض الحكم القائم، والحكم الإسلامي يتضمن- بالطبع- كل تلك الاهداف، أي عندما نطالب بالحكم الإسلامي فمطالبتنا تعني رفض بقاء هذه الأسرة الحاكمة والنظام الملكي وقطع أيدي الأجانب، إذ إن الحكومة الإسلامية ترفض أن يكون لأحد من الكفار وغيرهم سلطة على البلد الإسلامي. إذن فرغم أن هذا الهدف الأعلى يتضمن تلك الاهداف فصلنا الأمر- تبياناً له- وقلنا: إن تلك الأصول الثلاثة هي ما نطمح إلى تحقيقه.
والآن أردت أن أقول:- لا تتصوروا أننا إذا لم نصل إلى ذاك الهدف، سيكون الوضع مناسباً للتساؤل الاعتراضي عن ثمار الدماء التي أرقيت والجهود التي بذلت.
فاولًا تحقق الكثير من الثمار فعلًا وقد تنزل هؤلاء- النظام الملكي- بمقدار ما عن ذاك المركب الشيطاني.
وثانياً أننا قمنا بتكليفنا الشرعي. ومثل هذا التساؤل الاستنكاري هو ما كان يعترض به الخوارج على أمير المؤمنين- عليه السلام- قائلين:- لقد قاتلت ثمانية عشر شهراً، فما الذي تحقق؟ إن هذا هو تكليفنا الشرعي، مثلما نحن نصلي الآن فهل يأتينا من يقول:- لقد أديتم الصلاة طوال هذه عشرين أو ثلاثين سنة، فما الذي حصل؟
حسناً، اني أطعت الله عشرين سنة، وأديت خلالها الصلاة، فما معنى التساؤل عن الذي حصل؟
لقد اطعت الله الذي قال لي: إعمل، فعملت. ومثل هذا التساؤل يتعلق بالقضايا التي لا تشتمل على تكليف شرعي محدد من القضايا المتعارفة هذه، فإذا أراد المرء القيام بعمل معين، ثم لم يحققه نسأله عندئذ عن النتيجة.
أما مواجهة جهاز ظالم يريد تدمير أساس الإسلام والقضاء على علمائه وأساس الوطنية. وقد عرَّض مصالح الإسلام والمسلمين للخطر ودمرها، فهو تكليف شرعي للمسلمين، وعليهم أن يثوروا عليه، ويردعوه عن ذلك، أي: أن يخرجوه من هذا البلد، وإذا استطاعوا فعليهم أن يعتقلوه ويحاكموه ويسترجعوا منه ما نهبه من أموال الناس، وإذا كان قد ضعيها فإنه يعاقب على كل ظلم ارتكبه.
وهذا تكليف واجب علينا وعلى المسلمين القيام به، وغاية الأمر أننا لو استطعنا تحقيقه، فالحمد لله على قيامنا بالتكليف والوصول إلى الهدف أيضاً، وإذا لم نستطع تحقيقه، فاننا قد أدينا تكليفنا الشرعي مثلما أننا صلّينا.
أما التساؤل الاستنكاري عن النتيجة فهو مما لا معنى له هنا، لقد صلينا وقمنا بواجب معارضة الظالم ومواجهته، وحاربنا وجاهدنا هذا الذي أراد تدمير البلد- وقد دمّره- وسحق كل مصالح المسلمين وأعطى جميع ثرواتهم للكفار، وقد قدّمنا لذلك الدماء، وأسلنا منهم الدماء أيضاً. أجل لقد قمنا بكل هذه الأعمال أداء لتكليفنا، فإذا وصلنا الهدف، فالحمد لله. وإذا لم نصل، فقد أدينا تكليفا، ولا نرى أي ضير علينا من ذلك، وبمشيئة الله سنصل للمقصد أيضاً- إن شاء الله (الحاضرون: إن شاء الله).
أسال الله- تبارك تعالى- السلامة لكم جميعاً، إنني أكرر تقريباً كل ليلة القول بأننا جميعاً مكلفون، فالأمر لا ينحصر بأحد، دون آخر، بل إنني مكلف والسيد مكلف والجميع مكلفون بدعم هذه النهضة التي تفجرت في إيران حيث يواصل شعبها التضحية بشبابه، وتقف تلك الام الثكلى بعد فقدها لعدد من أبنائها الشباب- لتقول:- إنني مستعدة للتضحية بكل شي‏ء!!
يمكنكم هنا أن تقدموا الدعم لهذه النهضة- ويجب أن تقدموه- ويتمثل هنا بالقيام المهمة التبليغية في مواجهة الدعايات التي يروجها الملك ونظامه والصحفيون من مرتزقته الذين يستلمون منه الأموال، ليقولوا بأن الشعب الإيراني مشاغب ومتوحش، وأمثال هذه من الأقوال التي يروجونها بكثافة.
إن كنتم تستطيعون إقامة التظاهرات وجب عليكم القيام بذلك، كما انكم تلتقون باستمرار بهؤلاء الغافلين عن حقائق ما يجري الآن في إيران، فحيثما شاهدتم مجموعة من هؤلاء الأوروبيين أو الأميركيين في مكان ما، فليبادر عدد منكم فوراً لتوضيح حقيقة ما يجري في إيران وحقيقة مطالب شعبها، وأنه ليس متوحشاً، بل هو شعب تقدمي، إذ إنه يهتف:- نريد الحرية ونرفض نهب أميركا لثرواتنا، فهل متوحش من يطالب بذلك؟! وهل الذي يطالب بالحرية والاستقلال ينتهك معايير القيم؟! إن الذي يقوم بهذا الأمر يؤيده الجميع وكل من يسمع به.
هو شعب ثار ابتغاء الحصول على استقلاله وحريته، وهو لا يريد أن تتسلط عليه الدول الأجنبية، ويسعى من أجل طرد هؤلاء الخونة الذين ارتكبوا إلى اليوم كل هذه الخيانات، ويريد أن يودع الدولة بأيدي أمناء لا يملئون جيوبهم من ثرواته كما فعل هؤلاء.
بالطبع نحن لا يمكننا أن نجد حاكماً مثل أمير المؤمنين- عليه السلام- ويعيش بتلك الصورة التي سجلها الإمام علي- عليه السلام- ونحن لا نتوقع أن نصل إلى حاكم يتحلى بما كان عليه وضع الإمام بحيث إنه في الليلة الأخيرة التي استشهد في صبيحتها- أعني عشية توجيه تلك الضربة له- كان ضيفاً على إحدى بناته، وهو الذي كانت سلطنته- ومن الجرأة أن أقول سلطنة-، كانت خلافته تمتد لدول كثيرة، وعندما أتته بأفطاره كان عبارة عن قرص خبز شعير وملح ولبن- حسبما ينقل التأريخ- فأنكر ذلك عليها، وهي التي لم تره يأكل إدامين، فأمرها أن ترفع أحدهما فأرادت أن ترفع جريش الملح، فأبى وأمرها برفع اناء اللبن!
لا يمكن- بالطبع- أن نجد مثل هذا الحاكم، لكن يمكننا الوصول إلى حكومة لا تسرق ولا تنهب أموال الشعب بهذه الصورة، نحن نسعى إلى العثور على حاكم لا يستهلك أموال المسلمين في صرفها على نفسه وأسرته، ويقدم قسماً منها- وهو القسم الأكبر- لأميركا والاتحاد السوفيتي وبقية الدول الأجنبية، لكي يحفظ بذلك عرشه وتاجه، ويسقط في كل الخيانات التي لا علم لنا ولا لكم بها، وستعرفون مستقبلًا سعة الخيانات التي ارتكبها هؤلاء إذ لا يوجد الذين يعرفونها، وقد سجلوها، وهي محفوظة عندهم، وسترون مستقبلًا- إن شاء الله- ما جناه هؤلاء من الخيانات للإسلام والمسلمين والبلدان الإسلامية وإيران، وستتضح هذه الأمور فيما بعد- إن شاء الله.
نحن نريد إزالة هذه الحكومة الخائنة ومجي‏ء حكم لا يخون، وإن لم يبلغ درجة الحكم العلوي، فهذا ما لا نستطيعه، ولكن يمكن العثور على حاكم أمين لا يفرط بثروات الشعب، ولا يعطي أميركا النفط بهذه الصورة، لكي تقيم- بدلًا من إعطاء ثمنه- قواعد عسكرية لها في إيران تحت ستار أننا نحن الذين نريد الحصول على هذه الأسلحة، لكنها أسلحة تجلب لإقامة قواعد أميركية هنا.
نحن نريد إنهاء هذا الوضع، ويمكن العثور على الكثير من أمثال هؤلاء الحكام الأمناء فالشرفاء كثيرون في إيران، ويوجد الكثير من أمثالهم بين الإيرانيين الذي جاءوا إلى أوروبا. ونحن سننتخب من هؤلاء- إن شاء الله- للحكم ونصلح الأمور.



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: