شناسه مطلب صحیفه
نمایش نسخه چاپی

خطاب‏ [منطق كارتر بحقوق الانسان تغطية لجرائم الشاه وضرورة إضراب شركة النفط]

باريس، نوفل لوشاتو
منطق كارتر بحقوق الانسان تغطية لجرائم الشاه وضرورة إضراب شركة النفط
جامعيون وإيرانيون في الخارج‏
جلد ۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۱۶۸ تا صفحه ۱۷۴

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
‏بسم الله الرحمن الرحيم‏
عندما قُتل عمار بن ياسر في معركة صفين وهو في جيش أمير المؤمنين في حربه معاوية أثار مقتله أحاديث في جيش معاوية مفادها أن النبي قد قال لعمار: تقتلك الفئة الباغية. وقد قتلته عساكر معاوية، فهي إذن الفئة الباغية، فكان رد معاوية هو أن قاتل عمار أمير المؤمنين نفسه، فهو الذي أرسله للحرب التي قتل فيها، فهو قاتله إذن! وجيشه هم الفئة الباغية!!
ومنطق كارتر هو منطق معاوية نفسه، فهو يقول:- إن هؤلاء- علماء الإسلام- هم الذين يدفعون الناس للقتال. ولنناقش قوله لنعرف هل يعبر عن منطق سليم أو أنه نظير منطق معاوية، بل أقبح منه؟!
مع حلول اليوم الأول من شهر محرم أخذ أبناء الشعب الإيراني يعلنون سخطهم على حكومة الملك ضمن إقامتهم لمراسم العزاء الحسيني، وفي التاسع والعاشر منه أقاموا مسيرات شعبية تحلت بالهدوء الكامل أعلنوا فيها رفضهم لسلطنة الملك محمد رضا الذي لا يعترف للأهالي بأي حق في التعبير عن الرأي، ولذلك امر في اليوم التالي بقتلهم. هل تعارض هذه المسيرات السلمية التي خرج بها أبناء الشعب وقرروا بها مصيرهم منطق كارتر؟! وهل يعتبرها تحركاً ويقول: لا يحق لأي شعب أن يقرر مصير بلده؟ وهل يفسر كارتر الإعلان العالمي لحقوق الانسان بأنه سلب الإنسان حق تقرير مصيره برغم أن هذا الإعلان الذي أمضاه هو أيضاً يصرح بأن الحق الأول للإنسان هو حق حرية التعبير عن الرأي وتقرير المصير؟ وهل فهم من هذا الإعلان عكس ما يصرح به، أو فهم منه أن سلب هذا الحق مختص بإيران وحدها، خلافاً لغيرها، فلا يحق لإيران التمتع بالحرية وحقوق الإنسان، لأن لكارتر مصالح فيها كما يقول في بعض تصريحاته؟!
كأنه يقول:- إن إيران منطقة إستراتيجية بالنسبة لأميركا، ولا ينبغي أن نتحدث بحقوق الإنسان ورعايتها فيها! فهل يرضى العالم بهذا المنطق؟ وهل يقنع عقلاء الدنيا بسلب حرية شعب ما لأن لأميركا مصالح في بلاده، وأن عليه أن يلتزم الصمت لكي تنهب اميركا وأمثالها كل ثرواته؟!
أما قوله: إن هؤلاء (العلماء) يدفعون الناس للقتل، فقد أقام الأهالي خلال هذين اليومين مظاهرات سلمية هادئة لم يسمحوا بإثارة أي إضطراب فيها، واثبتوا بذلك أن الشعب الإيراني قادر على السيطرة على شؤون بلاده وتقرير مصيره تقريراً عقلانياً سلمياً. وقد أدى ذلك إلى تجدد ارتكاب المذابح للأهالي منذ ليلة الحادي عشر من شهر محرم، فما هو السبب؟!
هل يمكن تكرار المغالطة التي رددها معاوية في معركة صفين والقول بأن العلماء دفعوا الناس للحرب وقتال هؤلاء، فدافع هؤلاء عن أنفسهم وقتلوهم، أي: أن القاتل هو الذي أرسلهم للحرب؟ هذا هو منطق معاوية، وهذه هي المغالطة التي رددها ومنطق هؤلاء أقبح من منطقه، لأن الأهالي هنا لم يذهبوا للحرب، بل انطلقوا في مظاهرات سلمية في شوارع طهران والمدن الأخرى وهم يعلنون: لا نريد الملك، فهل هذا القول حرب أعلنها الشعب الذي يطالب بأن يكون تقرير مصير بلاده بيده ويطالب بحقوقه الإنسانية؟!
إن العالم كافة يؤيد حرية كل إنسان في تقرير مصيره والتعبير عن رأيه، ويؤيد حق كل شعب في تعيين سلطان بلده أو رئيس جمهوريته أو حكومته، ويوجب استناداً لحقوق الإنسان إمضاء كل شكل من أشكال الحكم في بلاد يريده شعبها، وعلى جميع الحكومات الإقرار بذلك.
وهذا هو الذي جرى يومي التاسع والعاشر من شهر محرم لا غير، وقد شاهده عياناً جميع مراسلي الصحافة الذين زاروا إيران، وتفرجوا على ما جرى فيها، إذ خرجت الملايين من أهاليها في مسيرات سلمية شارك فيها الصغار والكبار والنساء و الرجال، وطافت الشوارع في جميع أنحاء البلاد بهدوء كامل، وكانت كلمتهم واحدة هي: لا نريد هذا الملك. لنفرض أن الملك رجل صالح للغاية- وهذا مجرد فرض- وسليم ومضح في خدمة الشعب، لكن إذا لم يرغب الشعب في أحد خدامه يجب أن يرحل. لنفرض أنه حفظ مصالح البلاد، وأنه يريد إعطاء الحريات العامة وتحقيق الاستقلال للبلاد وإيصالها إلى التحضر الحديث، لنفرض صدق عزمه على القيام بكل ذلك لكن أهالي البلد يعلنون رفضهم لبقائه سلطاناً عليهم وعدم رغبتهم في هذا الخادم ويطالبون برحيله لكي ينصبوا خادماً آخر محله، فهذا حقهم، لأن تقرير مصير البلاد هو حق لأهله.
حتى لو فرضنا أنه إنسان يتحلى بالروح الإنساني الصالح، ويريد تحويل بلادنا إلى جنة عالية، ولا نريده أن يفعل ذلك، أليس من حقوق شعب تقريره لمصيره بنفسه؟! أليس لأبناء هذا الشعب- عملًا بهذا الحق- رفضهم لهذا الخادم؟
وهذا الأمر يصدق على فرض كونه خادماً لمصالح الشعب في حين أن واقع الأمر هو أنه خادم للأجانب، وقد دمر بلاده لأجلهم، وضيع كل ما لدينا وأتلف كل ثروات البلاد التي يمكن للشعب الانتفاع بها، فقد نهبها لنفسه، أو قدمها للأجانب، أو نقلها للخارج وكنزها في المصارف الأجنبية مثلما فعل أبوه الذي سرق جواهر إيران، ورحل بها، ولكن الإنجليز سلبوه إياها وسط الطريق.
أجل لقد نهب ثروات إيران لنفسه، أو أعطاه هؤلاء الستين ألفاً من المحسوبين عليه من اقربائه أو أصدقائه، أو قدمها لأسياده كارتر وأميركا وأمثالها، وبذلك أباد جميع الثروات في إيران التي يحتاج بناؤها- حتى إذا رحل الملك- وإعادتها الى ما كانت عليه قبل مجي‏ء الملك محمد رضا وأبيه للحكم إلى عشرة أعوام أو خمسة عشر عاماً يبذل خلالها الصالحون جهوداً مضنية.
فلا تتصوروا أن هذه البلاد التي أوصلها الملك الى حافة الإفلاس ستتحول فور رحيله الى جنة عالية، فقد أحالها إلى مجموعة من الخرائب، فلا زراعة جيدة وأراض خصبة وغاباتها ليست بأيدي شعبها. وقد ضيعوا ثروتها المائية والسدود التي أقاموها سخروها لخدمة مصالح الأجانب لذلك تحتاج إعادتها إلى ما كانت عليه قبل مجي‏ء هذا الرجل إلى مدة طويلة على الشعب أن يتحمل فيها الصعاب والمشاق وعلى شبابه وخبرائه أن يبذلوا فيها جهوداً مضنية دؤوبة لإنهاء الاضطراب الذي أوجده الملك في هذه البلاد وبعد ذلك يمكنهم البدء بجهود الإعمار والتحديث.
إن منطق كارتر يعني ان هذه المظاهرات السلمية التي أعلنت رفضها للملك قد عرضت الناس للقتل، أي أن الواجب عليهم حتماً أن يقولوا: نحن نحب الملك لكي لا يتعرضوا للقتل! وهو يقول: إن هذه الأقوال تفتقد المعيار والضابط، فلا قيمة لها! حسن هذه هي كلمتنا، وتلك هي كلمته نعرضهما على الرأي العام العالمي لنعرف أيهما لا قيمة لها؟
نحن نقول: إن هذا الملك وأباه وهذه الأسرة قد خانتنا، وارتكبت وما زالت ترتكب الجرائم كل يوم حتى في هذه الساعة التي نجلس فيها هنا. وقد أحرقوا مدينة قم البارحة وأمس، وأدخلوا خلال اليومين الماضيين جلاوزتهم للقيام بأعمال التخريب في خراسان وتبريز ويزد وكل مدينة تذكرون اسمها.
هذا هو حال الملك، وهذه هي حقيقة توبته التي أعلنها، وهذه هي الأفعال التي ترونه يرتكبها بعد أن خاطب الأهالي بالقول: لا حاجة لتحرككم، فقد تبت بعد ما وقعت في أخطاء لن أكررها. ألا يعلم السيد كارتر بما يرتكبه هؤلاء، أو أنه يعلم ويتجاهل؟ وعلى أي حال فهو (الملك) يرتكب هذه الفظائع ونحن شعب هذه البلاد بسائر فئآته نقول: لا نريد هذا الملك، فقد خاننا، وأجرم علينا، وقدم ثروتنا لكم ولأمثالكم، ونحن نريد أن نكون أحراراً مستقلين ندير بلادنا بأنفسنا، فهل ثمة غموض في ذلك؟ وهل مطالبتنا بأن يكون حكم بلادنا بأيدينا لا بأيديكم وأيدي خدمكم غير واضحة؟! لا غموض ولا إبهام في ذلك، ثم ألا يحق لشعب أن يعلن رفضه لحاكمه؟!
لقد أعلن الشعب يومي التاسع والعاشر من محرم إعلاناً سلمياً هادئاً رفضه لهذا الملك، وقد رأى العالم أجمع أن الأكثرية الساحقة من الشعب الإيراني بمختلف فئآته وفي جميع أسواقه ومدنه وقراه قد هتفت معلنة رفضها لهذا الملك. وهذا استفتاء شعبي عام أقامته الجماهير، فلو قال الملك بعده: حسناً، إن كنتم لا تريدونني، فإني راحل وليحل محلي من تريدون، فهل يقع نزاع أو حرب حينئذ؟!
لقد نقض الملك عملياً جميع القوانين الدولية، فأعلنت الجماهير رفضها له، فأنزل الهراوات على الرافضين له، وحمل جيشه وقواته الأمنية وغيرها على مهاجمة الجماهير، وزج بحملة الهراوات الأوباش، ليهجموا على المدن ويهتفوا بشعارات الخلد للملك؟
إذن فالذي حدث هو أن الأهالي أعلنوا بكل هدوء رفضهم له، فانهال عليهم بالضرب والقتل وتخريب منازلهم ومهاجمتهم بالأسلحة الرشاشة و إحراق المساجد و واجههم بكل هذه الممارسات الوحشية. وبعد قيامه بكل ذلك واصلتم دعمه قائلين: إن المعترضين على هذه الأعمال الوحشية والذين تظاهروا تظاهراً سلمياً هادئاً مخطئون ولا أساس لموقفهم وأقوالهم! هذه هي كلمتنا، وتلك هي كلمتكم فإيهما تفتقد الأساس والقيمة؟! ما هو جواب كل عاقل يسمعها؟!
المعيار هو حقوق الإنسان، وهي تصرح بأن جميع أفراد الشعب أحرار في التعبير عن معتقداتهم وتقرير مصيرهم بأنفسهم، وهذا ما يطالب به الشعب الإيراني، وأنت تقول خلاف ذلك، فأي القولين ينسجم مع هذا المعيار؟! وأي أقوالنا لا تستند إلى هذا المعيار؟! أنتم تقولون لنا: إنكم دفعتم الناس للقتل.
وهذا هو عين قول معاوية، وغاية الأمر أن قوله أقل بعداً عن المنطق من قولهم، فهو يقول: إن أمير المؤمنين هو الذي أرسل عماراً لحربنا، فقتلناه نحن، لكن قاتله الحقيقي هو، لأنه هو الذي بعثه للحرب. أو مثل الظالم الذي يقتل المظلوم، لأنه ضج مستغيثاً من الظلم، ثم يقول: إنه انتحر، وقتل نفسه، فلماذا ضج واستغاث؟! ولماذا يضج الإيرانيون ويستغيثون؟! دعهم يتلقون الصفعات دون أن يتفوهوا بكلمه واحدة!
هذا هو ما يقوله السيد كارتر، وما يدعونا له، أي أن نصمت عن كل ما يفعلونه بنا. ولو قلنا شيئاً عُرِّضنا للقتل بذلك، فنكون قد قتلنا أنفسنا بأنفسنا! فهل هذا هو المنطق السليم لهذا السيد الذي يقول: إن على هذا الشعب بملايينه التي تزيد على الثلاثين أن يصمت عن كل هذه الصفعات التي يتلقاها والخيانات والجرائم التي يرتكبونها عليه وسلبهم حرياته وقيامهم بقمعه، لأنه إذا تفوه بكلمة واحدة قتلوه، ويكون هو المذنب، لأنه اعترض بكلمة!!
نحن قلنا: إن عائدات الكميات من النفط المصدر للأجانب لا تنصب في صالح الشعب. وقلنا للعاملين في شركة النفط: إضربوا عن العمل، ولا تسمحوا بتصدير النفط. وأيدنا إضرابهم، فهم الذين اضربوا عن العمل ونحن أيدناهم وما زلنا نؤيدهم، ونقول لهم: لا تسمحوا بتضييع هذا النفط الذي هو ثروة هذه البلاد ومستقبلها وأجياله القادمة وبتصديره هذا التصدير الذي لا يعود عليكم بأي شي‏ء. هذا ما تقوله لهم، فإلى متى تريدون نهب النفط الإيراني مجاناً؟!
فهل دعوتنا العاملين في شركة النفط للإضراب عن العمل لمنع ضياع هذه الثروة التي حباها الله شعبنا وذهابها إلى جيب السيد كارتر تعني أننا أطلقنا أقوالًا غير منطقية؟! وهل حقوق الإنسان تفقد معناها عندما يصل الأمر إليكم؟!
فأنتم تأخذون النفط، ولا تعطون ثمنه، بل تقيمون بدلًا منه قواعد عسكرية لكم في بلادنا لمواجهة الاتحاد السوفيتي، فهل ننقض المنطق السليم عندما نقول: إن الإضراب عن العمل في ظل هذه الأوضاع إجراء صحيح بل مقدس وواجب، أو أن الذي يفتقد المنطق السليم هو قولكم الناهي عن هذه الاعتراضات لئلا ينقطع النفط عنكم؟ وأي القولين يستند إلى أساس سليم؟! إن ما نقوله سليم يؤيده كل العقلاء، فنحن نملك ثروة، وأنتم تأخذونها مجاناً دون أن تدفعوا لنا ثمنها. أجل، تصدرون لنا أسلحة يقيم بها هذا الخادم- الذي نصبتموه على بلدنا من أجل ذلك- قواعد عسكرية لكم في بلادنا، فهل الاعتراض على هذا غير منطقي؟!
لقد ذهب بعض علماء قم إلى آبادان، وحققوا في الأمر، وإستناداً إلى تحقيقاتهم اتضح أن كمية النفط الصادرة الآن (600) ألف برميل يومياً ترسل إلى إسرائيل، بعدما كانت عشرة ملايين برميل أو تسعة ملايين برميل يومياً، ويقال أكثر من ذلك. وقد خدعوا العاملين في شركة النفط الذين لم يضربوا عن العمل، وقالوا لهم: إن المقدار المستخرج (600 ألف برميل يومياً) ضروري لتلبية الحاجة الداخلية، فواصلوا عملهم استناداً لذلك.
والآن اتضح- كما نقلوا- أن هذا المقدار يصدر إلى إسرائيل، أفلا ينبغي لنا والحال هذه أن نقول: لا يجوز لهؤلاء الذين لم يشاركوا الآخرين إضرابهم عن العمل والذين خدعوا بادعاء الحكومة أنها تريد هذا المقدار من النفط للحاجة الداخلية- لا يجوز لهم الاحجام عن الاضراب عن العمل إذا عرفوا أن هذا المقدار يصدر إلى إسرائيل عدوة القرآن والإسلام، فهذا عمل حرام يحاسبون عليه‏ عند الله والشعب، فعليهم جميعاً أن يضربوا، عن العمل لكي لا تخرج قطرة واحدة للخارج. إن الشعب الإيراني مستعد لتحمل البرد القارس لمنع إسرائيل التي تحارب الإسلام وتقتل المسلمين من الحصول على نفطه ولمنع وصوله إلى امريكا وغيرها وهي المسؤولة عن كل هذه الجرائم علينا.
إنني أوجه الآن بياناً للعاملين في شركة النفط وهو: أن واجباً شرعياً وإلهياً يقع اليوم على عواتقكم، وهو أن تعمموا إضرابكم عن العمل، وتجعلوه شاملًا، ولا تسمحوا بتصدير النفط للخارج، وأقول لكم:- لا تخشوا شيئاً إذا هددوكم مثلما فعلوا بالأمس مع أولئك، إذ قال صاحب الجلالة إنه تجب محاكمتهم!
فما هو منصبك أيها الرجيل لتقول مثل هذا؟! إنك لم تعد ملكاً، بل أنت باغ، فمن يحاكمهم؟! أنت لست ملكاً، لكي تصدر الأوامر ولو كنت ملكاً، فلا يحق لك على مبادئ الملكية الدستورية أن تصدر الأوامر، وتقول: تجب محاكمتهم، ثم معاقبتهم. فلا تخشوا هذا الرجل الذي لجأ إلى كتب تفسير الأحلام وغيرها (يضحك الحاضرون). لا تخشوه، فهو راحل، على العاملين في شركة النفط ان لا يرهبوا هذا الضجيج الذي يثيره هؤلاء وتهديداتهم، ولا ينخدعوا بتوسلهم.
لا تخشوا شيئاً، وواصلوا إضرابكم عن العمل والشعب الإيراني معكم، إذ يجب عليه أن يعين الفقراء من المضربين في شركة النفط ويقدم لهم العون مثلما يقدمون له العون، وقد أجزت إعطاء سهم الإمام (من الحقوق الشرعية) لهم كما أجيز إعطاء سهم السادة (ذرية الرسول) منها وأنا سيد والسادة وغيرهم راضون بذلك، وكذلك الفقراء راضون بأشباعهم، فهم يقومون بخدمة الإسلام وخدمة وطنهم، فليقدم سهم الإمام لهم كما يجب على الأهالي شرعاً أن يوفروا لهم ما يحتاجونه.
لا تخشوا هذه التهديدات الخاوية، فسيرحل هذا الملك غداً، ويصبح تعاملكم مع حكومة عادلة ستكون معكم في كل شي‏ء، ونحن الآن أيضاً معكم، فليكف أولئك أقوالهم تلك، فنحن عندما نقول لكم: اضربوا عن العمل، ونلزمكم إلزاماً شرعياً بذلك، ونحكم بوجوبه، فلأنّ مصلحة بلاد وشعب كامل تقتضي ذلك، فهل يفتقد قولنا هذا الأساس السليم؟
أنتم تقولون: لا تضربوا عن العمل، فماذا نفعل إذن؟! هل المراد سوى أن نقدم لكم النفط؟! إن معنى قول كارتر لا تضربوا عن العمل هو كأنه يقول: استخرجوا كل ما في آباركم من النفط، وقدموه لنا، ولتحل البلوى بأجيالكم القادمة، ولا ضير علينا من بقائكم أنتم في أي درجة من الفقر والعوز. فأي القولين يستند إلى معيار سليم قولنا أم قولكم؟!
لقد هدد النظام هؤلاء المضربين عن العمل في شركة النفط بأنه سيأتي بخبراء في هذا المجال من إسرائيل، ومرة أخرى قال: من الحجاز التي قال أميرها بأنه سيرسل هؤلاء الخبراء. فيكف يتفوه أمير الحجاز بمثل ذلك؟! أليس هو مسلما كما يدعي؟! أمسلم من يريد نهب ثروات الناس واعطاءها الاجانب؟! إنه لا يفعل ذلك، ولن يجرؤ على فعله.
وتارة أخرى يقولون: سنأتي بهؤلاء الخبراء من إسرائيل، فإن جاؤا بهم، فنحن نعلم واجبنا تجاههم، ونعرف كيف نعامل كل إسرائيلي، لا كل يهودي، فلا يحق لأحد التعرض لليهود الموجودين في إيران، فهم في حماية الإسلام والمسلمين، ولا يجوز التعرض لهم ولا للنصارى، فهم أصحاب أديان معترف بها رسمياً، وقد تعرضت الحكومة في المدة الأخيرة للبهائيين لمقاصد، فلا ينبغي للمسلمين الانخداع بهذا المكر، فهم يريدون إثارة سائر الفئات على المسلمين، فلا تتأثروا بذلك، وعارضوا كل أمر ترون الحكومة تتدخل فيه، لأنها تريد بكم الأسوء.
إذا جاء الاسرائيليون إلى إيران، وأرادوا تصدير النفط، فإن واجب كل المسلمين القيام بطردهم وقتلهم جميعاً، فهم محاربون للإسلام والمسلمين، ولو استطعنا لقطعنا دابرهم جميعاً، وإذا وضعوا أقدامهم على الأراضي الإيرانية- ولو واحد منهم لا أكثر- وجب على الشعب الإيراني أن يفنيهم، فهل يأتي الإسرائيلي إلى إيران؟ لا إنه أجبن من أن يجرأ على ذلك، إنهم يسعون لارعابكم، فلا تخشوهم، وواصلوا إضرابكم عن العمل.
وعلى الشعب أن يتضامن معكم، فهذا أمر واجب وقد أجزت إعطاءهم سهم الإمام، فعلى الشعب أن يوفر لهم احتياجاتهم توفيراً أفضل مما كانت تفعله الحكومة، ولتقطع هذه رواتبها عنهم فلا ضير. فهل إذا قلنا لهم: واصلوا إضرابكم، ولا تسمحوا بتصدير نفط الشعب إلى الخارج دون حساب، فإن قولنا هذا لا يستند إلى اساس صحيح؟! في حين أن الذي يستند إلى المعايير السليمة هو قولكم لنا: تحملوا الضرب، وقدموا لنا ثرواتكم دون أن تتفوهوا بكلمة واحدة اعتراضاً، حتى على هذه المذابح.
لقد أضرب الناس عن العمل في مدينة مشهد- مثلما هو الحال في سائر المناطق- فقام هؤلاء الأشرار بمهاجمة أحد المستشفيات، وارتكبوا كل تلك الجرائم فيها، فاحتج العلماء على ذلك، واعتصموا في أحد المستشفيات، وتابعهم الأهالي في هذا الموقف واعتصموا في المنطقة المحيطة بالمستشفى، وبلغ عددهم قرابة المائة ألف- كما نقل-، فاذا اعترض هؤلاء قائلين: لماذا تضربوننا وتقتلون أبناءنا وتهاجموننا في منازلنا، وتغيرون على أسواقنا- فقوى حفظ النظام تشن غارة على السوق وقوى الأمن تقتل الناس، وتدمر كل مجالات حياتهم، وأنتم تسمونها قوات حفظ الأمن النظام- إذا أعلنوا أنهم لن ينهوا اعتصامهم، حتى تتوقف هذه الجرائم.
فهل موقفهم هذا غير منطقي، والمنطقي هو قولكم لهم: اجسلوا دونما حركة، وأكتفوا بالتفرج، ليأتي حملة الهراوات، ويضربوا، ويقتلوا دون أن تتفوهوا بكلمة، فجميع هؤلاء المضربين يجب (قتلهم)!!
لا، إن حملة الهراوات هؤلاء هم مهدور و الدم، ويجب قتلهم جميعاً، فهم مصداق للمفسد في الأرض، ويقومون الآن بالإفساد في الأرض، فكل من ثقف منهم أحداً، فليقتله.
هل نحن الذين نقول: نريد الدفاع عن وطننا وعن أنفسنا نفتقد المنطق والمعيار السليم، وأنتم الذين تقولون لنا: اصمتوا عن كل ما ارتكب حملة الهراوات، فإنكم تقولون حقاً؟!
لقد أجرى أحد السادة هنا دراسة كتب لي تقريراً لها: بينت أنه بعد كل مرة يعلن فيها كارتر دعمه للملك تعقبها هجمات ومذابح في إيران. وذكر أرقاماً دالة على ذلك تستند إلى تواريخ تصريحات الدعم والمذابح، وبعد العاشر من محرم صرح كارتر مجدداً بدعمه لمحمد رضا، فقام هذا فوراً بارتكاب المزيد من المذابح الجماعية!!
إذن فأنت تمهد له بهذا الدعم ارتكاب المذابح، أي: أنك تشجع قاتلا ومجرماً تاصّل فيه الإجرام وتدعمه، ومع ذلك فتصريحاتك وأعمالك مستندة لمنطق سليم أما نحن الذين نعترض على ذلك، فاعتراضنا لا يقوم على أساس!! عليكم أن تغيروا ما بأنفسكم.
وعلى أي حال، فمصائبنا ليست واحدة ولا اثنتين، وبلادنا اليوم مبتلاة بتسلط هذا المرء وبدعم هذه الحكومات. ولكن تيقنوا حتمية انتهاء كل هذه الأوضاع، فقد تقطعت جذورها (الحاضرون: إن شاء الله) إن شاء الله.
أرجو من الله- تبارك وتعالى- أن يتفضل عليكم جميعاً بالتوفيق الحاضرون: آمين) وأن يتلطف على الشعب الإيراني بالسلامة والموفقية (الحاضرون: آمين) ويمن على الإسلام والمسلمين بالنصر (الحاضرون: آمين).



امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378

جمله طلایی

فراز طلایی

دیدگاه ها

نظر دهید

اولین دیدگاه را به نام خود ثبت کنید: