سؤال- [مبعوث جيسكار ديستن: الهدف من اللقاء هو الرسالة التي يحملونها لآية الله. وهذه الرسالة من الرئيس كارتر الى الإمام. وقد طلب كارتر في مكالمة هاتفية من الرئيس ديستن أن نبلغكم في هذه الرسالة طلب الرئيس كارتر الى آية الله أن يستفيد من جميع قدراته لمنع معارضة بختيار. فالهجوم على بختيار له عواقب خطيرة جداً، وهذه المراهنة قد تؤدي الى خسائر فادحة. وحسب رأي الرئيس كارتر، فإن الحيلولة دون وقوع انفجار في إيران، سوف يعود بالنفع على الجميع، ورحيل الشاه حتمي، وسيتم ذلك في المستقبل القريب.
ويرى كارتر أنه من الأفضل أن تسيطروا على الاوضاع سيطرة كاملة، حتى يسود الهدوء. والشيء الذي يجب أن نقوله هو أن هناك خطر تدخل الجيش، وحدوث هذا الخطر سيجعل الأوضاع أكثر سوءاً. أليس من الأفضل أن تكون هناك مرحلة من الهدوء والسكون؟
الرئيس كارتر يتمنى أن تكون هذه الرسالة سرية، وتبقى مخفية، وأن تكون هناك وسيلة اتصال مباشرة مع آية الله تتم بها متابعة الأحداث الجارية، وهذا ما يكون لمصلحة بلادكم وآية الله خاصة.
وقد أشار وزيرالخارجية الفرنسية إلى أن المحافظة على سرية رسالة كارتر إلى الإمام مفيدة ومهمة، لانه سوف يمكن استمرار الاتصالات، وأمرني بان أقول: إن هذه الرسالة ومضمونها منطقي للغاية، يجب أن يتم التحكم بانتقال السلطة في إيران ومع الشعور بالمسؤوليات السياسية الكبرى]
الإمام: كان لرسالة كارتر منحيان: الأول يعود إلى القبول و الرضا بالحكومة الحالية التي هي حكومة بختيار. أو التزام الصمت في هذه الأحوال في الأقل والمحافظة على الهدوء في هذه المرحلة.
والامر الآخر يتعلق باحتمال حدوث انقلاب عسكري أو التنبؤ بحدوث انقلاب عسكري وثمراته مجازر وقتل عام للشعب الأمر الذي يخوفونا منه. أما فيما يخص حكومة بختيار، فإنكم تحثوننا على العمل على خلاف قوانينها. لنفرض أنني ارتكبت خطأ هكذا، فإن شعبي لن يرضى بذلك. فلقد تخطى شعبنا هذه المصائب، وقدم كل هذه الدماء حتى يتخلص من حكم النظام الملكي والأسرة البهلوية.
وشعبنا ليس على استعداد أن يهدر دماءه سدى والشاه، يبقى في المملكة، أو يرحل ويعود أسوأ من الأول، وهو غير مستعد لأن يرضى بمجلس المملكة (المجلس الملكي)، وذلك أيضاً هو مخالف للدستور الذي طالما أسهبت في توضحيه وتفصيله.
أما إذا كانت المشكلة هي الاستقرار والهدوء، فنحن نرغب دائماً في أن تكون الدولة متمتعة بالاستقرار والناس يعيشون بهدوء وسلام. اما الحصول على الهدوء والأمن، فلا يمكن أن يتم مع وجود الشاه، ونحن لا نستطيع أن نعيد الهدوء بوجود الشاه. اذا كان لدى السيد كارتر حسن نية، وأراد بسط الهدوء ومنع اراقة الدماء، فمن الأفضل أن يطيح بالشاه، ويتوقف عن مساندة حكومة بختيار، وأن لا يقف في وجه إرادة الشعب التي هي مطلب مشروع له.
وأما مسألة الانقلاب فقد أخبروني الآن من إيران أنّ هناك انقلاباً عسكرياً على وشك الحدوث، وأنهم راغبون بقتل الكثيرين، وطلبوا مني مقاطعة البضائع الأمريكية. وأن أحذر أميركا من أنه إذا حدث انقلاب هكذا سيحملونكم المسؤولية، وإذا كان لديكم حسن نية، فيجب أن تمنعوا ذلك. كما قالوا لي وأخبروني بأنه في حال حصول انقلاب عسكري، فانه يجب إعلان الجهاد المقدس. لذلك أعتبر الانقلاب ليس لمصلحة الشعب، ولا في صالح أمريكا. واذا ما حصل الانقلاب فأنتم المسؤولون.
وأنا لا أعرف ماذا سيفعل الشعب الأمريكي بعد ذلك، وأنا بحكم أنني رجل دين آخذ مصلحة البشر بعين الاعتبار وكذلك مصلحة أمتي وشعبي، فإنني أوصيكم بالوقوف ف يوجه هذه المجازر، وأن لا تسمحوا بإراقة هذه الدماء، وأن تتركوا إيران بحالها، فاذا ما فعلتم ذلك، فإنه لن يتبلور فيها لا اتجاه شيوعي وميول شيوعية ولا مدارس انحرافية أخرى (فاسدة)، فهي لن ترضخ لا للشرق ولا للغرب. أؤكد لكم أنه اذا أردتم توفير الهدوء والثبات في إيران، فلا طريق سوى إزالة النظام الشاهنشاهي غير الشرعي.
دعوا الشعب بحاله، لاتمكن من تشكيل مجلس ثورة من الشرفاء والأمناء لنقل السلطة، حتى تتوفر الوسائل المناسبة لتشكيل حكومة منبثقة عن الشعب. وبغير ذلك لا أمل بالهدوء والإستقرار، والخوف الذي ينتابني نابع من أنّ الانقلاب العسكري إذا حدث سيؤدي الى انفجار في ايران لا يستطيع أحد الوقوف في وجهه.
فالشعب الإيراني لا يهاب انقلاباً عسكرياً، لأنهم منذ شهور يعاملون الشعب الإيراني بالقوة العسكرية المتعسّفة ولم يستطيعوا إقرار الهدوء والثبات. والجيش والنظام الآن هم أضعف مما كانوا عليه قبل عدة أشهر، وذلك بسبب نشوب خلافات داخل الجيش والتحاق الكثير منهم بنا، وهم يعملون على ابطال الانقلاب، فأنا لا أرغب في حدوث المجازر. وأوصيكم أن تمنعوا الانقلاب العسكري، فعند حصوله سيعتبركم الشعب الايراني مسئولين، وهذا سيؤذيكم جداً، هذه هي رسالتي الكاملة لكارتر. وأما فرنسا، فإنني أشكر لرئيس جموريتها الذي انتقد دعم كارتر للشاه وتأييده له، وأتمنى منه أن ينصح كارتر بأن يتخلى عن دعم هذا الشاه وهذا النظام وهذه الحكومة- التي جميعها ضد القانون وأن لا يؤيد هذا الانقلاب العسكري، ويقف في وجهه، حتى تتمتع إيران بالهدوء والأمن، ويعود نشاطها الاقتصادي إلى سابق عهده، وفي ذلك الوقت يمكن تصدير النفط الى الغرب ومشتريه في كل مكان كانوا فيه.
باريس، نوفل لوشاتو
مناهضة حكومة بختيار ونتائج الانقلاب العسكري
مبعوثا رئيس الجمهورية الفرنسية «1»
جلد ۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۲۵۳ تا صفحه ۲۵۴
«۱»-يعلق السيد ابراهيم يزدي في كتابه المحاولات الاخيرة في الايام الاخيرة عليهذا اللقاء بقوله: في ۹ صفر ۱۳۹۹ جاء مبعوثا رئيس الجمهورية الفرنسية الى نوفل لوشاتو لزيارة سماحة الامام و كانت هذه اول مرة يقوم فيها مبعوثا رئيس الجمهورية بزيارة كهذه، فعلمنا ان هناك مسئلة هامة جدا.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378