مجري اللقاء: مراسل صحيفة (ليبرال) المنتشرة في طوكيو واوزاكا
سؤال: [تريدون إقامة دولة إسلامية في إيران لكن شكل هذه الدولة غير واضح لنا، أرجو أن تبينوا لنا ماهية هذه الدولة، هل لها مثال تستطيعون الإشارة إليه؟]
جواب: لا اتصور غموضاً في مطالب هذا الشعب، عندما تعلو صرخاته على ما يعانيه من الكبت وتضييق الخناق عليه والتسلط والاستبداد، أو عندما يطالب بالقضاء على الفقر متوخياً التقسيم العادل للثروة في حين يخيم الفقر على جميع أنحاء البلاد، فبينما يرزح بضعة وثلاثون مليون إيراني تحت مختلف انواع الحرمان ينعم قسم محدود جداً من الشعب بالثروات الاسطورية.
وعندما يرى الفساد الاخلاقي واشاعة الفحشاء والقضاء على جميع القيم المعنوية، فيطالب بمجتمع تسوده التقوى والصدق والاستقامة والإخلاص في العمل. او عندما يرى تبعية دولته للأجنبي وعدم استقلال الشعب في تقرير مصيره وتحديد مستقبله.
ومثال كل هذه الامور اليوم أنّ الشعب كله يقول: اننا لا نريد (الشاه)، فيدافع عنه الرئيس الامريكي علناً، ويجبر الجيش على ان يحمي (الشاه)، يذبح هذا الشعب بأوامر من المستشارين الامريكيين في إيران، لكونه يرفض التدخل الأجنبي وسلب ثروات البلاد، ويطالب باستقلال الوطن ويهتف بشعار الدولة الإسلامية تحقيقاً لهذه المطالب. أنا لا اتصور غموضاً في هذه المطالب.
فالدولة الإسلامية هي الدولة التي تستند الى اصوات الشعب مائة بالمائة، بشكل يشعر معه كل إيراني انه يصنع مصيره ومصير وطنه من خلال الادلاء بصوته، وطالما ان الاغلبية القصوى في هذه الأمة هم مسلمون فمن الطبيعي أن تراعي الموازين والتعاليم الإسلامية في جميع المجالات ولا يحق لاؤلئك الذين لهم سوابق خيانة وجمعوا ثرواتهم بطرق تتعارض مع المعايير الإسلامية او تعدوا على حقوق الآخرين لا يحق لهم التدخل في هذه الدولة ونحن نأمل أن تكون إيران اول بلد يحظى بدولة كهذه، دولة يمكن لاصغر فرد فيها إيراني فيها ان ينتقد أعلى مقام في الدولة وان يسائله حول وظائفه بحرية كاملة وبدون ان يتعرض لأدنى خطر، دولة لا يحدد مصيرها المال والقيم الفارغة الناتجة عنه بل تسود فيها القيم الإسلامية الراقية.
سؤال: [كيف ستكون علاقاتكم الخارجية؟ هل تتصورون ان يكون النفط سلاحاً مؤثراً في هذا المجال؟ كيف ستستغلون هذه الثروة؟]
جواب: سنثبت لأول مرة أننا لن نوقع على اتفاق، أو نقر معاهدة تلحق الضرر بشعبنا، وليس ذلك فقط، بل سنمتنع عن إقامة علاقة تلحق ضرراً بالأمم الاخرى، وتؤدي الى التعدي على حقوقهم، حتى لو كانت في مصلحة الشعب الإيراني، فكما أننا نحافظ على ثرواتنا ونحميها من الأيدي الأجنبية لا نتعدى على ثروات الآخرين، ولو كان ذلك لمصلحة شعبنا.
والمعايير الإسلامية لا تسمح بالتعدي على احد سواء كان من شعبنا او من الشعوب الأخرى، ونحن لن نجعل النفط سلاحاً لإيذاء الآخرين أبداً، لكننا سنحول دون هدره، فإن اولئك الذين يدافعون عن نهضة الشعب الإيراني اليوم ستكون لهم الأولوية في المستقبل.
سؤال: [من الذي تريدون أن يقود إيران؟ وتحت أية شروط انتم مستعدون لمصالحة النظام الحالي؟ وما هي شروطكم للعودة الى إيران؟]
جواب: يجب أن يتولى الحكم في إيران أولو الخبرة والأمانة الذين يحظون بثقة الشعب الكاملة ويستمدون شرعيتهم من أصواتها بعد ما تأكد الشعب من صلاحيتهم لهذا العمل طبقاً للضوابط الإسلامية. أما مصالحة النظام، فهي تعني الخيانة للاسلام وكل المسلمين، ومن هنا لا إمكان لها في حال من الأحوال. وبالنسبة للعودة الى إيران لن أتوانى عنها عندما أشعر أنني قادر على خدمة شعبي داخل إيران أكثر من الخارج.
سؤال: [اعتقد بوجوب اصلاحات فورية في إيران، فأيهما الأولى بالتقديم في نظرك؟]
جواب: لا! لو كان يمكن اصلاح الأمر بالتغييرات الشكلية، لما وصلت الأمور الى هنا، يجب أن تجرى تغييرات جذرية.
سؤال: [الاضراب العام شلّ الحياة اليومية، فالوقود لا يتوفر في الداخل، والكهرباء تقطع وأسعار المواد الغذائية ترتفع بسرعة، وطرد الأجانب من إيران قد يوقف عجلة التقدم فيها لنقص في الكوادر المجربة. ألا تعتقدون أن نداءاتكم التي تزداد كل يوم تؤدي الى عذاب الشعب الإيراني؟]
جواب: نعم، كان على شعبنا أن يتحرك قبل أن تمتد جذور الخونة في البلاد، وأن يجتث جذور هذه الشجرة الخبيثة، لكن لأن السلالة البهلوية منذ خمسين عاماً تغرس مخالبها في جسد هذه الأمة المظلومة بكل ما تملك من قوة وبحماية سادتها الأجانب ودعمهم.
من هنا يحتاج اجتثاث هذه السلالة التي تمتد الى خمسين عاماً الى معاناة وآلام كثيرة تدل على بشاعة جرائم (الشاه) وأسياده وأبعادها المختلفة، فاليوم أميط اللثام عن الوجه البشع لهذا النظام، وأصبح العالم يشاهد الطبيعة المفترسة لأعداء الانسانية هؤلاء، فإن كان احد في الماضي يشك ادنى شك في ضرورة النضال لهؤلاء فما عاد اليوم يشك بوجوب القضاء على هؤلاء المجرمين القتلة المتوحشين بأي ثمن كان، حتى يوفر البيئة الصالحة لبناء مستقبل سعيد لنفسه.
سؤال [الى متى ستستمرون في الامتناع عن تصدير النفط؟]
جواب: لقد طلبنا من عمال قطاع النفط المتدينين والمحرومين وموظفيه المحترمين أن يستمروا في إضرابهم لحين اسقاط (الشاه).
سؤال [أي نوع من العلاقات سوف تقيمون مع اليابان؟]
جواب: في حال تمت مراعاة أهم الاسس التي لا نستطيع التنازل عنها أبداً فإنه لا مانع لدينا من إقامة أي نوع من أنواع العلاقة مع اليابان والعلاقات الاقتصادية الصحيحة خاصة حتى نتمكن نحن في المقابل من الاستفادة من الصناعات اليابانية المتطورة، ونخلص بلادنا من صناعات التجميع التابعة، ونوجد صناعة تتناسب مع اقتصاد البلاد.
سؤال [إذا امتنعت فرنسا عن تمديد طلب إقامتكم ماذا ستفعلون؟]
جواب: أرض الله واسعة.
سؤال [عاجلًا، أم آجلًا سوف تعاني الدول الصناعية ومنها اليابان لانخفاض صادرات النفط الإيرانية، فهل تتوقعون تغييراً في مجال صادرات النفط في المستقبل؟]
جواب: منذ سنوات بعيدة والشعب الإيراني يحمل معاناة تصدير نفطه بما يناسب مصالح الآخرين ويعارض مصلحته، وهو اليوم لا يتعدى على حقوقه، وإذا كان هذا الحد سوف يؤدي الى معاناة الآخرين فلا مانع منه.
أن مسؤولي الدول الصناعية الذين نهبوا ثروات الشعب الإيراني وثروات كثير من شعوب العالم الفقيرة وينهبونها يؤيدون الحكام الخونة ويشجعونهم على الإجرام على الشعب امام عيون الشعب المظلوم الملأى من الحسرات أن الشعب الإيراني الذي ما زال يذكر الاحتفالات المناقضة للوطنية والإسلام [التي أقيمت بمناسبة مرور 2500 سنة على الحكم الملكي في إيران. متى كان قلب الدول الصناعية يرق لحال الشعب الإيراني المظلوم، حتى يتوقع منه اليوم ذلك؟
باريس، نوفل لوشاتو
خصائص الدولة الإسلامية، السياسة الخارجية للنظام الإسلامي
جلد ۵ صحیفه امام خمینی (ره)، از صفحه ۳۰۳ تا صفحه ۳۰۵
«۱»-ورد في صحيفة النور«مجموعة آثار الامام الخميني»-تحت تاريخ ۱۴/ ۱۰/ ۱۳۵۷ ه-، ش.
امام خمینی (ره)؛ 11 دی 0378