[بسم الله الرحمن الرحيم]
الشاه لم يقبل النصح
لقد نصحنا الشاه ولكن غروره منعه من القبول بنصحنا فوصلت الامور الى ما هي عليه الآن. لم يستمع لنصحنا وانتهى امره الى ما ترون. لقد رحل عن البلاد وتركها خربة، ان بلادنا ليس فيها مكان واحد أو مجال من المجالات يتميز بالعمران. تأملوا في وضع الزراعة فهي مدمرة بالكامل، انظروا الى وضع الثقافة فهي ثقافة طفيلية، انظروا الى وضع الجيش كيف يديره المستشارون الامريكيون والاسرائيليون، ضع يدك على ما شئت من هذه البلاد ستجد الحال واحدة.
المجالس النيابية اما امريكية او شاهنشاهية
لم يكن لدينا طوال الخمسين عاما الماضية ولا حتى مجلس قانوني واحد. فالمجالس النيابية لم يكن لها اي ربط بشعبنا وهي لا تعبر عن هذا الشعب. انني اذكر ويذكر من هم في سني، واغلبكم تذكرون بانه في عهد رضاخان لم يكن لدينا مجلس نيابي، كل ما كان لدينا هو الحراب، وكذا كان الامر في عهد محمد رضا خان وكلكم مطلعون وهو بنفسه كان يقول بان القوائم كانت تأتي من السفارات الاجنبية، وان كان قد قال" كانوا يجيئون بها" يعني ان هذا الامر لم يحصل في عهده! اي انه حينما قام بثورته! فانهم لم يرسلوا اليه قوائم.
عموما فالامر كان كذلك، واذا كان صادقا- وهو صادق- فان قوائم اسماء النواب كانت تأتي من هناك، وكانت مجالسنا النيابية" مجالس امريكية". ولو لم يكن صادقا ولم يكونوا يبعثون بتلك القوائم فان مجالسنا كانت" مجالس شاهنشاهية"!. فالمجلس النيابي لم يكن مجلس الشعب ونحن نعتبر الحكومات واولئك الذين انبثقت صلاحياتهم عن المجلس النيابي وعن نظام محمد رضا خان والنظام الشاهنشاهي، غير قانونية من عدة جهات. فالمجلس لم يكن قانونيا وكذلك الشاه لم يكن قانونيا، لاننا جميعا نعلم بان الشاه فرض علينا. لقد فرض الانجليز والده علينا وانا شخصيا سمعت من اذاعة دلهي التي كان الانجليز يسيطرون عليها تقول بلسان الانجليز" نحن جئنا به وحينما خاننا خلعناه"!. فهو لم يكن وطنيا وقد فرضه علينا الحلفاء. هو نفسه يقول في كتابه" بان الحلفاء رأوا ان من المصلحة ان اتسلم زمام الحكم!" ولكن يبدو ان هذه العبارة قد حذفت من الكتاب فيما بعد.
ملخص القول انه لم يكن لدينا ملك قانوني أو مجلس نيابي قانوني، ففي عهد رضا شاه كان المجلس التأسيسي مشكلا تحت أسنة الحراب، وعليه فان الاسرة البهلوية حكمت بواسطة الحراب ولم تتسلم الحكم عبر المجلس التأسيسي.
ولما كان الشاه غير قانوني فما ينبثق عنه سواء كان مجلسا او حكومة فانهما غير قانونيين ونحن نرفضهما، فكل ما حصل حتى الآن كان خلافا للقانون.
الاتفاقيات غير القانونية وتحذير شاهبور بختيار
اذا ما اردنا ان نكون جادين فان جميع الاتفاقيات التي ابرمت خلال الخمسين عاما الماضية، كانت خلافا للقانون، أي أن المجلس الذي أقرّ تلك الاتفاقيات لم يكن مجلسا وطنيا، والحكومة التي اقترحتها لم تكن حكومة مستندة الى الشعب. كل شيء كان بضغط السلاح، ونحن عشنا خمسين عاما تحت سلطة السلاح، وعشنا عامين أو ثلاثة تحت الحراب ونزف الدماء، وكان ابناؤنا أما رهن السجون أو في المنافي، أما انهم قتلوهم أو انهم عذبوا أو احرقوا. نعم، يا أخي! أنهم كانوا يضعون السجين على سرير من حديد ويوصلونه بالتيار الكهربائي ليحرقوه به! اننا نعيش وضعا كهذا! هذا هو الوضع الذي نعيشه.
ان حكومة هذا السيد (شاهبور بختيار) المنبثقة عن هذا المجلس وعن ذلك الشاه، وعن لا أدري الحراب ... هذه لا يمكن ان تكون حكومة حتى نقول لها ان تقدم استقالتها! فهي بالأساس ليست حكومة، فماذا تنفع استقالتها. ان الاستقالة تطلب من الحكومة القانونية. ولكن رغم ذلك فان من يتنبه بعد ذلك ويتوب فان توبته مقبولة، الله سيقبل توبته والشعب كذلك سيقبلها، وهؤلاء الذين اصروا على البقاء في مناصبهم هم في حالة عصيان، انهم يعيشون في حالة المعصية. أما اولئك الذين خرجوا من العصيان فان الله يقبل التوبة وانني اسأل الله ان يوفقكم جميعا ان تصبحوا وطنيين من الآن فصاعدا.
يا أخي كونوا مع الشعب وانصحوا هذا الرجل ان يكون مع الشعب، اذا استطعتم اجتمعوا به وانصحوه ان لا يوقعنا في مشاكل، ان لا يدفع بالأمور الى الحد الذي يجعلنا نقول للناس ان يقطعوا رأسه وان يقضوا عليه. فنحن لا نريد للامور ان تبلغ هذا الحد. اننا نرغب ان تكون الأمور عقلانية، ولما كنا لا نعتبره رئيسا للوزراء فقد قمنا بتعيين رئيس للوزراء وذلك استنادا الى ولايتنا الشرعية ...