اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديم النصح للجيش والحكومة الغاصبة
رغم اني لست على ما يرام ولكن عليّ ان اتحدث قليلا معكم. أننا نريد للشعب دوماً ان يكون سعيدا وان يعيش حياة هادئة. ونحن لم نكن نرغب ابدا لهذه التحركات التي بلغت هذا المستوى، واحلت بنا المصائب وكانت لهم نكبات، ان تصل الى هذا الحد، ولكنهم تصرفوا دون عقل فوقع ما وقع. ولو انهم قبلوا نصائحنا السابقة لما بلغت الامور هذا الحد.
والآن ايضا فاننا ننصحهم، ننصح اولئك الغاصبين، ننصح الحكومة غير القانونية، ننصح الجيش ونقول لهم: اذا كنتم راغبين حقا في تهدئة الامور في هذه البلاد وأستقرارها، فكفوا عن ممارساتكم، وليذهب من هو غير قانوني لشأنه ولمعاشه! وليعد الجيش الى احضان الشعب، فان الشعب سيستقبله. انهم اذا ما عملوا بالنصيحة فان كافة الأمور ستحل ويستتب الهدوء والاستقرار في البلاد وستعود اوضاعها الثقافية والاقتصادية وغيرها الى وضعها الصحيح تدريجيا.
تدمير البلاد بذريعة التمدن والرقي
رغم ان هذا المخلوق المسمى محمد رضا بهلوي، قد ذهب وترك البلاد، ولكنه تركها مدمرة وخربة في كل المجالات، ضع يدك على ما شئت ستجد خرابا، اقتصاد متداعي، زراعة منهارة، لقد دمروا زراعتنا تحت شعار" الاصلاحات الزراعية" واقاموا سوقا لاسيادهم. دفعوا بثقافتنا الى التخلف والانحطاط تحت شعار" التحضر" و" الرقي"! لقد دمروا أوضاع ايران في كافة المجالات عدا المقابر التي عمّروها! فالمقابر التي كانت محدودة زاد عددها وتحسنت أوضاعها! لقد دمروا اوضاع بلادنا.
لو يستمع هؤلاء لنصيحة علماء الدين، ولو انقادوا لما نقوله لهم وهو في مصلحة الشعب، فان مثل تلك الأمور لن تتكرر ثانية، فلن تصبح مقابرنا عامرة وبلادنا خربة ولن تراق دماء اعزتنا ولن تثكل الأمهات.
انني أنصح هذه الحكومة والجيش بالكف عن العناد والاذعان لرأي الشعب. ورأي الشعب هو ما ترونه وهو واحد بدءاً من العاصمة حتى آخر منطقة تحمل اسم أيران، أذهبوا واعثروا لنا على قرية لا يوجد فيها هذا الصوت؟ أعثروا لنا على مدينة لم تطلق صوتها مطالبة بالاستقلال والحرية والحكومة الإسلامية ورافضة لهذا النظام؟
الحكومة الشرعية المفترضة الطاعة
فلتحترموا رأي الشعب، ولتحترموا آراء علماء الإسلام، أحترموا آراء الفئات الاجتماعية المختلفة ولا تقتلوا الناس وتضرجونهم بدمائهم أكثر من ذلك، لقد عيّنا حكومة ولنا الحق بذلك طبقا للقانون وللشرع، فقد كلفنا المهندس السيد بازركان بتشكيل حكومة جديدة طبقا لما لدينا من ولاية شرعية واستنادا لآراء الشعب الذي ايّدنا، وطلبنا من حكومته المؤقتة ان تستطلع آراء الناس فيما يتعلق بالنظام المطلوب، رغم انني لا أرى حاجة لذلك فقد رأينا آراء الشعب التي تجلت عبر الصرخات التي نادت باقامة الحكومة الاسلامية ورفض النظام الملكي. ليس هناك من حاجة للاستفتاء ولكننا عمدنا الى ذلك كي نقطع الطريق على كل الذرائع ولكي نثبت ان الأمر كما نصفه.
الشعب الايراني شعب مسلم، الشعب الايراني لا يريد نظاماً مخالفاً للإسلام، ان امة الإسلام تريد حكم الإسلام، وتريد اقامة حكومة اسلامية، تريد حكومة العدل. ولأجل اثبات كل ذلك، كلّفنا المهندس بازركان باجراء استفتاء وتمهيد الأمور لمعرفة آراء الناس. وعلى الناس ايضا ان يعلنوا رأيهم فيما يتعلق بهذه الحكومة. غدا سيقوم الناس في كل مكان من ايران، في جميع المدن الايرانية، في طهران، في جميع المناطق السكنية في طهران، سيقومون بالاعلان عن رأيهم في الحكومة التي شكلناها. ليخرج الناس في مظاهرات للاعراب عن رأيهم في هذه الحكومة، فأما ان يكون رأيهم" لا نريد الحكومة الإسلامية" فليصرخوا بأننا لا نريد، وأما ان يكون رأيهم بان هذه الحكومة قد عينت استنادا الى الولاية الشرعية وهي حكومة شرعية وليست حكومة قانونية فقط، اي انها حكومة شرعية مفترضة الطاعة، ويجب على الجميع ان يطيعوا هذه الحكومة، تماما كما هو حال مالك الأشتر الذي ارسله الامام امير المؤمنين" سلام الله عليه" الى احدى الولايات ونصبه حاكما واجب الأتباع، اي انه كان حاكما إلهيا وحاكما شرعيا، فنحن كذلك قد فوضناه (بازركان) لتشكيل حكومة شرعية وحكومة قانونية لذا فهو واجب الاتباع.
ان القيام خلافا للحكومة الإسلامية مناهضة للحق ويستتبع العقاب، اما المخالفة لهذا النظام أو اي نظام آخر فهو معصية إلهية لكنه لا يستتبع العقاب بالمعنى الذي يعكس العقاب العرفي خلافا للقيام بوجه الحكومة، فالقيام بوجه الحكومة له عقاب عرفي في شرعنا وهو عقاب شديد.
عليه فاننا ننصح الحكومات الجائرة وننصح المحافظين في جميع المحافظات وننصح قوات الجندرمة في كل مكان وقوات الجيش اينما كانت والادارات ورئاسة الوزراء وغيرها، نعلن لهم جميعا بان حكومة السيد المهندس بازركان حكومة شرعية من قبلنا وعلى الجميع اطاعتها.
وعليكم انتم ايها السادة العلماء واهل العلم ان ترشدوا الناس، واذا كان مطلوبا ان تذهبوا الى اماكن أخرى فأذهبوا الى كافة الارجاء وأرشدوا الناس وافهموهم بان
القضية هي قضية حكومة
العدل، قضية الحكومة الاسلامية، ونحن نأمل ان يكون الخيار لكم مستقبلا وتقومون بتشكيل المجلس.
لقد كان مجلسنا مجلسا شاهنشاهياً خلال الخمسين عاما الماضية، لم يكن مجلسا وطنيا ونريد الآن ان نشكّل مجلسا وطنيا والخيار بأيدي الناس، والناس هم الذين سيختارون نوابهم، ومصيرهم بأيديهم .. اسأل الله ان يمن على الجميع بالسلامة والنصرة وان يحفظم ويعزكم جميعاً ان شاء الله.