بسم الله الرحمن الرحيم
الثورة الدينية
أود أولًا الاعراب عن شكري لقادتكم على الرسالة التي بعثوا بها.
لقد واجهنا مصائب كثيرة طوال اكثر من خمسين عاما حكمت فيها الاسرة البهلوية غير القانونية. لقد تحملنا العديد من الصدمات والضغوط التي سلطها علينا محمد رضا وابيه. إذ أن شعبنا كان محروما من كافة الحريات وكانت بلادنا محرومة من الاستقلال الحقيقي، وقد نفذ صبر الشعب من ذاك الظلم فهب في نهضة إسلامية كبرى، وهذه النهضة لم تكن سياسية فقط بل كانت نهضة دينية كبرى واجه فيها الشعب بإيمانه كل العقبات التي وضعت امامه وتمكن بايدي خالية من مواجهة نظام دعمه الاجانب وجهزوه باحدث ما لديهم، وبهذا الايمان تمكنت القبضات الفولاذية من الانتصار على القوى العظمى.
إننا مصممون على مواجهة اولئك الذين يريدون التدخل في شؤوننا الداخلية ومقاومتهم الى النهاية.
قيمة الحياة في ظل الحرية والاستقلال
إننا لا نرى قيمة للحياة تحت سلطة الغير، ان قيمة الحياة تكمن في الحرية والاستقلال. لقد رسمت احكامنا الدينية، التي تعتبر من اكثر الاحكام رقيا، السبيل الذي ينبغي بنا طيه، وسنقف بتلك الاحكام وتحت قيادة اعظم رجل عرفه العالم، محمد (صلى الله عليه واله)، بوجه جميع القوى التي تنوي الاعتداء على بلادنا.
اليوم ليس كما في السابق، يمكن لشخص من التسلط على امة بكاملها ويكون في الوقت ذاته عميلا للاجانب يمهد لهم السبيل لشن العدوان على بلدنا. اليوم هو يوم ارادة الشعب، والشعب سيتصدى لأية قوة دفاعاً عن البلاد متسلحا بارادته القوية وايمانه بالاحكام الالهية.
إننا نطالب جميع القوى العظمى الكف تماماً عن التدخل في شؤوننا الداخلية وفي شؤون بلادنا، واذا التزموا بذلك فاننا سنقيم معهم علاقات حسنة.
وكما قلت مرارا، فاننا محبون للآخرين، ونبينا العظيم كان محبا للبشر، وبذل الكثير وتحمل المشاق من اجلهم، ونحن اتباع له ولنهجه تربطنا بكافة فئات البشر وبجميع المستضعفين في العالم علاقات حسنة، شريطة ان تكون علاقات متكافئة مبنية على الاحترام المتبادل.
العلاقات السلمية وحسن الجوار
اننا نرغب في اقامة علاقات سلمية مع دول الجوار، ونتصرف مع بعضنا باسلوب انساني سيما مع تلك الدول التي تمتد حدودنا معها لفراسخ طويلة وتلك التي كانت لها روابط حسنة مع بلادنا في سابق الايام.
وطبيعي ان حكومتنا ستبادر الى اقامة علاقات أقتصادية وتجارية وفي كافة المجالات بما تقتضيه المصلحة. انني اقول ذلك رغم ما حصل من توتر بين شعبنا وبين بعض الدول الكبرى مؤخرا بسبب النظام البهلوي الشيطاني، نتيجة اعتقاد الناس ان الشاه ارتكب جرائمه مستندا الى دعم الاجانب له.
ان هذه الحكومة حكومة اسلامية يشرف عليها قادة الإسلام، وانها لن تظلم الغير مهما كان ضعيفا، كما انها لن تتحمل الظلم من الغير مهما كان قويا.
انني اسأل الله تبارك وتعالى ان يجعل علاقاتنا مع جميع بلدان العالم وشعوبه علاقات حسنة حتى يتمكن شعبنا من تقرير مصيره بنفسه ويحول دون تدخل الآخرين في شؤونه الداخلية.
لقد قلت كراراً باننا لا نريد ان نخزن ثرواتنا كالغاز مثلا، نحن نبيعه بقيمة عادلة ونتسلم مقابله عملة اجنبية. المعاملات السابقة التي كانت لهم بين ايران وامريكا كانت مجحفة لذا سنوقفها.
من يريد ان يتعامل معنا يجب ان يتوقع معاملة عادلة، والحكومة ستتولى دراسة هذا الموضوع. كذلك نحن نحترم الموجودين هنا من مواطني الاتحاد السوفيتي والعاكفين على ممارسة بعض الاعمال سواء التجارية منها او الصناعية مادام ما يقومون به غير متعارض مع مصالح الشعب ولا يمثل تدخلا في شؤوننا الداخلية.
ان ما قلته وما يجب ان تترجموه هو جوابي على الرسالة التي وصلتنا «1» فاما ان تترجموه انتم او ان يقوموا هم بترجمته، هذا هو جوابنا على تلك الرسالة، وما رغبت بكتابته اليهم كنت قد تحدثت به الآن، فلتتم ترجمته وتقديمه اليكم او كتابته في رسالة وارسلها.