اعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
سبب الهجرة من العراق
في البدء اعرب عن شكري للسادة الذين تجشموا العناء وجاؤوا من الكويت لتفقد شعبنا ولتفقدي شخصيا. شكر الله سعيكم جميعا.
ان لله تبارك وتعالى تقديرات لا نفهم سرها الا بعد حين. فبعد ان مارست الحكومة الايرانية ومحمد رضا شاه ضغوطهما على الحكومة العراقية وقامت الاخيرة بمحاصرة منزلي وبدأت مداولات بيننا وبين الحكومة العراقية انذرناهم خلالها بان ما نقوم به هو قضية شرعية ومسؤولية إلهية وانني لا استطيع ترك القضية الإلهية والمسؤولية الشرعية بناء على طلبكم. قلت لهم انني امارس مسؤولياتي وانتم بدوركم اتخذوا ما تريدون من قرارات. وقد قالوا لنا: اننا مرتبطون مع الحكومة الايرانية بمعاهدات وان هذه الاعمال التي تقومون بها انتم واتباعكم تتعارض مع هذه المعاهدات ونحن لا نستطيع تحمل ذلك.
واجبتهم: لا شأن لي بهذا الالتزام. انتم لديكم ألتزام! وأنا لدي تكليف شرعي، ولا يسعني الانصياع لالتزامكم، فسوف أخطب على المنابر واصدر البيانات وأسجل الاحاديث على اشرطة التسجيل وأرسلها، وهذا كله بوعي تكليفي، انتم ايضا اعملوا بتكليفكم.
وبعد المفاوضات لجأ هؤلاء [البعثيون] الى تهديد بعض اخواني الذين كانوا معي في النجف وبلغني انهم قالوا لهم: نحن لا شأن لنا به ولكننا سنفعل بكم ما نفعل. فرأيت ان من الممكن ان يلحقوا الاذى باصدقائي فقررت التحرك وجئت طبعا تحت مراقبة الحكومة العراقية الى حدود الكويت.
وعلى الحدود الكويتية ايضا مورست على الحكومة الكويتية الضغوط ذاتها التي مورست على الحكومة العراقية. ولم يسمح لي حتى بمجرد العبور من هذا الجانب من الحدود الى ذلك الجانب. وانني لست بعاتب على احد لان لديهم التزاماتهم وهم يعملون طبقا لمعاهداتهم. انني لست بعاتب لا على حكومة العراق ولا على الحكومة الكويتية ولكن الله تبارك وتعالى قدر امرا وكنا" نحن غافلون".
الاقامة في فرنسا تقدير الهي
لقد كنا نعتزم البقاء في الكويت يومين او ثلاثة والاجتماع مع بعض السادة ثم مغادرتها الى سوريا للاقامة هناك، ولكن الله قدر امرا آخر تماما، ولم نكن نعلم اين سينتهي هذا التقدير. فعدنا من هناك الى البصرة ثم اخذونا الى بغداد، وادركت بان الحال ستكون نفسها اذا قررت الذهاب الى اي من الدول الاسلامية، لذا نويت ودون سابق تفكير الذهاب الى فرنسا، رغم انني لم اكن راغبا في الاستغناء عن البلدان الاسلامية ولكن الله قدر امرا ساهم في نقل قضيتنا الى صدر الاهتمامات العالمية وتقاطر الصحفيون علينا من كل حدب وصوب حتى بلغ الامر اننا كنا نجري في اليوم الواحد عدة لقاءات صحفية سيما مع اولئك القادمين من امريكا، وكانوا ينشرون تلك المقابلات في كافة ارجاء امريكا وسائر البلدان وقد اوضحنا للعالم ابعاد قضية ايران بشكل ساهم في رفع الابهام الذي زرعه اعلام السوء الذي كان الاجانب يقومون به.
احباط المؤامرات الاعلامية للنظام
استنادا لما قيل لي، فان محمد رضا كان يرصد مائة مليون دولار سنويا من أجل الأعلام! وكان واسعا وشاملا، كان يغطي كل انحاء العالم ويستهدف الشعب وعلماء الدين وغيرهم، ومن ثم نفاقه وحاشيته. وقد تمكنا خلال فترة وجودنا القصيرة في باريس وعبر اجراء اللقاءات ونشر المقالات، من توضيح قضيتنا في بلدان اجنبية وللشعوب الاجنبية. ورويدا رويدا واستنادا لهذه الامور والقوة التي منَّ الله بها على الشعب الايراني، ثار الشعب بقدرة الايمان ووحدة الكلمة.
لقد حصلت غفلة بعد عام من مذابح الخامس عشر من خرداد وما جرى آنذاك وما تبعه من نفيي الى تركيا ومن ثم الى العراق. ولكن وقبل عام او عام ونصف تضافرت عدة عوامل ادت الى انطلاقة نهضة ايران. وبعد ذلك بدأنا من العراق ثم ذهبنا الى فرنسا. وان كل ما وقع مرهون بعد لطف الله تبارك وتعالى بما بذله الشعب الايراني، سيما الشريحة الفقيرة منه لا شريحة الاشراف والاعيان والموسرين. اننا مدينون لاولئك. اننا مدينون للنساء والرجال صغاراً وكباراً الذين كانوا متأهبين للنزول الى الشوارع كلما اقتضى الامر دون ان يهابوا الرشاشات التي كانت تواجههم، كانوا يكشفون عن صدورهم ويقولون: اطلق النار. علينا القول بان الدم واللحم تمكن من الانتصار على الدبابة والرشاش وهذه هي قدرة الله تبارك وتعالى.
ربانية الثورة الاسلامية
حينما استعرض اوضاع ايران والشمولية التي تحققت لهذا المطلب الواحد، الذي تمثل بالمطالبة بحكومة اسلامية حقيقية، حينما انظر في كيفية انتشاره في كافة انحاء البلاد، بدءً من طهران وحتى آخر نقطة على الحدود، وفي كل قرية وناحية، حينما استعرض ذلك وأتأمل فيه تنتابني قناعة تامة بان ما حصل هو امر الهي وليس امرا بشريا. فالبشر لا يتمكن مهما كانت قدرته، مهما كانت امكانيته في البيان، من النفوذ الى المجتمع وبلوغ الطفل الصغير حديث العهد بالكلام، والرجل العجوز الراقد في المستشفى، لكي يقولوا معا امر واحد ويصرخوا معا في الشوارع ليل نهار: نريد الاستقلال والحرية، لا نريد النظام الملكي، نريد الجمهورية الاسلامية.
انني مقتنع تماماً بان شمول هذه القضية كان امراً إلهياً، وان الله تبارك وتعالى هو حامينا وسندنا لذا فنحن منتصرون.
الارواح الطيبة والنفوس القدسية
ان هذا الامر هو الذي افعمني بالأمل منذ اوائل الامر، وحينما تنامت الثورة واتسعت دائرة الوعي والصحوة في اوساط الناس، والحمد لله، تحقق الامل. لكن لا ينبغي لاحد ان يقول: أنا فعلت. طبعا الشعر الذي قرأه السيد جيد من الناحية الادبية ولكني انا شخصيا أقل من ان يقال فيّ مثل هذا. ان سكان الاكواخ هم الذين اطلقوا صرخاتهم في الشوارع وقدموا دماءهم وابناءهم، انهن الامهات اللاتي كان لديهن اربعة اولاد وفقدن ثلاثة وكن يعربن عن استعدادهن لتقديم الرابع في سبيل الله. ان هذا هو الذي اشعرنا بالأمل، انها روح التعاون، روح الانسانية والروح الاسلامية التي ظهرت لدى الشعب الايراني. ان هذا التغيير الذي حصل لدى الناس اعظم من التغيير الذي حصل للنظام.
ذات يوم لم يكن يجرؤ احد في بازار طهران، الذي يعتبر اكبر سوق في ايران، على معارضة عريف شرطة اذا ما جاء وطلب اغلاق المحلات بمناسبة الرابع من آبان «1» او طالب بوضع الزينة من أجل ذلك. فلم يكن يرد في ذهن احد ان بالامكان معارضة هذا العريف! ولكن الله تبارك وتعالى- وفي فترة قصيرة غيّر هذه الارواح الطيبة واحدث تحولًا بالغاً في تلك النفوس القدسية، فنزلوا الى الشوارع وصرخوا: الموت للشاهنشاهية البهلوية! كانوا يقفزون من امام الدبابات ويتسلقونها ويطلقون شعاراتهم من فوقها. ان هذا التحول، اذا حدث لشعب ما في مدة قصيرة وشمل كافة الطبقات، فهو معجزة بالغة الوضوح. لقد كنت ترى اينما ذهبت في هذه البلاد، ان الناس يواجهون قوى الامن التي كانت لديها اوامر بقتلهم وابعادهم، ولم يكترثوا لتهديداتهم، ويطلقون شعاراتهم.
تغلب سلاح الايمان على جميع القوى
ان هذا التحول الروحي يبعث على الدهشة، ان هذا التغيير الروحي هو الذي ادى الى تحقيق النصر لشعبنا. فتضرعوا للدعاء لله ان يمنَّ بهذا التغيير على كافة الشعوب الاسلامية والمستضعفة. ادعوا الله تبارك وتعالى ان يمن علينا بالتغيير. فهذا التحول الروحي وهذه الثورة الاسلامية هدية ارسلها الله تبارك وتعالى من العالم العلوي لشعبنا وينبغي بنا ان نشكر الله تبارك وتعالى وان كنا لا نتمكن من ايفائه حق شكره.
وان عليّ ان اشكر هذه النعمة وهذه الرحمة، واشكر الشعب الايراني على ما تحمله من محن، عليّ ان اشكر ذلك وأرى اني عاجز عن ان اؤدي حق هذا الشكر. ان هؤلاء هم الذين انجزوا كل شيء والله أيدهم واتت قدرة الله وقدرة ايمان هذا الشعب أُكلها اخيرا، ان هذه القدرة تمكنت بعناية الله من استئصال جذور ملكية عمرها 2500 عاما، رغم دعم امريكا لها ودعم الاتحاد السوفيتي سرا لها بالاضافة الى الصين وبريطانيا، لقد وقفت كل القوى العظمى خلفه (الشاه) وكان لديه ولديها كل الاسلحة المتطورة في حين وقف شعبنا بوجهه بايدي خالية، فلم يكن لدى ابناء شعبنا حتى بنادق، لم يكن لديهم اي شيء! ولكنها قوة الايمان وارادة الله. فليس هناك ما يثير العجب من ان يقدر الله تبارك وتعالى لشعب لا يملك اي شيء، لا يملك اي سلاح، الغلبة على كافة القوى بسلاح الايمان فقط.
مؤامرة المنع من العودة الى ايران
هؤلاء تراجعوا شيئاً فشيئاً. كنا في باريس وتوالت علينا الزيارات، التي كانت تهدف بشكل خفي واحيانا بشكل معلن، الى حثنا على التوقف. كانوا يقولون: نعطيك ما تريد، ننجز لك ما تريد. الشاه نفسه ابلغني بوسائل مختلفة بانه مستعد لتسليم البلاد، شريطة ان يبقى هو ملكاً وتكون كل الاعمال بيدي، ولكني لم اكترث له. ان القدرة الإلهية هي التي اعانتنا ورحل الملك وبقيت حثالته.
لقد سعوا حتى عبر الحكومة الفرنسية الرئيس الفرنسي اذ ابلغتني رسالة مؤداها ان من المبكر الآن العودة الى البلاد، وبطريقة توحي بالاخلاص مثلا! كذلك وجه اليّ اقتراح من امريكا بان عليك التأني الان، وان من المبكر ذهابك الى ايران! ومن ايران ايضا كان الامر كذلك، فبعض الأفراد من تلك المجموعات، كانوا يعرضون نفس الاقتراح، وهذا الاقتراح هو الذي دفعني الى اتخاذ قرار العودة، وليكن ما يكون! وقد ادركت بان وراء هذه القضية امرا ما. انهم كانوا يريدون الابقاء عليّ هناك، ويبادرون هنا الى زيادة وتيرة التآمر بحيث اعجز بعدها عن القيام باي عمل. فاعلنت انني سأعود، وبادروا هم الى اغلاق المطارات، اغلقوا جميع المطارات. وقد صبرنا وقلنا سنعود حينما يعاد فتح المطار ولكنهم اغلقوه مرة اخرى، وقلنا نحن سنعود حينما يعاد فتحه. فادركوا بانه لا يمكنهم الابقاء على المطار مغلقا فهددوا وقاموا ببعض الاعمال ولكننا عدّنا.
وحينما وصلنا نحن مدينون طبعا لاحساسات ابناء الشعب الايراني الذين اجتمعوا من كافة الاطراف والاكناف ... وقد عاد الكثير منهم، ولكن اهالي طهران كانوا موجودين- تعرضنا هنا ايضا لعملية شد وجذب بيننا وبين الحكومة، لكننا لم نكترث بمقالتهم ونصبنا رئيسا للوزراء وقلنا باننا واستنادا لما لدينا من ولاية شرعية واستنادا لما منحنا أياه الشعب من آراء فنحن نعين رئيسا للوزراء. الحكومة الموجودة قالت بانها ستعتقل رئيس الوزراء المنصوب، فقلنا طيب اعتقلوه سنأتي بشخص آخر!
بعد ذلك حاولوا اخافتنا وبدأت بعض الامور لكننا أمرنا بعدم السماح للوزراء بالوصول الى مقار عملهم في الوزارات، وقبل العاملون في الوزارات ومنعوهم من دخولها. حتى ان رئيس الحكومة (شاهبور بختيار) اعتبر ذلك نوعا من المزاح من قبلنا، وقال انه يقبل برئيس الوزراء الجديد ما دام الأمر لا يتعدى حد المزاح. في البدء كان يقول سنعتقله ثم تراجع قليلا وقال بانه يقبل بالامر ما دام مزاحا ولكن اذا كان الامر جديا فانه سيفعل كذا وكذا «2» ونحن قلنا ليكن الأمر جديا! وقد انتهى الامر باقصاء هذا المخلوق الذي هدد في بداية الامر بالاعتقال وبكذا وكذا انتهى امره، ونتيجة لطبيعته الصحراوية- فانا اعرف الطبيعة الصحراوية لشاهبور بختيار وانا لي تاريخ معهم- انتهى الامر به أن ارتكب الجرائم وقتل البعض، اصدر امرا بالقتل وقد نشرت الصحف ذلك إذ قال بشكل غير مباشر بان الامر صادر منه وان الجيش لا يقوم باي عمل ما لم يتلق امرا منه «3».
مطالبة العالم باعادة الشاه المجرم
بعد ذلك فرّ من البلاد، ونحن ندعو نيابة عن الشعب الايراني الشعوب كافة ان يعيدوا الينا هذا المجرم. فعلى كل من وجد هذا المجرم ان يسلمه الينا وسوف نعلن عن ذلك. وحديثي هذا هو بمثابة اعلان بذلك ونوصي اصدقاءنا الموجودين في خارج ايران بان يخبروننا اذا ما عثروا عليه في اي مكان من العالم كي يتسنى مطالبة تلك الدولة بتسليمه إلينا.
لقد وصل الامر حدا ان ذلك المخلوق (الشاه) مع كل ما كان لديه من قدرة عظيمة وكنا نحن نواجهه بايد خالية في حين انه كان يواجههنا بكل شيء وبدعم حكومات الدول الكبرى، نحن بالايدي الخالية المدعومة من قبل الله تبارك وتعالى لقد بلغ الامر ان يواجه هذا الانسان رفضا من كل بلدان العالم! والآن وحيث يقيم لدى صديقه المقرب الملك الحسن، فقد قرأت البارحة أو اول البارحة في صحيفة بانه قال:" نحن لا نستقبله كملك!".
كذلك قالت الحكومات الأخرى بانها لن تستقبله. واخيرا يبدو ان امريكا قد وافقت على استقباله. وسواء استقبلته أو لم تستقبله فاننا سنأتي به وما يملكه من اموال في الخارج وقد لا تعلمون يا سادة ماذا نهب من هنا وذهب به.
ضرورة كتابة جرائم وخيانات الاسرة البهلوية
ان البلاد التي بين ايدينا الآن بلاد تعمها الفوضى. كل جانب فيها تعرض للخراب من قبلهم قبل ان يرحلوا. وهذا النفط الذي كان ينبغي ان تنفق عوائده لصالح الشعب، اخذوه في مقابل اسلحة قالوا انهم سيعطوننا أياها، في حين ان تلك الاسلحة كانت لامريكا نفسها وقد اقيمت لها قواعد في بلادنا، فالاسلحة ليست لنا ونحن نعجز عن استعمالها، فهي لامريكا ذاتها ولكنها موجودة هنا، فهم وبذريعة اموال النفط، اقاموا قاعدة لهم هنا لمواجهة الاتحاد السوفيتي اذا ما وقعت حرب بينهم.
هذه كانت خياناتهم ولعل الغالبية من ابناء الشعب لا يعرفون هذا الأمر ويتصورون بانهم اعطونا اسلحة ولكنها اسلحة لا تنفعنا. طبعا ان اعطاء النفط وشراء السلاح السلاح الذي لا ينفعنا هو خيانة بحد ذاته ... فالقضية انهم اخذوا العوض والمعوض ووضعوهما في جيوبهم. في حين انهم اذا كانوا يريدون اقامة قاعدة هنا خلافا للموازين السائدة في العالم، فان عليهم ان ينفقوا الملايين بل المليارات من الدولارات حتى نجيز لهم اقامة مثل هذه القاعدة، ولكنهم اخذوا نفطنا واقاموا قاعدة لهم! هكذا كانت خيانتهم، نحن لا نستطيع ان نعدد خياناته والله وحده تبارك وتعالى هو المحيط بذلك. وستنكشف خفايا هذه الامور رويدا رويدا، فالبعض ممن يعرفون بها- وهم غير مطلعين على كافة الأمور- سيكشفونها في المستقبل.
على اية حال بلغ الأمر هذا الحد، والآن فان الفوضى كثيرة تعم البلاد نتيجة الجرائم التي ارتكبها هؤلاء. فالجيش قد تم اعداده بعيداً عن الروح الوطنية ومعتمداً كلياً على الآخرين. واقتصادنا مصاب بالشلل الكامل ونحن الآن محتاجون لاستيراد كل شيء من الخارج، في حين ان اقليما واحدا من اقاليم بلادنا اذا ما زرع بشكل صحيح فانه سيكفي الجميع. لقد كنا مصدرين واليوم بتنا محتاجين لاستيراد كل شيئ. لقد قضوا على ثرواتنا الحيوانية ومراتعنا. ان مراتعنا غنية للغاية وحينما جاء وفد يمثل ملكة بريطانية- هكذا نقلوا لاجراء دراسة على تلك المراتع لاعطائها لها، قالوا بانها اغنى المراتع والمراعي لتربية الحيوانات. لقد أمموا المراعي، اي انهم اخذوها من ايدي ابناء الشعب واعطوها للأجانب! أمموا غاباتنا واعطوها للأجانب.
لو ان احداً اراد ان يحصي جرائم وخيانات هذه الاسرة سيما جرائم محمد رضا شاه وما ارتكبه بحق هذا الشعب لو اراد ان يكتب ذلك ويتحدث عنه فسوف يطول الحديث. وانني آمل من المطلعين على مثل هذه المسائل وليس هناك من مطلع على كل تلك الأمور ولكن بالقدر المتيسر للبعض، آمل ان يبادر الى كتابته ونشره حتى يعلم العالم اي معاناة كنا نتجرع مرارتها.
الحمد لله ان ايدي هؤلاء وايدي اسيادهم قد قطعت اليوم وينبغي ان تقطع اطماعهم عن هذه البلاد، فعليهم ان لا يتوهموا انهم سيتمكنون من العودة اذا ما اصيبت أيران بقدر من الضعف. كلا فالضعف لن يوجد في ايران بعد الآن وشعبنا يقظ وحذر، حتى الاطفال باتوا يقظين، وان شعباً كهذا يتوكل على الله لا يمكن لاحد ان يهزمه كما عجزوا عن ذلك في السابق.
تشكيل الدولة الاسلامية العالمية
انني اطلب من شعبي ومنكم جميعا ومن كافة الشعوب الاسلامية، التوكل على الله، التوكل على الله في كل اعمالها، فالقوى الكبرى ليست بشيء مقابل قدرة الله، والقوة الاخرى مزهوقة امام قوة الله. اتكلوا على الله وسوف تتغلبون على كل شيء. فرسول الإسلام ورغم انه كان شخصا واحدا في مقابل جميع الأعداء، فقد انتصر عليهم بالتوكل على الله، وحينما دخل مكة مكة التي عانى منها ما عانى فانه دخلها منتصرا فاتحا.
ان نهضة الرسول الأكرم كانت نهضة انسانية، نهضة الهية، ولم تكن كسائر القوى الشيطانية الاخرى التي اقيمت من أجل المصالح الشخصية أو من اجل الحكم والقتل. كلا كانت قدرة الهية تدعمها. وقامت التعليمات الإلهية بتوحيد الشعوب التي كانت مبتلاة بعبادة الاصنام والاوثان والنار وما هو اسوأ من ذلك، وحّدتها وسطع نور لا إله إلا الله ورفرفت راية التوحيد على كافة البلدان الاسلامية، لانه (ص) كان متوكلا على الله وكان جبرائيل الأمين سنده. توكلوا انتم ايضا على الله ليكون جبرائيل الامين سندا ومرافقا لكم ولتكون الملائكة معكم.
انني آمل من الشعوب الاسلامية ان تستيقظ من غفلتها التي نجمت عما قام به الاجانب وما روجوه لتفريقهم وزرع العداوة بينهم، آمل ان يستيقظوا ويتحدوا وان يقيموا دولة اسلامية كبرى، دولة واحدة تحت راية" لا اله الا الله" وتكون هذه الدولة الغالبة لكل العالم. ايدكم الله جميعا ووفقكم. والسلام عليكم ورحمة الله.