[بسم الله الرحمن الرحيم]
مساعي عملاء الاستعمار لعرقلة المسيرة
اشكركم أيها السادة لقدومكم وتفقدكم أياي، وتوفير فرصة لقائكم.لقد كنا طوال تلك السنين منفصلين عن بعضنا، إذ سعى النظام الاستعماري الخبيث للفصل بين فئات الشعب، فهم يخشون وفاقنا، وقد لمسوا الآن ما لهذا الوفاق من أهمية، لذا فان الخطر الذي نواجهه أصبح اكبر.في السابق كانوا يظنون بان الاتحاد بين فئات الشعب المختلفة امر مضر لهم فعملوا بجدية لفصل تلك الفئات عن بعضها، فعزلوا علماء الدين عن الناس، عزلوا اساتذة الجامعات عن علماء الدين، والتجار عن الجامعات، وفصلوا الفئات الاجتماعية بعضها عن بعض، وجعلوا الجميع ينظرون بريبة الى بعضهم بعضا، الجامعي يرتاب من عالم الدين، عالم دين يرتاب من الجامعي، الجميع يرتابون من بعضهم، عالم الدين من التاجر، التاجر من عالم الدين، وآنذاك كانوا يظنون بان الجميع اذا اتفقوا فيما بينهم فان ذلك سيعرض مصالحهم للخطر، عملوا بجدية لفصل تلك الفئات بعضها عن بعض.والآن وبعد ان لمسوا في هذه الثورة، كيف استطاعت وحدة الشعب وتوكله على الله تبارك وتعالى طردهم وكف ايديهم عن ثرواتنا فان الخطر اصبح اكبر، أي انهم سيلجأؤون الى المزيد من الشيطنة وسيحاول عملائهم وأُجراؤهم بث الفرقة بين فئات المجتمع عبر واجهات ومسميات عديدة.
وأنتم تلاحظون الآن بان مجموعات من أجرائهم يعملون في مختلف أقاليم البلاد لاعاقة عمل الحكومة والحيلولة دون تحقق الوحدة بين فئات المجتمع.
الاستفتاء الشعبي كماً وكيفاً
لقد تلقى هؤلاء هزيمة كبرى بفضل الاستفتاء الشعبي اصابتهم بالجنون، فليس هناك من نظير لهذا الاستفتاء في جميع انحاء العالم.هذا الاستفتاء لا سابقة له.فمن مجموع 35 مليون نسمة يمثلون الشعب الايراني ممن تزيد اعمارهم على ال- 16 عاما والذين يحق لهم الادلاء بآرائهم، شارك اكثر من 20 مليون ناخب في هذا الاستفتاء، ولم يعارض الجمهورية الاسلامية إلا ما يقارب من 145 الف ناخب، في حين اننا في قم سمعنا ان امرأة زورت رأيها مما يعني ان ال- 80 رأيا المعارضة التي ألقيت في صناديق الاقتراع في قم عدد منها يرتبط بهذا التزوير، وإلا فان القميين قاطبة يريدون الإسلام.ولا يمكن للقميين ان يعارضوا الإسلام.ان تلك ال- 80 رأيا أما انها كانت من خارج قم ففي قم من هو من خارجها اما ان تكون هذه العناصر الفاسدة من خارج قم، أو ان يكون البعض قد زوّر الآراء كما فعلت تلك المرأة.كما ذكر القادمون من كردستان ومن كرمانشاه بأن تزويرا حصل في الآراء هناك، وإلا فان الآراء المؤيدة للجمهورية الاسلامية كانت كثيرة ايضا، كنا نتوقع قبولا للجمهورية الاسلامية يصل الى نسبة مائة في المائة، ولكن ما تحقق لا يقل عن ذلك.فقد نقلت احدى الصحف عن احدهم انه كان يبكي وحينما سأل عن سبب بكائه قال:لقد اخطئت وادليت برأي مخالف في حين انني كنت أريد ان ادلي برأي موافق، لقد اصبحت جهنميا!.على أي حال هناك أمران:الأول قضية تعداد المشاركين في الاستفتاء، فلم يخبرنا التأريخ بمثل هذا التعداد الذي شارك في مثل هذا الاستفتاء، 20 مليونا من اكثر من 30 مليون نسمة.والثاني هو قضية الكيفية التي تم فيها الاستفتاء. فاحيانا يذهب الناس للادلاء بآرائهم بشكل طبيعي، واحيانا يذهبون بعشق ومحبة للقيام بهذا الامر.بعض اولئك الفتيان ممن لم يكملوا ال- 16 عاما، جاؤوا إلى هنا وكانوا ممتعضين للغاية من عدم قدرتهم على المشاركة في الاستفتاء، كانوا مستائين من أنه لا يحق لهم الادلاء برأيهم.لقد أدلى الناس بآرائهم بعشق ومحبة وهذه الكيفية ايضا لا سابقة لها.اذا الاستفتاء الذي اجريناه لا سابقة له لا من حيث الكم ولا من حيث الكيف.
الحفاظ على جذوة الثورة
اذا تمكنا من الحفاظ على العشق والمحبة الاسلامية فان حالنا ستكون شبيهة لما نحن عليه الآن في سائر الامور، ولكن اذا ما فتر لا سمح الله هذا العشق والمحبة ولم نتمكن من الحفاظ عليه حينها لا اعلم ماذا سيحدث!. امامنا مراحل اخرى، امامنا مرحلة المجلس التأسيسي، ومرحلة انتخابات مجلس الشورى، والعهد الجديد يختلف عن العهد السابق ولن يتمكن احد من اجبارنا على شيء.نحن بانفسنا نذهب الى صناديق الاقتراع وندلي باصواتنا ولا يوجد من يفرض علينا وليس هناك من اجبار.
اذا تمكنا من الحفاظ على العشق والمحبة اللذين كانا موجودين في الاستفتاء الشعبي، اي اذا تمكنا من الحفاظ على شعلة الثورة متقدة ولم نسمح بخبوها، فاننا سنحقق نصراً ساحقاً في المرحلتين القادمتين ايضاً.اما بالنسبة للنواب الذين يجب انتخابهم للمجلس التأسيسي مجلس المؤسسين ومجلس الشورى فيجب ان يكونوا نواب وطنيين متدينين غير منحازين لليسار أو اليمين، يجب ان يكونوا منا وتهمهم مصالحنا.
ولو ضعفنا حينها لا سمح الله سنواجه خطر صعود نواب غير صالحين يفرضون علينا ويذهبون الى مجلس الشورى.
على أي حال، الأمر الهام حاليا هو ان نحافظ على الشعلة التي اوقدت، وهي شعلة أوقدها الله، فلا يمكن لبشر ان يوقد مثلها، هذه الشعلة التي اوقدها الله، هذه الشعلة التي أوقدها تأييد الله لنا، علينا المحافظة عليها، وعلى دوام اتقادها.وما دامت هذه الشعلة موجودة ومتقدة فاننا منتصرون، ولو خبت لا سمح الله
مسؤوليتنا ومسؤولياتكم
لا شك ان مسؤوليتي تكمن في التدريس اذا ما التقطت انفاسي قليلا.مسؤوليتي تتلخص في نصيحة طلبة العلوم الدينية وتعليمهم.ومسؤوليتكم انتم ايها السادة هي ان تعملوا على توعية هؤلاء الشباب وتربيتهم جنبا الى جنب مع تعليمهم.
سابقا لم يكن هناك لا تعليم ولا تربية، اي انهم لم يسمحوا بذلك، وكانوا يعيقون تعلم الشباب ولا يسمحون لهم بالنضج العلمي، كما انهم كانوا يحولون دون تربيتهم بشكل صحيح.لقد اوجدوا كل مراكز الفساد الموجودة في ايران إذ ابدلوا كل شيء وجد اجل التربية والتعليم لكنهم ابدلوه الى مراكز للفساد!.انظروا مثلا دور السينما، السينما مكان للتعليم والتربية، أو الاذاعة والتلفزيون هذه ايضا غيروا اهدافها.ان هؤلاء الذين جعلوا الوطن على هذه الحال كانت لهم" مهمة من أجل الوطن «1» ومهمتهم تكمن في تغيير اهداف تلك الاجهزة الى وضع مخالف.غير انه من الآن فصاعدا يجب ان تكون جميع هذه الاجهزة من أجل التربية ومن أجل التعليم: الاذاعة والتلفزيون والمسرح، كل ذلك يجب ان يكون من أجل التربية والتعليم.
الإسلام لا يعارض تلك الاجهزة، الإسلام يريد تهذيبها وجعلها في خدمة الإسلام وفي خدمة تربية الشبان.ونحن مكلفون بتربية هؤلاء الشباب الذين نحبهم، علينا ان نربيهم تربية اسلامية، تربية دينية آخذه بنظر الاعتبار متطلبات العصر، نربيهم بحيث يصبحوا منذ البداية عارفين بقضايا العصر ويدركون ما عليهم القيام به في المستقبل. ان هذه التربية يجب ان تكون مقترنة بالعلم، وانتم ايها السادة مكلفون بالقيام بذلك من بين جميع فئات المجتمع الايراني.فعلى جميع المعلمين وجميع العلماء ان يقوموا بذلك كي تتحول ايران الى وضع آخر.
اعداد الطاقات الإنسانية المخلصة والمتدينة
لاحظوا الآن اننا حينما نريد ان نقيم حكومة صالحة، لا نجد الطاقات الانسانية الكفوءة القادرة على ادارة البلد مما يجعل كل ما أنجزناه لا أثر له.حتى هؤلاء الاربعة اون الخمسة الذين يمكن العثور عليهم ليسوا مكتملين من كافة النواحي، لماذا؟ لانه خلال ما ينيف على الخمسين عاما الماضية سعى اولئك للحيلولة دون بناء الانسان، لم يسمحوا بصياغة رجل مدرك سوى.في السابق وقبل عهد البهلوي لم تكن الأمور بهذه الصورة، ولكنها أصبحت كذلك لاحقا.اننا الآن لا نفتقر الى كوادر بشرية مخلصة والى اقتصاد سليم الى غير ذلك.والأسوأ من ذلك والأدهى هو ان كوادرنا البشرية قليلة، وفي اية ادارة اردنا العمل نرى ان عملنا لا يتجاوز مرحلة الترقيع، ففي هذه الحكومة يرقعون الأمور، ليس انهم لا يريدون العمل، لكنهم لا يقدرون!لاشك ان الجميع يريدون ان تكون الحكومة التي بين ايديهم صالحة وجيدة، فهم اشخاص أمناء ولكنهم لا يعثرون على اشخاص صالحين، ليس لديهم قوى متدينة لذا فانهم يلجؤون الى ترقيع الأمور وفي بعض الاحيان فان بعض الافراد ينزعجون من العمل.ينبغي على جميع الفئات لا سيما المعلمين واساتذة الجامعات ان يسعوا الى اعداد الكوادر البشرية وفي مختلف المراحل فحينما يسلم الأطفال اليهم عليهم ان يتصدوا لمسؤولية تربيتهم وان يعكفوا على تربيتهم تربية اسلامية السليمة ففي التربية الاسلامية الصحيحة تتوافر جميع المزايا، اي ان المسلم اذا ترعرع كما يريده الإسلام، فانه من غير الممكن ان يخون بلده، لن يمكنه خيانة أخيه أو جاره أو أبن بلدته، بل لن يخون حتى الانسان الغريب، في الحقيقة إن الخيانة ستنتفي من قاموسه نهائيا. علينا ان نسعى لاعداد افراد صالحين. اسأل الله تبارك وتعالى التوفيق والسلامة لكم أيها السادة.